«كودا» رؤية الصمت
هل يمكنك أن ترى الصوت، أو أن تستمع إلى الصمت؟ أو أن تعيش عالمك من دون أن تسمع صوت البحر، وتغريد العصافير، ورفرفة النوارس، ولا تستمع إلى رهافة غناء حنون يخرج من القلب؟ فقط ترى الصوت في العيون، ولا يكون لديك ما تتواصل به مع العالم سوى إشارة تُعَبِّر بها عمَّا يدور في أعماقك، وما تريد أن تبوح به، لا يربطك بالعالم سوى ابنتك الشابة التي تفهم إشاراتك أنت وعائلتك الصَّمَّاء، ثم تقوم بتوصيل الإشارة للعالم عن طريق صوتها، وهي في الوقت نفسه تريد أن تُغَنِّي للدنيا وتترك حياة الإشارة التي تترجمها للعائلة.
إذا أردت أن ترى الصوت وأن تستمع إلى الصمت فيمكنك أن تشاهد فيلم (CODA) المنتج في أغسطس عام2021، والحاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم في النسخة 94 من جوائز الأوسكار2022، تأليف وإخراج سيان هيدر، بطولة إيمليا جونز، تروري كوتسور، دانيال دورانت، جون فيوري، لوني فارمر.
لغة الإشارة فاكهة الفيلم
صوت البحر هو أول ما يطالعنا في الفيلم، يسحبنا على سطحه الرمادي الذي يبدو عميقًا، يدعونا إلى أن نرهف السمع للأغنية التي تتردّد في البعيد، تسبح مُعَانِقة الموج، آتية من مركب صيد وحيد في قلب البحر، يأخذ موج البحر المُشاهد كأنه يحمل أسرارًا غارقة، نكتشف أن فتاة شابة تردِّد أغنية تستمع إليها باندماج واضح، ووالدها وأخوها صامتان يمارسان عمل الصيد، فلم تصدر كلمة في المشهد الاستهلالي سوى إشارة، ولم نسمع سوى صوت الفتاة وهي تغني.
صوت البحر والغناء الذي افتتح به صُنَّاع الفيلم المقدمة هو الركيزة التي سيتكئ عليها الفيلم عبر أحداثه، وسنعرف أن الفتاة روبي، التي تعيش مع عائلتها الصَّمَّاء، هي الوحيدة التي تسمع وتتكلَّم منذ مولدها، وحين ردَّت على اتصال خفر السواحل، علمنا أنها المُنْقِذة لهذه المركب الصامت في عرض البحر، هذه الفتاة سوف يدور حولها الفيلم، وهي التي ستقودنا لمعرفة هذه العائلة الصَّمَّاء.
في الفيلم مساحات صمت كثيرة، يختفي الصوت في مشاهد متعددة، فهو يعتمد على الإشارات، ومع ذلك لن يشعر المشاهد بأي إزعاج، صمت وإشارات تشدّك أكثر لمتابعة ما يحدث، حتى إن الإشارات مع التعمُّق في الفيلم بدت ضرورية، حيث تجعل المشاهد يتفاعل مع هذا العالم وهذه اللغة، وبدا في كثير من الأحيان أن للغة الإشارة أسرارًا خفيَّة، حتى إن سوء فهم الإشارات كان يصنع كوميديا خفيفة رائقة، وأيضًا بعض الحزن.
لم يكن هناك أي إحساس بالفَقْد حين كان يختفي الصوت وتختفي الموسيقى والغناء، فالحوار بالإشارات كان كافيًا لتوصيل مُبْتَغَى الفيلم ورسالته، ثم يدخل الصوت بعد الصمت ناعمًا مميزًا مع حركة تصوير المَشَاهد التالية، ومتفاعلًا في رحابة مُتْقَنة.
لغة الإشارة كانت فاكهة الفيلم وعذابه، حيث تعطي للمشاهد معنى بأن الأصم يمكنه أن يُعَبِّر عن مشاعره بكامل الثقة ومطلق الحرية، يقول بإشارة من يده ما يعجز اللسان أحيانًا عن البوح به، لغة الإشارة كانت رهيفة ويمكنك أن تفهمها دون صوت، لذيذة وممتعة، وبدت فكاهية تداعب المشاهد، خاصة في إشارات الأب الحوارية الممزوجة بالفكاهة والحب والحنين، أيضًا بدت لغة الإشارة مميزة حين أرادت صديقة روبي أن تداعب شقيق روبي، فطلبتْ من روبي أن تعلِّمها لغة الإشارة لتُبَلِّغه رسالة بأنها تريده، فأعطتها روبي لغة خطأ، ما أعطانا إحساسًا فكاهيًا لذيذًا.
حلقة الوصل مع العالم
الفتاة روبي، والتي قامت بدورها الممثلة الشابة إميليا جونز، أتقنت الدور ببراعة ورهافة وتلقائية وعفوية، كان الدور متوافقًا تمامًا مع عمرها وتكوينها الجسماني المتين الرقيق، فهي فتاة مراهقة، طالبة في مدرسة غلوستر الثانوية وفي الوقت نفسه تعمل مع والدها بجدّ على مركب الصيد، وتساعد عائلتها في هذا العالم، تُتَرْجم لهم صوت العالم، وتنقله إليهم عبر الإشارة التي تجيدها، وتنقل ما تريده عائلتها أن يصل للناس بلسانها الناطق، وقدرتها على السماع، هي حلقة الوصل والاتصال بين عائلتها والعالم، لكنها في الوقت نفسه تجد نفسها في صراع داخلي بين رغبتها الخاصة في أن تكون ما تريده، وتلبية احتياجات عائلتها، فَهُم من دونها سيفقدون الصلة بالعالم، ولن يتواصلوا مع الدنيا، إنهم لا يسمعون صوت العالم.
تشعر روبي بأن داخلها غناءً يريد أن يخرج من أعماقها، تريد أن تتحقَّق من هذه الموهبة التي تؤرق كيانها، هذه الموهبة تمثل الرغبة في إخراج الصوت المعبر عمَّا يدور في أعماقها، كأنها تريد أن تُخْرِج كل الإشارات التي تترجمها بصوتها الخاص، حدث هذا التزاوج البارع بين لغة الإشارات والصوت في مشهد بديع نهاية الفيلم.
الغناء رابط محبَّة
حين انضمت روبي لفريق الكورال عاتبتها زميلتها بسبب اختيارها فريقًا بعيدًا عن مواهبها، قالت روبي: «أنا أُغَنِّي طوال الوقت» مما أعادنا إلى مقدمة الفيلم، وفي مشهد بارع أثناء تناول طعام العائلة الصَّمَّاء، نَهَرت الأم روبي عن سماع الموسيقى والغناء بسماعة الأُذن أثناء الطعام الجماعي للعائلة، اعتبرت الأم ذلك قلة أدب، فأشارت روبي إلى أخيها الذي يستخدم صور الهاتف أمامهم على المائدة وهم ينظرون ويبتسمون، لكن الأم كانت لها نظرة مختلفة، فالصور التي تتم مشاهدتها على الهاتف يمكنهم جميعًا مشاركتها بأعينهم، أما استماع الأغاني فيخرجها عنهم، يعزلها وهي وسطهم، بدا المشهد مركبًا بين صراع الفتاة من أجل ممارسة حريتها كفتاة طبيعية، ومتطلبات العائلة والتزامها بعادات الصَّمَم.
في المرة الأولى التي يواجه صوت روبي العالم حين أخرجها معلمها برناردو لتغني أمام زملائها، وقفت ساكنة يبدو عليها الرَّهب، ارتعدت، فقال المعلم برناردو: «هل نسيتِ الكلمات؟» نظرت روبي لزملائها فوجدتهم يسخرون منها في ابتسامة واضحة؛ ثم انطلقت خارجة من حجرة التعليم، وقال برناردو: «لدينا هاربة» وبدا المشهد حزينًا، إلا أن صناع الفيلم انطلقوا وراء روبي في الحقول عند بحيرة صافية، منظر في غاية الجاذبية والمتعة، في طريقها نعق غراب، وكان صوت الغراب مميزًا، ينطلق بحرّية بعيدًا عن السخرية، ثم ظهرت أصوات طيور أخرى، ثم دخلت الموسيقى البارعة تتابع روبي جالسة أمام الماء، وكان المتوقع أن تُلْقِي بنفسها في الماء كي تتخلَّص من التوتر ومن الرهبة والاستخفاف التي عانت منه بسبب زملائها، لكنها غَنَّت الأغنية التي طلبها المعلم، غَنَّتها وحدها للطبيعة، بصوت رائق كالماء، أخضر كالزرع الذي يحيطها، كان صوتها جميلًا ومحبوبًا، وشعرنا بأن أعماقها تتفجَّر من الداخل وتندمج مع الخضرة والماء، والعصافير.
أيضًا الأغنية كانت الرابط العاطفي في الفيلم، فقد لاحظ المعلم برناردو أن روبي لديها حالة شغف بزميلها ويلز فجمع بينهما في أغنية حب ثنائية، مما تطلَّب أن يغنياها معا بمفردهما، وكان هذا سببًا كافيًا لربط علاقة المحبَّة بينهما عن طريق الصوت، الأغنية، وتحولت الأغنية لرابط محبَّة.
القطع في الفيلم عن طريق الغناء بين حركات الإشارة الصامتة كان بارعًا، وناعمًا في التنقل بين المشاهد، فالأذن تستمتع وهي تسمع الغناء الصافي المنتقى، ثم تنتقل المشاهد في نعومة عبر لغة الإشارة، نسمع صوت الموسيقى الحماسية والعاطفية. تملأ الشاشة وتتجاوب مع حركة ركوب الدراجة التي تقودها روبي أغان تعطي الحماسة والقوة الدافعة للحياة، وكانت تضع سماعات الأذن، وحين تفصلها عن أذنها تتوقَّف الموسيقى فجأة ويتوقف الغناء، وتدخل الحياة، تتحدث إلى الناس، تتعامل مع صيَّادي السمك، والغناء داخلها ينقطع حين تدخل دنيا الواقع، الغناء هو ما يصدر من أعماقها، هو شغفها الحقيقي النابع من روحها... الصوت والصمت والإشارة كانت محاور الفيلم الأصيلة متضافرة مع الغناء.
مشاعر الغناء
برناردو فيلالوبوس معلم الكورال من الشخصيات المهمة في الفيلم؛ لأنه معلم الغناء، حسَّاس جدًا ناحية الصوت، يدرك جمالة ويميزه، يعرف قيمة الصوت، ومن أين يمكن أن يخرج الصوت الحقيقي، وهو متناسب تمامًا ومتوافق مع موضوع الفيلم، المعتمد على الصوت والصمم. وقد قال المعلم برناردو لروبي إنه لا يوجد صوت بلا تنفّس، وفعلها مع روبي، جعلها تتنفَّس بعمق ثم خرج صوتها المكتوم، قويًا، جليًا، بديعًا، أذهل زملاءها الذين سخروا منها من قبل، قالت من داخلها كل ما كانت تريد أن تبوح به وأن تُعَبِّر عنه، وتحولت السخرية إلى إعجاب.
من أهم المشاهد الملتصقة بسحر الصوت في الفيلم حين سألها المعلم برناردو: «بِمَ تشعرين وأنت تغنين؟» قالت روبي: «لا أدري، من الصعب شرح ذلك» قال برناردو: «جَرِّبي» كأن هذا المشهد هو الغرض الرئيس من الفيلم، خروج الصوت الغناء الحياة، أن تعرف لماذا تفعل ما تحبه، حاولت روبي أن تبوح فلم تستطع، لم تخرج منها كلمات، ثم امتزج مشهد الإشارة في التعبير عَمَّا عجز لسانها عن البوح به، عَبَّرت عن شعورها بالإشارة، وكأنها تريد أن تقول إن شيئًا ما داخلها يريد أن يخرج منها وهي تغني، الصمت والإشارة في هذا المشهد يبدوان في غاية البراعة والدقة في التعبير عن أهم ما يمكن أن يقوم به الإنسان في الحياة، أن يقول ما يشعر وهو يمارس أحب الأفعال لقلبه، وأظهرت الإشارة المعنى كأن شيئًا يتحرك داخلها، ثم يخرج، التعبير بالإشارة أعطى ما لا يمكن أن تعطيه الكلمات، وفهمنا ما يحدث داخلها وما تشعر به دون كلمة، لقد استطاع المعلم أن يستخرج صوتها المتوحش البدائي دون تجميل، أن تغني من أعماقها، أن يجعلها تغني كالأصم، بطبيعتها الخاصة.
بين الموهبة والعائلة
اللحظة القاسمة للروح في الفيلم هي لحظة وقوفها الحائر بين متطلبات عائلتها ودرس الغناء الذي تحبه، المعلم يريدها أن تلتزم بالحضور، وعائلتها لا تستطيع أن تستمر من دونها، وحين تأخرت عن المعلم من أجل عائلتها؛ لأن التلفزيون سيقوم بالتسجيل مع عائلتها، كانت في حيرة، من سيقوم بترجمة إشاراتهم للعالم؟ من سيفسر رغبات الصم سوى الابنة؟ وقالت للمعلم تعتذر: «لم أفعل شيئًا من دون عائلتي قط»، ليظهر مدى ارتباطها بعائلتها.
حين عرضت على عائلتها أن تترك الصيد وتتوجُّه للجامعة ظهرت مشاعر الوالد معها وكذلك الأخ، والأم كانت تنظر للأمر بعقلانية، فالتحاقها بالموسيقى سيفسد حياتهم الصَّمَّاء، وهي حائرة بين موهبتها وعائلتها، تريد حياتها الخاصة ولا تريد أن تتركهم؛ فربما تسقط العائلة من دونها. وقالت: «الغناء هو ما أحب، إنه كل شيء» وحين انتهت المناقشة ضبطت روبي المنبه على موعد الاستيقاظ للصيد في الثالثة صباحًا، وصرخت صرخة عنيفة قبل أن تنام، صرخة سمعها الكون ولم تسمعها عائلتها الصَّمَّاء، صرخة تُمَزِّق الأحشاء من رغبتها في ترك ما هي فيه، واتجاهها إلى ما تحب... الغناء.
مرَّت لحظة صمت مليئة بالإشارات المعبرة وهي تعرض على عائلتها أنها لن تذهب إلى الجامعة من أجل الغناء، وأنها قرَّرت أن تمكث معهم؛ لأنهم يحتاجونها أكثر، كان الأب حزينًا لما تفعله ابنته في نفسها، وتمزّقه من احتياجه إليها، وفي الوقت نفسه رغبته في أن يتركها تمارس حياتها الطبيعية وفق ما تحب، وقال الأخ صارخًا بالإشارة: «القديسة روبي، سنبني لها ضريحًا على المركب» كان الأخ رافضًا تمامًا تضحيتها. وقررت العائلة أن تذهب روبي إلى الجامعة كي تغني.
في مشهد بارع مميز وروبي تغني في الحفل، والأب والأم داخل صالة المسرح لا يسمعان شيئًا، فقط ينظران إلى وجوه الناس، فنرى مدى المتعة التي يستمتع بها الناس من صوت روبي، كان المشهد على المحك، الأب والأم والأخ في المسرح لا يسمعون شيئًا، يشاهدون الأيادي تصفق لروبي فيصفقون مثلهم.
وحين غَنَّت روبي الأغنية المفضلة مع ويلز صديقها في فقرة خاصة انتبه الأب بشدَّة، كان تركيزه عاليًا، واضحًا على الشاشة، وفجأة اختفت جميع الأصوات، ودخلنا في أُذُن الأب الأصم، صرنا في صمم معه، وشعرنا بمشاعر الأصم وهو يرى مَن حوله يتفاعلون مع صوت ابنته وهو لا يسمعه، وبدا الأب وحيدًا في صممه، ضاع الصوت من الشاشة، ثم ظهرت تعبيرات رائعة على عينيه وهو يتابع وجوه الناس، فيرى الابتسامات الراضية واندماج الآخرين الجميل مع صوت ابنته، يشاهد التركيز البديع مع صوتها الناعم، والبكاء المتأثر لشجن صوتها، ثم هزَّ رأسه وعاد الصوت إلى الشاشة مع التصفيقات الحارة، وكأن الجميع يصفقون لهذا الأب الأفضل في الحياة.
في غاية البراعة دمج المشهد بين الصمت والصمم والغناء في الوقت نفسه، شعرنا بمشاعر الأصم، وسمعنا الصمت الأصم الذي يسمعه، ورأينا ما يراه، رأينا المشاعر واضحة، مليئة بالتعبيرات من خلال عين الأب، كان الأب منفعلًا داخليًا، عبر عنه الممثل تروي كوتسور بحساسية عالية وإتقان رهيف يستحق عليه الأوسكار بجدارة، رهافة من لا يسمع العالم، حتى إن المعلم حين قابله بعد الحفل قال: «هذا هو نوعي المفضَّل من الآباء».
ثم تلاه مشهد بارع آخر، حين رغب الأب في سماع الأغنية نفسها من ابنته، غنَّتها له بشجن واضح، وهو يضع يده على رقبتها، يتحسَّس أحبالها الصوتية في حنان، كان متأثرًا بما رآه في عيون الناس عن ابنته، فأراد أن يلمس ذلك بأنامله، يلمس الصوت الذي لا يستطيع سماعه، واستمع بيديه لأوتار حنجرتها، واحتضنها متأثرًا وسط النجوم، ثم أخذها في اليوم التالي للجامعة في مشهد بارع، وقالت الأم:«إذا كنا سنطردك، سنفعل ذلك بصفتنا عائلة».
اذهبي إلى موهبتك
عندما كانت روبي تجري اختبار قبولها بالجامعة بدت خائفة وقلقة وتبحث عن شيء، وحين تسلَّلت عائلتها الصَّمَّاء لتسمعها وهي تغني تماسكت روبي حين شاهدتهم، أغمضت عينيها وغنت بمشاعر رهيفة، وهي تنظر لهم أعلى مدرجات مسرح الاختبار، ثم اندمجت في مشهد من أجود مشاهد الفيلم، تغني بصوتها ويديها تعبر عمَّا تغني بالإشارة. أرادت أن تفهم عائلتها ما تغني، وهي الآن تغني لهم ومن أجلهم، انطلقت مشاعرها وحركات يدها متَّحدة مع صوتها وعائلتها تستمع للأغنية بالعيون في سعادة، اتَّحدت الإشارة مع الصوت في براعة، وتداخلت مشاهد خارجية مع الأغنية وانتهت بقبولها في الجامعة، وتحقَّق حلمها وخرج صوتها إلى العالم.
انطلقت سيارة روبي تريد الجامعة، لكنها أوقفت السيارة وعادت إلى عائلتها؛ لتُنهي الفيلم في حضن جماعي دافئ، في كتلة واحدة، لا يمكنك أن تلمح شعرة فراغ تفصل بين جسد العائلة المتماسك في هذا الحضن الأخير على الشاشة، كانت روبي وسطهم جميعًا، يضمونها في حماية، هي في قلبهم، وخرجت أول كلمة من الأب طوال الفيلم، قال: «اذهبي» بحنان ورغبة في أن يراها في السماء، وانطلقت السيارة عبر حلمها في الغناء، وانتهى الفيلم بإشارة وداع من الجميع، إشارة وداع رائعة من العائلة لروبي ومن روبي للعائلة، وكأنها تواجه المُشاهد في الوقت نفسه بإشارة تخرج كل ما في قلبها من محبَّة ■