الأوبئة في ساحة الحرب

الأوبئة في ساحة الحرب
        

          لعبت الأوبئة دورًا مهمًا في معظم الحروب التي عرفها التاريخ، ونخص بالذكر الطاعون والتيفوس اللذين قهرا جيوشًا جرارة، لكننا في هذا المقال نتحدث عن الأوبئة كسلاح يستعمله أحد الطرفين عمدًا.

          لعل أقدم مثال معروف لحرب بيولوجية هي الحرب التي بدأت بوباء الطاعون الأعظم العام 1341م. لقد حاصر التتار ميناء كافا (واسمه اليوم فيودوسيا بأوكرانيا) ورموه بالمنجنيق، فلما نفدت مقذوفاتهم استعملوا جثث من ماتوا بالطاعون في صفوفهم!.. هكذا بدأ الوباء يزحف نحو العراق والأناضول ومصر وشمال أوربا.

          وحتى العام 1710م ظل هذا التقليد متبعًا كما حدث عندما هاجم الروس أعداءهم السويديين بقذف جثث موتى الطاعون فوق أسوار مدينة ريفال.

          على أن الجيوش المحاصِرة كانت عبر التاريخ تلجأ لتسميم نبالها بفضلات بشرية، لأن هذا يطيل زمن التئام الجروح، أو تقذف ثياب المرضى على من تحاصرهم.

بطاطين الجدري

          يحفظ لنا التاريخ كذلك ذكرى حرب بيولوجية مبكرة شنها لورد جيفري أمهيرست الحاكم البريطاني لكندا وفرجينيا، الذي حارب الفرنسيين والهنود معًا. كان الزعيم بونتياك زعيمًا هنديًا من أوتاوا يتعاون مع الفرنسيين، وكان ثائرًا مع قبيلته لأن البريطانيين لا يتعاملون تجاريًا معهم، كما كان الفرنسيون يفعلون. هكذا بدأ خطر ثورة هندية شاملة يبدو في الأفق، دعك من أن الهنود كانوا مقاتلين شرسين فعلاً، وكانت الأرض تتعاون معهم، لذا كتب أمهيرست في مذكراته: «كل شجرة هنا هي هندي». رأى لورد جيفري أن الحزم مع الهنود هو السياسة المطلوبة، بينما اعتبر التعامل التجاري معهم نوعًا من الرشوة. كانت مشكلته الرئيسة هي القضاء على هؤلاء القوم الذين اعتبرهم دون البشر. فكّر في استعمال الكلاب لقتلهم، لكنه عدل عن الفكرة لأنه لا توجد كلاب كافية؛ لذا أرسل لهم عام 1763 هدايا ثمينة جدًا؛ هي بطاطين ومناديل مشبعة بفيروس الجدري. لم يكن يعرف شيئًا عن المرض، لكنه فعل بالضبط ما هو مطلوب. فيروس فاريولا ماجور يظل معديًا في صورته الجافة لأيام طويلة وربما لسنين.

          الوثائق المحفوظة في مكتبة الكونجرس تبين بوضوح أوامره بتلويث البطاطين (للخلاص من هذا الجنس المقيت). تبين كذلك أوامره للجنرال «بوكيت» الذي ارتبط اسمه بهذه البطاطين. ومن الغريب أنه لم يبد رغبة مماثلة تجاه الفرنسيين، فقد كان يعتبرهم «عدوًا جديرًا بالاحترام» على عكس الهنود.

          لقد أدان التاريخ جيفري أمهيرست بقسوة، لكنه كذلك اعترف بحقه في أن يُجنّ، لأن جنوده العائدين من كندا كانوا مصابين بالملاريا جميعًا، وكانت زوجته في حالة نفسية مريعة لا تريد سوى العودة إلى إنجلترا. لقد كان الرجل يختنق وأراد إنهاء الصراع بسرعة وبأي ثمن.

          تبين الوثائق أن الجيش البريطاني كرر الهدية القاتلة عام 1775 ، هذه المرة مع الأمريكيين الذين كانوا يبلون بلاء حسنًا في محاولة للسيطرة على كويبك. قام القائد البريطاني بتطعيم جنوده على طريقة الدكتور جنر ثم نشر الوباء. وقد تراجع الأمريكان بعد أن دفنوا قتلاهم في مقابر جماعية.

          في الحرب الأهلية الأمريكية كان الجنود الفيدراليون يقتلون الماشية ويلقون بها في موارد الماء التي يشرب منها جنود الاتحاد. لم يكن هذا كافيًا ليسبب أوبئة، لكنه بالتأكيد جعل مذاق الماء لا يطاق.

الحرب البيولوجية في القرن العشرين

          كانت الحرب العالمية الأولى أقذر حرب عرفتها البشرية من حيث عدم وجود قواعد أخلاقية على الإطلاق، وقد استعملت القوات الألمانية جرثومة الجمرة الخبيثة بحرية تامة عام 1916 مع الجيش الروسي. كما أصابوا الماشية في عدة بقاع بداء الرعام Glanders.

          استمرت الحرب البيولوجية وتزايدت الحاجة إليها مع الحرب العالمية الثانية. من جديد عاد الجدري يطل برأسه كحل فعال لإنهاء الصراع، ودارت الفكرة في رأس العلماء الأمريكيين والبريطانيين كثيرًا. لكن كان اليابانيون عن حق سادة الحرب البيولوجية في الحرب العالمية الثانية والأعوام التي سبقتها. هنا يظهر اسم الوحدة 731 التي كانت تتظاهر بأن عملها تنقية مياه الشرب قرب منشوريا، لكنها في الواقع كانت تعمل في دأب لتطوير الأسلحة البيولوجية (الجمرة التولاريميا الطاعون). كان مؤسس الوحدة هو د. شيرو إيشي.. قصير القامة والبصر خريج جامعة كيوتو.. أقنع الحكومة أن البلاد الأخرى تطور أسلحة بيولوجية ضد اليابان، وهكذا صرح له بأن يعمل ما بوسعه كي لا تصير اليابان الضحية الوحيدة. اختار مجموعة علماء أكفاء يكرهون الصينيين بجنون، وبدأوا العمل وكانت التجارب تتم على الأسرى الصينيين والكوريين. كل الدلائل تشير إلى أن الأمريكيين والبريطانيين كانوا يعرفون هذا جيدًا. عام 1936 بدأت الوحدة تجربة إنتاجها في ميدان الحرب على الصينيين، وقد كانت في البداية تلجأ لوسائل بسيطة مثل إطلاق الحيوانات المصابة وسط الجنود أو رش البراغيث حاملة الطاعون من الطائرات، وهو ما تم فعلاً في إحدى الغارات على ننجبو العام 1940. لا أحد يعرف عدد القتلى بدقة، وإن كان يدور حول مائتي ألف صيني. من الواضح أن النتائج كانت مشجعة. حتى قبل استسلام اليابان بشهر واحد كانت تخطط لإرسال طائرة انتحارية محمّلة ببكتيريا الطاعون إلى سان دييجو بالولايات المتحدة. كان أول من أرسلته الولايات المتحدة إلى اليابان المستسلمة هو عالم البكتيريا الشاب الميجور ساندرز، الذي كان عليه أن يعرف ما وصل إليه اليابانيون بالضبط. وبعد الحرب أصدرت الولايات المتحدة عفوًا عن قادة الوحدة وعن شيرو إيشي نفسه، وكان ذلك بناء على رجاء من ساندرز للجنرال مكارثر. وبدأت الولايات المتحدة تصمم برنامجها الخاص اعتمادًا على خبرات اليابانيين. عرف الجمهور الأمريكي المصدوم هذه الحقيقة عام 1995 في مقال شهير اسمه مقال «كريستوف». والأدهى أنه عرف أن أسرى أمريكيين كانوا ضمن خنازير غينيا التي أجريت عليها هذه التجارب الشنيعة.

          المثير للانتباه أن مركز الحرب البيولوجية الأمريكية كان في ولاية ميريلاند في فورت دتريك. المكان نفسه الذي يعمل فيه بروس إيفينز الذي سنقابله بعد قليل.

          تتحدث وثائق الصليب الأحمر عن قيام عصابات الهاجاناه الإسرائيلية باستعمال بكتيريا التيفود لتسميم مصادر الماء في عكا على الفلسطينيين، وقد قبضت القوات المصرية على هاجاناه متسللين يحاولون القيام بهذا العمل.

          في الحرب الكورية استعملت الولايات المتحدة سلاح الحمى المالطية (البروسلا) في قذائف مدفعية.

          في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي قرر الرئيس المصري جمال عبدالناصر أن يطور برنامجًا للحرب البيولوجية يتركز حول داءي التيفود والكوليرا، وتم تخصيص جزيرة سرية في البحر الأحمر لهذا الغرض، وأنشئ مختبر زوّد بالأجهزة والقردة اللازمة للتجارب، ثم قرر عام 1966 أن هذا المجال خطر أكثر من اللازم ويصعب السيطرة عليه، لهذا قامت القاذفات المصرية بنسف المختبر والجزيرة كلها.

محاولة فاشلة للمنع

          في العام 1969 أصدر الرئيس الأمريكي نيكسون قرارًا رسميًا بمنع أي بحوث في الحرب البيولوجية، وهو ما أدى إلى حرمان 2200 مستخدم من عملهم. وفي العام 1972 وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا ميثاقًا يحرم استعمال هذه الأدوية، لكن طبائع الأمور تؤكد أن هذا لم يحدث. لا تنس أن قوانين جنيف تحرم الحرب البيولوجية منذ العام 1925. وسرعان ما ظهر جاسوس روسي فار إلى الغرب اسمه «أليبكوف» ليؤكد أن الشركة السوفييتية بيوبريبارات المؤسسة في العام 1973 هي في الحقيقة مسئولة عن تطوير برنامج عملاق للحرب البيولوجية، بالذات وباء الجدري باستخدام فيروس معملي مطور اسمه «إنديا 67». لقد بذل السوفييت في السابق جهودًا عظيمة لتوفير لقاح فعال للجدري لكل البشر.. الآن يمكن فهم سبب حسن النية والكرم هذين.. عندما ينتهي إعطاء لقاح الجدري للبشر سيكون الجدري هو أشرس وباء في التاريخ.

          من الصعب معرفة أي أقطار تحتفظ بالفيروس حتى اليوم، لكن الأمريكيين يشكون في روسيا بالطبع والصين وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية.

          كان هناك برنامج نشط في جنوب إفريقيا اسمه «كوست» وهو متخصص في تطوير جرثومة جمرة خبيثة لا يجدي معها لقاح ولا علاج. المشكلة أن حكومة جنوب إفريقيا العنصرية وإسرائيل شيء واحد تقريبًا. طور هؤلاء العلماء كذلك جينًا أخذوه من بكتيريا (كلوستريديام برفرنجنس) التي تسبب داء غنغرينا الغاز، وزرعوه في بكتيريا إي كولاي واسعة الانتشار. إذن نحن نتكلم عن وباء غنغرينا يجتاح المجتمع، وبالطبع مع زوال حكومة الأبارتهيد فإن ترسانة الحرب البيولوجية هذه معروضة لمن يدفع أكثر.

          عرف الأمريكان هذا عندما عرض أحد العلماء من جنوب إفريقيا بيع بكتيريا من إنتاجهم للولايات المتحدة. كان اسم الرجل دان جوسن وقد أرسل العينات لأمريكا في أنبوب معجون أسنان. أصيب الأمريكان بالهلع عندما رأوا البراعة والإتقان اللذين تم بهما تصميم البكتيريا.

          من المؤكد حسب الوثائق أن هناك بكتيريا تم تطويرها جينيًا واختفت فجأة من هذه المختبرات. هذا حدث فعلاً وليس خيالاً علميًا.

          مع تزايد خطر الإرهاب تتحسب الولايات المتحدة لهجمة بيولوجية؛ لذا تنفذ تدريبات تدعى «الشتاء المظلم»، وفي رأي المراقبين أن نتيجة التدريبات مخيبة للأمل جدًا حتى الآن. إن لفظة «وباء» في حد ذاتها تسبب هلعًا يتوقف معه أي تفكير مرتب، وينسى الناس ما تدربوا عليه، ويحدث شلل في كل شيء.

الوباء في بيتنا

          في 27 يوليو عام 2008 انتحر عالم الميكروبيولوجي الأمريكي بروس إيفانز بجرعة عالية من الباراسيتامول. لهذا الانتحار قصة طويلة.. لكن يجب أن نعرف أنه كان قد استدعي للتحقيق باعتباره المتهم الوحيد في أول قضية إرهاب بيولوجي للقرن الواحد والعشرين.

          في 11 سبتمبر 2001 حدث شرخ لا يلتئم في حاجز الأمان الأمريكي عندما اقتحمت الطائرات برجي مركز التجارة العالمي، وهنا كانت الطامة الكبرى بعد أسبوع واحد عندما راح عدد كبير من الأفراد بالولايات المتحدة؛ منهم إعلاميون وأعضاء بالكونجرس، يتلقون طرودًا مبهمة.. الذين فتحوا الطرود لم يدركوا إلا متأخرًا أنها تحوي جراثيم مرض الجمرة الخبيثة، والنتيجة هي مصرع خمسة وإصابة سبعة عشر مواطنًا. بعض المرضى أصيبوا بجمرة الجلد وبعضهم أصيبوا بجمرة الرئة الأشد خطرًا.

          كما يحدث مع ظهور الأوبئة، لم يشخّص أحد حالة المريض الأول في البداية.. مجرد قيء متكرر وصعوبة في التنفس. توفي هذا المريض الذي كان صحفيًا في جريدة «صان»، وبعدها بدأت الخطابات تتكرر، وعرف الأطباء أن الخطابات تحوي مسحوقًا بنيًا هو ميكروب الجمرة الخبيثة. والمشكلة هي أن العينات كانت تتزايد نقاء مع الوقت.

          كانت هناك خطابات كتبت بإنجليزية رديئة مع العينات، تقول في معظمها: «خذوا البناسيلن (هكذا) الآن.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. الله أكبر».

          هذه حيلة لم تنطل على المحققين الأمريكيين طبعًا، فالتقنية المستعملة تحتاج إلى مختبرات عالية التقنية لا يمكن أن تتوافر للإرهابيين، ومن المستحيل تركيب هذه الجراثيم في كهف. هذا ليس إرهابًا إسلاميًا بل هو شخص يتظاهر بذلك، لكن شهية الأمريكيين كانت قوية لاتهام شخص من الشرق الأوسط. كانت هناك حروف أكثر وضوحًا وسمكًا من سواها في الخطابات وتحدد عبارة TTT AAT TAT. قدر المحققون أن هناك رسالة مخفية في الخطابات.. وفيما بعد عرفوا أن الفاعل كان مهتمًا بكتاب عن الشفرات، وكيف يمكن عمل شفرة عن طريق تركيب القواعد في الحمض النووي DNA؛ لهذا كانت العبارة ترمز إلى حروف FNY أو PAT. العبارة الأولى نوع من السباب لمدينة نيويورك، والعبارة الثانية هي اسم مساعد الفاعل.

          قامت الاستخبارات الفيدرالية بتحريات واسعة مضنية عن مصدر هذه الخطابات، خاصة مع خطابات عديدة زائفة تقلد الخطابات القاتلة. في البداية سادت إشاعة أن الجراثيم تحوي مادة البتونايت، وكان هناك بلد واحد يستعمل هذه المادة في أسلحته: العراق. لكن البيت الأبيض أصر على أن العينات لا تحوي سوى السيليكا، ولغرض لم يعرفه العلماء قط.

          تم تعقب الحمض النووي في البكتيريا التي تم فصلها مع أول حالة، واستغرق هذا شهرًا. وتبين أن الجمرة تم زرعها قبل إرسال الخطاب بعامين، أما الماء المستخدم في المزرعة فكان من مصدر في شمال شرق الولايات المتحدة. قاد الفحص في العام 2006 إلى أن الزجاجة التي أخذت منها الجراثيم كانت تحمل رقم RMR-1029.. وكان هناك رجل واحد مسئول عنها هو بروس إيفنز.

          قررت الاستخبارات الفيدرالية أنه من الممكن أن يقوم رجل واحد بهذا العمل المتقن، وفي مختبر بالبدروم، بتكلفة تبلغ 2500 دولار.

          وفي العام 2008 وجهت الحكومة أصابع الاتهام نحو الباحث بروس إيفنز الذي كان يعمل في الحرب البيولوجية في فورت دتريك. والحقيقة أن رجال الاستخبارات الفيدرالية جعلوا حياته جحيمًا وكانوا يفتشون بيته كل يوم. ظل العلماء في حيرة لأنهم لا يصدقون أن تبلغ قدراته هذا الحد.. تحويل الجرثومة إلى شيء يُشم يتعلق بفرع آخر تمامًا من العلم، فهذا يقتضي أن يكون حجم دقيقة السائل المتطاير 1- 1.5 ميكرون.. لو زاد حجم الدقيقة عن هذا فلن تصل إلى المجاري التنفسية السفلى، ولو كانت أصغر فالمرء يسعلها ويتخلص منها. يجب كذلك أن تكون معزولة عن الشحنات الكهربية وتقاوم أشعة الشمس.

          كان إيفنز في الثانية والستين عندما توفي منتحرًا على الأرجح - وكان عالم ميكروبيولوجي وخبير لقاحات يعمل في فورت دتريك. قضى 36 عامًا من حياته مع الحرب البيولوجية، وكان له اهتمام خاص بمرض الجمرة الخبيثة. بل إنه من فريق العلماء الذين قاموا بتحليل الخطابات السامة، وهو ممن تبنوا نظرية البنتونايت التي تشير بالاتهام إلى العراق، مما يجعل رجال الاستخبارات يشكّون في أن تقريره احتوى معلومات مضللة عن عمد. وحتى في العام 2008 كتب ورقة علمية عن الجمرة وكيفية مكافحتها باللقاح، واستشهد بهجمات الجمرة التي وقعت عام 2001. انتحر قبل أن يوجه له مكتب الاستخبارات الفيدرالي اتهامًا رسميًا بأنه المسئول عن هجمات وباء الجمرة، وهي تهمة كانت ستؤدي إلى الإعدام غالبًا. من الناحية الشخصية كان إيفنز كاثوليكيًا متدينًا، وإن حمل احترامًا شديدًا لليهودية، لدرجة أنه اعتبر اليهود شعب الله المختار فعلاً. وفي الأعوام الأخيرة بدأت علامات عدم الاستقرار تظهر عليه، مع اكتئاب شديد، مما دعا رؤساءه إلى حظر دخوله للمناطق الحساسة في المشروع.

          زملاء إيفنز لا يصدقون بتاتًا أنه فعل ذلك، فالعملية على كل حال تقتضي عامًا من العمل الشاق، وبالتأكيد كانوا سيشعرون بما يقوم به، أو يحدث تسرب كارثي في أي وقت. يقول زميل له للجنة التحقيق: يشبه الأمر أن تحدث جريمة قتل فتقبض على بائع السلاح، لمجرد أن الرصاصة المستخدمة تطابق الرصاص الذي عنده.

          البعض الآخر لم ينف أن يكون إيفنز ضالعًا في هذه الجريمة، لكنه استبعد تمامًا أن يكون الرجل قد عمل وحده. لقد مات الرجل بسرّه، لكن هل هناك في الحكومة الأمريكية من يعرف ما هو أكثر؟

          إن الحرب البيولوجية موضوع طويل شائك.. والأسوأ أن كل الدلائل تؤكد أن الكتاب لم يُغلق بعد.. مازالت هناك فصول ستُكتب فيه بلا شك. لهذا تبقى أساليب الوقاية من حرب بيولوجية محتملة موضوعًا مهمًا للأمن القومي العربي.

 

 أحمد خالد توفيق   

  




بعد ظهور الحرب الجرثومية تطورت الأزياء والمعدات الشخصية الحربية للجنود على هذا النحو





المقاتلون المتورطون في الحرب البيولوجية يعرفون أنهم في مواجهة معركة إبادة بشرية





اختبار بالأشعة السينية لأحد الميكروبات الجرثومية





ضحية من ضحايا فيروس الجمرة الخبيثة المستخدم في أحد وقائع المعارك البيئية





تعمل المختبرات العلمية على تخليق أمصال لمقاومة الأمراض المخلقة في المعامل