أتوارى خلْفَ الخوفِ «في ظل جائحة كورونا»

أتوارى خلْفَ الخوفِ «في ظل جائحة كورونا»

يجتاحُ‭ ‬الْفزَعُ‭ ‬الدْربَ‭/ ‬

البيْتَ‭/‬

الحُلْمْ

أتوارى‭ ‬خلْفَ‭ ‬الخوفْ

تتوارى‭ ‬قطَّةُ‭ ‬زوجي

تتوارى‭ ‬أفئدةُ‭ ‬الأولادِ‭ ‬

عيونُ‭ ‬الأحفادِ‭ ‬

وورْدةُ‭ ‬غرْفةِ‭ ‬مقْعِدنا

الكلُّ‭ ‬حريصٌ‭ ‬ألا‭ ‬نتقابل‭ ‬مجتمعين

أمَرَ‭ ‬الطوفانُ‭ ‬الساحقُ‭ ‬أن‭ ‬نحيا‭ ‬منفردينْ‭ ‬

وتدقُّ‭ ‬عقاربُ‭ ‬ساعةِ‭ ‬منزلنا‭ ‬خوفًا‭ ‬

خوفًا‭ ‬

خوْفْ

وتُذيعُ‭ ‬النشرةُ‭: ‬رحلَ‭ ‬اليومَ‭ ‬ثلاثون‭ ‬وألفْ

أصرخُ‭: ‬كيف؟‭!!‬

وحْدي‭ ‬أنظرُ‭ ‬من‭ ‬شُبَّاكي‭ ‬

أبصرُ‭ ‬حتى‭ ‬الشارعَ‭ ‬يتوارى‭ ‬خلف‭ ‬الزيفْ

خلفَ‭ ‬الصمتِ‭ / ‬الظلمةِ‭ ‬

خلف‭ ‬الفزع‭ ‬الأشملِ‭ ‬

والخطْو‭ ‬حبيسْ‭ ‬

ناس‭ ‬الدرْب‭ ‬تمرُّ‭ ‬فُرادى‭ ‬مثل‭ ‬شظايا‭ ‬النارِ‭ ‬المنْبعِثَة‭ ‬من‭ ‬سنِّ‭ ‬السكينْ‭ ‬

جيرانُ‭ ‬الصرح‭ ‬العالي‭ ‬بجوار‭ ‬بنايتنا‭ ‬

يصرخُ‭ ‬أحدُهمُ‭: ‬

في‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬

جارٌ‭ ‬مسكينْ

قد‭ ‬داهمه‭ ‬الفيْروسُ‭ ‬مساءَ‭ ‬الأمسْ

وحذار‭ ‬السعْي‭ ‬إليه‭ ‬

حذارِ‭ ‬اللمسْ‭ ‬

نتباعد‭ ‬ثم‭ ‬نفرُّ‭ ‬كما‭ ‬الغنَماتِ‭ ‬تفرُّ‭ ‬من‭ ‬الذئبِ‭ ‬وتجري‭ ‬شاردةً‭ ‬

صدى‭ ‬صوت‭: ‬كورونا‭ ‬يلتهم‭ ‬الحسَّ‭ ‬

ويُعطي‭ ‬الناس‭ ‬اللاهيةَ‭ ‬الدرْسَ‭...‬،

‭-  ‬منفردًا‭ ‬أمشي‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الخوفْ‭ ‬

وسواي‭ ‬على‭ ‬الحال‭ ‬يَدُور‭ ‬بلا‭ ‬إلْفْ‭ ‬

ووجوه‭ ‬الخلاَّن‭ ‬شريدةْ

وأيادي‭ ‬الربَّان‭ ‬ببحْرِ‭ ‬الأزمة‭ ‬عاجزةٌ‭ ‬وبعيدةْ‭ ‬

‭- ‬تصرخُ‭ ‬أمِّي‭ ‬إنَّ‭ ‬شقيقي‭ ‬الأكبر

دخل‭ ‬العزْلْ‭ ‬

أصرخُ‭: ‬انفرط‭ ‬الغزْلْ‭ ‬

فكَّ‭ ‬التنيِّنُ‭ ‬رباط‭ ‬الوصْلْ‭ ‬

وحدي‭ ‬أحمل‭ ‬جثمانَهْ

تسَّاقط‭ ‬أعمارُ‭ ‬الأحباب‭ ‬تباعًا

والعصفورُ‭ ‬الساكنُ‭ ‬قُلْبَ‭ ‬السْحب‭ ‬يردُّد

موتٌ‭ ‬ومهانةْ،‭ ‬

زلزال‭ ‬يجتاح‭ ‬زمانه

‭- ‬فلعلَّ‭ ‬الإنسانَ‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬المرآةِ‭ ‬كيانه

صدى‭ ‬صوت‭: ‬كورونا‭ ‬يلتهم‭ ‬الأطماعَ‭ ‬

ويصمُّ‭ ‬الأسماعَ

تجمدُ‭ ‬في‭ ‬مشهدهِ‭ ‬الأبصارْ‭ ‬

صوت‭ ‬2‭: ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدارْ‭ ‬

صوت‭ ‬3‭: ‬لا‭ ‬عاصم‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬غيرُ‭ ‬اللهْ

صوت‭ ‬جماعي‭: ‬كورونا‭ ‬جندٌ‭ ‬من‭ ‬جُنْدِ‭ ‬الله‭ ‬