«العربي» تتجه شرقًا

          في حديثه الشهري يحذّر رئيس التحرير من «الإعلام الأصفر» بعد أن أصبحت لدينا قنوات صفراء، وإذاعات صفراء، ومواقع إلكترونية صفراء، وفرق صفراء من الإعلاميين الذين أهانوا المهنة، كما يندد بالإعلام العربي الخبري والعلمي والتقني، الذي أصبح تابعًا للغرب، مما جعل الأمر ينسحب على باقي مناحي الحياة التي خلّفت لنا جيلاً من التابعين للإعلام الغربي، وسط سقوط آليات الإعلام العربي الأصفر. إن الخشية - التي حلّقت منذ سنوات - من أن ينزلق إعلامنا العربي إلى مستنقع الثقافة الرخيصة التي تضع نفسها ألعوبة في يدي ثقافة الترفيه وحسب، تجعلنا اليوم نخشى - وقد وقع فيها الإعلام بالفعل - ألا نستطيع الخروج منها. «لكننا لن نقدم توصيات جديدة، بل نؤكد على ضرورة فض الأختام من على توصيات قديمة، من أجل إعلام ينبذ اللون الأصفر، المجانب للحقيقة، والمستخف بالعقل، من أجل إعلام يتيح لقوس قزح الإعلام الحضور والتأثير للمشاركة في بناء جديد للمتلقي العربي».

          ولأن الرحلة العربية القديمة إلى الشرق مثلت اكتشافًا متجددًا، سواء كانت رحلة التجار أو حج  العلماء أو فتوح المحاربين، فتلك الرحلات العريقة امتدت قرونًا لم تنقطع، حتى بعد توقف نبض طريقي الحرير البري والبحري، اللذين ربطا - سلامًا وحروبًا - بين شرقنا العربي في جغرافيتيه الدنيا والوسطى، وبين بلدان القارة الآسيوية بين أشرعة الحقائق ودفات الأساطير. لذلك كانت ندوة مجلة العربي الفكرية السنوية «العرب يتجهون شرقًا» بمنزلة رحلة مجددة إلى الشرق، نستعرض أهم ما جاء به المشاركون فيها من نحو 20 دولة عربية وآسيوية.

          بعد رحلتها الفكرية الآسيوية تتوقف صفحات «العربي» عند رحلتين بالشرق العربي، فنقرأ لكاتب عن مدينته الفيوم بمصر، ونتابع لمصورة إيرلندية مشاهد وانطباعات لها في الكويت.

          كما تواصل «العربي» تكريس صفحاتها لتكون موسوعة لأعلام العرب والعالم، فنتذكر زيارة للشاعر الكويتي أحمد السقاف، ونقرأ حوارًا مع الممثلة السورية منى واصف، ونتابع محورًا عن شخصية الأديب الليبي خليفة التليسي، ورؤية لأعمال الموسيقار المصري رياض السنباطي، ونبحر في دراسة عن المعماري الكبير حسن فتحي.

          وبين الرحلة في التاريخ، والرحلة إلى بقاع الأرض، رحلات أخرى على متن قافلة الآداب، والفنون والعلوم، وهي الرحلات التي ندعوك إلى رفقتها أيها القارئ الكريم.