«الصهيونية» ومعاداة السامية لا لتأجيج خطاب الكراهية
اقترن مصطلح الإسلاموفوبيا بسياقات تصاعد النزعة «الشعبَوية» التي انتشرت في أوربا وأمريكا داخل صفوف الأحزاب ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، المؤطرة بالانتقادات الأيديولوجية والهجمات العنصرية التي تتوجه في الغالب ضد الدين الإسلامي، إن العداء للإسلام مترسخ في الفكر الغربي منذ الحروب الصليبية، وسوف ينتعش مصطلح «الإسلاموفوبيا» عند مطلع القرن العشرين لتزامنه مع توسع الحركة الاستعمارية، ثم بعد مرور سنوات سيستعيد مصطلح الإسلاموفوبيا «بريقه» مع بداية الحرب على «الإرهاب» ومحاولة رد الاعتبار إليه، من خلال مراجعته وشحنه باستعمالات عنصرية من قِبَل عَرَّاب الإسلاموفوبيا المتطرف في فرنسا، الإعلامي اليهودي - اليميني إريك زيمور، الذي كان يريد باستعماله هذا المصطلح اختلاق عدو جديد مُجَسَّد في الدين الإسلامي.
هناك من يرجِع جذور الإسلاموفوبيا في الغرب خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى فترة حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل، عندما هددت السعودية في عهد الملك فيصل بقطع البترول عن الغرب، فتسبب ذلك في رفع أسعار الوقود، وقد جرى تصوير العربي المسلم في تلك الفترة بأنه إنسان عنيف، بل ذهب بعض المستشرقين إلى القول بأن العرب هم «سفاكون للدماء»، بينما يرى آخرون، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد انتشرت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في خضم بحث الغرب عن عدو بديل غير الشيوعية، وحسب بعض الإحصائيات هناك في فرنسا نمو سريع للعنصرية، ولِنوع من الرُهاب من الإسلام ومعاداة للسامية، إن الهجرة الحالية للمسلمين إلى أوروبا عملت كذلك على شحن الحقد ضدهم، وتم نقل «العداء للسامية» إلى تجسيدها وتشخيصها ضمن خانة الإسلاموفوبيا. لقد قام إيمانويل ماكرون مؤخرًا بتأجيج النعرة العنصرية وتوسيع جسر الهُوة بين اليهود والمسلمين لأسباب انتخابية، عندما صرح بأنه سيعمل على تجريم «العداء للصهيونية»، مضللاً الرأي العام الفرنسي بعدم التمييز بين الديانة اليهودية والعداء للحركة الصهيونية العنصرية، التي أنشأت وطنَها على حساب طرد السكان الأصليين من أرض فلسطين، لقد كان اليهود بداية القرن العشرين من أوائل من حاربوا الحركة الصهيونية، واليوم عندما يخلط إيمانويل ماكرون، بين العداء للسامية والعداء للصهيونية فإنه يسعى إلى تحييد الدولة الصهيونية الغاصبة من النقد وتبرئتها من المحاسبة على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، كما أنه يريد بتصريحاته المساندة للحركة الصهيونية، أن يحرف الحقائق التاريخية من أجل اكتساب رضا اليهود لصالحه، كلُوبي يسيطر على السياسة والإعلام الفرنسي، وقد بادر للرد على ماكرون المؤرخ اليهودي شلومو صاند، الذي أعلن موقفه الصريح من محاولة خلط ماكرون ومطابقته بين العداء للسامية والعداء للصهيونية، (لم أكن معنيًا كثيرًا بسؤال تعريف الصهيونية في أعمالي، لكنني اليوم أنا أكثر من معادٍ للصهيونية) التي يعاديها الكثير من اليهود، أما فيما يتعلق «بالعداء للسامية» فإن مثل هذا التوجه يعطي كلمة «السامية» انطباعًا خاطئًا وملتبسًا، بكونها تشمل كل الشعوب السامية ومنهم اليهود والعرب، لكن استعمالها المعاصر في الغرب منذ نهاية القرن التاسع عشر صار يرتبط بمشاعر الكراهية الموجهة تحديدًا لليهود كدين على وجه الخصوص، كما أنها ترتبط بمشاعر الكراهية، التي انتشرت في العصور الوسطى بأوربا نحو المجتمعات اليهودية التي كانت تعيش بينهم.
في سبعينيات القرن الماضي أجمعت جهود العرب لإدانة الصهيونية عالميًا، ووجدت السَند لدى دُول المعسكر الشرقي واليسار العالمي، وبعض دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، فضلًا عن بعض الدول الإسلامية، لفرض القرار3379 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 نوفمبر 1975، وكان ينص هذا القرار على أن (الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، ويطالب دول العالم بمقاومة الأيديولوجيا الصهيونية التي تشكّل خطرًا على الأمن والسلم العالميين)، لكن مع تفكك الصف العربي، عقب الحرب على العراق وغزو الكويت، طالبت اسرائيل وتحت ضغط الرئيس بوش الابن بإلغاء ذلك القرار كشرط لمشاركتها في مؤتمر مدريد عام 1991، الداعي إلى إحياء عملية السلام، لذلك خضعت الجمعية العامة لمطلبها، وتم الإلغاء بموجب القرار86-46 الصادر بتاريخ 16 ديسمبر 1991، ولما كانت معاداة السامية جريمة يعاقب عليها القانون في شتى البلدان الغربية عملت الصهيونية شيئًا فشيئًا، على إخراس الأصوات المناهضة لها عبر نُخب سياسية وثقافية ترى في معاداة الصهيونية معاداة للسامية ينبغي تجريمها ومقاضاة أصحابها، بل صارت حتى مناصرة الفلسطينيين سببا لتوجيه مثل تلك التهمة.
يجب عدم التشكيك بالفظاعات التي تعرض لها اليهود في أوربا وهَوْل المحرقة أوالهولوكوست، لأن هذا التشكيك يبقى من اختصاص المؤرخين، (وأظن أن على المرء أن يسلم بوجود تاريخ مرعب من المعاداة للسامية، وقد بلغ العداء للسامية ذروته في المحرقة أو الهولوكوست، وليس مقبولاً أن ينكر أي شخص تجربة المحرقة المريعة، إننا لا نريد أن يغفل عن تاريخ المعاناة التي يقاسيها أي أحد أو أن يتم إنكاره، ومن ناحية أخرى هناك فرق كبير بين الاعتراف بتعرض اليهود للاضطهاد واستخدام ذلك كغطاء لاضطهاد شعب آخر)، لكن بعض النخب الإسلامية أطلقوا بعض التصريحات المعادية لليهود التي تسيء إلى العرب والقضية الفلسطينية وتسهم في عزلتهم. (لقد كانت تصريحات الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، التي تشكك في الهولوكوست لها أصداء مذهلة في العالم العربي، فعندما وصف الرئيس الإيراني الإبادة الجماعية لليهود في أوربا بأنها «خرافة»، سانده السيد مهدي عاكف، المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر في هذا الرأي)، وأنكر المجزرة التي تعرض لها اليهود ضحايا الحكم النازي، وكان خالد مشعل أحد قادة منظمة حماس الفلسطينية قد أعرب من قَبل أثناء زيارته لطهران، عن أنه يؤيد الرئيس الإيراني في رأيه، وفيما بعد قام كل من مهدي عاكف وخالد مشعل بنفي تصريحاتهما وقالا (بأن الهولوكوست قضية تاريخية تحتاج إلى بحث دقيق)، إن «العداء للسامية» واقع حقيقي، كما هو الشأن في «الإسلاموفوبيا»، لأن اليهود هم ضحايا «معاداة السامية» في ألمانيا النازية، والفلسطينيون هم «ضحايا الضحايا» اليهود لقد ندّد إدوارد سعيد بشدة بأصحاب أطروحات المراجعة التاريخية المتعلقة بحقيقة المحرقة النازية، ووضح بتبصر، (أن معرفة الآخر لا تعني التطبيع معه، وهو ما ورد في رده على أولئك المثقفين العرب المفتونين بنظرية «غارودي» القائلة بأن محرقة اليهود إنما هي دعاية صهيونية، تدفعنا حتما إلى التساؤل عما يدفع الآخرين إلى الإحساس بمآسينا)، هناك من العرب وغيرهم من يتحمسون لمنطق المؤامرة وينكرون عدد ضحايا المحرقة والهولوكوست، لقد قام أصحاب الأطروحة المناهضة لوجود المحرقة بالدعوة إلى عقد مؤتمر في مارس2001 في لبنان للمؤرخين المُراجِعين لهذه الغاية، لكن تصدت لهم مجموعة من المثقفين والأدباء العرب، أمثال: إدوارد سعيد ومحمد برادة والشاعرين محمود درويش وأدونيس والروائي إلياس خوري والمؤرخ الياس صنبر الذين قاموا بتقديم طلب عاجل إلى رئيس الوزراء اللبناني آنذاك رفيق الحريري لمنع هذا المؤتمر و«للوقوف دون وقوع هذا الحدث المُهين».
بالطبع لقد استغل اليهود قضية «المحرقة» وما تعرضوا له من الاضطهاد والإبادة في العهد النازي وفي ظل حكومة فيشي الفرنسية التي كانت موالية له، (لذا حرصوا دائمًا على أن تبقى قضيتهم في صدارة الاهتمام، واستعملوها كأداة للضغط والابتزاز ضد كل من يجرؤ على مناقشتها أو المساس بها، سواء اختص الأمر بنفي المحرقة أو بمعاداة السامية أو بالهجوم على الصهيونية). من هنا أدار اليهود قضيتهم بعقلية محاكم التفتيش، حتى تحولت إلى سيف مسلّط على الرؤوس باسم الضحايا، وهو ما جعل الفرنسي يشعر بأنه يعيش في بلده تحت رحمة الأوساط اليهودية التي تراقبه وتضعه تحت الفحص، فتبرئه وتعطيه شهادة حسن سلوك ما دام يدعم ما يرونه قضيتهم، وإلا عمدوا إلى اتهامه وإدانته أو تشويه سمعته. و(قد بلغ ببعضهم الهوَس الهُوياتي إلى توسيع دائرة الاتهام والإدانة لتشمل من يتعرض بالنقد لعالم أو مفكر من أصل يهودي. وهذا ما حصل مع الفيلسوف ميشيل أونفراي؛ (عندما انتقد في كتابه «أُفول الأصنام» نظرية العالم سيجموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، لا لأنه يهودي، بل لأن نظرياته تنطوي، برأيه، على قدرٍ من الأغلاط والخرافات، وهو ما جرّ عليه تهمة معاداة السامية، مع أن فرويد كان ناقدًا للديانات). لقد بالغ اليهود في تضخيم دعوتهم الممثلة في «المحرقة» أو الهولوكوست ومعاداة السامية التي استعملوها منذ قضية دريفوس العسكري اليهودي الذي اتهم بالتجسس لصالح ألمانيا واستُعملت هذه القضية كأداة للضغط على النخب الفرنسية بعد هذه الحادثة، والذين تماهوا في الخضوع للأيديولوجية الصهيونية، أمثال كبار الفلاسفة في فرنسا مثل جان بول سارتر وميشال فوكو واتخاذهم موقفهم المشين الذي يعادي القضية الفلسطينية، وذلك خوفا من إلصاق تهمة المعاداة للسامية بهم، لكن هذه الاستراتيجية التي تقوم على الابتزاز لكل من يختلف مع اليهود عن طريق تهمة التخوين كما في حالة المثقف اليهودي الأمريكي تشومسكي الذي اعتبروه معاديًا للسامية ومن بعده هتلر، أو في استعمال الترهيب والعنف كما وقع للمفكر الفرنسي باسكال بونيفاس صاحب كتاب («هل يجب نقد إسرائيل؟») الذي تعرض للاعتداء عليه بعد إلقائه بعض محاضراته التي تنتقد العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين، ومن أمارات الاستعمال السلبي لأطروحة العداء للسامية من جهة اليهود، أنها تحولت إلى ضد أهدافها ومقاصدها، كما وقع في الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها فرنسا، فيما عُرف بأحداث «شارلي إبدو» التي استغِلت من جهة اليهود كنوع من العداء للسامية وأعمال العداء والعنف التي تعرضت لها شخصيات يهودية، أمام مواقف حركات أصحاب «السترات الصفراء»، الذين استهدفوا المفكر الان فكلكروفت قرب منزله في باريس وأمطروه بالشتائم وهددوه بالقتل باعتباره يهوديًا فرنسيًا من أصل بولوني.
لقد بالغ اليهود في التموضع بموقع الضحية أمام الآخر المتهم بمعاداته دائمًا للسامية، حتى عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير غير المسموح بها أحيانًا، وتحولت كارثة ضحايا الاضطهاد الأوربي والظلم العنصري ضد اليهود بعد الحرب العالمية الثانية، إلى شبه امتياز مخصوص ينفرد به اليهود وحدهم، (ينبغي أن يضم مفهوم الهولوكوست تلك الآلام والعذابات والتجارب الفظيعة التي تعرض لها الأمريكيون الأفارقة الذين جُلبوا بالملايين ليعانوا العبودية والرق، لقد عرف فينكلشتين صناعة الهولوكوست بشكل صائب، على أن لها صلة وثيقة بتكريس القوة أكثر من كونها ذات صلة بتأكيد الحقيقة التاريخية). لهذه الأسباب مجتمعة، يجب تنقيح مصطلح العداء للسامية من مضامينه الشوفينية الضيقة، والشوائب التي لحقت به من الدلالات التي تقصي العرب إلى خارج الهوية السامية وتمنح التفرد السامي بالمعنى المقدس الذي يرتبط بالدين اليهودي وحده، وذلك لكي يتم تبرير العلاقة الاضطهادية مع الفلسطينيين داخل الدولة اليهودية التي تستهدف إقصاء الفلسطينيين من «عرب فلسطين سنة1948»، سواء كانوا من أتباع الدين المسيحي أو الدين الإسلامي.
لقد اعتبر المفكر إدوارد سعيد في خضم الكتابة عن الاستشراق (أنه عند المقارنة بين العداء للسامية وجذور الاستشراق، فإن العداء للسامية يشبه الاستشراق، أو قُل إن الاستشراق هو الفرع الإسلامي للعداء للسامية...وهما يتشابهان تشابهًا وثيقًا إلى حد بعيد، ويمثلان معًا حقيقة تاريخية وثقافية وسياسية، ولن يدرك ما في هذه الحقيقة من مفارقة إدراكًا كاملًا إلا الفلسطيني العربي). وفي أمريكا بدأ نوع من أشعة الوعي الديمقراطي يتسرب لصالح الفلسطينيين معترفًا بحقوقهم المشروعة، بعد وصول كثير من الأعضاء من أصول عربية أو إفريقية أو فلسطينية إلى قبة البرلمان الأمريكي، هناك نوع من إعادة النظر في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بإسرائيل، والتضامن مع فلسطين الذي وصل إلى مواقع متقدمة ومؤثرة في الحزب الديمقراطي للضغط من قاعدة الحزب المتحولة، وقد صوَّت أعضاء البرلمان الأمريكي لصالح القرار 407 بثلاثة وعشرين صوتًا فقط، من النواب الديمقراطيين، تتقدمهم رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، وينص منطوق القرار، إلى جانب إدانته المواقف المعادية للسامية، على رفض أي شكل من أشكال التمييز ضد المسلمين، إضافة إلى التعصب ضد الأقليات، سواء عبر التعبيرات البغيضة، أو تلك التي تتناقض مع قيم وتطلعات مواطني الولايات المتحدة الأمريكية،. إن العداء للإسلام أو الإسلاموفوبيا في الغرب المسيحي الحديث انبثق من المصدر ذاته الذي ظهر به الاستشراق، وتغذى من نفس منبع العداء للسامية، كما أن التحليلات النقدية للعقائد الجامدة المتشددة والدوغمائيات والاستشراق وإجراءاته التعليمية تسهم في توسيع فهمنا للأولويات الثقافية الكامنة وراء العداء للسامية). لم يتعامل اليهود الذين ذاقوا إرهاب المحرقة أو الهولوكوست بنوع من العقلانية الرشيدة مع خصومهم وجلاديهم، لقد قام اليهود بابتداع خصوم وضحايا جدد، ليس لهم أدنى مسؤولية عن عذاباتهم، لكنهم دُفِعوا قسرًا إلى تأدية فاتورة الظلم التي تعرض له اليهود في أوربا، وكان الأحرى بهم أن يستفيدوا من خصومهم ومن جلاديهم في ألمانيا، الذين دفعتهم عذابات المحرقة للقيام بمراجعة سياساتهم، وذلك بالعمل على بناء هوية جديدة تعتمد على الاعتراف بالآخر، من أجل بناء جسور للمصالح المشتركة بين الجلاد والضحية بمنطق لا يقوم على الغلبة، بل على الاعتراف بالخطأ وبوجود الآخر، كما حدث في إفريقيا الجنوبية والتجربة الباهرة التي قام بها الزعيم نيلسون مانديلا، عندما تحررت بلاده من استعمار التمييز العنصري فعمل على القطع مع الماضي الاستعماري وجلادي الأمس، حيث قام بإشراك الأقلية البيضاء في الحكم، كمواطنين يشتركون مع المواطنين السود في بناء المصير المشترك، لقد تُوِّجت نضالات المواجهة ضد «العداوات الكبرى» للإسلام أو الإسلاموفوبيا، أو معاداة السامية لليهود، والنزعة العنصرية الموجهة للون الأسود، التي صارت تجتمع كلها وتنصهر في بوتقة واحدة، يوحد بينها شعار معركة واحدة وجامعة تهدف إلى محاربة «تأجيج نزوع الكراهية»، دون التخندق الضيق وراء النزوع الديني أو الانتماء العرقي. وقد قام المغرب بصنع الحدث التاريخي الكبير، عندما تقدم ممثله لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 18يونيو 2021 بمشروع قرار ينص على جعل يوم 18يونيو من كل سنة، اليوم العالمي «لمناهضة الكراهية»، وقد حظي هذا القرار الحضاري، الذي تقدم به المغرب، بتأييد أزيد من 75 من الدول الأعضاء، يمثلون كل المجموعات الإقليمية ومختلف الحساسيات الدينية والثقافية، يهوداً أو مسلمين أو من المضطهدين بدافع لونهم الأسود، الذين صاروا كلهم يجدون تحت يافطة تأجيج خطاب الكراهية الذي يروجه التطرف العنيف والظلامية العمياء والشعبوية المقيتة والتمييز العنصري، أعلى أشكال العدوان على الإنسانية وعلى حق الشعوب في التعايش السلمي المشترك والحقوق المدنية وقبول التعدد والاختلاف ومعاداة تأجيج الكراهية ■