الكويت تستضيف دورة الألعاب الخليجية الثالثة

بقصائد ترحيبية وأغانٍ على الإيقاعات الفلكلورية، وعروض بهلوانية مصحوبة بحركات رياضية، ورقصات عصرية وسط عروض ضوئية، بالإضافة إلى فقرات غنائية ترحيبية لكل دولة خليجية صاحبتها مشاهد تظهر التطور الإنساني والعمراني الذي شهدته دول الخليج العربي، استقبلت الكويت ضيوفها الأشقاء من دول مجلس التعاون للخليج العربي المشاركين بدورة الألعاب الخليجية الثالثة خلال الافتتاح الرسمي في الـ22 من مايو الماضي.
افتتحت دورة الألعاب الخليجية الثالثة على أرض الكويت بعد تأجيلها من قبل اللجنة الأولمبية الكويتية بسبب تداعيات جائحة فيروس (كوفيد 19) المستجد، بالإضافة إلى تأجيلها مرة أخرى حدادًا على المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء الافتتاح بحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ممثلًا عن راعي الدورة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وبحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ووزير الدفاع الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، ورؤساء اللجان الأولمبية الخليجية، وعدد من رؤساء الاتحادات الدولية والآسيوية، ورؤساء الاتحادات والأندية الرياضية الكويتية، بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي، والتي أقيمت في مجمع الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح الدولي للتنس.
الكويت ترحب بالأشقاء الخليجيين
في الكلمة الافتتاحية رحّب رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد بممثل سمو الأمير، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، كما رحّب بالضيوف قائلًا: إن الكويت ومنذ تأسيس اللجنة الأولمبية الكويتية، وبرعاية سامية من القيادة الكويتية، منحت الرياضة والرياضيين أولوية فائقة، من منطلق الإيمان بالمسؤولية الاجتماعية والرياضية، وتأكيدًا على استراتيجيتها المستقبلية للعمل على تطوير الحركة الأولمبية في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وأضاف الناصر أن الاستمرار في تنظيم دورات الألعاب الرياضية الخليجية لشباب دول مجلس التعاون ينعكس إيجابًا على تطوير المنظومة الرياضية الفنية والإدارية، ويؤكد على العمل الجماعي والتعاون والتوافق بين مكوّنات الحركة الأولمبية في دول مجلس التعاون الخليجي.
يذكر أن دولة الكويت استضافت الدورة الثالثة للألعاب الخليجية خلال الفترة من 15 إلى 31 مايو 2022، وتضمنت الدورة 16 لعبة جماعية وفردية، ضمت: كرة القدم واليد والطائرة والسلة والسباحة وألعاب القوى والكاراتيه والجودو والمبارزة والرماية والتنس الأرضي والدراجات الهوائية وهوكي الجليد وكرة الطاولة، إضافة إلى رياضة الألعاب الإلكترونية والبادل للمرة الأولى، بمشاركة أكثر من 1700 رياضي من دول المجلس الست.
الحصني سالمي تميمة الدورة الخليجية الثالثة
كما جرت العادة في البطولات الرياضية باختيار تميمة ترمز لشيء يخص البلد المستضيف، للاستخدام كشعار للبطولة لأغراض الترويج وإضفاء جو مرح بين الجماهير، فاختير حيوان «الحصني» وهو نوع من أنواع الثعالب البرية التي تعيش في صحراء الكويت والجزيرة العربية كتميمة للدورة، وتشتهر هذه الثعالب بمقاومتها لقسوة الصحراء ومثابرتها بالمعيشة في هذه البيئة.
الألعاب النسائية حاضرة للمرة الأولى
لعل أبرز ما ميز الدورة الخليجية الثالثة هو دمج الرياضات النسائية في الدورة للمرة الأولى، وأشادت عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية ورئيس لجنة رياضة المرأة فاطمة حيات بهذا القرار وبالدور الذي قام به رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد الناصر على وضع الرياضة النسائية في مقدمة الأولويات. كما قالت: «سعداء بهذه الخطوة المهمة في مسيرة الفتاة الرياضية الخليجية والتي جاءت تقديرًا للجهود الكبيرة التي قدمتها نساء الخليج العربي عبر سنين طويلة من الإنجاز والعمل الجاد، وسيسهم هذا القرار في تطوير جميع الرياضات النسائية بدول مجلس التعاون الخليجي، ويضع الفتاة الخليجية في دائرة الاهتمام والمتابعة». ووصفت حيات المشاركة النسائية بأنها خطوة وبداية لتطوير رياضة المرأة في دول الخليج العربي وأن الدورة أكبر حدث رياضي تستضيفه الكويت وشاركت فيه النساء للمرة الأولى، وذلك تماشيًا مع المعايير الدولية. يذكر أن مشاركة السيدات بهذه الدورة كانت في سبع رياضات فقط هي: كرة قدم الصالات والدراجات الهوائية وكرة الطاولة والسلة والألعاب الإلكترونية والبادل، بالإضافة إلى ألعاب القوى.
الألعاب الإلكترونية نجاح فاق التوقعات
ضمت الدورة الخليجية الثالثة الألعاب الإلكترونية للمرة الأولى بدعم وتشجيع من مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية والخليجية، واحتوت الدورة بنسختها الأولى على لعبتي الفيفا ولعبة ليج أوف ليجنز، وشاركت بها جميع الفرق الرجالية من الدول الست، أما بالنسبة للفرق النسائية فاقتصرت مشاركتها على أربعة فرق نسائية هي: الكويت والسعودية والبحرين وعمان. يتنافس اللاعبون بشكل فردي في لعبة الفيفا، أما بالنسبة للعبة ليج أو ليجنز فتنافس اللاعبون بأفرقة ضمت كل منها 5 لاعبين.
ويذكر السيد عبدالله المعجل رئيس اللجنة الكويتية للألعاب الإلكترونية أن فكرة ضم الألعاب الإلكترونية كان متفقًا عليها بالإجماع من قبل دول المجلس الست، لاعتبارها من الألعاب المشهورة في دول الخليج العربي، وكان الداعم الأكبر لها الشيخ فهد الناصر الصباح رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية وهو صاحب قرار ضمها لهذه الدورة، ولاقت تفاعلًا ونجاحًا من الجمهور فاق التوقعات، فالجمهور بمختلف فئاته العمرية حرص على الحضور ومتابعة المباريات التي عرضت على شاشات كبيرة، كما تم نقل المباريات على «اليوتيوب» عبر قناة «بلينك» الشركة الداعمة لدورة الألعاب الإلكترونية.
الكويت تحلق في الصدارة بـ 96 ميدالية
تصدّر منتخب الكويت جدول الميداليات في الدورة بحصوله على 96 ميدالية، منها 36 ذهبية و28 فضية و32 برونزية، وبذلك توجت بطلاً لدورة الألعاب الخليجية بجدارة واستحقاق بعد الأداء الممتاز من لاعبي ولاعبات الأزرق. وجاءت الحصيلة الوافرة من الميداليات التي حققها أبطال وبطلات الكويت في الدورة لتؤكد تفوقهم في المحافل الرياضية.
السعودية تشارك بـ 250 لاعباً ولاعبة
شارك في الدورة أكثر من 250 لاعبًا ولاعبة مثلوا المملكة العربية السعودية، حصلوا فيها على 67 ميدالية، من بينها 16 ذهبية و22 فضية و29 برونزية، ما جعلها تحصل على الترتيب الرابع في الدورة. واستحوذت ألعاب القوى على النصيب الأعلى من حيث عدد الميداليات بإحراز 24 ميدالية، منها 5 ذهبيات و7 فضيات و12 برونزية. كما تألقت لاعبات السعودية في الدورة بإحراز مراتب متقدمة في أول مشاركة نسائية، وتوّجت المملكة لاعبيها بحضور صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز، نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس البعثة السعودية في الدورة.
الإمارات ومشاركة نسائية مميزة
حصلت الإمارات على المركز الثالث في الدورة بعد حصول لاعبيها على 50 ميدالية، بواقع 18 ذهبية و16 فضية و16 برونزية. ومثل الإمارات في الدورة 285 لاعبًا ولاعبة، تألقوا في مختلف الألعاب الجماعية والفردية، كما أن الدورة شهدت مشاركة إماراتية نسائية مميزة بعد أن أحرزن 17 ميدالية بواقع 7 ذهبيات و3 فضيات و7 برونزيات.
عُمان أبطال الرماية و بادل السيدات
شاركت سلطنة عمان في الدورة بـ130 لاعبًا ولاعبة، وهي بذلك كانت أقل الدول الخليجية من حيث عدد اللاعبين المشاركين في 9 ألعاب فقط. ورغم حصول عُمان على المركز السادس في الدورة بحصيلة 33 ميدالية منها 12 ذهبية و5 فضيات و16 برونزية إلا أن مشاركة لاعبيها كانت مميزة، وتألق لاعبوها في الألعاب الفردية بشكل واضح، حيث استطاع منتخب عُمان للرماية الحصول على المركز الأول في الدورة، كما توّج المنتخب النسائي العماني بذهبية رياضة البادل للنساء.
البحرين تحصد الوصافة عن جدارة
حصلت مملكة البحرين على المركز الثاني بحصيلة 64 ميدالية، منها 20 ذهبية و23 فضية و21 برونزية، وتمثلت المشاركة بـ360 رياضيًا، وتعتبر المشاركة بهذا العدد من اللاعبين غير مسبوقة، وقدم لاعبو ولاعبات البحرين أداء مميزًا في البطولات توج بالمركز الثاني بعد أن كانت بطل الدورة في النسخة الأولى عام 2011.
قطر تخطف ذهبية لعبة البادل
مثل دولة قطر في الدورة 173 رياضيًا شاركوا بجميع الألعاب باستثناء كرة قدم الصالات وهوكي الجليد، وحصلت قطر على الترتيب الخامس في الدورة بعد حصولها على 52 ميدالية، منها 16 ذهبية و21 فضية و15 برونزية، وتميزت المشاركة بأداء مميز من اللاعبين كحصول المنتخب القطري على الذهبية في لعبة البادل للرجال، اللعبة الحديثة التي دخلت الدورة للمرة الأولى وبدأت بالانتشار في منطقة الخليج العربي.
«الأولمبية» تكرم أبطال «الخليجية»
لم تتأخر اللجنة الأولمبية الكويتية، وفي وقت قياسي، عن تكريم أبطال الكويت الذين أسهموا في ريادة البلاد لصدارة الدورة الخليجية.
وبدوره أشاد رئيس اللجنة الشيخ فهد الناصر بأن النتائج التي حققها لاعبو الكويت تعد شهادة إثبات بأن الرياضة الكويتية بخير، وهذا الإنجاز بداية للنهوض والتطوير، وأشار إلى أن اللجنة تعمل على تجهيز أبطال الكويت للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، مضيفًا: إننا نطمح إلى زيادة عدد المتأهلين إلى 20 لاعبًا عدا الألعاب الجماعية. كما قال إن نجاح الدورة كان ثمرة تعاون بين اللجنة والاتحادات واللجان الفنية والمتطوعين، مشيدًا بالدور الإعلامي في إنجاح الدورة، الذي أثبت أن الكويت قادرة على تنظيم البطولات القارية والدولية.
كما أشاد عضو اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ مبارك فيصل النواف بإنجازات لاعبي الكويت في الدورة، بعد حصدهم العدد الأكبر من الميداليات، بما يعكس الجهد المبذول من الاتحادات الرياضية المحلية في الإعداد والتجهيز للدورة.
بدوره، قال أمين سر اللجنة حسين المسلم إن نجاح الدورة جاء نتيجة تضافر الجهود والعمل الجماعي بقيادة اللجنة الأولمبية والجهات الحكومية ممثلة في الهيئة العامة للرياضة، حيث زاد من النجاح التجمع الكبير للرياضيين من الأشقاء الخليجيين بعد غياب دام 7 سنوات.
الإمارات تستضيف الدورة الخليجية الأولى للشباب 2023
في ختام الدورة بنسختها الثالثة سلّم عضو اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ مبارك فيصل النواف علم الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الإماراتية السيدة عزة آل مالك، التي تستضيف بلادها دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب، المقررة في 2023.
وقال النواف بعد تسليم العلم في مجمع الشيخ جابر العبدالله الدولي للتنس، إن دورة الألعاب الخليجية الثالثة نجحت في جمع الأشقاء الخليجيين في منافسات أخوية، مشيدًا بالنتائج التي حققها أبطال وبطلات المنتخبات الخليجية، مضيفًا أن الشباب الرياضي يتطلع إلى اللقاء على أرض دولة الإمارات العربية الشقيقة في الدورة الرياضية التي ستشمل أهم الألعاب وتخصص للرياضيين من فئة الشباب، معربًا عن ثقته في قدرة دولة الإمارات على تنظيم دورة رياضية ناجحة بكل المقاييس ■
كبار المسؤولين في حفل افتتاح دورة الألعاب الخليجية الثالثة، يتقدمهم سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، وعلى يساره وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف الصباح، ووزير الدفاع الشيخ طلال الخالد الصباح
من منافسات منتخب الكويت للسيدات لكرة السلة امام نظيره البحريني
بطلات الكويت والإمارات للدراجات الهوائية
منتخب هوكي الجليد الكويتي
تتويج الكويتي راشد الطرموم بذهبية 100 متر سباحة
تتويج عبدالعزيز الشطي بالميدالية الذهبية في المبارزة
سيد محمد الموسوي لاعب منتخب الكويت يفوز بالميدالية الذهبية في الكراتيه «كاتا - فردي»
فريق السيدات السعودي توج ببرونزية الدورة لكرة قدم الصالات
لاعبو الإمارات متوجون بالميداليات
منتخب عُمان لكرة قدم الصالات
الشيخ مبارك النواف يسلم علم الأمانة العامة إلى السيدة عزة آل مالك الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الإماراتية