قيامةُ الوجْد

قيامةُ الوجْد
        

شعر

أراكمْ،
كما أرى روحي مُحلّقةً
عبرَ الغمام تنوءُ حُبْلى
بمزنٍ شفّ عن ولهٍ
إلى الديار التي عَطِشَتْ عشقًا
ورَاودَتْها بذورُ الوصلِ
لم تفقد بها أملاً.
أرى فيكمْ
عيونًا مُتعباتٍ ذبُلتْ..
شاخَ الحديدُ بها
وعزّ أن تدركَ شيئًا
بعيدًا، كانَ مُحتملاً
أراني في شغافِ مودتِكمْ
وشائجَ ما بينَ قلبي وقلبي
يكاد ينبضُ بي وجيبُ قلوبٍ
شاءها اللهُ واحدةً
وفرّقتها شجونُ أهوائنا سُبُلاً.
إحساسكم بي
يكادُ يُنبئني
أن الورودَ في أيّ أرضٍ
توافقُ في هوى روحي
الحبَّ مُكتمِلاً.
أصحو عليكم
كما عُشبٍ
في وحشةِ القَفْرِ تَندّى
وازدهى خَضِلاً.
علاجُ هذه الدنيا
هوَ الحُبُّ، لو فَطِنتْ
كلُّ الوحوش، لما سالَ دمٌ دونَ معنى
ولا ماتَ من الجوعِ طفلٌ
ولا انسَدَّ بابُ النبيينَ
وانفتحتْ أبوابُ من جَهلا.
اللهَ ما أروعَ الدنيا وبهجَتها
لو سادَ حبٌّ يَجْمَعُ الأجناسَ والألوانَ
والأديانَ والمللا.

 

 

علي عبدالله خليفة - البحرين