قصتي مع مجلة العربي
كان عدد «العربي» رقم (273) الصادر في أغسطس1981م هو عدد التعارف بيننا. أخذني أبي معه إلى مدينة الحديدة بعد ممانعة وتفكير. تبعد المدينة الساحلية عن الجيلانية 85 كيلومترًا باتجاه الجنوب الغربي، في الطريق الدولي الجديد الذي يربط الحديدة بمدينة جيزان السعودية، لم تستغرق الرحلة أكثر من ثلاثة أرباع الساعة.
كان أبي وقتها يخوض معركة نفوذ مع أحد منافسيه في الأسرة الكبيرة «العزلة» التي يتوزع أبناؤها على عديد القرى والأديرة والمحلات. صحبته إلى مقابلة مقررة مع محافظ الحديدة الذي كان يلبس ملابس العلماء «بعد 15 سنة عرفته جيدًا، فهو القاضي علي أحمد أبوالرجال عالم وأديب ويعد أشهر المهتمين بالوثائق التاريخية في اليمن». تحولت مقابلة أبي للمحافظ إلى صراع جدلي حاد بعد أن انضم منافسه إلى تلك المقابلة. وقد استغرق الأمر أكثر من ساعتين دون أن يصلا إلى اتفاق، مع ذلك خرجا ومعهما عدد من أتباعهما لتشارك الغداء في مُغْدْاية مهدي «كان المطعم يسمّى مُغْدَاية» كأن شيئًا لم يكن.
لم أبال بأطايب مُغْدَاية مهدي التي تتكون من وجبة الغداء التهامية الشهيرة؛ فتة البُرِّ بالسمن والعسل مع مقلي السمك الطازج واللحم الحنيذ والأرز. كان تفكيري كله ينحصر في تخيّل مكتبة الثقافة التي لطالما وصفها لي خالي ووصفها لي الأساتذة المصريون والسودانيون خلال العام الماضي.
كنا نغادر المطعم وبينما كان منافس أبي يعدد له خيارات القات الذي يمكن أن يتشاركا شراءه، وضع أبي يده على رأسي، وقال له: دعنا أولًا نعرف ما هي طلبات علوان.
دق قلبي بعنف، وقلت له: مكتبة الثقافة.
لم يكن أبي يعرف القراءة والكتابة؛ فسألني: أين هي؟ لا أعرف مكانها.
قلت له: قالوا إنها في المطراق.
قال بنبرة متفاجئة: المطراق؟ هو قريب منا. هيا بنا.
سلكنا الشارع إليها مشيًا، وبعد قليل شاهدت اللافتة التي تحمل اسم المكتبة فسبقت خطواتي خطوات أبي وصحبه وأنا أصيح: ها هي.
كنت كمن انتابته حالة جنون. كانت الكتب تصطف على الأرفف حتى السقف. وتتكدّس في أكوام متجاورة على الأرضية. وبقرب الباب كانت هناك مصطبة مرتفعة مساحتها بحدود متر في متر. تتجاور فوقها الصحف والمجلات الأسبوعية والشهرية والدورية. كانت أغلفة المجلات بصورها الملونة تسلب الألباب. كنت أعرف أكثرها بالسماع فقط. كان اسم مجلة العربي أكثر أسماء المجلات الشهرية رسوخًا في ذهني، فلطالما تردد ذكرها في الإذاعات التي أدمن سماعها. وفي مثاقفات الأساتذة السودانيين والمصريين الذين بدأت الجيلانية تستقبلهم كمدرسين في مدرستها الابتدائية التي تأسست نهاية العام الماضي.
تناولتُ «العربي»، كانت تزين غلافها رسمة لسوق شعبي، وكان مكتوبًا فوق الصورة «لوحات فنية
متكررة ... معرض حي في الهواء الطلق، إنه الشارع العربي» أما اسم المجلة فكان في أعلى الغلاف عريضًا وبلون وردي، وقد كتب تاريخ الإصدار تحته بخط أسود صغير «شوال 1401هـ - أغسطس 1981م».
مكثت بضع ثوان أتأمل الغلاف الأنيق، ثم فتحت المجلة ورفعتها إلى وجهي وشممتها بعمق. فعلت ذلك فيما كان أبي ينظر إليّ سعيدًا، ثم تناولت مجلات أخرى سمعت عنها أيضًا «الهلال والدوحة والمختار من دايجست» ومعها عدد من المجلات الأسبوعية مصرية ولبنانية وكويتية، وعدد من كتب العقاد ونجيب ومحفوظ وطه حسين.
كانت أناقة مجلة العربي توازنُ قطعها وروعة ألوانها ورخص ثمنها أيضًا، تمثل جزءًا من روعتها وجاذبيتها المضافة للثناء المتواصل الذي كنت أسمعه عنها. لكني ما إن وصلت إلى البيت حتى غرقت في عالمها الذي بدا لي أكثر روعة مما كنت أتخيل.
سعادتي بها لم تدعني أقرأها بالترتيب. بدأت بمقال الكاتب فتحي رضوان «الديمقراطية على الهواء» وهو مقال يناقش دعوة بعض الكتّاب والمشرّعين البريطانيين لبث جلسات مجلس العموم على الهواء. وكان ذلك أمرًا جديدًا، ما دعا رضوان إلى استعراض تاريخ الديمقراطيات منذ قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م. ثم قرأت من منتصف المجلة مقالًا للكاتب عجاج نويهض عنوانه «رأي المنفلوطي في كتّاب مصر والشام» ومن آخرها قرأت مقالًا عنوانه «بين عملاقين تولستوي وتشيخوف» لكاتب اسمه هاشم حمادي. وهكذا، رحت أتنقل في تلك الحديقة الغناء حتى وصلت إلى قصيدة للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عنوانها «يوتوبيا إلى جاك بيرك» مطلعها هكذا:
فلنقل نحن هنا أندلسيون
فلا نطلب في الأرض
سوى ما يطلب الحجاج أبناء السبيل
أما عنوانها فقد كُتبَ بلونين وبنطين مختلفين؛ «يوتوبيا» كتبت ببنط كبير ولون أخضر ليموني، أما جملة «إلى جاك بيرك» فقد كتبت تحتها ببنط صغير ولون أسود. وفيما قبع اسم الشاعر الكبير أسفل الصفحة على اليسار هكذا «باريس - أحمد عبد المعطي حجازي». فقد سبق النص وعنوانه تعريف بـ«جاك بيرك» الذي يتوجه النص إليه وفحواه: جاك بيرك أبو المستشرقين المعاصرين، ومن أهم الذين كتبوا عن الإسلام والعروبة، تقاعد هذا الشهر من عمله كأستاذ في الكوليج دي فرانس، وأقيمت له حفلة كبرى، وقد كتب الشاعر هذه القصيدة تحية له.
التعرف على كتاب «العربي»
بعد قصيدة حجازي قرأت مقالة المفكر الكبير زكي نجيب محمود «الكتاب أولًا... والكتاب آخرًا». لم أكن أعرف أن حجازي وزكي نجيب محمود وفتحي رضوان وغيرهم من كتّاب ذلك العدد من مجلة العربي مثل أكرم زعيتر وعاتكة الخزرجي وفهمي هويدي وعبدالوهاب الأفندي ويوسف الشاروني ومحمد خليفة التونسي سيتحولون إلى جزء من وجداني. وأن «العربي» ستقودني عبر أعدادها القادمة وأعدادها السابقة أيضًا إلى عشرات من الكتّاب العرب والأجانب. فبعد أن أتعرّف عليهم من خلالها سأبدأ بملاحقة مؤلفاتهم وسأدخل عوالمهم ولن أخرج منها أبدًا.
ذكرت أن «العربي» ستقودني إلى مزيد من الكتّاب عبر أعدادها القادمة والسابقة أيضًا، وهذا ما حدث فعلًا، فقد واظبت منذ ذلك العدد على ترصّد وصول مجلة العربي أول كل شهر. وكانت اللهفة لرؤية العدد القادم والتمتع بمباهجه تجعل أيام الشهر تبدو طويلة، كنت أنهي قراءة العدد كاملًا خلال يومين أو يوم واحد أو يوم ونصف. ثم أظل بقية أيام الشهر أكرر قراءته، بعض المقالات أكرر قراءتها عشر مرات على الأقل. وكثيرًا ما تساءلت: لماذا لا تكون مجلة العربي أسبوعية؟ ما الذي يجعل مجلات أخرى تصدر كل أسبوع مع أن مواضيعها خفيفة وسريعة وليست في أهمية وعمق ما تستضيفه العربي من كتابات؟ وبطبيعة الحال، فإن تساؤلاتي كانت وجيهة رغم سذاجتها كونها لا تفرّق بين طبيعة المجلة الأسبوعية والمجلة الشهرية.
بعد أشهر كنت قد صرت واحدًا من قراء العربي المثابرين، أتأمل ثروتي من أعدادها السبعة وهي تتجاور في الرف ويخالجني شعور بامتلاك ثروة لا يمتلكها أحد غيري في الجيلانية والقرى والأديرة المجاورة لها. ربما كان اعتقادي بعدم وجود من يمتلك ميزة متابعة العربي غيري لا يقوم على معلومات مؤكدة، إلا أنه كان يملؤني بالفخر، قدر ما يشعرني بالأسف لحرمان الآخرين مما أتمتع به.
مع ذلك كانت ثمة غصة تنغص عليّ ذلك الاعتزاز الفَارِهَ الذي أتيه به وتتبختر مشيتي بسببه.
التدبيرات الإلهية
كثيرًا ما كانت رسائل القراء تشيد بأعداد «العربي» السابقة. كانت استطلاعات «العربي» المميزة الأكثر استحواذًا على تلك الإشادات. كانت هناك رسائل ينشد أصحابها مساعدة إدارة المجلة لهم من أجل استكمال مجموعاتهم من أعدادها. وشهرًا إثر شهر صار الحصول على أعداد «العربي» السابقة حلمًا يساورني دون انقطاع. لكن كيف سأحصل عليها؟ لقد فاتني من أعدادها (272) عددًا. وهذه أعداد توالت على مدار 23 عامًا سبقت تعرفي عليها. إن الحصول عليها في حالة فتى صغير وعديم المعرفة بوسائل المراسلات مثلي لأمر بالغ الاستحالة.
لكن غرائب الحياة لا حصر لها، كما أن التدبيرات الإلهية تقف دون شك وراء أحداث كثيرة لا نفهمها.
أعز الأحلام وأغلاها
ذات يوم كنت في منزلة والدي «مكان في واجهة البيت متصل به ومنفصل عنه يستقبل فيه الشيخ أو كبير القوم ضيوفه»، كنت وحدي منغمسًا في قراءة عدد أبريل من عام 1982م. بالضبط كنت أقرأ مقالة عبدالمحسن صالح «مهرجانات من ضياء تتجلى في السماء»، حين دخل عليّ رجل من مدينة الزيدية وهي حاضنة علمية مشهورة وفيها مركز قضاء المنطقة. وضعت مجلة العربي جانبًا وقدمت له الماء ثم دخلت كي آتي بالشاي، وحين عدت وجدته يتصفح المجلة.
قال لي: منذ متى تتابع «العربي»؟
أجبت متباهيًا: لدي منها سبعة أعداد سابقة.
وباستهانة قال: بس؟
فتحت فمي مصدومًا، فقد توقعت أن يثني عليّ نظرًا لصغر سني. وقبل أن أنطق استأنف قائلًا: أعرف رجلًا لديه مئة وخمسون عددًا منها. ويريد بيعها... هل تشتريها؟
شعرت بأن الدنيا تدور بي؛ هل ما أسمعه حقيقة أم خيال؟ أيعقل أن تأتيك أعز الأحلام وأغلاها سائرة على قدميها هكذا؟
وبسبب حالة اللهفة التي استولت على حواسي لم أتنبه إلى دخول أبي، لقد دخل أبي أثناء تلفظ الرجل بذلك العرض «أعرف رجلًا لديه مئة وخمسون عددًا منها. ويريد بيعها. هل تشتريها؟» كان الرجل يتحدث فيما هو ينظر إلى المجلة ويقلب أوراقها.
فاجأني التقاط أبي طرف الخيط؛ نظر إليّ مبتسمًا كأنه يقول لي «أعرف ما في نفسك»، ثم بلهجة قاطعة خاطب ضيفه: غدًا تأتي ومعك الرجل وأعداد المجلة.
نظرت إلى أبي نظرة امتنان أكبر من أي كلام يمكن أن يقال، ثم صارت معضلتي: كيف سأتحمل بطء أربع وعشرين ساعة تفصل بيني وبين تحقق حلمي؟
بقيت ذلك اليوم لم أوزع وقتي بين «العربي» ومجلات وكتب أخرى كما كنت أفعل دائمًا، قضيت وقتي كله أقلب في مجموعتي من أعداد الأشهر السبعة الماضية ومعها ثامنها العدد الجديد. بدا ما أفعله يشبه التعبير عن الامتنان لإشباعها لي خلال الأشهر الماضية. لكن احتفائي بها كان يتضمن مضمرًا لم أعلنه لنفسي حتى، فأنا سأنشغل عن مجموعتي الصغيرة بما أنا موعود به. وما أنا موعود به يتجاوز هذه الكمية بتسعة عشر ضعفًا - تقريبًا - إنها مائدة هائلة سيتغذى بها عقلي ويرتوى منها وجداني زمنًا طويلًا، وستستغرق قراءتها ثم تكرار قراءتها أو حتى تكرار قراءة بعض موادها شهورًا طويلة.
لم أدرِ كيف مضى الوقت؟ شاركت السامرين أمام تلفزيون الأبيض والأسود مسلسل السهرة الذي تتحلق الأسرة كلها حوله، شاركتهم بنصف تركيز ونصف حضور. وحين انطفأ مولد الكهرباء كعادته عند العاشرة والنصف مساء فتحت الراديو لكني لم أكن أسمعه. كنت أسمع صوت أماني الغد وخيالاته فحسب.
عند العاشرة صباحًا كنت مع أبي في المنزلة، حين أقبل رجل الأمس ومعه رجل آخر في الخمسين من عمره تقريبًا. كانا يحملان كرتونين تم تربيطهما بالحبال. كانت مسافة الـ200 متر - تقريبًا - بين الطريق الإسفلتي الذي أنزلتهما السيارة على جانبه وبين المنزلة قد أتعبتهما. وطفقا يسكبان من خزان الماء المثلج، ويزاوجان بين الشرب والرش على وجهيهما. خلت أن ذلك استغرق وقتًا طويلًا قياسًا بلهفتي إلى رؤية كنز مجلة العربي. لعل أبي أحس بما أقاسيه، فامتشق جنبيته الأنيقة الحادة وراح يلامس بها الجبال المشدودة فتطقطق متقطعة، أما أنا فاعتبرت ما فعله أبي إذنا لي بالمعاينة، رحت أخرج الأعداد وأصفها على الكراسي، فيما كل كياني يخفق بهجة بأعدادها الوفيرة وأغلفتها التي شكلت مهرجانًا مبهرًا من الألوان.
ورغم أن لحظتي الأسطورية لم تسلم من منغص سببه أن بعض الأعداد كانت متضررة، عدد منها كان كعبه مفككًا بعض الشيء، وعدد آخر تعرض غلافه للتشويه إما بتمزُّق طال جزءًا منه، وإما بتشويه ناتج عن انسكاب الماء أو الشاي عليه، لكنها كانت أعدادًا قليلة لا تتجاوز العشرين عددًا. وسرعان ما أقنعت نفسي بتجاوز هذا المنغص فلدي 130 عددًا سليمًا ونظيفًا، أما الأعداد المتضررة فلا بأس بها مادام محتواها سليمًا وكاملًا. من دون فصال ولا مساومة دفع أبي المبلغ المطلوب وهو 400 ريال، فقد عرضا عليه العدد الواحد مقابل ريالين ونصف الريال، لكن أبي أعطاهما فوق ذلك مئة ريال إكرامية لهما. فعل أبي ذلك فيما كنت أنا قد نسيت الدنيا كلها ورحت أحضن الأعداد مجموعة تلو مجموعة. أشبعت بحضنها أضلاعي وجيشان صدري، ثم بدأت رحلتي معها.
كان أول عدد ألتحم به من تلك الأعداد هو العدد رقم (270) مايو 1981م، وضعت يدي عليه من دون قصد، وحين فتحته على صفحة غير مقصودة أيضًا صافحت عيني حوار الشهر، وهو حوار أجراه الكاتب المصري مصطفى نبيل مع الكاتب والدبلوماسي والمترجم السوداني صلاح هاشم عن مستقبل الثقافة في الوطن العربي. كان الأمر مجرد حب استطلاع، لكن أحد مانشيتات الحوار تحت العنوان مباشرة شد انتباهي «المتعلم الذي يقرأ مادة خفيفة أشد خطرًا من الأمي». نسيت أنني يجب أن أنقل كنزي من أعداد «العربي» إلى الداخل، حيث سأضعها في الرف الكبير الواقع بالجهة الشرقية من مربعة أمي، ومن ثم أباشر القراءة كما يحلو لي.
نسيت نفسي وبقيت ثلاث ساعات كاملة أتنقل بين محتويات ذلك العدد الذي ما زلت حتى اليوم أعتقد أنه كان من أجمل الأعداد وأكثرها ثراءً واكتمالًا. كان موضوع الكاتب أحمد بهاء الدين «رؤية من لندن، حضارة الغرب وسماحة الإباحة، وكان المفكر زكي نجيب محمود في مقالته «رجع صدى» يتحدث عن افتقار واقعنا إلى الكاتب الذي يثير قضية فكرية تتحدى العقل»، وكان الناقد شكري محمد عياد يتساءل «هل يصير العلم إلى كهنوتية جديدة؟»، كما كان يوسف بكار يتحدث عن «إحياء التراث لماذا وكيف؟» أما سليم الصويص فكانت مقالته عن «مأساة الإنسان عند ديستوفسكي»، وكتب
عبد الحليم البشلاوي عن «مسرح القسوة» عند جان جينيه. وكتب أحمد بن محمد الشامي عن «التراث اليمني في المتحف البريطاني»، وكتب محمد عبدالله عنان عن ابن بطوطة. كان العدد حافلًا بنصوص شعرية وقصصية عربية ومترجمة ومواضيع طبية وعلمية وتاريخية واجتماعية ممتعة.
مدرسة «العربي» الفريدة
نبّهني صوت أمي وهي تناديني إلى أنني قد نسيت نفسي، وأن موعد الغداء قد حان. استعَنت بأخي إبراهيم في نقل ذلك الكنز إلى الداخل. كنت أنقله والدنيا لا تكاد تسعني، ومن ذلك اليوم اعتبرت نفسي واحدًا من مريدي مدرسة «العربي» الفريدة. ولا أظن مساحة الكتابة هنا تتسع لتفاصيل ذكرياتي مع قراءاتي لتلك الأعداد، أو ذكرياتي مع «العربي» خلال سنين طويلة بعد ذلك، كما أنها لن تتسع حتى لسرد أسماء الكتّاب الذين عرّفتني مجلة العربي بهم.
ذكرياتي مع العدد رقم (295) الصادر بتاريخ يونيو 1983م تحتاج وحدها إلى مقال كامل، فما زلت إلى اليوم أسميه عدد «بشر الحافي». أما ذكرياتي مع «العربي» وأثرها في تفتيح وعيي وتوجيه قراءاتي وإذكائها لدوافع الكتابة عندي فتحتاج إلى كتاب كامل ■