فلسفة التقنية ومآلات التكوين المعرفي

فلسفة التقنية  ومآلات التكوين المعرفي

من الأهمية بمكان تقديم أعمال تتناول مسألة «التكوين المعرفي»؛ نظرًا لأن الموضوع خارج اهتمامات الباحثين على الرغم من التقدم التقني السريع، والذي بات توظيفه مطلبًا أساسيًّا في المنظمات والمؤسسات. 
إن العودة إلى مسائل التاريخ تعد رحلة طويلة في الارتباط بالآخرين من أجل الكشف عن قدراتهم العجيبة على الوصول إلى مصادر المعرفة في ألواح من الطين، وفي لفافات ورق البردي، والتي بدأت في المعابد والكنائس والأديرة، وفي القصور الملكية، والذي شكل نوعًا من التجميع والتصنيف لعلوم كانت أقرب إلى الحفظ منها إلى النشر، والمساهمة في نقل المعرفة.

في الالتقاطات التاريخية بالطب على سبيل المثال نجد تفسيرات تفيد بأن التشخيصات الطبية الأولى التي أجراها البشر استندت إلى ما يمكن للأطباء القدماء ملاحظته بأعينهم وآذانهم، وفي بعض الأحيان تضمنت أيضًا فحص العينات البشرية. الإغريق القدماء كانوا يعزون كل الأمراض إلى اضطرابات السوائل الجسدية التي تسمى الخلط، وخلال أواخر العصور الوسطى، كان الأطباء يجرون تنظيرًا للبول بشكل روتيني. فعندما يُذكَر أبقراط على سبيل المثال؛ فإننا نستمع لحكايات عن ضرورة الاستماع إلى الرئتين، وعن ضرورة مراقبة لون البشرة والمظاهر الخارجية الأخرى، وكذلك القدرة على تفسير تلك الفقاعات التي تظهر على سطح عينات البول التي تدل بدورها على أمراض الكلى والأمراض المزمنة.  روّج أبقراط لاستخدام العقل والحواس كأدوات تشخيص، وهو المبدأ الذي لعب دورًا كبيرًا في سُمعته باعتباره «أبو الطب». ثم أنشأ جالين، المعروف كمؤسس علم وظائف الأعضاء التجريبي، نظامًا لعلم الأمراض الذي جمع بين نظريات أبقراط الخلطية ونظرية فيثاغورس التي تنصّ على أن العناصر الأربعة (الأرض، الهواء، النار والماء)، تتوافق مع مجموعات مختلفة من الصفات الفسيولوجية.
واشتهر جالينوس بوصفه مرض السكري بأنه «إسهال في البول»، وأشار إلى طبيعة العلاقة بين تناول السوائل وحجم البول.
وتطرقت الدكتورة كيكوك لي، إلى مفهوم أحادي الجين للمرض ونموذج علميّته من خلال عمل اثنين من علماء الطب المعروفين عمومًا بأنهما عملاقان فكريان؛ وهما: باستور وكوخ اللَّذين لم تكن أبحاثهما إيذانًا ببدء عصر علم الجراثيم فحسب، بل في تدشين عصر «الطب العلمي حقًّا». 

علم الجراثيم
تزامن ظهور علم الجراثيم بشكل أو بآخر مع ظهور اكتشافات علاجية جديدة، لتحل محل العلاجات التقليدية.
إن المحصول النظري الغني لاكتشافات العوامل المعدية جنبًا إلى جنب مع «الرصاصة السحرية» الجديدة للمضادات الحيوية قد تغلغلت في وعي المؤسسة الطبية، وكذلك عامة الناس؛ باعتبارها «عصرًا ذهبيًّا» في الطب، ونجحت في وضع الطب الحيوي على مذبح ينحني أمامه الجميع بعمق وخوف عظيم. منحت مؤسسة نوبل عام1905 كوخ جائزةً في الطب لتعريفه عام 1882 بأن عصية السل هي سبب مرض السل، لذلك ترى كيكوك لي، أن هذا التدشين قلب الطاولة على أبقراط وفكرة الطب السائل، فقد أصبح الطب الصلب النموذج الجديد في التفكير الطبي، وبدأ التفكير في أن كل مرض يسببه ميكروب واحد بعينه، وبات كطريقة تفكير جديدة أنَّه من الأفضل السيطرة على الأمراض وفهمها من خلال الأسباب الطبيعية.
وعودة إلى مصادر المعرفة نجد أن في التقاطات كيكوك لي ارتباطًا يوحي بشيء من النشر على حساب الحفظ في المرحلة التي تسبق القرن الخامس عشر، لكن المؤرخ جورج سارتون أعادنا إلى نقطة الصفر من جديد، فقد ذكر في كتابه «تاريخ العلم» أنه «بغضّ النظر عن ترجيح الباحثين صحة نسبة المصنفات الأبقراطية، فإن الموجود منها لدينا في مراحل مختلفة من التأليف وجودة الحفظ بعضه جيد التأليف، وبعضه الآخر أقل جودة، وبعض ثالث لا يزال على صورة مسودة أو ملاحظات أولية لم يُقدَّر لها أن تُحرَّر كما ينبغي، ومنها كتاب الأخلاط مثلًا، ما جاء تأليفه بمحض المصادفة. وفوق هذا لم يصل إلينا بنصه الأصلي الكامل».
وفي قفزة سريعة إلى القرن الخامس عشر حيث اختراع غوتنبرغ الذي أحدث تحوُّلًا مهمًّا في مسألة التجميع والتصنيف أقرب للنشر منه إلى الحفظ، وبالإمكان اعتباره الوضع الطبيعي بعد انتشار تلك المساهمات التي قدمتها دور النشر بعد ذلك، بعدما أعلنت عن وجودها في الساحة من أجل هذه الخدمة. هذا الانتشار زاد من حجم المؤلفات وباتت القراءة بحثًا يقبل فكرة الحصول على أكثر من مصدر، لا وجود لتراتبية بين الباحثين إلا في حجم الاطلاع والتوسع فيه، وتملك المعرفة في اللغات، مع الإشارة إلى رافد مهم في الحصول على مصادر المعرفة، وذلك في عمل المؤسسات الأكاديمية التي يمكن النظر إليها على أنها صمام الأمان لانحرافات قد تحدث من شأنها أن تفسد اللغة الموضوعية، ومع الإشارة إلى أن هذه التحولات لم تدخل في ذلك الحيّز الممتلئ بنظريات في المعنى بعلم الدلالة والرمز، ذلك الانشغال البحثي في أعمال تشارلز بيرس وإرنست كاسيرر وهوسرل وبول ريكور، مع أنَّ تنقلات مصادر المعرفة ما بين ألواح الطين ولفائف ورق البردي إلى غوتنبرغ، الذي ساهم في إنجاز مهمة القضاء على مفردة العوام، والبدء في تدشين مرحلة مهمة بالنشر والتوزيع، إلى مصادر في المعرفة، هذه التنقلات تعد تقنية قد توصلنا في مراحلها المتقدمة إلى حالة من عدم الحاجة إلى الاستعانة بمعارف البشر التراكمية.
ومن مصادر المعرفة إلى ذلك المصدر في إنتاج المعرفة، ونقصد هنا «التقنية» فقد يكون مفاجأة لأولئك الباحثين في المجال الإبستمولوجي أن مجالات فلسفة العلوم وفلسفة التكنولوجيا قد كشفت لهم أن العلوم التجريبية في الوقت الحاضر بشكل حاسم على التكنولوجيا لتحقيق مجموعاتها البحثية وجمع البيانات وتحليلها. لا يمكن اكتشاف الظواهر التي يسعى العلم الحديث إلى دراستها دون إنتاجها من خلال التكنولوجيا.
التكنولوجيا تدور حول ما يجب أن يكون، لكن ذلك لن يجعله مفهومًا عند استحضار سؤال: لماذا اتخذ الكثير من التفكير الفلسفي في التكنولوجيا شكل النقد الاجتماعي والثقافي. التكنولوجيا هي محاولة مستمرة لتقريب العالم من الطريقة التي يتمنى المرء أن يكون عليها. وبينما يهدف العلم إلى فهم العالم كما هو، تهدف التكنولوجيا إلى تغيير العالم، وقد يرى البعض أن هذه ليست سوى أفكار مجردة، فمن هو ذلك الشخص الذي تتحقق رغباته في إصلاح الشكل الذي يجب أن يكون عليه العالم عبر التكنولوجيا؟ 
الإجابة عن هذا التساؤل تستوجب العودة إلى الوراء قليلًا من أجل الكشف عن تلك العلاقة ما بين الفعلي التقليدي والممكن التقني وفي أذهاننا تنقلات لمصادر المعرفة.
على عكس العلماء، الذين غالبًا ما تكون لديهم دوافع شخصية في محاولاتهم لوصف وفهم العالم، يُنظر إلى المهندسين على أنهم يقومون بمحاولاتهم لتغيير العالم كخدمة للجمهور. تعتبر الأفكار الأولية لدى المهندسين حول ما يجب أن يكون أو ما يجب أن تكون ناشئة من خارج التكنولوجيا نفسها، ثم يأخذون على عاتقهم إدراك هذه الأفكار. تعتبر وجهة النظر هذه مصدرًا رئيسيًا للصورة المنتشرة على نطاق واسع للتكنولوجيا باعتبارها وسيلة، مثل توصيل الأدوات المطلوبة من مكان لآخر، والتي يمكن النظر إليها كوسيلة لتحقيق غايات محددة خارج الهندسة. هذه الصورة ساعدت بشكل أكبر في دعم الادعاء بأن التكنولوجيا محايدة مع ما يتعلق بالقيم، لكن هذا الرأي ينطوي على تشويه كبير للواقع، فالعديد من المهندسين لديهم دوافع جوهرية لتغيير العالم؛ بتقديم أفكار للتحسين في فهم أفضل عملائهم. وينطبق الشيء نفسه على معظم الشركات الصناعية، لا سيما في اقتصاد السوق، حيث يكون احتمال تحقيق أرباح كبيرة حافزًا قويًا آخر، ونتيجة لذلك فإن الكثير من التطور التكنولوجي قد يكون مدفوعًا بحاجة براجماتية. ولفهم من أين تأتي التكنولوجيا، فإن الدافع وراء عملية الابتكار أمر مهم ليس فقط لأولئك الذين لديهم فضول لفهم ظاهرة التكنولوجيا نفسها ولكن أيضًا لأولئك الذين يهتمون بدورها في المجتمع. تهتم التكنولوجيا أو الهندسة كممارسة بإنشاء المصنوعات اليدوية والخدمات القائمة على المصنوعات اليدوية ذات الأهمية المتزايدة. 


عملية التصميم والتكنولوجيا
تشكل عملية التصميم، العملية المنظمة التي تؤدي إلى هذا الهدف جوهر ممارسة التكنولوجيا. في الأدبيات الهندسية يتم تمثيل عملية التصميم بشكل عام على أنها تتكون من سلسلة من الخطوات تتشكل في البداية مع احتياجات العميل أو رغباته، ثم تُترجم هذه إلى قائمة بالمتطلبات الوظيفية، والتي تحدد بعد ذلك مهمة التصميم التي يتعين على المهندس أو فريق المهندسين إنجازها. تحدد المتطلبات الوظيفية بأكبر قدر ممكن من الدقة ما يجب أن يكون الجهاز المراد تصميمه قادرًا على القيام به. هذه الخطوة مطلوبة لأن العملاء عادةً ما يركزون على ميزة واحدة أو ميزتين فقط ولا يمكنهم توضيح المتطلبات الضرورية في ذلك الفعل التقليدي لدعم الممكن التقني الذي يرغبون فيه. وفي الخطوة الثانية تُترجم المتطلبات الوظيفية إلى مواصفات تصميم، والتي تتم من خلالها تلبية المعايير الفيزيائية الدقيقة للمكونات الحاسمة التي تتم من خلالها تلبية المتطلبات الوظيفية. يتم دمج معلمات التصميم التي تم اختيارها لتلبية هذه المتطلبات وجعلها أكثر دقة بحيث يكون مخطط نتائج الجهاز يحتوي على جميع التفاصيل التي يجب معرفتها بحيث يمكن أن تحدث الخطوة الأخيرة في عملية تحقيق الممكن التقني. 
إذا ما نظرنا إلى مسألة التكوين المعرفي الجديد على أنها لحظة الاستشفاء المعرفي في التواصل المباشر مع التقنية، وقد تصل في مراحل متقدمة إلى تواصل كامل ومنفرد مع الآلة. وإذا ما نظرنا إلى مسألة «الكفاءة»، والتي تجمع ثلاث مهارات، وهي: مهارة العلم بالشيء، ومهارة اليد، ومهارة العلم بالذات أو السلوك، نجد أن موضوعنا يتلمس التقدم التقني وقدرته على حفظ ونشر مصادر المعرفة، وأيضًا تلك الكفاءة البشرية الخاصة بمهارة العلم بالشيء، ففي العمل الأكاديمي اعتماد كبير على الجزء النظري، وبالتالي هي تقف في حدود مهارة المعرفة بالشيء، وفي عمل المنظمات والمؤسسات نجد أن توفر المعلومات الأساسية وسرعة الحصول عليها من شأنه أن يترك أثره الإيجابي في دعم الكفاءات التي تسير أعمالها، وبالإمكان الوصول إلى مراحل متقدمة تتجاوز مخرجات المؤسسات الأكاديمية، لكن النسخ الفعلية لذلك الممكن التقني، والذي بات ضرورة لغرض إنشاء النماذج الأولية والاختبار، يمكنه أن يحتوي في كثير من الأحيان على تكرارات، مما يؤدي إلى مراجعات لمعايير التصميم أو المتطلبات الوظيفية، ذلك لأن الممكن التقني الذي وجد لتسليمه إلى عملاء أو إلى السوق لا بد له من إنهاء مرحلة إغلاق التصميم، وغالبًا ما تنعكس عملية التصنيع في آلية الكشف عن الفعلي التقليدي أثناء عرض المتطلبات الوظيفية، على سبيل المثال في وضع قيود على عدد المكونات المختلفة التي يتكون منها الممكن التقني، من شأنه أن يتسبب في إحداث إشكالية أخرى تتعلق بالصيانة والإصلاح لذلك المنتج الذي دفع بالممكن التقني لأن يكون حقيقيًا. 
وعلى مستوى الأفراد، نجد أنَّ مخرجات اللغة التي تتناقلها الألسنة فيما بينها تأتي على شكل حوارات على طريقة التفكير بصوتٍ عالٍ، وهذا الفعل لا يعرف له طريقًا سوى الذاكرة. وسنجد أنَّ سرعة الوصول إلى المعلومة من الممكن أن تجعل عملية الحصول عليها أمرًا سهلًا، لا يحتاج الأمر سوى لدقائق معدودة للوصول إلى المراد. تأخر بسيط لكنه مفيد يتمثل في كون عمل المنظمات والمؤسسات لا تعترف بقدرات الذات البشرية، فالخطأ البشري التقديري كارثي، وهنا علاقة عكسية بين الارتقاء بكفاءة الموظف في عمل المؤسسات على حساب لحظة استنطاق الأفراد للذاكرة التي يحملونها. الحديث هنا عن معطيات الخبرة التي ينبغي لها أن تتم في أقل عدد ممكن من العلاقات المتشابهة والمطردة، إذا سلمنا أن كل تفسير لظاهرة علمية يقف عند حدود الوصف، وأن كل وصف يقف عند حدود معطيات الخبرة.
معطيات الخبرة، مُعطى لغوي، والوظيفة اللغوية هي نفسها تلك التي تتوافق مع مرحلة المحاكاة البسيطة في إدراك الأشياء عند إرنست كاسيرر المهتم بنظرية المعرفة، ومحاولة ربط المنهج المتعالي بالواقع، وهي نفسها التي عمد إدموند هوسرل إليها في توظيف مفهوم «القصدية». وهي نفسها أحد أركان السيرورة المنتجة للدلالة «السيميوز» عند تشارلز بيرس.
وستجد مآلات التكوين المعرفي ضالتها في مفهوم الهندسة الاستكشافية عند دريكسلر الذي يكشف عن مزج مبادئ الهندسة مع حقائق علمية معروفة من أجل الاستفادة القصوى في توظيف الإمكانيات التقنية المستقبلية، هي علاقة لعمل جماعي يتمثل في دور «العالم»، ومن يمثله في وصف ذلك الفعلي التقليدي، ودور «المهندس» ومن يمثله في محاولة توظيف «الممكن التقني». وقد باتت المنظمات في أمسّ الحاجة لتطبيق هذه الأدوار؛ بسبب أن منظور المستقبل التقني مختلف عمّا هو عليه في الحاضر، وبالتالي، فإن أيّ منظومة لن تكون ثابتة في عملها. وبالنظر إلى تاريخ التقنية فلسفيًّا نجد أنه قد مر بتحولات في طريقة الاستجابة لهذا الحدث قبل أن يستقر في مكانة خاصة به ومحصنًا ضد أيّ نقد يتجاوز الإطار الأخلاقي الموجه لمطوري هذه الخدمات التقنية، وربط مفهوم الهندسة الاستكشافية بمفهوم الاختلاف والتكرار لدى جيل دولوز تحديدًا؛ لأن هناك حديثًا مطولًا يتطلب منا التفريق بين الممكن والحقيقي والإبداعي، وذلك لأننا أمام تحولات عديدة من التقنيات ساهمت بشكل متسارع فيما نشهده الآن من تغير ملاحظ في تأدية المهام الوظيفية للعاملين في المنظمات والمؤسسات، والتي أحدثت برغبتها تغييرًا جذريًّا في عملها. التطور التقني قد لا يسمح حتى بفرصة لالتقاط الأنفاس، وما إن تظهر تقنية حتى نفاجأ بتقنية أخرى، وفي عمليات الانتقال من الممكن التقني إلى الفعلي العملي قراءات ترتقي بالفعلي التقليدي إلى المستقبل التقني، وكل تحليل يمر برحلة من التجارب. والممكن يقابله الشيء الحقيقي، فالممكن متشكل تمامًا لكنه يقف معلقًا؛ إذ لا ينقصه إلا الوجود. والممكن غير الإبداع؛ لأن الإبداع يقتضي الابتكار لفكرة ما،
لهذا فقد شكّل مفهوم الممكن التقني حدثًا مهمًّا في عمل المؤسسات بالاستعانة بمن هم خارج التخصص؛ ذلك لأن الممكن التقني لا يتأتى اكتسابه لمجرد المحاولة كما هو في باقي الأشياء عند تعلمها، بل هناك شيء من العلاقات القائمة بين طاقم العمل المستحدث والمتنوع في تخصصه؛ حيث تتأسس معهم وتترسخ محاولات الفهم قبل أن يتحدد أيّ ارتباط، وعادة ما ينبثق من هذه العلاقة منتج بنائي صريح ■