عناد الأطفال والمراهقين مشكلة في كل بيت عربي

عناد الأطفال والمراهقين مشكلة في كل بيت عربي

العناد أحد أكثر الاضطرابات السلوكية انتشارًا في الطفولة والمراهقة، ويمر الكثير من الأطفال والمراهقين بذلك في فترة من حياتهم، بعضهم يستمر الاضطراب معه لفترات أطول في حياتهم، وبعضهم يتم تعديله.

 

من المشاهد المتكررة التي نراها، طفل يصمم على شراء لعبة أو حلوى ويبكي ولا يتوقف عن ذلك حتى يحصل على ما يريد، يرفض الذهاب للنوم عند موعد النوم، يرفض أن يلعب أحد بألعابه، بل ويبحث عما يريده الأهل ليقوم بعكسه حتى لو كان في ذلك ضرر له، وفي سن المراهقة يميل المراهق لكسر كل القيود رغبة في التمرد وإثبات الذات.

مَن هو الطفل العنيد؟
هو الطفل الذي يلجأ لعصيان الأوامر وعدم الطاعة، والتمسك برأيه رغم محاولات إقناعه بالعكس، وحتى لو اتضح له خطأ ذلك أو كان فيه ضرر له، كما أنه يفتقد إلى المرونة.

صفات الطفل العنيد
-1  الرغبة في السيطرة: فالطفل العنيد يريد دائمًا أن يقـود، ويسيطر على من حوله ويفرض إرادته عليهم. 
 -2 الانتهازية الاجتماعية: فيستغل انشغال الأم بمكالمة هاتفية - على سبيل المثال - ويطلب منها شيئًا يعرف أنها سترفضه ويلح عليها حتى ترضخ وتستجيب، وكذلك إذا كان عندهم ضيوف، أو حين يذهبون لزيارة أحد، فنجد الطفل لا يلتزم بالقواعد المتفق عليها. 
 -3 لا يعترف بخطئه ولا يرى نفسه سببًا لأي مشكلة: هناك مشهد من إحدى مسرحيات النجم سمير غانم يقول له ابنه في خناقته مع أحد الأطفال «ضربني بوشه في إيدي»، أي أنه يلقي باللوم على الطفل المضروب وكأنه هو الذي ضرب وجهه في يد الطفل العنيد وليس العكس.
-4 لا يستجيب للعقاب بل يزيد عناده: فيحار الأم والأب فيما يفعلانه معه.

أسباب العناد 
-1 انشغال الوالدين عن الطفل وعدم الاهتمام به مما يدفعه لسلوك العناد ليلفت الانتباه ولإثبات وجوده وإشعار من حوله بأهميته.
-2 الحـالة النفـسية لـدى الطفـل وصفاته الشخصية (مفرط الحساسية- أناني - غيور... إلخ) مما ينعكس على تفاعله مع المواقف حوله.
-3 الحالة النفسية للوالدين وما يمران به من مشاكل وتحديات أو صدمات تؤثر على طريقة تعاملهما مع الطفل فينعكس هذا على رد فعله تجاه هذا التغير.
-4 أسلوب التدليل المفرط للطفل والاستجابة السريعة لرغباته.
-5 الغيرة وعدم العدل بين الأبناء.
-6 وصول ضيف جديد للأسرة (طفل جديد) يستحوذ على أغلب الاهتمام.
-7 عدم إعطاء الطفل مساحة كافية من الحرية يستطيع من خلالها الاختيار، ويتعامل معه الأهل على أنه مجرد منفذ لإرادتهم دون مشورته فيما يخصه ودون مشاركته في اختيار بعض الأمور التي تخص الأسرة. 
-8 القسوة في التعامل مع الطفل فهو يرفض اللهجة القاسية والعنف.
-9 إذا كان الطفل يعاني من أحد اضطرابات ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل تأخر النطق أو انخفاض مستوى الذكاء أو اضطراب فرط النشاط والحركة وتشتت الانتباه.
-10 عدم إعطاء الطفل مساحة وفرصة للتعلم بالتجربة والخطأ وفرض تجاربهم الشخصية وإخباره بالنتائج المتوقعة لاختياراته قبل أن ينفذ هذا الاختيار من باب الخوف عليه أن يتألم كما تألم الوالدان من تجارب شبيهة في سنه.

أشكال العناد
للعناد أشكال عديدة تختلف في مستواها ودرجتها ومدى احتياج الطفل للتدخل من متخصص لمساعدته، أذكر منها:
أولاً: عناد التصميم والإرادة: يظهر هذا النمط من العناد عند بعض الأطفال من خلال إصرارهم على محاولة إصلاح لعبة، خاصة إذا لم ينجح الطفل في إصلاحهـا في المرة الأولى، عندها يزداد إصرارًا على تكرار محاولته مرة أخرى، وهذا النوع جيد حيث يعلم الطفل عدم الاستسلام أمام الصعاب والتحديات، ويجب تشجيع هذا النوع من العناد.
ثانيًا: العناد مع النفس: قـد يعاند الطفل نفســه، كرفضه تناول الطعام وهو جائـع. وحل هذا النوع من العناد بسيط، وهو أن تتركيه يفعل ما يريد وحينما يشتد به الجوع سيأكل.
ثالثًا: العناد كاضطراب: وذلك حينما يعتاد الطفل العناد كأسلوب ثابت ومتكرر في مواقف كثيرة لا يكون منها نفع أو فائدة، مما يؤثر على علاقته بالآخرين (وهذا هو النوع المقصود).
ردود الفعل المتنوعة تجاه السلوك ونتيجة كل رد فعل

رد الفعل تجاه سلوك العناد

 

 

نتيجة رد الفعل

 

 

مواجهة عناده بعناد من ناحية الوالدين 

 

 يتعلم الطفل العناد في الغالب من الوالدين ويعتبره الأسلوب المناسب في الحصول على ما يريد، واستخدامك العناد معه يزيد المشكلة تعقيدًا ولا يحلها.

 

الضرب



يؤدي إلى زيادة عناد الطفل

 

تحديد سبب العناد واتخاذ الإجراء المناسب لشخصية الطفل

يحل المشكلة بالتدرج المناسب، كما أن الطفل العنيد يجب التعامل معه بمرونة، والاستماع وفهم شخصيته، والتعامل معه بالأسلوب المناسب.

ردود الفعل المتنوعة تجاه السلوك
-1 مواجهة عناده بعناد من ناحية الوالدين.
-2 الضرب.
-3 تحديد سبب العناد واتخاذ الإجراء المناسب لشخصية الطفل.

نتائج كل رد فعل
-1 يتعلم الطفل العناد في الغالب من الوالدين ويعتبره الأسلوب المناسب في الحصول على ما يريد، واستخدامك العناد معه يزيد المشكلة ولا يحلها.
-2 يؤدي إلى زيادة عناد الطفل.
-3 يحل المشكلة بالتدرج المناسب، كما أن الطفل العنيد يجب التعامل معه بمرونة، والاستماع وفهم شخصيته، والتعامل معه بالأسلوب المناسب.

أساليب التغلب على المشكلة
-1 تشجيعه على التعبير عن سبب موقفه هذا وشرحه حتى نصل إلى حل مناسب.
-2 غض الطرف عن بعض المواقف وعدم إشعاره أن تصرفاته تحت المجهر، وأنها دائمًا غير مناسبة.
-3 تشجيع كل موقف يتفهم فيه كلامك ويغير موقفه الخاطئ.
-4 عدم تكليفه فوق ما يطيق.
-5 الثبات في المعاملة حتى يسهل على الطفل ضبط توقعاته من الوالدين مما يساهم في شعوره بالأمان الذي يعتبر عاملاً أساسيًا في ترك العناد، والمقصود بذلك ألا تكون العقوبة كبيرة على خطأ بسيط وعقاب بسيط على خطأ كبير، أو العقوبة على خطأ مرة والتغاضي عنه مرة أخرى، لأن ذلك لا يجعله يفرق بشكل واضح بين الصواب والخطأ، مما يجعله يعاند كنوع من الاعتراض وربما الانتقام أمام عدم الوضوح الذي يتم معاملته به.
-6 ذكر قصص جميلة عن المرونة، وإيجاد أكثر من حل للمشاكل التي يواجهها من خلال نماذج لشخصيات تواجه مواقف شبيهة بالمواقف التي تثير عناده، وإن كان لدى الوالدين القدرة على تأليف القصص فسيكون لذلك أثر جميل.
-7 تكليفه بمهام يتولى هو مسؤوليتها فيستشعر بأهميته والثقة في قدراته، وتعليمه أن هذه المهام تتطلب مسئوليات وصفات شخصية تسهل عليه أداء المهمة.
-8 عمل اتفاق بينك وبين الطفل، في حال أصر على السلوك ولم يجدِ معه كل ما سبق فإنه سيكون هناك عقوبة محددة، هذه العقوبة ستُحدد بناء على شخصية الطفل والأسلوب الأنسب له.
-9 أن تتم محاورة الطفل بأسلوب هادئ بعيدًا عن الأوامر الصارمة خاصة حين تكون بأسلوب شديد وقاس.
-10 مكافأة الطفل بشيء مادي أو معنوي (مهم المزج بينهما حتى لا يصبح الطفل ماديًا) في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
-11 تجنب العقاب اللفظي أو الجسدي كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل.

العناد في مرحلة المراهقة
يأخذ العناد في سن المراهقة عدة أشكال، منها: أنه لا يسمع سوى صوت عقله ولا يستمع لأي آراء أخرى، أو تسيطر فكرة معينة على عقله ولا تأخذ كل تركيزه واهتمامه.
هذا العناد يكون سمة طبيعية في هذه السن، لأنه من خلالها يقول المراهق: أنا أصبحت كبيرًا، يمكنني اتخاذ القرار، لم أعد الطفل الصغير الذي توجهونه، هذا العناد قد يصل بالمراهق إلى إيذاء نفسه، إيذاء النفس هذا قد يكون انتقامًا من نفسه بسبب جلده لذاته لأخطاء اقترفها تتعارض مع قيمه، تنمر تعرض له فأشعره بالدونية فقرر عقاب نفسه لأنه صدق الكلام السلبي الذي قيل له عن نفسه، أو لإيذاء والديه والانتقام مما فعلاه معه في طفولته، أو يفعلانه معه في مراهقته، وعدم الاستماع له أو الشعور به.
قد يكون من أسباب العناد في المراهقة لفت الانتباه - كما في الطفولة - فقد ينشغل الوالدان عن ابنهما المراهق، ولا يخصصون له وقتًا للحديث عن مشاعره وأفكاره، فمن المعروف أن كثيرًا من المراهقين تكون لديهم رغبة في التمرد على القوانين، وكل ما هو سائد ومتعارف عليه، فيكون لديهم أسئلة وجودية واحتياجات نفسية، وتقلبات في الهرمونات، وإحساس بعدم فهم الذات، ورغبة في العزلة عن المجتمع بسبب هذه التغيرات، لذا فجلوس الآباء مع أبنائهم وشرح تلك التغيرات وتشجيعهم على التغلب على خوفهم، وعمل حوارات عقلية معهم حتى يصلوا لإجابة لتلك الأسئلة، واطمئنانًا أمام تلك الشكوك، فهذا أكثر ما يحتاجه الأبناء ويكون تأثيره إيجابيًا في تخفيف حدة عناد وتمرد هذه المرحلة.
عبارة سمعتها من العديد من أولياء أمور مراهقين «هذا ليس ابني لقد تحول، هذا شخص آخر»، والحقيقة أنه لم يتحول ولكنه في طريقه من الطفولة إلى النضج، لذا فمن الطبيعي أن يمر بمرحلة تمثل الجسر العابر بين المرحلتين وهي المراهقة، ويكون فيها كثير من السلوكيات الجديدة على الأهل، ولعله من الضروري هنا الإشارة إلى شيء يزعج الوالدين بشدة ولا يفهمانه في أحيان كثيرة، وهو أن يصدر عن المراهق سلوكيات بين الطفولة والرشد، فالسلوك الطفولي لأنه لم يتجاوز مرحلة الطفولة بعد، والسلوك الناضج يعبر عن المرحلة التي سيعبر إليها، فإن ما قد يراه الأهل تعارضًا، هو في حقيقة الأمر شيء طبيعي يمر به كل المراهقين، فالمراهقة ما هي إلا مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، وكعادة المراحل الانتقالية تحمل من سمات وسلوكيات المرحلتين.

نصائح عامة للتعامل مع عناد المراهق
-1 عدم التعامل مع عناد المراهق بالعناد.
-2 بناء جسور التفاهم معه وإيجاد الوقت للاستماع له.
-3 تفهم المرحلة ومساعدته في فهمها وتجاوزها بأمان.
-4 إعطاؤه مساحة من الحرية وقدرة على اتخاذ القرار، ومشاركته في اتخاذ قرارات تخص الأسرة كلها.
-5 أهم ما يمكن أن يسعد المراهق هو شعوره بالتقدير والاحترام ممن حوله، بالإضافة إلى وجود الدعم المستمر له من أسرته ■