سامي محمد أيقونة عالمية من وطننا العربي

سامي محمد أيقونة عالمية من وطننا العربي

الشلل والمقاومة، ومحاولات الخروج العديدة، والارتطام الشديد، واستشهاد الشهداء وضحايا الحروب، ومجموعة الرحيل والنازحين، بين الأمومة والعقدة وغيرها.. هي الأيقونات الثابتة منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي والتي يستشهد ويستند إليها في التجليات الأدبية، وأقلام الشعراء والنقاد والفنانين ومتذوقي الفنون التشكيلية.
مسيرة فنية كبيرة للفنان الإنسان سامي محمد امتدت لما يقارب خمسين عامًا اتسمت بغزارة المنتوج الفني والعطاء الثري. هو أيقونة عالمية من عالمنا العربي، يحمل على كتفيه تراثًا عربيًا متأصلًا في أعماقه، وأعاد صياغته بأسلوب معاصر يحاكي به الفنون الحديثة بين الرسومات والمنحوتات الخشبية.
وعلى الجانب الآخر يتكئ بإنسانيته السامية في ترجمته وتعبيراته العميقة عن القضايا الإنسانية التي شكّلت هوية واضحة له وقاعدة مؤسسة لبصمة أثيرة في الوسط التشكيلي والثقافي، والمدى المتسع بتأثيره على الشارع الكويتي والوطن العربي وعلى العالم.
وبحكم البيئة العربية الأصيلة التي استخبأت في ذاكرته وجماليات البيت العربي القديم والفرجان الكويتية وتلاصق البيوت الصغيرة، واللعب في الفرجان وذكرياته في منطقة الصوابر- شرق 1943، والتفوق المدرسي آنذاك وموهبته السباقة في عمره الصغير، والذي كان بمنزلة مشروع ظهور فنان تشكيلي محنك في طرحه وشخصيته وأسلوبه الخاص، فقد جاء بأدواته الفنية وتكويناته بين الرسم والنحت في جذب ذلك التراث الأصيل وتحويره .

تتلمذ في مدرسة الصباح الابتدائية 1949 واشتهر بين مدرسي المدرسة بعشقه للتشكيل والرسم، ليبدع في أحد المشاريع المدرسية، لمشروع تخليد ذكرى العدوان الثلاثي - أزمة السويس التي وقعت في جمهورية مصر العربية عام 1956 مستخدمًا قصاصات الورق في تجسيد مجسّمات مصغّرة لرصد تلك المجزرة البشعة التي حلت في جمهورية مصر العربية جراء العدوان الثلاثي، معبرًا بجدارة فذة لتعابير الوجوه المرتعبة وصراخ الأطفال والنساء والجثث المرمية المسجاة على الأرض، ليحظى الطفل سامي بجائزة رمزية من المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح وكانت له خير دافع.
ابتعث للدراسة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة مع مجموعة من الزملاء بين خزعل القفاص وعبدالله سالم العبدالجليل، وعبدالعزيز الحشاش، لما يقارب الأربع سنوات، ليتعلم فنون النحت والتشريح من أمهر الأساتذة من جمهورية مصر العربية، ليتتلمذ على يد الفنان والنحات العظيم جمال السجيني 1917-1977، الذي عمل بنصب أمير الشعراء أحمد شوقي، والموجود بثلاث نسخ حول العالم - أولاها في فيلا بورغيزي - روما، والثانية في متحف أحمد شوقي بالجيزة ونسخته الثالثة والأخيرة في حديقة الأورمان - مصر.
كما حظي باهتمام جدير من الأستاذ شوقي الدسوقي، ليتتلمذ على يده في فن الخزف الذي كان يعشقه، فكان للشاب سامي محمد فرصة من الذهب لأن يأخذ بيده أساتذة كبار لهم من التاريخ والخبرة التي نهل منها في شبابه وأثمرت فنانًا عظيمًا من دولة الكويت.
وعلى غرار أشهر فناني عصر النهضة برسومات البورتريهات الشخصية أمثال رامبرانت وأنتوني فان دايك وفان جوخ ومايكل أنجلو وغيرهم، أخذت فرشاة سامي محمد بذلك النهج في البورتريه الذاتي لنفسه بأكثر من عمل كدراسة يلجأ إليها الفنان أحيانًا ليوثّق مرحلة معينة من مسيرته وتجربته، إلى جانب ذكرياته عن ملامح البيت العربي القديم وعشقه لطبيعة العيش آنذاك وهدوء العائلة وبساطة البيوت. كانت هذه المرحلة في أعمال سامي محمد تأكيدًا منه على ارتباطه بالتراث الكويتي الذي استطاع أن يعبر عنه بأشكاله المختلفة بين البيئة الكويتية وتجريده نقوشات السدو والرموز البسيطة والتشكيلات الهندسية التي صنع منها عالمًا يحاكي به لغة العصر، آخذًا بيد تراثنا وهويتنا العربية لأن يخاطب الجيل المعاصر والشاب والطفل أيضًا، حيث التبسيط المتناهي والسهل الممتنع، والحنكة والفطنة في استخدام الرمز والنقطة والمثلث والخط، الذي يختزل فيه كل الإشارات والموروث الشعبي الأصيل.
اعتمد على التسطيح وفرد اللون الواحد، بتقسيمات عديدة أفقية وعمودية، وبتحليل المساحات بالخطوط ونقوش السدو المبسّطة بين الارتكازة في منتصف العمل، أو التناظر المعاكس الجميل، أو على شكل الأهرامات المنتصبة بمثلثات عملاقة، تتخللها إضاءات لونية بتشكيلات هندسية مشابهة لفن الـ(الأورغامي) في الانحناءات، وفي الأقواس المتماهية مع تصاميم البيت العربي القديم وتلاصق البيوت الكويتية والفرجان، وقد تسرح بتدرجات اللون الأزرق في أعمال سامي محمد في فترات متفاوتة بين مجموعة السدو والمجموعة الثانية من تعبيراته الإنسانية. والذي يستوقفنا تأثره بالبيئة البحرية وزرقة البحر، والتي عبر بها كموضوع بمنحوتة البحار - خشب 1970، وفي المساحات الزرقاء في مجموعات السدو والبيئة المحلية وهيئة الرجل العربي ولباسه الشعبي تحت بيت الشعر بصحبة دلة القهوة وكرم الضيافة العربية المعروف.
ابتدأ مشروعه الفني بإقامة معرض تشكيلي بالتعاون مع الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح في بيت السدو، والذي يعتبر أحد المزارات المهمة في دولة الكويت، ليتم إحياء هذا المبنى التاريخي باحتضانه أيقونات سامي محمد في إعادة صياغة السدو وتطويره، وليثمر هذا التعاون تصاميم مستحدثة من رؤية معاصرة للتراث ولإعادة حياكتها بالخطوط الصوفية الملوّنة لسجاد أطلقت عليه أسماء كويتية بحتة بين الرقّة والفنطاس والفحيحيل، حيث تأتي مخيّلة سامي محمد في استنباط الشكل الهندسي المسطح لنقوش السدو وبإعادة صياغته بتكوينات جديدة لشكل السجاد المعلق في الهواء.
طرق باب المنحوتات الخشبية والبرونز بما يوازي رسومات السدو في لوحاته، بمنحوتات خشبية ثلاثية الأبعاد تحاكي التراث والبيئة العربية، وعلى الجانب الآخر أبدع بأعماله البرونزية في 1972 لتجسيد الوجوه والملامح لشخصيات كلّف بها من قبل الأستاذ عبدالعزيز فهد المساعيد - عميد دار الرأي العام آنذاك، لتجسيد شخصيات كل من المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح والمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، وما يمكننا قراءة الفروقات بين العملين ببراعة الفنان في تجسيد الشخصية بذاتها قبل البدء بتجسيد الملامح بلغة الجسد التي وضعها سامي محمد بهيبة «أب الدستور» جالسًا بوقاره وهيبته، متكئًا بيده على دستور الدولة التي وضعها بمقام دولة ذات سيادة وكيان مستقل، مدوّنًا لمقولته الشهيرة: «إن ثروة الكويت ملك للشعب وأنا حارسها».
ومن تفاني الفنان سامي في تزويد العمل بتلك الرموز التي اختزل فيها التطورات والنهضة العمرانية والتعليمية التي حلت بدولة الكويت منذ بداية نشأة الدولة وصورة البحار في أيام الكد والتعب والغوص حتى العمران والاستقلال ونهضة الدولة، من خلال ملامح صارمة وعين ثاقبة أبدع بها سامي محمد في تجسيد صورته.
كما وثّق نصبًا آخر يضاهيه وبارتفاع خمسة أمتار للمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، والانطباع الجميل الذي وضّحه لشخصية الشاعر المحبوب المتبسم، رافعًا يده محييًا الشعب، مدونًا لمقولته: «إن هذا الوطن أمانة في أعناقنا، وإني أدعوكم أن تحافظوا على وطننا الكويت».


تعبيرات إنسانية 
من الكفة الأخرى من العالم الذي أضاف به إلى رصيده شيئًا من العبقرية التي فجّر بها إبداعاته الأيقونية، من الدنيا التي رسمها ووضع لها حجر الأساس، ينطلق فيها محلقًا في أفق عالية لا يحدّها حد ولا يؤطرها إطار، مصحوبًا بالأداة التي يضع بها أفكاره ويطوّعها ويطلقها في سماء الفن التشكيلي للغوص في نفسه وليبحث عن ذاته السامية، مدفوعًا برغبته في التعبير عن إنسانيته وانعكاس شعوره عما يدور حوله - حول العالم - كل العالم بما يعانيه، من أزمات اقتصادية، سياسية، اجتماعية، تعصب، عنصرية مريضة، ظلم وجوع وقهر أو ظالم مستبد متسلّط، يدفن بيديه كرامة الإنسان السليبة وحقه في عيش الحياة الكريمة المستحقة، لرجل عزيز النفس مرفوع الرأس، محفوظ للكرامة، ليلجأ هنا سامي محمد إلى القطب الآخر، العالم الذي يتوازن في منتوجه الفني الغزير، في تجسيد كرامة الإنسان حينما تجرفه الدنيا وتهشم روحه الهزيلة الضعيفة لجسده الضعيف - وليس الضعف بمعناه الحرفي - بل بمجاز اللغة حينما تهلكنا ظروف الحياة بتقلباتها وتسيُّد الأسياد واستبدادهم، أو تسلُّط ظالم على فقراء محتاجين، ليرسم ذلك الفارق الشاسع بين الغنى الفاحش والفقر المدقع والمدى الذي يصل فيه هذا الفرد من المعاناة والإنهاك لمحاولة مواصلة التعايش، ليضع رموزًا ثابتة بين الرسم والتشكيل النحتي، بمقاييس الإنسان - بحجمه الطبيعي - عما يدور في دواخل النفس البشرية وعقلية الفرد بأعمال تشكيلية متخمة بتعبيرات لغة الجسد البليغة التي رصدها سامي محمد في تشكيلاته بالارتكاز على الإنسان والتشريح المتقن للجسد، لينطلق بجوانب متعددة فيما يتعلق بالمرأة وبأكثر من عمل فني، بين ثلاثيته الخشبية التي وضع بها سامي محمد معالم الأمومة والحمل والولادة، مستعينا بأفكاره التجريدية في تكويناته، مثلما أبدع في بداية السبعينيات 1970، في تجسيد ملامح الجوع التي وضعها بهيئة الأم الهزيلة جدًا، بمنظر مهيب، يضع فيه الهيكل العظمي الضعيف بمعالم الإنسان المكافح، تلك الفترة التي تأثر بها الفنان السامي بالمجاعة التي حلت في الهند وبنغلاديش وباكستان خلال الاستعمار البريطاني منذ القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وضعها سامي محمد كمنحوتة مؤلمة شكّل بها قسوة تلك المجاعة على أجساد الشعب والعائلة وضحايا تلك المجاعة الكبيرة في الهند، بجسد ضعيف لأم أصابها الفقر والجوع،  خائر القوى، شاحب الوجه، العاجز عن الفهم، لأم تحتضن طفلها المرعوب جراء ما يحدث.

قضايا المجتمع
يستكمل بتعبيراته الإنسانية، والتي يمكن للمتلقي استقراؤها بجوانب عديدة تحاكي قضايا المجتمع وقضايا الإنسان الاقتصادية والنفسية والسياسية، وهذا ما يدهشك في أعماله - الإنسانيات - التي قد ينساق لها أحيانًا الطبيب الجراح أو طالب العلوم أو الدكتور النفسي الذي يجد حالات المريض متجليّة بوضوح وبأرض الواقع في أعمال سامي محمد بالملامح وبلغة الجسد البليغة، وبالعويل والصرخات التي يختلقها في أعماله.
ولا يمكن ألا تستوقفنا الإضافة الأساسية لعالم سامي محمد في التوابيت القاسية التي وضعها كعنصر أساسي يستند عليه في استعارته فكرة الأربطة الطويلة والشرائط المعقودة التي وضعها في رسوماته كناية عن دور الصندوق المجسم في تحجيم الحركة للشخوص المأسورة، والتي توازي في مضمونها المجازي لدور الصندوق في المجسمات البرونزية - لسلسلة محاولة الخروج 1975 - قدم بها أنموذجًا لسلسلة مدهشة لحقيقة الإنسان في مواجهة أفكاره للخلاص من سجون فكره والأغلال والعثرات التي نتصدى لها، وضع هيئة الرجل القوي النابض بالحياة محاولاً بأطرافه للخروج من ذلك التحجيم المرفوض، دافعًا بكل قواه أن يستكمل حياته بكامل حريته، فتجد أطراف الجسد بين أجناب العمل بتفاصيل العضلة التي يخفيها سامي محمد بين حين وآخر خلف الصندوق، ليجبرك على الالتفاف حول العمل  لتواصل عملية القراءة لفهم تلك الفلسفة التي يقدمها بصورة متوارية عن المباشرة الصريحة في الطرح، تاركًا للقارئ حريته ومساحته.
وقد يصعب القول هنا عن درجة ولو قليلة من الرهبة جراء الفكرة العميقة التي يستفزها في أعماله ويقدمها ليجبرك على إسقاطها على موضوع يلامس شيئًا بك، يضعها نصب عينيك ويواجهك بها بكل صرامة وقسوة، ناهيك عن البراعة المتقنة في توظيف مقاييس جسد الإنسان الطبيعي في التشكيل والتجسيمات، وإلمام الفنان الواضح بتشريح الجسم الآدمي ومحاكاته لواقع جسد مقيد، أوجزها سامي محمد في عنصر يكاد أن يكون المركز الأساسي في طرحه بالأربطة والحبال والخطوط التي تقيّد شخوصه وتكبّلهم وتحد من حرياتهم الفكرية والحركية.
أطلق في سماء الفن التشكيلي، لتلك الروائع التي تفجرت بها إبداعاته بين منحوتاته الشهيرة أولاها الشلل والمقاومة لتلك الجمجمة المصفدة المعذبة جراء قسوة الأغلال والسلاسل القاسية التي أفغرت بها فاهه وشلت رغبته في الحياة وأصبحت أيقونة عظيمة الشأن للأدباء والشعراء ومحبي الفن ومتذوقيه، والاختراق الذي وضعه بهيئة الرجل - إنسان - بتعبيره العام والشامل لفكر سامي محمد في استعاراته، فهو لا يعبّر عن فئة بعينها بقدر إسقاطاته الشاملة على الإنسان وفكره وجموحه وطموحه، حينما ينساق وراء نفسه بطريقة أو بأخرى ويكون مسببًا لضياع مفاجئ، أو ارتطامه بعثرة صعبة وصبرا وشاتيلا المدهشة ومجموعة ستوب وشهداء الحرب التي عبّر بها بعد تحرير دولة الكويت 1990 .

الرحيل 2019 
تحت عنوان الرحيل في عام 2019، أقام سامي محمد معرضه الشخصي الذي يعتبر امتدادًا لفكره في التعبير عن الإنسانية بتجلياتها وعما يدور حول العالم وحال المهجرين من البلدان من شتى بقاع العالم من وإلى، وتمسّك الإنسان والفرد عمومًا بالبحث عن الحياة الكريمة والمأوى الآمن له ولأسرته في ظل الظروف التي مر بها العالم العربي وتقلباتها على الشعوب العربية. امتثلت فرشاة سامي محمد للتعبير عن ألم الرحيل ومأساة المجتمع والأسر ونزوح الأفراد، والتي تضعه في مرحلة متقدمة جدًا في مسيرته الفنية، والتي وصل بها في حقيقة تجاوزه لنفسه عبر التبسيط الموجز للمعنى، بتعبيراته في محطة جديدة مستحدثة ومطوّرة عن منحوتاته الأيقونية، بموجز فني أطلق به فكرة الأشرطة ذاتها بشكل مستحدث، مستقيم يقطع به لوحاته التشكيلية من أقصى الشمال والجنوب وشرق وغرب، وما أظهر به للمتلقي طرق الرحيل التي تمتد بخيال سامي محمد إلى التجريد في ذلك المعنى عبر هذه الخطوط، فاقعة اللون، التي تعمّد إظهارها بشكلها الجلي كأول عنصر تقع عليه نظرة المتلقي، أثبت بها كفنان غزير المنتوج قدرته على تطوير أدواته الفنية واسترساله في الربط بين مجموعاته الفنية بتنوّع المدارس والأساليب والتقنيات المستخدمة، فيستدرجك بأسلوبه للمحطة القادمة لأعماله.
  والتي ينطلق منها بخياله وبالرموز التي يرتكز عليها في مواضيعه بهذه الاستدامة الذكية التي تضع سامي محمد في مكانة ومقام فني متفرّدين.
حصل سامي محمد على جائزة الدولة التشجيعية عام 1999 والتقديرية عام 2015، وتجدر الإشارة إلى أنه هو مَن صمم كلتا الجائزتين بتكليف من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
خصّصت لأعماله مساحة خاصة لمنتوجه الفني في متحف الشارقة للفنون المعاصرة، وبيعت له مجموعة في مزادات كريستيز في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي بينالي البندقية، وهناك مشاركاته العديدة حول العالم وعطاؤه اللامحدود للفن، فضلًا عن إنسانيته العالية وتواضعه الملموس وتفانيه وإخلاصه لفنّه الذي صنع من مسيرته مدرسة تحمل اسم (الفنان الإنسان - سامي محمد) ■