الطريق إلى الأصالة

الطريق إلى الأصالة

  ‬تقوم‭ ‬الأصالة‭ ‬في‭ ‬أقدم‭ ‬معانيها‭ ‬على‭ ‬الاتساق‭ ‬بين‭ ‬القيم‭ ‬والمعتقدات‭ ‬الباطنية‭ ‬للمرء‭ ‬وتصرفاته‭ ‬الظاهرية؛‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬صادقًا‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭  ‬وتقود‭ ‬الأصالة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬أثر‭ ‬الدومينو‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحًا‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬الجديدة،‭ ‬فنرى‭ ‬أنفسنا‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬بصورة‭ ‬واقعية؛‭ ‬ويجعلنا‭ ‬هذا‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشكلاتنا؛‭ ‬فنكون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أكثر‭ ‬أصالة،‭ ‬وأكثر‭ ‬قبولًا‭ ‬لأنفسنا‭. ‬وهكذا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬وجهتنا‭ ‬بالحياة،‭ ‬ونكون‭ ‬أكثر‭ ‬إبداعًا‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬تعبّر‭ ‬عنا،‭ ‬ونستفيد‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬قوتنا،‭ ‬ونجد‭ ‬هدفًا‭ ‬ومعنى‭ ‬لحياتنا،‭ ‬ونعيش‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬التدفق‭ ‬والازدهار،‭ ‬ونستمر‭ ‬في‭ ‬كفاحنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التميز‭ ‬فيما‭ ‬نقوم‭ ‬به،‭ ‬ونبلغ‭ ‬النجاح‭. ‬

  ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬مفهوم‭ ‬الأصالة‭ - ‬والتي‭ ‬تضاعف‭ ‬عددها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لكتب‭ ‬جوجل‭ - ‬كتاب‭ ‬‮«‬أصيل‮»‬‭ ‬للبروفيسور‭ ‬ستيفن‭ ‬جوزيف،‭ ‬الذي‭ ‬يشرح‭ ‬ثلاثة‭ ‬شروط‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأصالة‭: ‬معرفة‭ ‬الذات‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬والاستعداد‭ ‬ليكون‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭. ‬ويقترح‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التمارين‭ ‬المعينة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭.‬

‭ ‬

معرفة‭ ‬الذات

‭ ‬وفقًا‭ ‬للبروفيسور‭ ‬جوزيف،‭ ‬يتميز‭ ‬الأصيلون‭ ‬بمعرفة‭ ‬الذات،‭ ‬حيث‭ ‬يدركون‭ ‬ما‭ ‬يحبون‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يحبون،‭ ‬ويقفون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هم‭ ‬جيدون‭ ‬فيه‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭. ‬وهم‭ ‬حاضرون‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وعلى‭ ‬وعي‭ ‬بأفكارهم‭ ‬ومشاعرهم‭. ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يدركون‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حولهم‭ ‬ويستوعبونه،‭ ‬ويلاحظون‭ ‬ولا‭ ‬يصدرون‭ ‬أحكامًا‭. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬التمتع‭ ‬بالأصالة‭ ‬يقتضي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الذات‭ ‬مواجهة‭ ‬صادقة،‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة‭. ‬وفي‭ ‬ظنه‭ ‬أن‭ ‬الأصيل‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬صوته‭ ‬الباطني‭ ‬وحدسه‭ ‬وحكمته،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬غير‭ ‬الأصيل‭ ‬المنفصل‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬الساعي‭ ‬وراء‭ ‬نيل‭ ‬رضا‭ ‬الآخرين‭. ‬ويقترح‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬لمعرفة‭ ‬الذات‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭:‬

أولًا‭: ‬افهم‭ ‬تاريخك‭ ‬الشخصي‭: ‬اكتب‭ ‬لعشرين‭ ‬دقيقة‭ ‬متواصلة‭ ‬وبصورة‭ ‬حرة‭ ‬وعفوية‭ ‬متدفقة‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬اسمك‭ ‬وحكايته؟‭. ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تتمنى‭ ‬تغييره،‭ ‬ولماذا؟‭ ‬وعن‭ ‬اسم‭ ‬الدلع،‭ ‬وماذا‭ ‬يقول‭ ‬عنك‭ ‬في‭ ‬اعتقادك؟‭ ‬وأهم‭ ‬صفات‭ ‬والديك،‭ ‬ومدى‭ ‬تشابهك‭ ‬أو‭ ‬اختلافك‭ ‬عنهما‭. ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬كنت‭  ‬تحب‭ ‬عمله‭ ‬وأنت‭ ‬طفل،‭ ‬وما‭ ‬تحبه‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬نفسك؟‭ ‬وما‭ ‬تود‭ ‬تغييره‭ ‬في‭ ‬نفسك؟‭ ‬وكيف‭ ‬تتصرف‭ ‬عندما‭ ‬تشعر‭ ‬بالخوف‭ ‬الشديد؟‭ ‬ثم‭ ‬عد‭ ‬لما‭ ‬كتبت،‭ ‬وفكر‭ ‬فيه،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬نفسك‭: ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬قولي‭ ‬ذلك؟‭ ‬ماذا‭ ‬تقول‭ ‬إجابتي‭ ‬عني؟‭ ‬

ثانيًا‭: ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مخططك‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬جعبتك‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬الباعثة‭ ‬على‭ ‬البهجة؟‭ ‬ماذا‭ ‬كنت‭ ‬تفعل؟‭ ‬اكتب‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لعشر‭ ‬دقائق‭ ‬بلا‭ ‬توقف،‭ ‬واذكر‭ ‬كيف‭ ‬كنت‭ ‬تبرز‭ ‬قوتك‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومواهبك‭ ‬وتتمتع‭ ‬باستخدامها‭. ‬ثم‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬كنت‭ ‬يائسًا‭ ‬فيها،‭ ‬واكتب‭ ‬ما‭ ‬يخطر‭ ‬ببالك‭ ‬لعشر‭ ‬دقائق‭ ‬دون‭ ‬توقف‭. ‬وتذكر‭ ‬قيامك‭ ‬بأمور‭ ‬لا‭ ‬تبهجك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الآخرين‭. ‬والهدف،‭ ‬تذكيرك‭ ‬بعفوية‭ ‬الطفولة،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬مكامن‭ ‬قوتك‭ ‬واهتماماتك‭ ‬وقدراتك‭.‬‭ ‬

ثالثًا‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬أشخاص‭ ‬يعجبونك‭: ‬سواء‭ ‬أقارب،‭ ‬أو‭ ‬أصدقاء،‭ ‬أو‭ ‬شخصيات‭ ‬عامة،‭ ‬أو‭ ‬تاريخية،‭ ‬وسيبصرك‭ ‬ذلك‭ ‬بصفات‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيك‭. ‬

رابعًا‭: ‬ما‭ ‬قيمك؟‭ ‬ما‭ ‬الشيء‭ ‬الأكثر‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬حياتك؟‭ ‬فكر‭ ‬لخمس‭ ‬دقائق،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الوقت‭ ‬ولا‭ ‬النقود‭ ‬مشكلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك،‭ ‬ففيما‭ ‬ترغب‭ ‬في‭  ‬إنفاق‭ ‬حياتك؟‭ ‬وأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬ستقدم؟‭ ‬ولماذا؟‭ ‬

خامسًا‭: ‬دع‭ ‬لاوعيك‭ ‬يخبرك‭: ‬انظر‭ ‬حولك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفكير،‭ ‬وتبين‭ ‬لماذا‭ ‬تختار‭ ‬شيئًا‭ ‬دون‭ ‬الآخر؟‭ ‬ثم‭ ‬صف‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬واستخدم‭ ‬‮«‬أنا‮»‬‭- ‬وكأن‭ ‬الشيء‭ ‬يتحدث‭ - ‬لتقول‭ ‬فردة‭ ‬قفاز،‭ ‬مثلًا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬قديمة‭ ‬وتائهة‭ ‬عن‭ ‬نصفي‭ ‬الآخر‮»‬‭. ‬وخذ‭ ‬وقتك‭ ‬لتفكر‭ ‬في‭ ‬الجملة،‭ ‬وما‭ ‬ينطبق‭ ‬عليك‭ ‬منها،‭ ‬فهذه‭ ‬أداة‭ ‬لمعرفة‭ ‬نفسك‭.‬

سادسًا‭: ‬انتبه‭ ‬لأحلامك‭: ‬حاول‭ ‬تذكرها‭ ‬واكتبها،‭ ‬ثم‭ ‬عُد‭ ‬لها،‭ ‬ودع‭ ‬أفكارك‭ ‬تتداعى‭.  ‬كرر‭ ‬ذلك‭ ‬يوميًا‭ ‬لأسابيع،‭ ‬وستندهش‭ ‬مما‭ ‬ستعرف‭. ‬

سابعًا‭: ‬حدد‭ ‬علاقاتك‭ ‬الحقيقية‭: ‬هل‭ ‬هي‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬والديك‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬صديق،‭ ‬أو‭ ‬زميل‭ ‬في‭ ‬العمل؟‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬ذات‭ ‬معنى‭ ‬وقيمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟‭ ‬هل‭ ‬اخترت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طرفًا‭ ‬فيها؟‭ ‬وهل‭ ‬تقدرها؟‭ ‬وهل‭ ‬تستحق‭ ‬وقتك‭ ‬وطاقتك؟‭ ‬

ثامنًا‭: ‬متى‭ ‬تكون‭ ‬نفسك؟‭ ‬ومتى‭ ‬لا‭ ‬تكون؟‭ ‬تذكر‭ ‬آخر‭ ‬موقف‭ ‬شعرت‭ ‬فيه‭ ‬بهذا‭ ‬الشعور،‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬متى،‭ ‬ومع‭ ‬من؟‭ ‬

تاسعًا‭: ‬تخيل‭ ‬نفسك‭ ‬المثالية‭: ‬ذاتك‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وذاتك‭ ‬المثالية،‭ ‬وما‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬تكون؟

عاشرًا‭: ‬تخيل‭ ‬المعجزة‭: ‬أنك‭ ‬تفيق‭ ‬من‭ ‬نومك‭ ‬وقد‭ ‬تحققت‭ ‬أحلامك،‭ ‬كيف‭ ‬ستشعر؟‭ ‬ماذا‭ ‬ستفعل؟‭ ‬صف‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬حياتك،‭ ‬وسيساعدك‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬استشعار‭ ‬أهمية‭ ‬تغيير‭ ‬نفسك‭. ‬

 

تحمل‭ ‬المسؤولية

يؤكد‭ ‬البروفيسور‭ ‬جوزيف‭ ‬أن‭ ‬الأصيل‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬الآخرين‭ ‬يغمضون‭ ‬عيونه‭ ‬عن‭ ‬حقيقة،‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالتنمر‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬اختياراته‭. ‬ويعرف‭ ‬أنه‭ ‬مؤلف‭ ‬قصة‭ ‬حياته‭. ‬ولا‭ ‬يخجل‭ ‬من‭ ‬أخطائه،‭ ‬ولا‭ ‬يلوم‭ ‬إلا‭ ‬نفسه‭. ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يتعلم‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬له،‭ ‬ويتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بأهداف‭ ‬واضحة،‭ ‬وحكمة‭ ‬تعينه‭ ‬على‭ ‬التقدم،‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬حدود‭ ‬مسؤولياته،‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬الآخرين‭. ‬ويهرع‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الغير،‭ ‬ويقدم‭ ‬حلولًا،‭ ‬ويشجع‭ ‬سلوكيات‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭. ‬ولا‭ ‬يحاول‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬بهم،‭ ‬بل‭ ‬يحترمهم‭. ‬ويكون‭ ‬له‭ ‬موقفه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬الوسط‭. ‬فالأصالة‭ ‬تقتضي‭ ‬توافر‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬التفرد،‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬القطيع،‭ ‬ليكون‭ ‬الأصيل‭ ‬رئيس‭ ‬نفسه‭. ‬ويقترح‭ ‬بعض‭ ‬التمارين‭ ‬كالآتي‭:‬

أولًا‭: ‬الاعتراف‭ ‬بارتكاب‭ ‬الخطأ‭ ‬والتطلع‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬ارتكبت‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتعبك،‭ ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬التجارب؟‭ ‬واكتب‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لعشر‭ ‬دقائق‭. ‬ثم‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدروس،‭ ‬واسمح‭ ‬بتجاوز‭ ‬الماضي‭ ‬وخوض‭ ‬تجارب‭ ‬طازجة‭.‬

ثانيًا‭: ‬افهم‭ ‬دفاعك‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬شعرت‭ ‬فيه‭ ‬بالخجل‭ ‬أو‭ ‬الذنب،‭ ‬ولاحظ‭ ‬صعوبة‭ ‬تذكر‭ ‬التفاصيل،‭ ‬وافهم‭ ‬ميلك‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسك،‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬متى‭ ‬تكذب‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬عندما‭ ‬تقول‭ - ‬مثلًا‭- ‬‮«‬فعلت‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعي‭ ‬للمساعدة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غلطتي‮»‬‭. ‬

ثالثًا‭: ‬كرر‭ ‬لماذا؟‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يمض‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬واسأل‭: ‬ما‭ ‬السبب؟‭ ‬ثم‭ ‬كرر‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه،‭ ‬وابحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬جديدة،‭ ‬حتى‭ ‬يتعمق‭ ‬فهمك‭ ‬للموقف‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬سبب‭ ‬مقنع‭ ‬وأقرب‭ ‬للحقيقة‭.‬

رابعًا‭: ‬استبق‭ ‬السلوك‭ ‬الدفاعي‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬حاليًا‭ ‬ويضايقك‭ - ‬كوضع‭ ‬صعب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ - ‬ثم‭ ‬اسأل‭ ‬نفسك‭: ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬تجاوزه‭ ‬وترى‭ ‬نفسك‭ ‬ترتفع‭ ‬لمستوى‭ ‬التحدي‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟‭ ‬والعب‭ ‬بالأفكار‭ ‬في‭ ‬عقلك‭ ‬كما‭ ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬تجري‭ ‬الأمور‭. ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الموقف،‭ ‬قارن‭ ‬ما‭ ‬تخيلت‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل،‭ ‬وحدد‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭. ‬

خامسًا‭: ‬انفتح‭ ‬على‭ ‬الجديد‭: ‬حدّد‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬التالي‭: ‬أعتز‭ ‬بالفرص‭ ‬الجديدة‭ ‬لأعرف‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬المزيد‭/ ‬أتقبل‭ ‬الفشل‭ ‬وأتعلم‭ ‬منه‭/ ‬أقبل‭ ‬الإطراء‭ ‬والنقد‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وسيدل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تحملك‭ ‬لمسؤولية‭ ‬نفسك‭.‬

‭ ‬سادسًا‭: ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬ذرّة‭ ‬حقيقة‭: ‬عندما‭ ‬تشعر‭ ‬بأن‭ ‬أحدهم‭ ‬ينتقدك،‭ ‬اسأل‭ ‬نفسك‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬نقده،‭ ‬ثم‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬النقد،‭ ‬وتذكر‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬الخبرات‭ ‬تثير‭ ‬تحدينا‭ ‬وتقدم‭ ‬لنا‭ ‬فرصًا‭ ‬لمعرفة‭ ‬أنفسنا‭. ‬

سابعًا‭: ‬ذرة‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬قدرتك‭: ‬قد‭ ‬نشعر‭ ‬أحيانًا‭ ‬بأننا‭ ‬عالقون،‭ ‬وبمراجعة‭ ‬حياتنا‭ ‬ندرك‭ ‬كم‭ ‬تغيرنا‭ ‬وتطورنا‭. ‬ولهذا،‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬صعب‭ ‬مر‭ ‬عليك‭ ‬في‭ ‬الماضي؛‭ ‬واسأل‭: ‬ماذا‭ ‬عرفت‭ ‬منه‭ ‬عن‭ ‬نفسك؟‭ ‬هل‭ ‬اكتشفت‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرفها؟‭ ‬هل‭ ‬ازددت‭ ‬حكمة؟‭ ‬

ثامنًا‭: ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬لما‭ ‬مضى‭ ‬بندم‭: ‬اسأل‭ ‬نفسك‭: ‬لو‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬هل‭ ‬سأفعل‭ ‬ما‭ ‬أفعل‭ ‬اليوم؟‭ ‬واعرف‭ ‬أيّ‭ ‬مما‭ ‬يأتي‭ ‬ينطبق‭ ‬عليك‭: ‬أنا‭ ‬أقوم‭ ‬بما‭ ‬أريد‭ ‬حقًا‭/ ‬أقوم‭ ‬بما‭ ‬أريد‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭/ ‬أعمل‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬أحيانًا‭/ ‬لا‭ ‬أفعل‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭/ ‬لا‭ ‬أفعل‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬مطلقًا‭. ‬وستكون‭ ‬إجابتك‭ ‬مرآتك،‭ ‬التي‭ ‬تساعدك‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تأخذه‭ ‬لتكون‭ ‬نفسك‭. ‬

تاسعًا‭: ‬اكتب‭ ‬مهمتك‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تهدف‭ ‬إليه؟‭ ‬وغُصْ‭ ‬في‭ ‬أعماقك‭ ‬وفكر‭ ‬في‭ ‬قيمك‭ ‬وهدفك‭ ‬العام،‭ ‬وضع‭ ‬أهدافًا‭ ‬مثل‭ ‬تكريس‭ ‬حياتك‭ ‬لعائلتك،‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬حيوات‭ ‬من‭ ‬يهمونك‭.‬

عاشرًا‭: ‬تخطّ‭ ‬خوفك‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬السلبي‭: ‬نتيجة‭ ‬للعيش‭ ‬وفقًا‭ ‬لقواعد‭ ‬الآخرين‭ ‬وتوقعاتهم،‭ ‬قد‭ ‬يتربى‭ ‬لديك‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬السلبي،‭ ‬فهل‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬يقلقني‭ ‬ما‭ ‬يفكر‭ ‬الناس‭ ‬فيه‭/ ‬يهمني‭ ‬الانطباع‭ ‬الذي‭ ‬أتركه‭ ‬لدى‭ ‬الآخرين‭.  ‬إذا‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬خوفك‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬السلبي‭ ‬يمنعك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نفسك‭. ‬ولمعرفة‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬نفسك،‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬حدث‭ ‬لك،‭ ‬وكنت‭ ‬مهتمًا‭ ‬برأي‭ ‬الآخرين‭. ‬ماذا‭ ‬حدث؟‭ ‬وما‭ ‬المختلف‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬لو‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬الوراء؟‭ ‬

‭ ‬

كن‭ ‬أنت‭ ‬

في‭ ‬جزء‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬كتابه،‭ ‬يرى‭ ‬البروفيسور‭ ‬جوزيف‭ ‬أنه‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬شيء‭ ‬أصيل،‭ ‬ولهذا‭ ‬ينفق‭ ‬الناس‭ ‬أوقاتهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحبون،‭ ‬وعلى‭ ‬أنشطة‭ ‬الشغف‭ ‬التي‭ ‬تشعرهم‭ ‬بالحياة‭. ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬كون‭ ‬المرء‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحًا‭ ‬على‭ ‬الخبرات‭ ‬يعني‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والاهتمامات،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭.  ‬ولتكون‭ ‬أنت‭ ‬يقترح‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

أولًا‭: ‬كيف‭ ‬تعيش‭ ‬حياتك‭: ‬فكر‭ ‬في‭ ‬شغفك‭ - ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تستمتع‭ ‬بعملها،‭ ‬وفي‭ ‬مسرة‭ ‬الشعور‭ ‬بالتدفق؛‭ ‬واسأل‭: ‬ما‭ ‬المهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟‭ ‬وما‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أولوياتك؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تجيد‭ ‬عمله؟‭ ‬وما‭ ‬قدراتك‭ ‬ومواهبك‭ ‬ونقاط‭ ‬قوتك؟‭ ‬وفكر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إنفاق‭ ‬وقتك‭.‬

ثانيًا‭: ‬مارس‭ ‬التنفس‭ ‬الواعي‭: ‬الأصيلون‭ ‬متأملون،‭ ‬فتأمل‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬وعيك‭ ‬بذاتك‭ ‬ومن‭ ‬قدرتك‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مدروسة‭. ‬ويمكنك‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بتمرين‭ ‬تنفس‭ ‬لدقيقة‭ ‬واحدة،‭ ‬وراقب‭ ‬أفكارك‭.‬

ثالثًا‭: ‬راقب‭ ‬واستمع‭ ‬بتأمل‭: ‬اختر‭ ‬شجرة‭ ‬أو‭ ‬زهرة،‭ ‬وراقبها‭ ‬لخمس‭ ‬دقائق،‭ ‬وأغمض‭ ‬عينيك‭ ‬واستمع‭ ‬دقيقتين‭ ‬للأصوات‭ ‬من‭ ‬حولك‭. ‬

رابعًا‭: ‬مارس‭ ‬نشاطًا‭ ‬بوعي‭: ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬وعقولنا‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬كأن‭ ‬تخرج‭ ‬ثم‭ ‬تسأل‭ ‬نفسك‭: ‬هل‭ ‬أغلقت‭ ‬الباب؟‭ ‬اختر‭ ‬نشاطًا‭ ‬يوميًا،‭ ‬كترك‭ ‬البيت‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بوعي‭ ‬وركز‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة،‭ ‬وتحدث‭ ‬إلى‭ ‬نفسك،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أفكارك‭. ‬

خامسًا‭: ‬قبول‭ ‬الذات‭: ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا‭ ‬مهمة؛‭ ‬وعادة‭ ‬لا‭ ‬نلاحظ‭ ‬كيف‭ ‬نثقل‭ ‬أنفسنا‭ ‬بالطلبات،‭ ‬ونفرط‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬عليها؛‭ ‬بينما‭ ‬المطلوب‭ ‬التعاطف‭ ‬معها،‭ ‬فلاحظ‭ ‬متى‭ ‬تفكر‭ ‬فيما‭ ‬يتعين‭ ‬عليك‭ ‬فعله،‭ ‬ولا‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬حريتك‭ ‬في‭ ‬الاختيار،‭ ‬وانتبه‭ ‬لنفسك‭ ‬عندما‭ ‬تسمعها‭ ‬تقول‭ ‬يجب،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬شيئًا‭. ‬واسأل‭ ‬نفسك‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬التالي‭ ‬تتفق‭: ‬أقدر‭ ‬نفسي‭ ‬كشخص،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬مثاليًا‭/ ‬إذا‭ ‬انتقدني‭ ‬أحدهم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أتعلم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬نفسي‭/ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬أن‭ ‬يحكموا‭ ‬عليّ،‭ ‬المهم‭ ‬حكمي‭ ‬على‭ ‬نفسي‭:  ‬إذا‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬فذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬القبول‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬فلابد‭ ‬أنك‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬نفسك،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭. ‬

سادسًا‭: ‬انتبه‭ ‬إلى‭ ‬تفاعلك‭ ‬مع‭ ‬الناس‭: ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقف‭ ‬في‭ ‬التعامل‭: ‬الطفل،‭ ‬والأب‭ ‬والبالغ،‭ ‬ففي‭ ‬موقف‭ ‬الطفل‭ ‬نشعر‭ ‬ونفكر‭ ‬بطريقة‭ ‬طفولية؛‭ ‬وفي‭ ‬موقف‭ ‬الأب‭ ‬نتصرف‭ ‬بفوقية‭ ‬مسيطرة،‭ ‬أما‭ ‬موقف‭ ‬البالغ‭ ‬فهو‭ ‬الاستجابة‭ ‬الأصيلة‭ ‬وفقًا‭ ‬لبيئة‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬هنا‭ ‬والآن‮»‬‭. ‬فاسأل‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تواصل‭ ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬مثل‭ ‬أب‭ ‬مسيطر،‭ ‬أم‭ ‬طفل‭ ‬مسيطر‭ ‬عليه،‭ ‬أم‭ ‬بالغ؟‭ ‬

سابعًا‭: ‬كن‭ ‬حازمًا‭: ‬الأصيلون‭ ‬مستقيمون‭ ‬ويتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬ومع‭ ‬أنفسهم‭ ‬بصورة‭ ‬صادقة‭ ‬ومحترمة‭. ‬ويستطيعون‭ ‬قول‭ ‬نعم‭ ‬ولا،‭ ‬بشجاعة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬رغبوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.  ‬امنح‭ ‬نفسك‭ ‬وقتًا‭ ‬للتفكير‭ ‬فيما‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬قيمك‭. ‬واستمع‭ ‬لصوتك‭ ‬الباطني‭. ‬

‭ ‬ثامنًا‭: ‬ارسم‭ ‬حدودًا‭:  ‬تخيّل‭ ‬نفسك‭ ‬تقود‭ ‬جملًا‭ ‬في‭ ‬صحراء،‭ ‬وتهب‭ ‬عاصفة‭ ‬ترابية‭ ‬توقفك،‭ ‬فتجلس‭ ‬في‭ ‬خيمة،‭ ‬ثم‭ ‬يدس‭ ‬الجمل‭ ‬أنفه‭ ‬في‭ ‬خيمتك‭ ‬ويستأذنك‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أنفه‭ ‬عشر‭ ‬دقائق،‭ ‬فتتعاطف‭ ‬معه‭ ‬وتسمح‭ ‬له‭ ‬بذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬أخرى‭ ‬يضع‭ ‬عينيه‭ ‬وأذنيه،‭ ‬وبعد‭ ‬عشرين‭ ‬دقيقة‭ ‬يستأذن‭ ‬ليدخل‭ ‬عنقه،‭ ‬ثم‭ ‬رأسه،‭ ‬حتى‭ ‬تضيق‭ ‬عليكما‭ ‬الخيمة‭ ‬فتخرج‭ ‬أنت‭ ‬منها‭. ‬لتعلم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أنك‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬حدودًا‭ ‬وتلتزم‭ ‬بها‭ ‬فستجد‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭.‬

تاسعًا‭: ‬حوّل‭ ‬أحلامك‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭.  ‬فكر‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بالمستقبل‭ - ‬أيامًا‭ ‬أو‭ ‬شهورًا‭ ‬أو‭ ‬سنوات‭ - ‬لمساعدة‭ ‬نفسك‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬فيما‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭. ‬وتخيل‭ ‬تحقق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تتمنى،‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬الوضع؟‭ ‬وضع‭ ‬قائمة‭ ‬أهدافك‭ ‬لتفكر‭ ‬فيها‭ ‬وتحققها‭. ‬وكون‭ ‬لنفسك‭ ‬شبكة‭ ‬دعم،‭ ‬وإطارًا‭ ‬زمنيًا‭ ‬واقعيًا‭ ‬للإنجاز‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بتقسيم‭ ‬هدفك‭ ‬الأول‭ ‬وتعرف‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬عمله‭. ‬

عاشرًا‭: ‬التزم‭ ‬بالسلوك‭ ‬الجديد‭:  ‬تعني‭ ‬الأصالة‭ ‬الفعل،‭ ‬فالتزم‭ ‬عمل‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬جديد‭ ‬ومثير‭ ‬للتحدي‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬راحتك‭.  ‬واكتب‭ ‬ما‭ ‬ستفعل‭ ‬ومتى‭.‬‭ ‬ثم‭ ‬قيم‭ ‬من‭ ‬1‭-‬10‭ ‬مدى‭ ‬تأكدك،‭ ‬بحيث‭ ‬يعني‭ ‬1‭: ‬غير‭ ‬متأكد‭. ‬وإذا‭ ‬قل‭ ‬تقييمك‭ ‬عن‭ ‬عشرة‭ ‬فابحث‭ ‬عن‭ ‬المعوقات،‭ ‬ومرن‭ ‬نفسك‭ ‬حتى‭ ‬تختار‭ ‬نشاطًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬يجعلك‭ ‬أصيلًا‭. 

في‭ ‬الختام،‭ ‬إذا‭ ‬بدا‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬الأصالة‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬معظمنا‭ ‬التجمل‭ ‬والتصنع‭ ‬والمجاملة‭... ‬تبقى‭ ‬الأصالة‭ ‬حلمًا‭ ‬نسعى‭ ‬وراءه،‭ ‬لأن‭ ‬إدراكه‭ ‬يعني‭ ‬الراحة‭ ‬المأمولة‭ ‬والسعادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬■

 

‭ ‬