«نتفليكس» وأخواتها

«نتفليكس» وأخواتها

‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬و«أمازون‮»‬‭ ‬و«آبل‮»‬‭ ‬و«هولو‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬المنصات‭ ‬العابرة‭ ‬للجنسيات‭ ‬والثقافات‭ ‬والقوميات،‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قمائم‭ ‬العولمة،‭ ‬والتي‭ ‬تعرض‭ ‬المنتجات‭ ‬الدرامية‭ ‬والترفيهية‭ ‬الآن‭ ‬لجميع‭ ‬سكان‭ ‬الكوكب،‭ ‬ونتوقع‭ ‬انضمام‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل؛‭ ‬منصات‭ ‬كوكبية‭ ‬جديدة‭ ‬تعرض‭ ‬المسلسلات‭ ‬الدرامية،‭ ‬والأفلام‭ ‬الروائية،‭ ‬والوثائقية،‭ ‬وأفلام‭ ‬الكرتون،‭ ‬والبرامج‭ ‬الترفيهية،‭ ‬والحواريَّة،‭ ‬وبرامج‭ ‬المسابقات،‭ ‬وتلفزيون‭ ‬الواقع،‭ ‬وهلم‭ ‬جرا‭.  ‬نسيج‭ ‬عنكبوتي‭ ‬يلف‭ ‬الكوكب‭ ‬ويعلق‭ ‬به‭ ‬المتفرجون‭ ‬مثل‭ ‬جثث‭ ‬حشرات‭ ‬تمتص‭ ‬حتى‭ ‬الجفاف‭.‬

المنصات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬جمهورًا‭ ‬قوميًا‭ ‬محددًا‭ ‬ومعينًا،‭ ‬متوافر‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ولدينا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الآن‭ ‬4‭ ‬منصات‭: (‬شاهد‭)‬،‭ ‬و‭(‬واتش‭ ‬إت‭)‬،‭ ‬و‭(‬فيو‭)‬،‭ ‬و‭(‬تود‭)‬،‭ ‬وأعدادها‭ ‬مرشحة‭ ‬أيضًا‭ ‬للزيادة،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬هو‭ ‬المنصات‭ ‬الكوكبية‭ ‬العابرة‭ ‬للدولة‭ ‬القومية،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬بسبب‭ ‬هول‭ ‬تأثيرها‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حسابه‭ ‬بالأرقام‭ ‬أو‭ ‬وصفه‭ ‬بالنعوت،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬بسبب‭ ‬الاختلاف‭ ‬البيِّن‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬عمل‭ ‬المنصات‭ ‬الكوكبية‭ ‬عن‭ ‬القومية،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬التوجهات‭ ‬والقيم‭ ‬والأولويات‭ ‬التي‭ ‬يستهدفها‭ ‬كل‭ ‬منها‭.‬

 

كيف‭ ‬تختار‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬أعمالها؟

على‭ ‬عكس‭ ‬الشائع‭ ‬بين‭ ‬العامة،‭ ‬فإن‭ ‬أبواب‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬مفتوحة‭ ‬أمام‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.  ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية‭ ‬يعرفها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حاول‭ ‬التقدم‭ ‬بمشروع‭ ‬مسلسل‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬نتفليكس»؛‭ ‬عليك‭ ‬أولًا‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬العمل‭ ‬منتجًا‭ ‬منفذًا‭ ‬لصالح‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬إنتاجاتها‭ ‬الدرامية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هو،‭ ‬لا‭ ‬أنت،‭ ‬بتقديم‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬عملت‭ ‬سابقًا‭ ‬مع‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭. ‬

بالطبع‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬تستطيع،‭ ‬إذا‭ ‬رغبت،‭ ‬بوصفها‭ ‬شركة‭ ‬استثمارية‭ ‬خاصة،‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬أعمالًا،‭ ‬بصيغة‭ ‬الأمر‭ ‬المباشر‭ ‬والتعاقد‭ ‬الفوري،‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مبدع،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬إذن‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬تستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬لكنك‭ ‬أنت‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬إن‭ ‬أحببت‭. ‬هذه‭ ‬وضعية‭ ‬تذكرك،‭ ‬ولا‭ ‬بد،‭ ‬بمحاولاتك‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالقصر‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬القصر‮»‬‭ ‬لكافكا‭.‬

لنضرب‭ ‬مثلًا‭ ‬توضيحيًا‭ ‬من‭ ‬حالتنا‭ ‬العربية‭. ‬قامت‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬أخيرًا‭ ‬بإنتاج‭ ‬أول‭ ‬فيلم‭ ‬عربي‭ ‬لها‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬ولا‭ ‬أعز،‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬وعدة‭ ‬مسلسلات‭ ‬عربية،‭ ‬بدأتها‭ ‬بمسلسلين‭ ‬عن‭ ‬الأشباح‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمنهما‭ ‬‮«‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الطبيعة،‭ ‬2020‮»‬،‭ ‬ومسلسل‭ ‬آخر‭ ‬للدمية‭ ‬‮«‬أبلة‭ ‬فاهيتا‮»‬‭. ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬سألت‭: ‬على‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬باختيار‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال؟‭ ‬فلن‭ ‬تجد‭ ‬إجابة‭! ‬وإذا‭ ‬سألت‭:  ‬من‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬بالشركة‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بالاختيار‭ ‬أو‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال؛‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬مدير‭ ‬فرع‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬أم‭ ‬مسؤولة‭ ‬قسم‭ ‬إنتاج‭ ‬المسلسلات‭ ‬الدولية،‭ ‬أم‭ ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬الإنتاج‭ ‬العام،‭ ‬أم‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬نفسه‭ ‬للشركة،‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬لجيش‭ ‬مستشاري‭ ‬السيناريو‭ ‬والإنتاج‭ ‬والتوزيع‭ ‬التابع‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاختيار‭ ‬وحسم‭ ‬قرارات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فسيكون‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬على‭ ‬إجابة‭.‬

هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬الضبابية‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الحديث‭ ‬عما‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬أهم‭ ‬إحدى‭ ‬سمتين‭ ‬تميزان‭ ‬أسلوب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الكوكبية،‭ ‬ونعني‭ ‬بها‭ ‬‮«‬سلطة‭ ‬المكاتب‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬المكاتب‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬حنا‭ ‬أرندت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬استشرفت‭  ‬في‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬شكلًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬آنذاك‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬المكاتب‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬البيروقراطية‮»‬‭. ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬أشكال‭ ‬الحكم‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬الخبرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬إما‭ ‬الملكية‭ ‬أو‭ ‬حكم‭ ‬الفرد،‭ ‬أو‭ ‬الأرستقراطية‭ ‬أو‭ ‬حكم‭ ‬النخبة،‭ ‬أو‭ ‬الثيوقراطية‭ ‬أو‭ ‬حكم‭ ‬رجال‭ ‬الدين،‭ ‬أو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬حكم‭ ‬الأغلبية،‭ ‬لكن،‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬عقد‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬توقع‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين‭ ‬والفلاسفة‭ ‬عصرًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬كانت‭ ‬إرهاصاته‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬بسبب‭ ‬القفزات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الهائلة،‭ ‬فتنبأوا‭ ‬باليوم‭ ‬الذي‭ ‬ستصل‭ ‬فيه‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحكم‭ ‬يُمارس‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬مكاتب‭ ‬شديد‭ ‬التعقيد،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للموظفين‭ - ‬الحكام‭ ‬في‭ ‬رحابه‭ ‬أن‭ ‬يُعتبروا‭ ‬مسؤولين،‭ ‬حيث‭ ‬تتوه‭ ‬المسؤولية‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬المكاتب‭ ‬البيروقراطية،‭ ‬بالتالي‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬حكم‭ ‬اللا‭ ‬أحد‮»‬‭. ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬تعريف‭ ‬‮«‬الطغيان‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬سلطة‭ ‬غير‭ ‬مجبرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬كشف‭ ‬حساب‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬عما‭ ‬تمارسه،‭ ‬ولا‭ ‬مجبرة‭ ‬على‭ ‬تبرير‭ ‬أفعالها‭ ‬لأي‭ ‬كان،‭ ‬فإن‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬اللا‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬المكاتب،‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬هي‭ ‬الحكم‭ ‬الأكثر‭ ‬طغيانًا،‭ ‬مادام‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬ثمة‭ ‬أي‭ ‬موظف‭ - ‬مسؤول‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نحاسبه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬قرارات‭.  ‬بكلمات‭ ‬حنا‭ ‬أرندت‭ ‬نفسها‭ (‬في‭ ‬العنف،‭ ‬1969‭): ‬‮«‬هذه‭ ‬وضعية‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وستعطي‭ ‬للعالم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬شكلًا‭ ‬كابوسيًا،‭ ‬وميلًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬نحو‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬رقابة،‭ ‬والغرق‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الهيجان‭ ‬العبثي‮»‬‭.‬

 

ثقافة‭ ‬‮«‬الديلر‮»‬

السمة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬وأخواتها،‭ ‬هي‭ ‬سمة‭ ‬حددتها‭ ‬طبيعة‭ ‬صعود‭ ‬مؤسسي‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال‭. ‬طريقة‭ ‬صعود‭ ‬ريد‭ ‬هاستنجز‭ ‬ومارك‭ ‬راندولف‭ ‬مؤسسي‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬تكاد‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬طريقة‭ ‬صعود‭ ‬جيف‭ ‬بيزوس‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬أمازون‭.‬‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬بدأ‭ ‬هاستنجز‭ ‬وراندولف،‭ ‬ومن‭ ‬مكان‭ ‬متواضع‭ ‬يشبه‭ ‬مرآب‭ ‬السيارات‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬منه‭ ‬بيزوس‭ ‬تجارته،‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬خدمة‭ ‬تأجير‭ ‬الأقراص‭ ‬المدمجة‭ ‬للأفلام،‭ ‬مع‭ ‬توصيلها‭ ‬بالبريد‭ ‬إلى‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.  ‬قبلهما‭ ‬بثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬بدأ‭ ‬بيزوس‭ ‬تجارته‭ ‬أيضًا‭ ‬بخدمة‭ ‬توصيل‭ ‬النسخ‭ ‬الورقية‭ ‬الرخيصة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬إلى‭ ‬القراء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.‬

أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬النابهين‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬الديلرز»؛‭ ‬أي‭ ‬أولئك‭ ‬الوسطاء‭ ‬الذين‭ ‬نراهم‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬ومسلسلات‭ ‬المخدرات،‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬المنتجين‭ ‬الكبار‭ ‬و‭ ‬المستهلكين‭ - ‬المدمنين‭ .  ‬الفكرة‭ ‬نفسها‭ ‬طبقها‭ ‬بيزوس‭ ‬وباقي‭ ‬أباطرة‭ ‬البيع‭ ‬بالتجزئة‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والإعلام‭ ‬الرقمي‭. ‬هم‭ ‬يشكلون‭ ‬الآن‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أغنى‭ ‬عشرة‭ ‬أثرياء‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الكوكب‭.  ‬جيف‭ ‬بيزوس‭ ‬مؤسس‭ (‬أمازون‭)‬،‭ ‬ولاري‭ ‬بيدج‭ ‬وسيرجى‭ ‬برين‭ ‬مؤسسا‭ (‬جوجل‭)‬،‭ ‬ومارك‭ ‬زوكربيرج‭ ‬مؤسس‭ (‬فيسبوك‭)‬،‭ ‬وبيل‭ ‬غيتس‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬لـ‭ (‬مايكروسوفت‭)‬،‭ ‬ولاري‭ ‬إليسون‭ ‬مؤسس‭ (‬أوراكل‭.‬‭..‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬ينتجوا‭ ‬أبدًا‭ ‬أي‭ ‬منتجات‭ ‬مادية،‭ ‬صناعية‭ ‬أو‭ ‬زراعية،‭ ‬وإنما‭ ‬جنوا‭ ‬ثرواتهم‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التوسط‭ ‬بين‭ ‬المنتجين‭ ‬والمبدعين‭ ‬والمصممين‭ ‬والشركات‭ ‬التنفيذية‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وبين‭ ‬المستهلك‭ ‬أو‭ ‬الزبون‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.  ‬في‭ ‬حالتنا‭ ‬هذه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬انتبهت‭ ‬إلى‭ ‬تتر‭ ‬مقدمة‭ ‬أو‭ ‬نهاية‭ ‬أي‭ ‬مسلسل‭ ‬من‭ ‬إنتاجات‭ ‬‮«‬نتفليكس‭ ‬الأصلية‮»‬،‭ ‬ستقرأ‭ ‬اسم‭ ‬أو‭ ‬أسماء‭ ‬الشركات‭ ‬التنفيذية‭ ‬الصغرى‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بصنع‭ ‬المسلسل‭ ‬فعليًا‭ ‬من‭ ‬ألفه‭ ‬إلى‭ ‬يائه‭.  ‬إن‭ ‬‮«‬مسلسلات‭ ‬نتفليكس‭ ‬الأصلية‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬أصلية‭.‬

نعتقد‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬‮«‬الديلر‮»‬،‭ ‬ومنطق‭ ‬‮«‬الديلر‮»‬،‭ ‬هما‭ ‬المسيطران‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬وأخواتها،‭ ‬وإذا‭ ‬تعمقنا‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬طريقة‭ ‬العمل‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬سيدهشنا‭ ‬مدى‭ ‬التشابه‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أسلوب‭ ‬عمل‭ ‬الديلر،‭ ‬فالديلر‭ ‬ليس‭ ‬منتجًا‭ ‬ولا‭ ‬يهمه‭ ‬إلا‭ ‬المكسب‭ ‬فقط،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬معنيًا‭ ‬بصحة‭ ‬المدمن‭ ‬الذين‭ ‬يبيع‭ ‬له‭ ‬المخدرات‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬ديلرز‭ ‬يغشون‭ ‬المخدرات‭ ‬الأصلية‭ ‬بسموم‭ ‬أو‭ ‬بصودا‭ ‬الخبيز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مضاعفة‭ ‬المكاسب،‭ ‬ويقومون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬بتمويه‭ ‬النوعيات‭ ‬المغشوشة‭ ‬تحت‭ ‬أسماء‭ ‬جديدة‭ ‬جذابة‭ ‬أو‭ ‬عبوات‭ ‬ملوّنة‭ ‬وبرّاقة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬الخطاب‭ ‬ذي‭ ‬النبرة‭ ‬البراقة‭ ‬الذي‭ ‬نسمعه‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬لتك‭ ‬الشركات،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬لحرية‭ ‬الإبداع،‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬أو‭ ‬الالتزام‭ ‬بمكافحة‭ ‬ثقافة‭ ‬التحرش‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬النساء‭... ‬وهلم‭ ‬جرا،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬حاولنا‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬المنتجات‭ ‬الدرامية‭ ‬لتلك‭ ‬الشركات‭ ‬فسنعثر‭ ‬بسهولة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يناقض‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬الشفوية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬العالمية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬منصاتها‭. ‬

لنأخذ‭ ‬مثالين،‭ ‬أحدهما‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬العالمية،‭ ‬والآخر‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تنتجها‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭. ‬حقق‭ ‬مسلسل‭ (‬لعبة‭ ‬الحبَّار،‭ ‬الموسم‭ ‬الأول‭ ‬2021‭) ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬مشاهدات‭ ‬لعمل‭ ‬درامي‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وأصبح‭ ‬هوسًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬والمراهقين‭.  ‬و‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬روجوا‭ ‬له‭ ‬باعتباره‭ ‬عملًا‭ ‬دراميًا‭ ‬ناقدًا‭ ‬للقيم‭ ‬الرأسمالية،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬النقيض؛‭ ‬دمج‭ ‬للمُشاهد‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬الرأسمالية،‭ ‬لأنه‭ ‬يحيل‭ ‬المشكلة‭ ‬الهيكلية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬مجمل‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للنيولبرالية‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬مشكلة‭ ‬أخلاقية‭ ‬فردية‭ ‬تتعلق‭ ‬بصلاح‭ ‬أو‭ ‬فساد‭ ‬أخلاق‭ ‬الفرد‭ ‬الشخصية،‭ ‬وبذلك‭ ‬يعفي‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬من‭ ‬اللوم‭ ‬ومن‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ففضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يساعد‭ ‬المتفرج‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬القوى‭ ‬الظالمة‭ ‬التي‭ ‬تستعبد‭ ‬حياته‭ ‬اليومية،‭ ‬يجد‭ ‬المتفرج‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المسلسل‭ ‬مقذوفًا‭ ‬بداخل‭ ‬عمق‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬ولعبته‭ (‬سيد‭ - ‬عبد‭). ‬لاحظ‭ ‬سلافوي‭ ‬جيجيك‭ ‬بنباهة،‭ ‬أن‭ ‬المسلسل‭ ‬كذلك‭ ‬يوجه‭ ‬الإزعاج‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬المُشاهد‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الغشاشين‭ ‬ضمن‭ ‬اللاعبين،‭ ‬وبذلك‭ ‬يعفي‭ ‬اللعبة‭ ‬المميتة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬اللوم،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬تحسنت‭ ‬شروط‭ ‬اللعبة‭ ‬وأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬لنالت‭ ‬رضا‭ ‬المشاهدين‭. ‬

المشكلة‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬واضحة‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ (‬لعبة‭ ‬الحبَّار‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬النوعيات‭ ‬المشابهة‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬تتباهى‭ ‬بنقد‭ ‬الرأسمالية‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬تفعل‭ ‬النقيض،‭ ‬أن‭ ‬النيوليبرالية‭ ‬ليست‭ ‬لعبة‭ ‬موت‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬لعبة‭ ‬تآكل‭ ‬وأفول،‭ ‬عفن‭ ‬وتحلل‭ ‬تدريجي‭ ‬بطيء‭.  ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يعتصر‭ ‬روح‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭ ‬ليس‭ ‬مواجهة‭ ‬خطر‭ ‬داهم‭ ‬ومميت،‭ ‬بقدر‭ ‬حربه‭ ‬اليومية‭ ‬لكي‭ ‬يطعم‭ ‬زوجته‭ ‬وأطفاله،‭  ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الخطر‭ ‬مميتًا‭ ‬لتحفزت‭ ‬له‭ ‬الإرادة‭ ‬البشرية‭ ‬ولاستيقظ‭ ‬الوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬لمواجهته‭.  ‬إن‭ ‬الأقوى‭ ‬والأصدق‭ ‬دراميًا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬لتوفير‭ ‬وجبته‭ ‬اليومية،‭ ‬بينما‭ ‬الأضعف‭ ‬هو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تسخين‭ ‬الدراما‭ ‬وتحويل‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬لعبة‭ ‬حياة‭ ‬أو‭ ‬موت‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الأمريكية‭. ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬تنفيسًا‭ ‬لمشاعر‭ ‬المتفرج‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محله،‭ ‬وقطع‭ ‬للفتيل‭ ‬المشتعل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الشرر‭ ‬إلى‭ ‬الديناميت‭. ‬

ونختم‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظة‭ ‬بحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تجنيه‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬أزياء‭ ‬وإكسسوارات‭ (‬لعبة‭ ‬الحبَّار‭) ‬يفوق‭ ‬بعشرات‭ ‬الأضعاف‭ ‬مكاسبها‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬المسلسل‭ ‬نفسه‭. ‬هل‭ ‬يمكن،‭ ‬والحال‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ (‬لعبة‭ ‬الحبَّار‭) ‬بوصفه‭ ‬ناقدًا‭ ‬للرأسمالية،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬تجارة‭ ‬العلامات‭ ‬الآن؟‭ ‬تربح‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬ظالمة‭ ‬ومظلومة،‭ ‬في‭ ‬شرها‭ ‬وخيرها،‭ ‬في‭ ‬حركتها‭ ‬وسكونها‭.‬

المثال‭ ‬الآخر‭ ‬عربي‭. ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬‮«‬نتفليكس‮»‬‭ ‬إنتاجاتها‭ ‬الدرامية‭ ‬العربية،‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬لنا؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬القيم‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬دعمتها؟‭ ‬أعمال‭ ‬تفاقم‭ ‬الظلام،‭ ‬وتضاعف‭ ‬الجهل‭... ‬مسلسلات‭ ‬عن‭ ‬الأشباح،‭ ‬والعفاريت،‭ ‬والشياطين،‭ ‬والأرواح‭ ‬الشريرة،‭  ‬ومساخر‭ ‬هزلية،‭  ‬وفيلم‭ ‬مقتبس‭ ‬عن‭ ‬فيلم‭ ‬إيطالي‭ ‬سابق،‭ ‬رأينا‭ ‬انفصالًا‭ ‬تامًا‭ ‬لسلوكيات‭ ‬شخصياته‭ ‬وهمومهم‭ ‬وقيمهم‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬ثلاثية‭ ‬الفقر‭ ‬والجهل‭ ‬والمرض،‭ ‬ومحاطًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬بالأوهام‭ ‬والغفلة‭ ‬والسرابات‭. ‬الشكل‭ ‬والتغليف‭ ‬جذاب،‭ ‬والعبوات‭ ‬جديدة‭ ‬وملونة‭ ‬وبراقة،‭ ‬لكن‭ ‬المتن‭ ‬والمضمون‭ ‬والقيم‭ ‬رثة‭ ‬ومُخوَّخة،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬يموه‭ ‬الديلر‭ ‬مخدراته‭ ‬المغشوشة‭ ‬وهو‭ ‬يتخذ‭ ‬هيئة‭ ‬التاجر‭ ‬الشريف‭.‬

صديقنا‭ ‬النابه‭ ‬قال‭ ‬أيضًا‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تهين‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬فسمّه‭ ‬ديلر‮»‬‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يحلون‭ ‬الآن‭ ‬محل‭ ‬أباطرة‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬الذين‭ ‬أفل‭ ‬زمانهم،‭ ‬كما‭ ‬حل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الترفيهي‭ ‬والخدمي‭ ‬محل‭ ‬الاقتصادين‭ ‬الصناعي‭ ‬والزراعي‭. ‬ديلرز‭ ‬الإعلام‭ ‬الجدد‭ ‬لا‭ ‬يعبدون‭ ‬سوى‭ ‬نسبة‭ ‬المشاهدات،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لإشعال‭ ‬أصابعهم‭ ‬العشرة‭ ‬شمعًا‭ ‬طمعًا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬المشاهدات،‭ ‬لذلك‭ ‬تتسم‭ ‬الاختيارات‭ ‬الدرامية‭ ‬لتلك‭ ‬الشركات‭ ‬بالعشوائية،‭ ‬وعشوائيتها‭ ‬أكثرها‭ ‬انتهازية‭ ‬■