يصغي لأسئلة الأعماق

يصغي لأسئلة الأعماق
        

شعر

هو المجذِّف في اللاشيء
تمحضُهُ
جهنماتِ الرؤى السوداء عتمتُهُ
تلوح مرتفعاتُ الأربعين له
كما تلوحُ
لنهرٍ جفَّ جنَّتُهُ
وإذ يكثِّره الماضي تراودهُ
عن نطفةِ الشبق الأولى
طفولتُهُ
حيث الزمان طريًا كان بَعْدُ
وقد سالتْ
كباقة ناياتٍ عذوبتُهُ
والشمس تمشي الهوينا
فوق منحدرٍ
من النعاسِ تحاكي الوهم خفَّتُهُ
كأنما الوقتُ إذ يمضي به
حجرٌ تلقي بهِ
عن ذرى الأيامِ عَثْرَتُهُ
في البدءِ يمضي ببطء السلحفاةِ
كأنْ غفت بهِ
كالأراجيحِ اندفاعتُهُ
وكلما بدت القيعان سافرةً
تضاعفتْ عند سفح العمرِ
سرعتُهُ
حتى إذا دنت السنونَ
حاملةً ندوبها
انكمشتْ كالثوب صورتُهُ
مسدِّدًا قلبه المكلومَ
في جسد الرؤيا
كسيزيفَ إذ خانته صخرتُهُ
لا ريح تُشجيه حزنًا
لا تظاهرةٌ من البروقِ
على أفقٍ نباغتُهُ
يصغي لأسئلة الأعماق منفردًا
كبئر يوسفَ
والأشباحُ إخوتُهُ.

 

 

شوقي بزيع