كأس العالم 2202 قطر على الوعد

كأس العالم 2202 قطر على الوعد

12 عامًا مضت على اختيار «الفيفا»  دولة قطر لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، في مدينة زيورخ السويسرية، البطولة الرياضية التي لا يمكنك مقارنتها بأي بطولة جماهيرية أخرى، والبوصلة الرياضية لصانعي كرة القدم لاقتناص اللاعبين المحترفين.  في عام 2010 تفوقت قطر بملف التنظيم على دول كبرى ذات خبرة عريقة في تنظيم بطولات كرة القدم في مشهد لا يُنسى.  وها هي اليوم توفِي قطر بوعدها بأن تكون هذه النسخة فريدة ومضيئة في تنظيم المونديال وبمفهوم مختلف.  ستصبح قطر قرية عالمية كبيرة، فكيف استعدّت لهذا الحدث؟ 

 

كم هو مثير أن تكون في البلد المضيف لكأس العالم! كل شيء هنا له علاقة بكرة القدم منذ الوصول إلى مطار حمد الدولي في الدوحة. أعلام المنتخبات المشاركة وصور اللاعبين وسفراء كأس العالم والإعلانات والحملات الرياضية تتصدّر المشهد في كل مكان في الشوارع والطرق وعلى الحافلات في جميع المدن القطرية. 
 بدأ العد التنازلي واقتربنا من انطلاق كأس العالم FIFA قطر 2022. أول حدث رياضي ضخم من نوعه وأول بطولة في الشرق الأوسط تنظمها دولة عربية. ستجتمع على أرض قطر منتخبات 32 دولة و352 لاعبًا وملايين المشجعين في الملاعب وخلف شاشات التلفاز والمنصات الرقمية لمتابعة مباريات أهم بطولة كروية.  وسينفق عشّاق الكرة خلال هذه الفترة أكثر من مليار دولار طبقًا لما يقوله المسؤولون في اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم. سيوجّه هذا الحدث أكبر تدفّق لعشاق الرياضة إلى المنطقة لتعريفهم بالثقافة العربية، التي ستعكسها البطولة بكل تفاصيلها، بدءًا من تجربة المشجعين لأحداث بطولة مختلفة بتنظيم دقيق ومرن للوصول إلى الملاعب مرورًا بروعة تصاميم الاستادات التي تعكس كل منها روح وجوهر التراث العربي والقطري، والاطلاع على مدى التنوّع الثقافي والحميمية التي تحفل بها المنطقة العربية، فكيف استعدّت قطر لهذا الحدث؟ هذا ما سيخبرنا به خالد النعمة المتحدث الرسمي باسم بطولة كأس العالم قطر 2022 خلال حديثه معنا في هذا الاستطلاع.

مفهوم جديد
في البداية يقول النعمة: هذه البطولة هي فرصة للتعرّف على القدرات العربية في عالم تنظيم البطولات الدولية، حققت قطر فيها أرقامًا قياسية في سرعة الإنجاز والتحضير لكأس العالم، من خلال وعد من الملف القطري بأن تكون هذه البطولة مختلفة، لنقل مفهوم جديد في التنظيم. 
اعتمدت قطر في ملفها الذي قدمته لاستضافة كأس العالم على القيم الأخلاقية، وبخلاف ما يعرف عن أن منطقة الشرق الأوسط منطقة صراعات مشتعلة، إلا أن الملف القطري قدم الجانب الإنساني لها والإبداع الذي يمكن أن ينطلق من هذه المنطقة، مع تحقيق مبادئ وأهداف «الفيفا» وتطلعاته في تآلف الشعوب والتعاون فيما بينها ونشر ثقافة اللعبة بين الأجيال، معتبرة أن تنظيم المونديال في الشرق الأوسط سيدفع للمساعدة في تطوير كرة القدم فيها، وإطلاق رؤية بعيدة المدى في تحقيق معايير الاستدامة من خلال منشآت رياضية ذكية وصديقة للبيئة.

تحديات وفرص
الاستعداد والتحضير للمونديال وما تحمله تجربة بتلك الضخامة من صعوبات وتحديات كبيرة، كل ذلك تحول إلى فرص كبيرة لقطر، وللمنطقة بأكملها، ولعل أبرزها «استيفاء قطر كل المتطلبات التنظيمية وتجهيز كل المرافق الخاصة بالبطولة والتي انتهت منها قبل عام كامل على موعد انطلاق البطولة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ كأس العالم».
وأضاف النعمة: لا يقتصر الأمر على جهود مؤسسة بعينها، بل بتكاتف كل جهود المؤسسات والشركاء المعنيين بتنفيذ مشاريع البطولة في الدولة على جميع الأصعدة كالبُنية التحتية، وقطاع النقل والمواصلات، والضيافة، والسياحة، والطيران، وغيرها من القطاعات. وتم إطلاق فريق للعمل المشترك مع الفيفا لأول مرة في شراكة تحت اسم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، في تعاون هو الأول من نوعه لتشكيل كيان مشترك بهدف تسهيل آلية تشغيل واستضافة البطولة.  وأنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 وهي المسؤولة بشكل مباشر عن مسؤولية التخطيط وتنفيذ مشاريع البنية التحتية للمونديال وعمليات التشغيل والإشراف عليها من أجل الإسراع في عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية، عبر تطبيق أعلى معايير الاستدامة والحلول المبتكرة، علاوة على تدشين مبادرات كتحدي 22 لرعاية الابتكار، والجيل المبهر لتسخير كرة القدم في تنمية وإلهام الشباب.

جائحة كورونا
وعن تأثير جائحة كورونا على العمل والاستعدادات للمونديال، ذكر النعمة «أن العالم اصطدم بأزمة انتشار كورونا، لكن بفضل الإجراءات الاحترازية منذ بداية الجائحة والاستجابة السريعة لفريقنا لضمان الصحة والسلامة لجميع العمال والعاملين، تواصل العمل دون التأثير على الجدول الزمني لنا». وقد يصبح مونديال قطر 2022 أول حدث رياضي بهذا الحجم الضخم يقام في عالم ما بعد الجائحة، وسيكون من أوائل الفرص الحقيقية التي يجتمع فيها الناس من جميع أنحاء العالم ليحتفوا بشغفهم بكرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم».

تعاون عربي
وعن التعاون والتكامل بين دول المنطقة، يقول خالد النعمة: «يحضرني هنا قول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر «باسم كل العرب نرحب بالعالم في كأس العالم 2022» - تنظيم البطولة هو فرصة ذهبية لبيان ما تملكه تلك المنطقة من العالم من قدرات بشرية، وتصحيح التصورات المغلوطة عنها، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والتاريخي الذي تتمتع به، علاوة على عشق شعوبها الشديد لكرة القدم.  ولا يخفى على أحد قوة أواصر العلاقة بين الشعوب العربية وما وصلت إليه العلاقات من تكامل في كثير من المجالات، وعلى سبيل المثال لمسنا مدى الحماسة والترقّب لدى أشقائنا في الكويت لاستضافة قطر للمونديال، خاصة خلال الرحلة الترويجية للكأس الأصلية، وسبقها كذلك الإقبال الملحوظ من داخل الكويت على مبيعات تذاكر البطولة، حيث بلغ عدد الطلبات المقدمة للحصول على التذاكر من الكويت وحدها أكثر من 40 ألف طلب».
وثمار التنسيق المشترك بين البلدين تتجسّد في الإعلان للخطوط الجوية القطرية عن «زيارة اليوم الواحد» بالتنسيق مع عدة خطوط جوية خليجية تتصدرها الخطوط الجوية الكويتية لتسيير الرحلات من العاصمة الكويتية إلى الدَّوحة (16 رحلة) من خلال حجز المُشجعين رحلاتهم المُباشرة ليوم واحد والوصول صباحًا، ثم حضور المباريات والعودة في مساء اليوم نفسه، وهو ما سيمنحهم فرصة فريدة للاستمتاع بمباريات منتخبهم والمنتخبات التي يشجعونها دون الحاجة إلى حجز أماكن الإقامة بدولة قطر.

وجهات ثقافية
فعاليات وأنشطة عديدة ستشهدها الجماهير في قطر تزامنًا مع افتتاح البطولة.  تتمتع الدولة بالعديد من الوجهات السياحية والترفيهية التي ستفعل خدماتها للجماهير خلال فترة البطولة كالمتاحف ومنها متحف قطر الأولمبي والرياضي، ومتحف قطر الوطني، ومتحف الفن الإسلامي، والوجهات الثقافية والترفيهية كالحي الثقافي كتارا وسوق واقف، والوجهات الرياضية كمنطقة أسباير زون، والحدائق العامة كحديقة البدع التي ستستضيف مهرجان الفيفا للمشجعين، هذا علاوة على أفخم وجهات التسوق، وكذلك الفعاليات والأنشطة المقرر إقامتها في المناطق الساحلية والصحراوية.

البنية التحية
استثمرت دولة قطر في البنية التحتية الرياضية للبطولة بتشييد 7 استادات جديدة كليًا، وأعادت تجديد الثامن، و40 موقعًا للتدريب، هذا فضلًا عما تزخر به بالفعل من مؤسسات رياضية عالمية كمؤسسة أسباير زون، وأكاديمية أسباير، ومستشفى سبيتار للطب الرياضي، ومراكز الأبحاث الرياضية، وغيرها من المؤسسات التي أهّلت قطر لتكون القلب النابض للرياضة في المنطقة والعالم بأسره. 
ستتحول كل المنشآت ومحيطها إلى مراكز جذب مجتمعي وسياحي، وستصبح بعض الاستادات في مرحلة الإرث لمقار جديدة للأندية الرياضية، وستتحول أجزاء منها لمراكز تجارية وعيادات للطب الرياضي وقاعات للاجتماعات وساحات لممارسة الرياضة العامة، هذا فضلًا عن الخبرة المكتسبة والقدرة التنظيمية التي ستؤهل قطر لاستضافة كل البطولات مستقبلًا مهما بلغ حجمها أو نطاقها.

ملاعب مستدامة
تمتاز أغلب الملاعب بخاصية الفك والتركيب، وسيتم تفكيك الطبقة العلوية من المقاعد والتبرع بها لدول تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية كجزء من إرث البطولة. وتهدف قطر أيضًا إلى أن تتحول جميع الاستادات إلى مراكز مجتمعية ورياضية لخدمة الأجيال المقبلة بعد عام 2022. وقامت بتنفيذ الحلول المبتكرة محليًا في كل مراحل تشييد الاستادات وتنفيذ المشروعات المرتبطة بالبطولة، كتقنية التبريد داخل استادات البطولة التي تم تطويرها مع جامعة قطر، وتطوير العشب الطبيعي للاستادات وملاعب التدريب بالتعاون مع مؤسسة أسباير زون. ويمكن الاستفادة من جميع استادات البطولة في أي وقت على مدار العام بفضل تقنية التبريد التي تم تطويرها.

استاد البيت
هو ملعب جديد تم تشييده للمونديال، وهو من أجمل الملاعب التي زرتها، مستوحى من بيت الشعر الذي سكنه أهل البادية في الصحراء. يضم الهيكل الخارجي الذي يجسّد شكل الخيمة في داخله استادًا ضخمًا متطورًا، وتعمل هذه المظلة في الأعلى القابلة للطي، على تعزيز عمل تقنية تبريد الهواء في كل أرجاء الاستاد دون الحاجة إلى استخدام مصادر إضافية لتوليد الطاقة أو استهلاك قدر أكبر منها، مع إتاحة وصول أشعة الشمس إلى عشب أرضية الاستاد.
وبعد إسدال الستار على المونديال، من المقرر تفكيك مقاعد المدرجات العلوية لخفض الطاقة الاستيعابية للاستاد إلى 32 ألف مقعد، والاستفادة من تلك المقاعد في تشييد منشآت رياضية داخل وخارج قطر. وسيجري تحويل أجنحة «سكاي بوكس» في استاد البيت إلى فندق من فئة الخمس نجوم، بالإضافة إلى تحويل أجزاء من المدرجات إلى مركز للتسوق، وردهة للطعام، وصالة رياضية، وقاعة متعددة الأغراض. كما سيضم الاستاد مستشفى متخصصًا في الطب الرياضي، وهذا الأمر سيضمن عدم ترك منشآت غير مجدية بعد البطولة، بالإضافة إلى قيام قطر بالتبرع بالمدرجات العلوية القابلة للفصل للدول التي تحتاج إلى تطوير بنية تحتية رياضية، وهو ما سيسهم في دعم جهود ومبادرات تطوير كرة القدم حول العالم. 

استاد خليفة الدولي 
ملعب استاد خليفة له تاريخ عريق، كان قبل تحديثه واحدًا من أقدم وأهم الاستادات الرياضية محليًا وإقليميًا، وأعيد افتتاحه بعد أعمال التحديث والصيانة لتجهيزه للمونديال في عام 2017، ليكون أول استادات البطولة جهوزية. يعتبر القوسان المزدوجان اللذان يعانقان سقف الاستاد من أهم ميزاته الجاذبة لعشاق كرة القدم وأكثرها شهرة، وقد تمت المحافظة عليه خلال أعمال التحديث، كما أنها تضمن توفير الظل لكل مقاعد المشجعين وتسمح بالوقت نفسه بدخول الشمس إلى أرضيته العشبية.

استاد المدينة التعليمية
صمم استاد المدينة التعليمية بشكل معماري مبدع على الطراز الفني المعماري الإسلامي الغني.  واجِهَته تتكون من مثلثات هندسية ماسية الشكل يتغير لونها حسب زاوية سقوط أشعة الشمس عليها. ويلقّب الملعب بـ«جوهرة الصحراء»، لأن تصميمه يشابه بعضًا من خصائص الماس، مثل المتانة والجودة وقوة التحمل، مما يشكل إضافة معمارية رياضية لقطر.

استاد 974 
استاد 974 من أكثر الملاعب التي لفتت انتباهي وذلك لغرابة شكله، حيث استخدمت حاويات الشحن البحري وعناصر قابلة للفك والتركيب في بناء الاستاد، وهو ما منحه بعدًا بديعيًا من التناغم مع ميناء الدوحة القريب، والتراث البحري العريق لدولة قطر. وقد بُني هذا الاستاد في زمن قياسي وبتكلفة بناء منخفضة، والفضل بذلك يعود لتصميمه الفريد، كونه قابلًا للفك بالكامل، وهي المرة الأولى في تاريخ استادات كأس العالم.

استاد الثمامة 
استاد الثمامة هو معلم آخر لافت للأنظار، ولوحة فنية تتناغم مع لوحات الفن المعماري المنتشرة في أرجاء قطر، حيث استلهم تصميمه من «القحفية» وهي القبعة التي يرتديها الرجال في قطر ومنطقة الخليج العربي.
كما تم تحديث محطة توليد الطاقة في الملعب، بما يتوافق مع أحدث المعايير المعتمدة في مجال كفاءة الطاقة للمحافظة على نسبة قدرها 40 في المئة من المياه النقية، فضلًا عن الاستفادة من المياه المعاد تدويرها في ري المساحات الخضراء. 
ومن المقرر أن تجرى على استاد الثمامة 8 مباريات من دور المجموعات حتى ربع النهائي. وستتمكن الجماهير من الوصول إلى الاستاد عن طريق مترو الدوحة والحافلات. وتعتبر محطة المنطقة الحرة على الخط الأحمر لمترو الدوحة الأقرب للاستاد، وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة بالمترو (0.55 دولار أمريكي)، كما يمكن استخدام المترو ليوم كامل بتذكرة بقيمة (1.65 دولار أمريكي)، مع شراء بطاقة قابلة لإعادة الاستخدام مقابل (2.75 دولار أمريكي).

نقوش تراثية 
صمم ملعب الثمامة المهندس القطري إبراهيم الجيدة، وهو أول مهندس قطري يصمم ملعبًا لكأس العالم لكرة القدم.  ويعكس التصميم الفريد شكل القحفية بأسلوب معبر ومبتكر وعملي.  وحول هذه الفكرة يقول الجيدة إنه ذهب إلى السوق القديم في الدوحة ليشتري العديد من «القحافي» تحمل نقوشًا مختلفة، لكي يستخلص منها فكرة التصميم لدخول المسابقة، و«كنت واثقًا من أن المهندسين المعماريين المشاركين في مسابقة التصميم سيتركز عملهم على تطوير الشكل الأصلي للقحف، دون الحفاظ على جوهره التقليدي، وبالتالي ستأتي النتيجة في شكل تصميم بعيدًا عن شكل القحفية، لكنني كنت حريصًا على وضع تصميم حديث، لكنه في الوقت نفسه يحافظ على الهوية التقليدية وطابعه الأصلي، لأن الحفاظ على الهوية والتراث المحلي يحمل أهمية قصوى بالنسبة لي، حيث إن القحفية في هذا التصميم لا تجسّد فقط غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال، لكنها تعكس أيضًا بطريقة عملية آلية تشغيل الملعب وسقفه، والذي تم تصميمه لحماية الجماهير من حرارة الشمس». 
وعلى الرغم من مساهمة الجيدة في تصميم وتطوير العديد من المشاريع حول العالم، إلا أنه يصف تجربته في تصميم استاد الثمامة بأنها مختلفة تمامًا، ويقول: «إنني أنتظر اللحظة التي تبث فيها هتافات المشجعين الحياة في هذا الصرح الرياضي الاستثنائي، وأنا متأكد أن المشجعين سيكونون سعداء لرؤية استاد يجسد أمام أعينهم تحفة معمارية تعكس تراثنا الذي كان دائمًا مصدر فخر لنا جميعًا».

استاد الجنوب 
استاد الجنوب كان أول استاد تشيده اللجنة العليا بالكامل، وكان تصميم الاستاد من إبداع المهندسة العراقية والعالمية زها حديد، حيث استلهمت فكرة التصميم من أشرعة المراكب التقليدية التي حملت الصيادين والغواصين القطريين إلى عرض البحر للصيد والبحث عن اللؤلؤ.

استاد أحمد بن علي 
يُجسد استاد أحمد بن علي في تصميمه أصالة التراث القطري بأشكاله الهندسية وزخارفه البديعة التي تعكس بعض ملامح ثقافة دولة قطر ونمط الحياة فيها مثل الترابط الأسري، وجمال الحياة الصحراوية، وما تزخر به من حياة برية، والتجارة المحلية والدولية، وتجتمع كل هذه العناصر في شكل درع ترمز إلى معاني الوحدة والقوة والترابط التي لطالما عُرف بها أهل قطر، ليعد الاستاد أيقونة تاريخية وثقافية. 
ومن المقرر أن يحتضن الاستاد مباريات المجموعات حتى دور الستة عشر، ويستقبل خلال المنافسات أكثر من 40 ألف مشجع. وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك، من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، وسيتم فك مقاعد المدرّجات العلوية ليُعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم. وسيصبح الاستاد بعد انتهاء المونديال مقرًا لنادي الريان الرياضي، أحد أعرق أندية كرة القدم في قطر. 
الجدير بالذكر أن أكثر من 90 في المئة من مواد بناء الاستاد في الأصل هي مواد أعيد استخدامها وتدويرها، إذ استخدمت في بناء الاستاد الجديد غالبية مواد البناء الناتجة عن إزالة الاستاد القديم الذي كان يحمل الاسم نفسه، والذي جرى تشييد الاستاد الجديد في موقعه، ويتضمن ذلك المواد التي أعيد استخدامها وتحويلها إلى أعمال فنية داخل الاستاد. كما شهد بناء الاستاد تطبيق إجراءات وتدابير كفاءة الطاقة والمياه لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة. 
ويعد الوصول إلى استاد أحمد بن علي بالنسبة للمشجعين سهلًا ومرنًا عن طريق مترو الدوحة، إذ تبعد محطة الرفاع، الواقعة ضمن الخط الأخضر، عن الاستاد مسافة قصيرة يُمكن للمشجعين قطعها سيرًا على الأقدام. وتبلغ قيمة تذكرة مترو الدوحة للرحلة الواحدة  0.82 دولارًا أمريكيًا، في حين تبلغ قيمة تذكرة المترو ليوم كامل 1.65 دولار أمريكي. وينبغي على مستخدمي المترو شراء بطاقة رحلات مترو الدوحة بقيمة 2.75 دولار أمريكي، وهي بطاقة من دون رصيد قابلة للشحن.  

استاد لوسيل 
يتميز استاد لوسيل بتصميمه الحديث الذي يواكب طابع المدينة الحاضنة له، ويحاكي شكله الخارجي بشكل فني مبدع أوعية الطعام التقليدية التي استُخدمت في العصور القديمة، بزخارف فائقة الدقة والبراعة، إلى جانب نقوش متموّجة وفريدة، ويُتوّج واجهة الاستاد المُتقنة سقف يمثل أحدث ما توصلت إليه التقنيات في مجال الفن المعماري.

المتحف الأولمبي 
بعد استضافة قطر أكثر من 500 بطولة دولية في مختلف الألعاب، طرح سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر فكرة بناء متحف رياضي أولمبي لعرض ما تمتلك قطر من إرث كبير من المعروضات والقطع الرياضية النادرة منذ تنظيمها دورة الخليج في عام 1976 وبطولات أخرى في الرالي وألعاب القوى والسباحة واليد والتنس بالإضافة إلى تنظيم دورة الألعاب الآسيوية في عام 2006. وقد ساعد الفوز بملف تنظيم كأس العالم على أن تأخذ قطر الموافقة من الاتحاد الأولمبي لبناء هذا المتحف على أرضها على الرغم من أنها لم تنظم أي دورة أولمبية. وقد صمم المتحف المصمم الإسباني خوان سيبينا، وتم افتتاحه في مارس 2022. 
متحف قطر الأولمبي والرياضي 321 يمنح زوّاره رحلة ممتعة لاكتشاف تاريخ الرياضة وبداية بعض الألعاب الأولمبية ودلالتها وتطورها، والأثر الهائل الذي اكتسبته الأحداث الرياضية الكبرى في العقود الماضية بالإضافة إلى عرض روايات أبطال رياضيين من حول العالم والقصص الملهمة لهم بشكل مدهش.  كما يضم المتحف منطقة أنشطة تقدم تجارب تفاعلية للترويج للألعاب الرياضية. 
ويعتبر هذا الصرح - كما ذكر لنا مدير المتحف عبدالله الملا - «واحدًا من 28 متحفًا رياضيًا حول العالم يختص بمقتنيات الألعاب الرياضية والأولمبية. ويعد ثاني أكبر متحف أولمبي بالعالم بعد المتحف الأولمبي السويسري. والهدف من إنشاء المتحف هو غرس ثقافة تعليمية رياضية والاستثمار في الكوادر البشرية والبنى التحتية لتشجيع الجميع على تبني أسلوب حياة صحية ونشطة».
المتحف يتكون من مبنيين أحدهما يمتد على طول أحد قوسي استاد خليفة الدولي ويقع بالكامل تحت المدرجات ومبنى آخر مستدير متصل به مستوحى من الحلقات الأولمبية الخمس.  وتقدّر مساحة المتحف بـ19 ألف متر مربع.  ويضم المتحف آلاف المقتنيات النادرة. ويتكون في الداخل من 8 قاعات، 7 للعروض الدائمة وقاعة واحدة للعروض المؤقتة، ستقام فيها عروض منوعة خاصة للمونديال متزامنة مع فترة البطولة،  وستعرض فيها مقتنيات أشهر لاعبي كرة القدم في العالم بحضور هؤلاء النجوم.
يتضمن المتحف أكبر مكتبة رياضية متخصصة في الشرق الأوسط تمتلك ما يفوق 7 آلاف كتاب رياضي عن تاريخ الرياضة ونشأة جميع الألعاب الرياضية بلغات مختلفة.  وتضم المكتبة ورشًا وندوات للأطفال والكبار، وأيضًا تمنح فرصًا لتبادل المقتنيات الرياضية والكتب والملابس الرياضية.  وهناك ركن للتلوين الاسترخائي، وبالإضافة إلى المعروضات هناك شاشات تفاعلية للزوار. 
ويمتلك المتحف 16 ألف قطعة. وتعد أول كرة قدم وأول دراجة هوائية من أهم وأقدم القطع التي يمتلكها المتحف، وقطع أخرى مثل قفاز محمد علي كلاي الذي يعود إلى 1978، وكرة قدم اللاعب بيليه الذي سجل بها الهدف رقم 1000 وحذائه وقميصه، والعديد من الميداليات لعدد كبير من الأبطال، بالإضافة إلى الشعلات الأولمبية بالكامل. 

حلول مبتكرة
ستكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بطولة صديقة للأسرة ستجمع بين الضيافة القطرية والعربية الأصيلة والحلول التكنولوجية المبتكرة لتقديم تجربة فريدة لجميع عشاق قطر وزوارها في عام 2022. 
نظام التبريد المطوّر في ملاعب بطولة كأس العالم يشكّل نموذجًا يحتذى به في الاستدامة للبطولات الكبرى، تتعدى فائدتها المستوى المحلي، لتشمل مساعدة دول العالم على استضافة المنافسات الرياضية الكبرى على مدار العام.  وأوضح خالد النعمة «أن تقنية التبريد في الملاعب تعمل بآلية تبريد الهواء الخارجي من خلال مراوح تكييف، ثم دفع الهواء البارد إلى الاستاد من خلال فتحات هواء منتشرة في المدرجات أسفل مقاعد المشجعين، يلي ذلك سحب الهواء المبرّد باستخدام تقنية دوران الهواء ليعاد تبريده وتنقيته قبل دفعه مجددًا إلى الاستاد. وتختلف آلية عمل تقنية التبريد وفقًا لتصميم كل استاد وشكله ووظيفته، بما يضمن استمتاع المشجعين واللاعبين بأجواء مثالية خلال الحدث المرتقب. وتستخدم في تبريد الاستادات الطاقة الشمسية من محطة سراج للطاقة الشمسية، وهي مشروع مشترك بين شركة الكهرباء والماء القطرية وقطر للطاقة».

المنتخبات العربية
بذلت المنتخبات الوطنية للدول من جميع أنحاء العالم كل ما في وسعها للتأهل إلى أهم بطولة كروية وهي كأس العالم، والتي لا تتكرر سوى مرة كل أربعة أعوام، وفي هذه الدورة هناك أربعة منتخبات عربية تسعى جاهدة للمنافسة وهي قطر والسعودية وتونس والمغرب. ولفوز قطر بشرف تنظيم المونديال، فالجماهير تنتظر مشاركة قطر في أول نسخة عربية من المونديال فهي صاحبة الأرض والجمهور، وليس فقط للمشاركة في المباريات، ولكن لتكون فعّالة في أن تعكس الثقافة العربية بضيافتها وكرمها وقدرتها على احتضان التنوع ورعايته وتحفيزه.
وقد كثّف منتخب قطر استعداداته لبطولة كأس العالم عبر التدريب والتمرين، وحقق إنجازات عديدة خلال العقد الماضي بفضل رعاية الدولة للكفاءات الرياضية، وقد تخرج معظم لاعبيه في أكاديمية أسباير للتميز الرياضي التي تؤدي دورًا أساسيًا في تدريب وتعليم الطلاب الموهوبين رياضيًا منذ تأسيسها عام 2004.
وحققت قطر مراكز جيدة في بطولات الشباب على مستوى المنطقة، ودخلت تاريخ كرة القدم الآسيوية بتتويجها بلقب كأس آسيا عام 2019، كما شارك المنتخب القطري أيضًا في منافسات دولية مختلفة مثل كأس كوبا أمريكا 2019، وكأس الكونكاكاف الذهبية 2021. 
ولعب المنتخب سلسلة من المباريات الودية أمام منتخبات أوربية بعد دعوة منتخب قطر للمشاركة في تصفيات أوربا المؤهلة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتفوق المنتخب القطري خلال مشاركته في أول نسخة من بطولة كأس العرب 2021 يقيمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وحصد البرونزية بعد منافسته على المركز الثالث ضد المُنتخب المصري. وجاءت قرعة المنتخب القطري في المجموعة الأولى مع كل من الإكوادور والسنغال وهولندا.

الأخضر
أما المنتخب السعودي فهو يمتلك سجلًا حافلًا في كأس العالم بمشاركته في 6 نسخ مختلفة متساويًا مع منتخبات تونس والمغرب.  بدأت رحلة الأخضر مع المونديال في عام 1994، التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، حتى النسخة الأخيرة 2022 التي تستقبلها الدوحة. وقد نجح المنتخب السعودي خلال مشاركته الأولى بالمونديال في تصدر مجموعته، التي ضمت هولندا، بلجيكا، والمنتخب المغربي، برصيد 6 نقاط، لكنه خسر من السويد في مباراة دور الـ 16 بثلاثة أهداف مقابل هدف. وقد أوقعت قرعة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2022 في المجموعة الثالثة، بجانب منتخبات الأرجنتين، المكسيك، وبولندا. ويسعى المنتخب السعودي إلى تخطي الدور الأول والتأهل إلى الأدوار الأخرى مرة أخرى.

نسور قرطاج
كانت المشاركة الأولى للمنتخب التونسي بكأس العالم عام 1978 بالأرجنتين، قدم فيها الأداء الأفضل، لكنهم خرجوا من دور المجموعات.  ثم غاب منتخب تونس عن كأس العالم لفترة طويلة، لكنه عاد لثلاث مرات على التوالي في نسخ 1998 و2002 و2006، وخرج منها دون تحقيق أي فوز.  والمشاركة الأخيرة كانت في مونديال2018، حقق خلالها المنتخب التونسي فوزه الثاني في تاريخه على حساب بنما، قبل الخروج من الدور الأول. وفي هذه النسخة أوقعت قرعة كأس العالم 2022 منتخب تونس في أقوى المجموعات «المجموعة الرابعة»، التي تضم معه كلًا من فرنسا والدنمارك وأستراليا. ويسعى المنتخب التونسي في هذه النسخة الجديدة إلى تحقيق إنجاز بصعوده للدور الثاني.

أسود الأطلس
منتخب المغرب من المنتخبات العربية القوية، التي تحتل المركز 24 عالميًا، والثاني أفريقيا خلف السنغال حسب التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد أوقعت قرعة نهائيات كأس العالم قطر 2022 المنتخب المغربي ضمن مجموعة تضم كلًا من كندا وبلجيكا المصنف ثانيًا على مستوى العالم، إلى جانب كرواتيا وصيف بطل النسخة الماضية في روسيا 2018، إلا أن العديد من المحللين الرياضيين يعتقدون أن الحظوظ تظل متساوية نسبيًا بين فرق المجموعة مقارنة بمجموعات أخرى.  وعن حظوظ المنتخب المغربي في البطولة، يقول المحللون الرياضيون إنها قوية جدًا في هذه المجموعة.  ويسعى المغاربة خلال مشاركتهم في هذه النسخة، إلى تجاوز الدور الأول وتحقيق التأهل للدور الثاني للمرة الثانية في تاريخهم بعد نسخة «المكسيك 1986»، حيث سبق لـ«أسود الأطلس» أن حققوا إنجازًا تاريخيًا بتصدرهم مجموعتهم عام 1986، بعد تعادلهم مع كل من بولندا والمنتخب الإنجليزي، وتسجيلهم فوزًا ساحقًا على البرتغال 3-1.

بطولة مختلفة
الطبيعة الجغرافية لدولة قطر وصغر المساحة هما أحد الاختلافات والميزات بالوقت نفسه لهذه البطولة بالنسبة للجماهير الرياضية، حيث ستتاح للمشجعين فرصة حضور أكثر من مباراة والإقامة في يوم واحد، ولأول مرة في تاريخ البطولة الحديث. إلى جانب ذلك، لن يحتاج المشجعون واللاعبون والمسؤولون بالفرق إلى السفر برحلات داخلية، مما يسمح للجميع من جماهير ووسائل الإعلام ومسؤولين مشاهدة أكثر من مباراة واحدة في اليوم دون الحاجة إلى تغيير أماكن إقامتهم خلال البطولة، مما يمنح تجربة صديقة للبيئة بأقل تكلفة، بالإضافة إلى توفير الجهد والوقت للاعبين، بما يمكّنهم من التركيز بشكل أكبر على التدريب والتحضير للمباريات، والذي سينعكس على مستوى الأداء خلال المنافسات. ومن أجل توفير الراحة الكافية لجميع الفرق بين مبارياتهم، سيتم لعب أربع مباريات يوميًا خلال مرحلة المجموعات التي ستستمر لمدة 12 يومًا، مما يتيح للجماهير الاستمتاع بجدول زمني متكامل ومثير، أينما ذهبوا سيجدون أنفسهم بالقرب من ملعب أو منطقة مشجعين أو منطقة جذب سياحي، كما أن قرب المسافات سيقلل من البصمة الكربونية للبطولة، حيث إن أقصى مسافة للسفر بين أي من الاستادات المستضيفة للبطولة، من استاد البيت إلى استاد الجنوب 75 كم، الأمر الذي سيساعد قطر والفيفا على تحقيق رؤيتهما في تنظيم النسخة الأولى الخالية من الكربون في تاريخ كأس العالم FIFA.
سيحصل المشجعون المسافرون إلى قطر على مجموعة متنوعة من خيارات الإقامة المميزة، إلى جانب الغرف الفندقية، التي تتعدى 100 ألف غرفة، من فئة ثلاث إلى خمس نجوم، هناك أيضًا سفن رحلات على الشواطئ ومعسكرات صحراوية تحتوي على خيم تقليدية تمنح المشجعين تجربة الصحراء على نمط الحياة البدوية. 
وسيتمكن المشجعون من التنقل بسهولة بفضل أعمال البنية التحتية الضخمة في قطر، والتي تتضمن شبكة مترو حديثة، ومطار حمد الدولي، الذي يمكن أن يستوعب 8700 مسافر في الساعة، في حين أن الطاقة الاستيعابية السنوية لمطار حمد الدولي هذا العام 2022 تبلغ 53.000.000، ومن المتوقع أن يزور قطر خلال فترة المونديال 1.5 مليون زائر.

الكرة المستديرة
منذ انطلاقها حتى الآن كانت كرة القدم هي الرياضة الأولى عند الحديث عن القاعدة الجماهيرية، حيث تمكنت من الانتشار في جميع أنحاء العالم، ولم تخلق فقط جماهير لهذه اللعبة، بل  أوجدت لها عشاقًا ومتعصبين، والمؤكد أن شعبية كرة القدم في الوقت الحالي هي الأكبر في التاريخ. لكن لماذا يحب الناس كرة القدم بهذا الجنون؟ ولماذا يستثمر رجال الأعمال والاقتصاديون كثيرًا في هذه الرياضة؟ يمكن أن تكون بساطة كرة القدم هي العامل الذي يجعل الكثيرين يعشقون هذه الرياضة من كل الأعمار والأجناس والثقافات، ولأنها تجري وفقًا لقوانين عادلة ولعب نظيف. وغالبًا ما تساعد كرة القدم على الهروب من حياتنا الطبيعية والخيبات الكثيرة، لذا يتطلع الجماهير إلى أي مباراة في دقائقها الـ90، لينسى كلٌّ مشاكله ويركز على مشاكل الفريق،  والهدف الذي سيسجله فريقه ويجلب له السعادة، ومهما كانت النتيجة خلال تلك الدقائق التسعين، ينغمس الجمهور تمامًا في كرة القدم وينسى كل مشجع أي شيء آخر.
ونظرًا لكون كرة القدم صناعة ضخمة ومربحة، فإن المنتخبات والأندية في جميع أنحاء العالم تفكر يومًا بعد يوم في كيفية تحسين اللعب، للمنافسة بشكل أفضل، ولتحقيق الألقاب وسرقة قلوب المشجعين. كما أدت هذه المنافسة بين الأندية إلى رفع مستوى اللعبة واللاعبين عاليًا، وبالنسبة لنا كمشجعين نتج عن ذلك ارتفاع مستوى الإثارة والتشويق ومتابعة عالية الجودة. 

أسباير زون
أسباير زون هي منطقة رياضية في قطر تضم العديد من المرافق المميزة للتدريب الرياضي ومراكز مهمة مثل الطب الرياضي وتشخيص الإصابات وتقديم العلاج وإعادة التأهيل والبحث والتعليم وصناعة الأحداث والفعاليات والبنية التحتية الرياضية بالإضافة إلى عقد المؤتمرات.  وهي تقدم خدماتها ليس للرياضيين فقط بل لكل أطياف المجتمع بهدف ضمان الحفاظ على أسلوب حياة مستدام للأجيال القادمة من خلال رؤية بعيدة المدى وتفكير مستقبلي. وقد استخدمت العديد من الفرق واللاعبين، الباحثين باستمرار عن التقدم، أسباير زون لإقامة معسكراتها التدريبية قبل مشاركتها في الأحداث الرياضية الدولية الكبرى. وهي أكثر المرافق الرياضية تكاملًا في العالم، مما يجعلها وِجهة فريدة لصناعة الرياضة.  وستسخّر هذه المنطقة كل إمكانياتها للمونديال خلال الفترة القادمة.

الاستدامة والإرث
وحول مستقبل كرة القدم في المنطقة قال النعمة: إن أهدافنا من استضافة المونديال لا تقتصر على فترة البطولة فحسب، بل ما بعدها أيضًا، حيث سعينا منذ تقدمنا بملف الاستضافة إلى أن يكون عامل الإرث محوريًا في كل خططنا لاستضافة هذا الحدث الرياضي الأكبر من نوعه لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من البطولة والمساهمة في تحقيق الرؤية الوطنية 2030. ستتحول كل ملاعب المونديال بعد البطولة إلى مراكز تخدم المجتمع المحلي وقطاع الرياضة، كما صُمِّمت الملاعب باستشارة سكان المناطق المحيطة بها لضمان أن تحقق تطلعاتهم بعد البطولة وأن تخدم احتياجاتهم، وحرصنا من خلال خططنا المتعلقة بالإرث على تجنّب ظاهرة الاستادات التي لا طائل منها بعد البطولة، وذلك من خلال وضع خطط لتحويل هذه الصروح الرياضية إلى مراكز مجتمعية ورياضية تخدم الأجيال المقبلة بعد عام 2022». 
وقد أنشأت اللجنة العُليا، في سبيل تحقيق عنصري الاستدامة والإرث في جهودها وتحقيقًا للرؤية الوطنية لقطر، عددًا من البرامج والمؤسسات مثل تحدي 22، الذي يتيح الفرصة أمام الشركات الناشئة لمساعدتها على تطوير منتجاتها وطرحها في السوق، وأيضًا مؤسسة الجيل المُبهر لتوظيف كرة القدم في إعادة تصميم المناطق المحلية ولترك أثر اجتماعي إيجابي، ولتسهيل وصول الشباب إلى كرة القدم ومرافقها، وقد حقق البرنامج وصولًا مذهلًا ومبهرًا إلى 725,000 شاب حول العالم. كما عملت اللجنة العليا للمشاريع والارث أيضًا، على إطلاق معهد جسور بهدف بناء القدرات في قطاع الرياضة وتنظيم الفعاليات في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال التعليم والتدريب والشهادات المهنية والاستشارات والبحوث.
كما أسهمت البطولة في تسريع وتيرة العمل بعدد من مشاريع البنية التحتية الوطنية، منها المترو وشبكات الطرق، لخدمة استضافة البطولة، كما ستخدم هذه المشاريع دولة قطر لأعوام ما بعد المونديال وستستفيد منها الأجيال المقبلة، وسيسهم تنظيم البطولة كذلك في تنويع الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على مدخولات النفط والغاز، وعليه ركّزت الدولة استثماراتها المتنوعة في القطاع الرياضي، وأحد أهم أوجه التنمية الاقتصادية التي تتحقق من خلال البطولة هو التطور الكبير الذي يشمل قطاع السياحة في قطر بما يتضمنه ذلك من تطوير للبنية التحتية في مجال الضيافة، وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية التي من شأنها تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية. 
ستكون دولة قطر، من خلال استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2022، مصدرًا رئيسيًا للسياحة لبقية دول المنطقة، فضيوف البطولة من مشجعي الفرق المختلفة قد ينتقلون بعد ذلك إلى أي دولة من دول المنطقة للاستمتاع بها، الأمر الذي يجعل من قطر نقطة انطلاق سياحية لباقي دول المنطقة.
كما أن الخبرة التنظيمية الواسعة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى تؤهل قطر لتصبح القلب النابض للرياضة في المنطقة والعالم بأسره، وهي تستعد لاستضافة عدد من البطولات الرياضية الدولية في المستقبل القريب، منها دورة الألعاب الآسيوية 2030 ■

حي كتارا الثقافي

سوق واقف، سوق تقليدي ومن المعالم التي تعكس التراث العريق لدولة قطر

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسلّم سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني راية استضافة نهائيات كأس العالم 2022

مترو قطر... شبكة قطارات سريعة لجميع أنحاء قطر تم إنشاؤها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022

سقف استاد البيت المتحرك القابل للطي     (صور الملاعب بعدسة: اللجنة العليا للمشاريع والإرث)

استاد أحمد بن علي، 90 في المئة من مواد البناء في الأصل هي مواد أعيد استخدامها وتدويرها وتحويلها إلى أعمال فنية داخل الاستاد وفي الإطار مدرجات الملعب من الداخل

أكبر مكتبة رياضية متخصصة في الشرق الأوسط تمتلك ما يفوق 7 آلاف كتاب رياضي وتضم ورشًا وندوات للأطفال والكبار

نجوم كرة القدم على بطاقات تذكارية 

«لعيب» تعويذة البطولة شخصية افتراضية مرحة محبة لكرة القدم

خالد النعمة المتحدث الرسمي لمونديال قطر 2022 خلال اللقاء مع الزميلة دلال المطيري