تنمية الباطن قبل الظاهر

تنمية الباطن قبل الظاهر

‭ ‬في‭ ‬محاول‭ ‬لتعجيل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الـ‭ ‬17‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬2030،‭ ‬تأسست‭ ‬مبادرة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬الباطنية‭ -   Inner Development Goals  (IDGs)  - ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تحالف‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬K29،‭ ‬ونيو‭ ‬ديفيجشن،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬إكسكاريت‭ ‬السويدية‭ ‬غير‭ ‬الهادفة‭ ‬للربح،‭ ‬وبرئاسة‭ ‬يان‭ ‬آرتم‭ ‬هينركسون‭ - ‬مدرب‭ ‬قيادة‭ ‬ومحاضر‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬ستوكهولم‭. ‬وتنطلق‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬بضرورة‭ ‬إحداث‭ ‬تحويل‭ ‬باطني‭ ‬يتعلق‭ ‬بجوانب‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الإنسان‭ ‬وتفاعله،‭ ‬كالوعي،‭ ‬وطريقة‭ ‬التفكير،‭ ‬والقيم،‭ ‬ورؤية‭ ‬العالم،‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬والنمو‭ ‬الروحي‭ ‬المتجسد‭ ‬في‭ ‬صفات‭ ‬كالتعاطف،‭ ‬وأنماط‭ ‬السلوك‭ ‬والاتجاهات‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الطبيعة‭. ‬

وبهدف‭ ‬تثقيف‭ ‬الناس‭ ‬وإلهامهم‭ ‬وتمكينهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬قوة‭ ‬إيجابية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬المجتمع،‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬حياتهم‭ ‬وحيوات‭ ‬المحيطين‭ ‬بهم‭ ‬بصورة‭ ‬هادفة،‭ ‬قدمت‭ ‬المبادرة‭ ‬مخططًا‭ ‬مفصلًا‭ ‬للقدرات‭ ‬والصفات‭ ‬والمهارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬للبشرية‭. ‬كما‭ ‬وفرت‭ ‬حقائب‭ ‬وأدوات‭ ‬ومصادر‭ ‬مجانية‭ ‬للعمل‭ ‬الميداني‭. ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكيانات‭ ‬الكبرى‭ ‬كبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬وجامعتي‭ ‬ستوكهولم‭ ‬ولوند‭. ‬ورحبت‭ ‬المبادرة‭ ‬بضم‭ ‬مناصرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ودعوتها‭ ‬لحضور‭ ‬مؤتمرات‭ ‬قمة‭ ‬سنوية‭ ‬كالذي‭ ‬يعقد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم‭.‬

 

نقطة‭ ‬البداية‭ 

كانت‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬عاصمة‭ ‬السويد،‭ ‬حيث‭ ‬تجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الفكر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنمية‭ ‬الكبار،‭ ‬واتفقوا‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬أمر‭ ‬مهمل‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لخلق‭ ‬مجتمع‭ ‬عالمي‭ ‬مستدام،‭ ‬وقاموا‭ ‬بإعداد‭ ‬وثيقة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬النمو‭ ‬المهم‮»‬‭ ‬التي‭ ‬وضحت‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وطالبت‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشخصية‭ ‬بصورة‭ ‬منظمة‭. ‬كما‭ ‬قاموا‭ ‬بحصر‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬الباطنية‭ ‬والقدرات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لمخاطبة‭ ‬تحديات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لاسيما‭ ‬ما‭ ‬ينقص‭ ‬الساسة‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬على‭ ‬القيادة،‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للتعامل‭ ‬الناجح‭ ‬مع‭ ‬مسؤوليتهم؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬معظمهم‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬مخاطبة‭ ‬قضايا‭ ‬الاستدامة‭ ‬من‭ ‬مدخل‭ ‬مادي‭ ‬علمي‭ - ‬تكنولوجي،‭ ‬بينما‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬دوافع‭ ‬وإكساب‭ ‬مهارات‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬المنشود‭.‬

‭ ‬وبعد‭ ‬نشر‭ ‬الوثيقة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬سويدية،‭ ‬انطلق‭ ‬نقاش‭ ‬واسع‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭. ‬وتساءل‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬التنمية‭ ‬الباطنية‭ ‬المطلوبة‭ ‬بشكل‭ ‬محدد‭. ‬ونظرًا‭ ‬لكون‭ ‬نظريات‭ ‬تنمية‭ ‬الكبار‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬لغير‭ ‬المتخصصين،‭ ‬ولدت‭ ‬فكرة‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬يبسط‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬الباطنية‭ ‬ويسهل‭ ‬فهمه،‭ ‬ويحدّ‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬الأفكار‭ ‬والمشاعر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التنمية‭. ‬

وضعت‭ ‬الأهداف‭ ‬المذكورة‭ ‬عبر‭ ‬مراحل‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬بإعداد‭ ‬قوائم‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والصفات‭ ‬الباطنية‭ ‬الضرورية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتحديد‭ ‬المهارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتبسيط‭ ‬تعقيد‭ ‬المفهوم‭ - ‬كما‭ ‬بسطت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بترجمته‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬هدفًا‭ - ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والمديرين‭ ‬وقادة‭ ‬التنمية‭ ‬وخبراء‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وسواهم،‭ ‬حيث‭ ‬ساهم‭ ‬الجميع‭ ‬بتقديم‭ ‬الاستشارات‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مسحين‭ ‬لاستطلاع‭ ‬الآراء‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬لعامي‭ ‬2022‭ ‬و2023‭  ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صلاحية‭ ‬الأهداف‭ ‬بصورة‭ ‬ميدانية‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬بلد،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬المحليين،‭ ‬وبشكل‭ ‬يستوعب‭ ‬الاختلافات‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمنظمات‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المبادرين‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬بحماس‭ ‬حكومة‭ ‬كوستاريكا‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬وتوعية‭ ‬لقادتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

‭ ‬

23‭ ‬مهارة‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مجموعات‭ ‬

أثمرت‭ ‬الجهود‭ ‬إعداد‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬يتضمن‭ ‬خمس‭ ‬مجموعات‭ ‬تندرج‭ ‬تحتها‭ ‬صفات‭ ‬ومهارات‭ ‬فرعية‭ ‬أكدت‭ ‬عليها‭ ‬المبادرة‭ ‬كالتالي‭:‬

أولًا‭: ‬مجموعة‭ ‬الوجود‭ - ‬العلاقة‭ ‬بالذات‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬حياتنا‭ ‬الباطنية‭ ‬وتعميق‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بأفكارنا‭ ‬ومشاعرنا‭ ‬وأجسادنا،‭ ‬وتعزز‭ ‬قدراتنا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التعقيد‭. ‬‭ ‬وتندرج‭ ‬تحت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬المهارات‭ ‬الآتية‭: ‬

●‭ ‬البوصلة‭ ‬الباطنية‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬التمتع‭ ‬بشعور‭ ‬عميق‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬وأهداف‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭. ‬

●‭ ‬الاستقامة‭ ‬والأصالة‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بإخلاص‭ ‬وأمانة‭ ‬واستقامة‭. ‬

●‭ ‬العقلية‭ ‬المنفتحة‭ ‬والمحبة‭ ‬للتعلم‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬امتلاك‭ ‬قدر‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬الفضول،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالقصور‭ ‬وتقدير‭ ‬التغيير‭ ‬والنمو‭. ‬

●‭ ‬الوعي‭ ‬بالذات‭:‬‭ ‬ويعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬متأمل‭ ‬مع‭ ‬الأفكار‭ ‬والمشاعر‭ ‬والرغبات،‭ ‬وامتلاك‭ ‬صورة‭ ‬واقعية‭ ‬للذات،‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الذات‭. ‬

●‭ ‬الحضور‭:‬‭ ‬وهو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬‮«‬هنا‭ ‬والآن‮»‬‭ ‬بدون‭ ‬إطلاق‭ ‬أحكام،‭ ‬وبصورة‭ ‬منفتحة‭. 

ثانيًا‭: ‬مجموعة‭ ‬التفكير‭- ‬المهارات‭ ‬الإدراكية‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بتنمية‭ ‬مهاراتنا‭ ‬الإدراكية‭ ‬بتبني‭ ‬منظورات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتقييم‭ ‬المعلومات،‭ ‬وفهم‭ ‬العالم‭ ‬ككل‭ ‬متشابك‭ ‬ومتداخل،‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬حكيمة‭. ‬وتتضمن‭ ‬المهارات‭ ‬الآتية‭: ‬

●‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭:‬‭ ‬وتعني‭ ‬مهارة‭ ‬المراجعة‭ ‬النقدية‭ ‬لمدى‭ ‬صلاحية‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والخطط‭ ‬والأدلة‭ ‬الراهنة‭. ‬

●‭ ‬الوعي‭ ‬بالتعقيد‭: ‬وتتعلق‭ ‬هذه‭ ‬المهارة‭ ‬بفهم‭ ‬التعقيد‭ ‬والشروط‭ ‬المنهجية،‭ ‬والأسباب‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بقضايا‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

●‭ ‬مهارات‭ ‬المنظور‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬الاستبصارات‭ ‬من‭ ‬المنظورات‭ ‬المعاكسة‭ ‬واستخدامها‭ ‬بفاعلية‭. ‬

●‭ ‬صنع‭ ‬المعنى‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬الأنماط،‭ ‬وبناء‭ ‬هياكل‭ ‬للمجهول‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬قصص‭ ‬حوله‭ ‬بصورة‭ ‬واعية‭. ‬

●‭ ‬التوجيه‭ ‬والرؤية‭:‬‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬التزام‭ ‬مستدام‭ ‬بالرؤى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياق‭ ‬الأكبر‭. ‬

ثالثًا‭: ‬مجموعة‭ ‬العلاقات‭ - ‬الاهتمام‭ ‬بالآخرين‭ ‬وبالعالم‭:‬‭ ‬حيث‭ ‬تعزز‭ ‬مهاراتنا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتقدير‭ ‬الآخرين‭ ‬ورعايتهم‭ ‬والشعور‭ ‬بالتواصل‭ ‬معهم،‭ ‬كالاهتمام‭ ‬بالجيران،‭ ‬وبأجيال‭ ‬المستقبل،‭ ‬والمحيط‭ ‬الحيوي‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬نظم‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬واستدامة‭ ‬ومجتمعات‭ ‬تحتوي‭ ‬كل‭ ‬شخص‭.  ‬وتتضمن‭ ‬المهارات‭ ‬الآتية‭:‬

●‭ ‬التقدير‭:‬‭ ‬عقد‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومع‭ ‬العالم،‭ ‬والتمتع‭ ‬بشعور‭ ‬مهم‭ ‬بالتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬والفرح‭. ‬

●‭ ‬التواصل‭:‬‭ ‬امتلاك‭ ‬إحساس‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬التواصل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أكبر‭ ‬مثل‭ ‬المجتمع،‭ ‬أو‭ ‬البشرية،‭ ‬او‭ ‬العالم‭. ‬

‭ ‬التواضع‭:‬‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وفقًا‭ ‬لمقتضى‭ ‬الحال‭ ‬والموقف‭ ‬دون‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالذات‭ .‬

●‭ ‬التعاطف‭ ‬والتقمص‭ ‬العاطفي‭:‬‭ ‬وهو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومع‭ ‬الذات،‭ ‬ومع‭ ‬الطبيعية‭ ‬بصورة‭ ‬تشملها‭ ‬الطيبة‭ ‬والتعاطف،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الآخرين‭. ‬

رابعا‭: ‬مجموعة‭ ‬التعاون‭ - ‬المهارات‭ ‬الاجتماعية‭: ‬وتتعلق‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬بتطوير‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬قيمهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬وتتضمن‭ ‬المهارات‭ ‬الآتية‭: ‬

●‭ ‬التواصل‭:‬‭ ‬ويعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستماع‭ ‬للآخرين‭ ‬بصورة‭ ‬حقيقية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الحوار‭ ‬الصادق‭ ‬لمناصرة‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بمهارة،‭ ‬وإدارة‭ ‬الصراعات‭ ‬بصورة‭ ‬بناءة،‭ ‬وتبني‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬متنوعة‭. ‬

●‭ ‬الإبداع‭ ‬المشترك‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬الدافعية‭ ‬للبناء‭ ‬والتطوير‭ ‬والتي‭ ‬تيسر‭ ‬عقد‭ ‬العلاقات‭ ‬التعاونية‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬مصلحة‭ ‬متنوعين‭ ‬ممن‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالسلامة‭ ‬النفسية‭ ‬والإبداع‭ ‬المشترك‭ ‬الحقيقي‭. ‬

●‭ ‬العقلية‭ ‬المندمجة،‭ ‬وقدرة‭ ‬التقاطع‭ ‬الثقافي‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬الاستعداد‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬التنوع‭ ‬والاندماج‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الرؤى‭ ‬والخلفيات‭ ‬المختلفة‭. ‬

●‭ ‬الثقة‭:‬‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬الثقة‭ ‬وخلق‭ ‬علاقات‭ ‬تتمتع‭ ‬بالثقة‭ ‬والاستدامة‭. ‬

●‭ ‬الحراك‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬المهارة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإلهام‭ ‬الآخرين‭ ‬ودفعهم‭ ‬نحو‭ ‬الحراك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬مشتركة‭. ‬

خامسًا‭: ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ - ‬قيادة‭ ‬التغيير‭:‬  ‬وتتضمن‭ ‬صفات‭ ‬كالشجاعة،‭ ‬والتفاؤل‭ ‬وسواها،‭ ‬مما‭ ‬يعين‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬عوامل‭ ‬مساعدة‭ ‬وكسر‭ ‬الأنماط‭ ‬القديمة،‭ ‬وتوليد‭ ‬أفكار‭ ‬تتميز‭ ‬بالأصالة،‭ ‬والعمل‭ ‬بإصرار‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬وتندرج‭ ‬تحتها‭ ‬المهارات‭ ‬الآتية‭: ‬

●‭ ‬الشجاعة‭:‬‭ ‬وهي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القيم،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬والفعل‭ ‬الحازم‭ ‬إذا‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك،‭ ‬والتحدي،‭ ‬وهز‭ ‬الهياكل‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬القائمة‭. ‬

●‭ ‬الإبداع‭:‬‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬أفكار‭ ‬أصيلة‭ ‬ومتطورة،‭ ‬والتجديد‭ ‬والاستعداد‭ ‬لهز‭ ‬الأنماط‭ ‬التقليدية‭. ‬

●‭ ‬التفاؤل‭:‬‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستدامة‭ ‬ومواصلة‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اتجاه‭ ‬إيجابي‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬ذي‭ ‬معنى‭.‬

●‭ ‬الإصرار‭:‬‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬والصبر‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬تستغرق‭ ‬الجهود‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلًا‭ ‬كي‭ ‬تثمر‭. ‬

ويأمل‭ ‬المهتمون‭ ‬بالمستقبل‭ ‬في‭ ‬خاتمة‭ ‬المطاف،‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة،‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬باطنية‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الفردي‭ ‬والجماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأنانية‭ ‬والطمع،‭ ‬واللامبالاة،‭ ‬وتسليح‭ ‬الإنسان‭ ‬بالوعي‭ ‬والحضور‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬التغيير‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬الشخصية‭ ‬قبل‭ ‬الجماعية‭ ‬■