(Fall) المغامرة من أجل الحياة

(Fall) المغامرة  من أجل الحياة

هل جرَّبت الصعود فوق قمة عمود ارتفاعه 2000 قدم فوق سطح الأرض ووجدت نفسك من دون طعام، ولا يمكنك استعمال هاتفك المحمول؛ لأنه لا توجد إشارة على هذا الارتفاع، والسلم الذي صعدت عليه تهاوى وسقط، فلم تعد لديك فرصة للنزول إلى الأرض، وأنت معلَّق على ارتفاع شاهق، تحوم النسور حولك تريد التهامك حين تغفو للحظة، والرغبة في الحياة والنجاة من هذا المأزق تملأ روحك؟! مغامرة شائقة يمكنك أن تتابعها عند مشاهدة فيلم سقوط (fall) الصادر في أغسطس2022، من إخراج :سكوت مان، بطولة: غريس كارولين كوري، فرجينيا غاردنر، ميسون غودينغ، وذلك خلال مدة عرض تبلغ ساعة و47 دقيقة.

 

في البدء، مع الطلَّة الأولى للفيلم تشعر بالإثارة في تتبُّع شاب وفتاتين يتسلَّقون منتصف جبل عملاق يوحي بالجفاف وغياب الحياة، تبدو عليهم سعادة المغامرة وهم مستمرون في الصعود السعيد الشائق، تلفّ الكاميرا حول الجبل فيظهر للمشاهد مدى الارتفاع الشاهق الذي وصل إليه الشباب الثلاثة، بما يوحي بقدرتهم الفائقة على التسلُّق، وبما يكشف خطورة الجبل الذي يصعدون عليه، ونرى الجفاف الساحر يحيط الشاشة بألوان الجبل الطبيعية المميزة، فتصلنا متعة بصرية رائقة مشوبة بالقلق على حياة الشباب المتسلقين للجبل.

شخصيتان رئيسيتان
تتشكَّل الشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم أمام المشاهد بوضوح منذ الطلَّة الأولى، بيكي، والتي قامت بدورها الممثلة جريس كارولين كوري، بدت متوترة، لكن تظهر شخصيتها القوية بوضوح حين يتم دعمها من طرف خارجي، تتفوق على خوفها، وتسيطر على أعصابها، فقط بكلمات تشجيع داعمة وربما بأغنية مرحة نجدها تكتسب القوة، وتسيطر عليها الرغبة في تجاوز كل ما يحبطها، وهذا ما سيظهر جليًا طوال تعرضها للأزمات في الفيلم. 
أيضًا بدت شخصية هانتر، والتي قامت بها الممثلة فيرجينيا جاردنر، منذ الوهلة الأولى شخصية متماسكة وقوية وفاعلة، وقادرة على القيادة والدفع للحياة، وهذا ما سيطمئِن المشاهد في لقطات الإثارة، فوجود شخصية متماسكة وقوية يدفع الأحداث نحو المغامرة ويزيد من حالة التوتر التي يسعى إليها الفيلم بحثًا عن النجاة في سبيل الحياة.
لقد أحسن المخرج اختيار الممثلة فيرجينيا جاردنر في القيام بدور هانتر، فهي قوية البنية متماسكة نفسيًا، يظهر على ملامحها التمسُّك بالواقع والرغبة في الحياة والمغامرة، كما أحسن في اختيار الممثلة جريس كارولين كوري للقيام بدور بيكي التي بدت شاعرية ويمكن أن تنهار؛ وملامحها تشي بالرومانسية والشاعرية.
حياة الشباب الثلاثة بدت معرَّضة للخطر في تصوير بارع ومتنقِّل بين ارتفاع المسافة التي تسلقوها واقتراب الكاميرا من وجوههم، في لقطات متقاطعة بنعومة ومن دون إزعاج، فظهرت ملامح التوتر واضحة، وعندما كانت الكاميرا تبتعد عن الجبل رأينا الارتفاع الشاهق حتى لا ننسى الخطر المحدق بالشباب، مما يزيد التوتر لدى المشاهد.
حين سقط دان سمعنا بيكي تصرخ بحرقة: «دان» صرخة تتردد في العمق الساحق للفراغ المحيط بالجبل، كصرخة خارجة من بئر، وظهر اسم الفيلم متدرجًا حرفًا حرفًا من أعلى لأسفل معبرًا عن السقوط، لتبدأ الأحداث بعد 51 أسبوعًا من سقوط دان، ونكتشف قلب الفيلم، بيكي تعيش مغموسة في حالة الفقد التي سبَّبها رحيل دان، حتى إنها حين سمعت الرسالة المسجَّلة على هاتفه بكت وظهر عليها الاشتياق الكبير؛ فتركت لدان رسالة على الهاتف وهي تعلم أنه ميت، وأن صوته مسجَّل، قالت: «أفتقدك» كلمة واحدة عبَّرت عن أسباب انكسارها وشوقها إلى زوجها، وانكشف مدى تأثرها، وبدت فاقدة الروح.

في مواجهة المخاوف
كل حركة في الفيلم لها معنى وهدف، كل نظرة وكل همسة لها استخدام قادم، فحين وضع دان مشبك الحبل الذي يتسلَّق به في حفرة داخل الجبل سمعنا صوتًا يدل على قوة الوضع مما يوحي بالمتانة، وفي المرة الأخرى بدا دان مُهْمِلًا ولم يدفع المشبك في الحائط بقوة، وحين ركزت الكاميرا على المشبك في المرتين، وسمعنا الفارق في صوت وضع المشبك علمنا أنه سيحدث شيء بسبب إهمال دان في وضع المشبك بالمرة الأخيرة، وهذا ما حدث، حيث تسبَّب ذلك في سقوط دان، والذي كان نقطة التحول في الفيلم.
كان المكياج بارعًا في نقل حالة الفقد التي وصلت إليها بيكي بعد وفاة دان، فقد ظهرت شابة مُزهرة في طلَّة الفيلم الأولى وهي تتسلَّق الجبل بكامل لياقتها، وفي منتهى الحيوية والقوة، وبعد أن فقدت دان بدت ملامحها ممزقة منزوعة الحياة، كأنها انطفأت. سيلعب المكياج دورًا مهمًا طوال الفيلم في التعبير عن تغيرات حالة وجوه أبطاله، وسيُظهر المكياج الجراح والتعبيرات المرهقة على الوجوه ببراعة، هذا إلى جانب الاستخدام الجيد للإضاءة التي عبَّرت برهافة عن مرور الزمن.
أيضًا كان لوالد بيكي دور فعال في الفيلم، على الرغم من صغر مساحته، حيث كان كالمصباح الكاشف لعمق الأحداث، عندما قال لبيكي بعد أن رآها منهارة: «ربما لا ينتمي دان لتلك المنصة العالية التي تضعينه فيها، وربما لم يكن شهيدًا كما تتصورين»... هذه الكلمات التي استغربها المشاهد من الوالد، والتي يجب ألا تقال في حالة انكسار ابنته بيكي، كان لها مردود فعَّال في منتصف الفيلم حين كشفت حقيقة علاقة دان بهانتر صديقة بيكي، فتحقَّقت كلمات الوالد وأظهرت العلاقة المخفية، والتي سيكشفها الفيلم حين تكون بيكي وهانتر عالقتين على عمود طوله 2000 قدم في مشهد بارع.
قال الأب كلمة الفيلم المبتغاة: «أريدك أن تتمكني من المضي قدمًا بحياتك، عليك بدء حياتك من جديد، هناك عالم شاسع بحاجة إليك، صدقي أو لا تصدقي، أنا أحتاج إليكِ» وبدت بيكي محطَّمة حتى جاءت صديقتها هانتر وساعدتها على الخروج من تجربة الحزن، بتجربة أكثر إثارة تتمثَّل في صعود عمود طوله 2000 قدم، قالت هانتر لبيكي بقوة وهي تغريها بالمغامرة، جملة دافعة للروح والحياة، ومن أسس بناء الفيلم، قالت: «إذا لم تواجهي مخاوفك فستظلين دومًا خائفة». 

الحياة قصيرة جدًا
في الطريق للوصول إلى عمود ارتفاعه 2000 قدم دخلنا مكانًا يسيطر عليه اللون البني والرمال الكثيفة، حيث لا حياة ولا نبات، فقط نسور في الجو تُحَلِّق في الفضاء تنتظر فريسة، كانت بيكي وهانتر وحيدتين في العراء ولا يمكن أن يصل إليهما أحد، بدا الأمر خطرًا شديدًا وهما تصعدان العمود المليء بالبراغي  غير المحكمة، والصدأ الذي يسيطر على العمود، كل خطوة نحو الأعلى تصنع صوتًا كتكسير عظام، ويشعر المشاهد بأن العمود سيسقط في أي لحظة، ثم أظلمت الشاشة، وكان يجب أن يتوقف لهاث المشاهد حول مصير فتاتين تصعدان عمودًا حديديًا صدئًا ومهملًا منذ سنوات، وتوشكان على السقوط، هذا الإظلام جاء بمنزلة راحة مميزة، وانتقلنا إلى حالة من السكينة والهدوء، ومحاولة لتسجيل ما يحدث بكاميرا الموبايل، حيث سجلتا مغامراتهما للمتابعين على يوتيوب (نحن عالقتان أعلى برج ارتفاعه 2000 قدم) كان الفخر يملؤهما بما تقومان به، لكن شعور  التوتر والرعب كان مسيطرًا على خلفية المغامرة، وزاد التوتر حين انهار سلم الصعود، بدا الأمر محض إثارة، فتاتان عالقتان أعلى عمود، لا تستطيعان النزول ولا الحركة بسبب انهيار السلم الحديدي المتآكل، وبدا أن لحظة اعتراف ستحدث بين الصديقتين، فاعترفت هانتر بأنها تفعل تلك المغامرة بسبب دان، وأن ما حدث له حين سقط ومات جعلها تدرك كم هي الحياة قصيرة، عابرة، وأنها تريد نشر تلك الرسالة، وتريد أن يعرف الجميع أن الحياة قصيرة، قصيرة جدًا، لذلك علينا اغتنام كل لحظة، علينا فعل شيء يشعرنا بأننا على قيد الحياة.

مصارحة الروح
في القمة، حيث الانقطاع عن العالم، بدأت مصارحة الروح، واكتشفت بيكي علامة على قدم صديقتها هانتر بعد أن سقط حذاؤها، ثم رأت صورة هانتر على الموبايل وهي تنظر إلى زوجها دان، كانت نظرة هانتر تشي بأنها تحب دان، وفهمت بيكي أن صديقتها تحب زوجها، وتذكرت بيكي أن دان لم يقل لها كلمة أحبك طوال فترة زواجهما، فقط كان يردد الرمز المكتوب على قدم هانتر، حدث الاعتراف بين الصديقتين عن حقيقة علاقة هانتر بدان في عمق الليل، حيث صفاء النفوس والضوء الأحمر كان بارعًا وهو يغمر الشاشة كأن شيئًا دمويًا انفجر مع الجرح الذي في فخذ بيكي، كان الجرح في فخذها معادلًا موضوعيًا لجرح قلبها بسبب اكتشافها حقيقة العلاقة بين دان وهانتر، وسيطر الضوء الأحمر الدموي على المشهد متناسبًا تمامًا مع جرح الفخذ والمشاعر، ثم كان المشهد التالي مميزًا بعد الاعتراف، جلستا مختلفتين، كل منهما تعطى للأخرى ظهرها، لا تريد كل واحدة النظر إلى الأخرى وفي الوقت نفسه لا تجدان مهربًا من اللقاء، فهما فوق عمود ارتفاعه 2000 قدم فوق سطح الأرض، وبدا المشهد كخيال ظل يُحْكَي من خلفية الحدث في ضوء الشمس التي توشك على الظهور، وكانت لحظة كونية تعبِّر عن مكنون الحياة، فبعد الظلام يأتي ضوء، ومع الدموع والحزن ينسى المشاهد لبرهة أنهما عالقتان فوق الدنيا، وتحلِّق في الأفق نسور تنتظر الفريسة أن تسقط.
ثم تتحول الشاشة إلى اللون الأخضر الجميل، كقاع بحر صاف، كأن سحابة عكارة العلاقة بدأت تزول، لكنهما لا تزالان جالستين ظهرًا لظهر، ويتساءل المشاهد لو كان هذا المشهد على الأرض لحدثت القطيعة الأبدية، ولتركت بيكي صديقتها هانتر وهجرتها للأبد، لكنهما عالقتان معا فوق عمود الحياة، لا يمكنهما الانفصال، ووضعت بيكي خاتم زواجها داخل السلسلة التي في رقبتها كأنها خلعت علاقتها مع زوجها الذي كان على علاقة بصديقتها الحميمة.
حين سقطت الحقيبة التي تمثَّل كل ما تملكان قررت هانتر أن تقوم بتضحية ككفارة عن علاقتها بدان، ستحصل على الحقيبة مهما كلفها الأمر، ستضحي بنفسها من أجل بيكي؛ كي ترد لها الحياة، حتى لو فقدت هي حياتها، كان مشهد قفز هانتر للحصول على حبل الإنقاذ مميزًا، يجعل المتابع يتأرجح معها في الهواء، قفزة هائلة ارتفاع 2000 قدم فوق سطح الأرض، والمشاهد يمكنه أن يصدق القفزة من شخصية هانتر التي ظهرت في مطلع الفيلم بتماسكها المُبِين وقدرتها الفائقة على التسلُّق.
سقطت هانتر على الطبق الهوائي الموضوع على العمود، وكانت لحظة فارقة، سقطت من عين بيكي دمعة حزن غسلت كل غضبها من هانتر التي ضحَّت بنفسها من أجل أن تحصل على الحقيبة المنقذة، اكتشفت أنها ستكون وحيدة من دون هانتر، ونظرت برعب وقلق، فوجدت هانتر فوق الطبق الهوائي، سحبتها بيكي في فعل مستحيل أن يقوم به بشر منهك وعالق بهذا الارتفاع  الشاهق، لكن المعاناة على الشاشة جعلت الأمر يبدو حقيقيًا، وسيكشف الفيلم استحالته فيما بعد، وكتبت بيكي رسالة وعلَّقتها على طائرة التصوير الصغيرة الإلكترونية التي كانت داخل الحقيبة، وكتبت «نحن عالقتان أعلى برج بي 67، اتصلوا بالطوارئ».

حياة عالقة
على الرغم من الوضع الذي بدت فيه استحالة الإنقاذ؛ لضياع هاتف هانتر، والوضع المؤسف فوق العمود، لكن المشاهد كان يتابع بأمل، كيف سيتم إنقاذ حياة عالقة على ارتفاع عمود شاهق، كانت رغبة المشاهد عارمة في إنقاذ الفتاتين، وهما قريبًا من السماء بعيدًا عن الأرض.
ارتفع التوتر حين حلَّ الليل، وبدا حلم بيكي فظيعًا وهي ترى النسور تأكل هانتر المجروحة، وبدا أنها تحب هانتر، وحين شحنت بيكي البطارية بصعود مُعْجِز إلى نهاية العمود الأملس استخدمت خاتم زواجها كموصِّل للشحن، وكأن محبَّة دان قد أنقذت حياتها وقت الشدة، لقد رأينا أنها تخلَّصت من خوفها، كانت بيكي تنزف فوق نهاية العمود، والنسور تحوم حولها كسمك قرش يريد التهامها، وصوت هانتر يدفعها للاستمرار، وزاد التوتر، وكنا نتساءل: هل ستسقط بيكي؟
كادت بيكي أن تفقد وعيها، وهانتر تبعد ذهنها عن الاستسلام للضعف، تدفعها للتمسك بالحياة، هانتر القوية منذ البداية، وانطلقت الطائرة الإلكترونية الصغيرة تحمل الرسالة، وكانت تلك آخر فرصة، إما أن تصل الطائرة لمن يقرؤها، أو لا تكون هناك فرصة إنقاذ أخرى، وبدا الفرح على وجهيهما حين كادت الطائرة تصل، واصطدمت الطائرة بشاحنة وسقطت متهشمة على الأرض، وبدا اليأس يغزو قلب بيكي.

عشْ كل لحظة
كانت مفاجأة الفيلم الكبرى حين علمنا أن هانتر قد ماتت حين سقطت على الطبق الهوائي بعد أن حصلت على الحقيبة وأعطتها لبيكي، لكن صوتها وروحها كان يدفع بيكي نحو محاولة مقاومة السقوط، كانت هانتر فاعلة حتى وهي ميتة، واكتشف المشاهد أن بيكي الآن وحيدة على عمود ارتفاعه 2000 قدم، ماذا ستفعل، وابتعدت الكاميرا، وبدا العمود مرعبًا وهو يحمل بيكي الوحيدة. 
حين أراد النسر أن يعتدي على بيكي أمسكت به بقوة وخبطته في العمود؛ لرغبتها في الحياة، أكلت من لحمه لتعيش، وكانت مغطاة بدمها ودماء النسر، واكتسبت القوة من لحم النسر، ونزلت العمود الأملس، وبدت الحيوية على الشاشة، وتحوّل لون الصفرة المريض إلى اللون الأخضر المتناسب مع حالة القوة التي اكتسبتها بيكي، وبدأ المشاهد يندفع مع قوتها، راغبًا في أن يتحقَّق الأمل، ويتم إنقاذها من موت محقَّق، وكتبت رسالة على الهاتف الذي كان في الحقيبة لوالدها، وألقته حتى يحصل على إشارة لحظة النزول من الارتفاع الشاهق حيث لا توجد عندها إشارة، ووصلت الرسالة إلى والدها الذي أنقذها مع فريق الطوارئ، وتنفَّس المشاهد براحة الحياة، وانتهى الفيلم بجملته الأثيرة «الحياة قصيرة، قصيرة جدًا، لذا عليك اغتنام كل لحظة، عليك فعل شيء يشعرك بأنك على قيد الحياة».
الفيلم دعوة خالصة للتخلُّص من المخاوف التي تسكن القلب وتسيطر على الروح وتجعل الإنسان لا يستطيع اتخاذ خطوة إيجابية في الحياة، كما أنه يرشد لتجاوز الأزمة، يدعوك لأن تحب حياتك بكل مخاطرها ومآسيها، وصعوباتها وضغطها الشديد. يدفع الفيلم لممارسة الحياة حتى لو كانت خطرًا شديدًا، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فالنجاة مكتوبة لك مادامت لك بقية عمر في الدنيا، وهذا كان واضحًا في بداية المغامرة المرعبة لصعود عمود 2000 قدم، فقد كادت سيارة نقل أن تصدم هانتر وبيكي وتذهب بحياتهما، وهذا يكشف قدرية العمر، وأنه لا دخل لأحد فيه، سوى الله ■