المستشارون في «لعبة العروش»

المستشارون  في «لعبة العروش»

تميز عقد الثمانينيات من القرن الماضي بنهضة لافتة في البحث الأكاديمي للعلوم الاجتماعية بوطننا العربي. كانت أصداء القومية العربية لا تزال قوية، وكان الحلم العربي لا يزال ناضجًا وعفيًا، قبل أن يأخذ في الأفول مع اجتياح سياسات النيوليبرالية وطننا وكل دول العالم، ويتبنى الجميع شعار حارة «كل من إيده إله» في مسلسل (صح النوم) لدريد لحام أسلوبًا ومنهجًا في الشأنين العام والخاص.

 

وضمن شواغل المثقفين العرب آنذاك كانت العلاقة بين المفكر وصانع القرار. ولعل المحاولة البحثية الأشهر كانت ورقة سعد الدين إبراهيم (تجسير الفجوة بين المفكرين وصانعي القرار في الوطن العربي، 1984). انتهت المقالة إلى تحليل العلاقة عبر ثلاثة أنواع من الجسور بين المفكر والحاكم وهي: الجسر الذهبي؛ وفيه تصبح استشارة الحاكم للمفكر من الأساسيات قبل اتخاذ الأول للقرار. والجسر الفضي؛ وفيه يحافظ الطرفان على علاقة حد أدنى من الاحترام؛ يحترم المفكر شرعية السلطة، ويحترم الحاكم حرية المفكر، وقد يستشيره أحيانًا إذا دعت الضرورة أو أحب.  والجسر الأخير هو الجسر الخشبي؛ الذي يعني في جوهره أن يبلور المفكر صوت الحاكم بصوت فصيح؛ الحاكم هو الصوت والمستشار هو الصدى.  وغني عن البيان طبعًا أن الجسر الذهبي كان المأمول بالنسبة لكاتب الورقة وبالنسبة لقارئها على السواء. لكننا في هذه التأملات الموجزة لن نراجع الواقعين العربي والعالمي على الأرض، بل سنحاول تأمل العلاقة بين الطرفين في مسلسل (لعبة العروش).
إذا افترضنا أن كائنًا فضائيًا من الكواكب الخارجية قد زار الأرض وأحب أن يدرس ظاهرة السلطة في المجتمع البشري، فعليه أن يقرأ عشرات المؤلفات في «العلوم» السياسية، والاجتماع السياسي، والاقتصاد، والاقتصاد السياسي، والفلسفة، أو أن يشاهد (لعبة العروش).

الجسر الذهبي
في الحلقة الثالثة من الموسم الرابع يسأل لورد تايون لانستر، كبير عائلة لانستر ومساعد الملك وكبير مستشاريه، حفيده الملك الصغير تومين عن أهم صفة يجب أن تتوافر في الملك الصالح، فيرد الملك الصبي بتردد مقترحًا عدة أجوبة: الورع؟ العدل؟ القوة؟ ويفند جده أجوبته جميعًا.
الملك بيلور كان ورعًا وبنى المعبد الكبير، لكن ورعه لم يمنعه من التصرف بخراقة وتعيين صبي في السادسة من عمره كاهنًا أعلى للمملكة، والصيام عن الطعام لأن الطعام إثم، حتى مات وهو صغير. الملك أوريس الأول كان عادلًا أشاد بعدله وإصلاحاته النبلاء والعوام، لكن عدله لم يدم طويلًا وُقتل على يد أخيه في فراشه وهو نائم، وترك مملكته ورعيته لأخيه الشرير بعد أن أعمته سذاجته عن رؤية شره. الملك روبرت كان قويًا، انتصر على المتمردين وسحق سلالة آل تارجيريان، وخلال سبعة عشر عامًا من حكمه حضر ثلاث مرات فقط اجتماعات المجلس الاستشاري المصغر، أما بقية حياته فقضاها في الفسق والصيد والسُكر، حتى قتله الأخيران. ثم يلخص الجد-المستشار القضية: «إذن لدينا رجل يجوِّع نفسه حتى الموت، وآخر يسمح لأخيه بأن يقتله، وثالث يظن بأن الانتصار الحربي والحكم هما نفس الشيء. إلامَ يفتقرون جميعًا؟». يرد الملك الصغير تومين بعد تفكير: «الحكمة، الحكمة هي التي تجعل الملك صالحًا». يوافقه جده وقد وصل إلى مبتغاه. ويطرق على الحديد وهو ساخن: « لكن ما هي الحكمة؟ عائلة ثرية تملك أراضي خصبة تطلب حمايتك من عائلة أخرى لديها أسطول قوي، وقادرة على التمرد عليك، كيف ستعرف ما هو القرار الحكيم؟ هل لديك خبرات مالية وتعرف أحوال خزانة المملكة، ومخازن حبوبها، وأحواض سفنها، وأحوال جنودها؟ بالطبع لا. الملك الحكيم هو من يعرف ماذا يعرف وماذا لا يعرف. أنت بعدُ صغير، والملك الصغير الحكيم هو من ينصت إلى مستشاريه ويمتثل لنصائحهم حتى يبلغ سن الرشد. أما أحكم الملوك جميعًا فهو من يستمر في الإنصات إليهم إلى الأبد». وهكذا يطوي الجد-المستشار الملك الصغير تحت إبطه ويشرع في إبداء النصح له في كيفية تسيير أمور المملكة. هذا هو الجسر الذهبي، أو لعله الماسي، فالمستشار هنا هو الصوت والملك هو الصدى.
يحسن هنا أن نسأل: إلامَ أدى الجسر الذهبي؟ إلى حروب أهلية بين عائلات الطبقة الحاكمة، وإفلاس الخزينة العامة ووصول الديون للبنك الحديدي إلى مبالغ باهظة، وتفشي الإرهاب الديني للمتطرفين بقيادة العصفور السامي وسيطرتهم على العاصمة وعلى الملك الصغير تومين، وعجز عن مواجهة الخطر الخارجي المتمثل في جيش الملكة دينيرس تارجيريان. واستفحال المؤامرات والخيانات وانقلاب الولاءات داخل البلاط الحاكم. ومقتل الجد-المستشار نفسه على يد نجله الأصغر، وانتحار الملك تومين، والإذلال غير المسبوق لأبناء وبنات العائلات الأرستقراطية الحاكمة، وعلى رأسهم عائلة الملك نفسه؛ أمه وزوجته، على أيدي متطرفي جماعة العصفور السامي، وازدهار سوق الأفكار الغيبية للسحر والقوى الظلامية في أرجاء المملكة.
تبدأ قوة مملكة وستروس في التهاوي، ويصطحب ذلك إفلاس سياسي، أحد مظاهره الدفع بالخيار العسكري كأولوية بدلًا من أن يكون هو الملجأ الأخير. هذا ما تقوم به الملكة الأم بعد خروجها من محبسها وإبادتها جماعة العصفور السامي المتطرفة.  تخرج الملكة سرسي من إطار السلطة إلى إطار العنف، وفي أكثر أشكاله تطرفًا: الواحد ضد الجميع.

الاختلاف والتكرار
قد يحتج أحد على هذا قائلًا بأن هناك مستشارين ومستشارين، وأن لورد تايون لانستر هو صنف خاص من المستشارين لأنه في الأصل رجل مال وحرب، وفي الفرع رجل ثقافة وفكر، وبالتالي لا يحق لنا سحب استشاريته على ما يقدمه المفكرون لملوكهم عبر الجسر الذهبي. غير أنه لن يكون من العسير البرهنة، على أن ما قدمه باقي الطيف الواسع من المثقفين والمفكرين لملوكهم في تلك البيئة الخيالية كانت حصيلته في أحسن الأحوال هزيلة، وفي أسوئها هزيمة وخرابًا.
خذ مثلًا ديفوس فارس البصل مساعد الملك ستانيس باراثيون ومستشاره، وما أدى  إليه الجسر الذهبي بينه وبين ملكه من هزيمة نكراء في معركة بلاك ووتر.  ثم المرأة الحمراء كاهنة إله النور التي تسلمت أذن الملك ستانيس باراثيون، قبل وبعد فارس البصل، وكانت تؤكد له بيقين لا تشوبه ذرة شك أنها رأت بأم عينيها في ألسنة اللهب انتصاره وانتصار جيشه في المستقبل القريب، ثم كانت الهزيمة النكراء للمرة الثانية ومقتل الملك نفسه. وعندك العصفور السامي ودوره كمستشار وناصح للمك تومين رغم أنه لم يستمر طويلًا، وما أدى إليه من تحول المملكة إلى ثيوقراطية يحكمها الكهنة. وكبير المعلمين باسيل الذي خدم كمستشار لدى خمسة ملوك؛ آيجون الرابع، وآيريس تارجيريان، وروبرت، وجوفري، وتومين، وسلم المملكة في عهد الأخير للتطرف الديني.  وكايبرن الذي حل محله ككبير للمعلمين ومستشار للملكة سرسي، وانتهى في عهده حكمها وحياتها ومملكتها وأبيد الملايين. ها هنا ثلاثة نماذج مختلفة من المستشارين؛ المثقف السماعي، والمرشد الديني، والعالِم الأكاديمي، كرّروا جميعًا نفس النتائج الكارثية على ملوكهم وعلى الرعية.
من الناحية الأخرى، في إستروس الشرق، هناك أيضًا عدة مستشارين وصلوا على الجسر الذهبي إلى الملكة دينيرس، وكانت تضرب باستشاراتهم جميعًا عرض الحائط وتقوم بتنفيذ النقيض، فتنتصر في معاركها، وتحرر مدنًا بأكملها، وينمو جيشها ويزداد قوة، حتى بدأت تنصت إلى نصائح القزم، تايرون لانستر، مستشارها الأخير.

العفريت الصغير
ردّدت أكثر من شخصية في المسلسل، أنه ربما كان أذكى شخص في البرين الغربي والشرقي؛ وستروس وإستروس. يقدم المؤلف لنا القزم كمثقف ومفكر، واستراتيجي، وقارئ مطلع، إضافة إلى كونه صاحب خبرة في العهر والفسوق. أي إنه ذو تراث في الاتجاهين. يتصدر اسم الفنان بيتر دنكلدج تترات البداية في كل حلقات المسلسل، لذا يحق لنا اعتباره البطل الأول للعمل. لكن ماذا يعمل تايرون لانستر؟ هو ساعد الملك ونائبه ومستشاره وناصحه. خدم القزم مع الملك جوفري في الغرب كمستشار ورئيس للمجلس الاستشاري المصغر، ثم مع الملكة دينيرس في الشرق كمساعدها ومستشارها وناصحها الأمين. خدم مع السلطة المشروعة، وخدم مع قوى الثورة والتمرد. فإلامَ أسفرت مستشارية أذكى رجل في العالمين الغربي والشرقي وأغناهم برأسماله المعرفي؟ 
في المستشارية الأولى فوضه أبوه لورد تايون لانستر أثناء انهماكه في الحرب ضد متمردي الشمال، في الحلول محله كمساعد ومستشار للملك الشاب جوفري. يُطلق على مستشار الملك لقبًا رسميًا هو «يد الملك». لكن رغم أن القزم هو يد الملك إلا أن يده هو شخصيًا مغلولة عاجزة. يفشل في السيطرة على جموح وسادية ملكه الشاب، وكأن منصبه هو تعويذة لا تحمي الصدر الذي يحملها. 
لكن لعل الأهم هو التعرف على رؤية القزم في تلك المرحلة لطبيعة ظاهرة السلطة. يسأله أبوه حين يعود من المعارك ويستعيد منصبه:
- هل تظن أن التاج هو ما يمنح السلطة؟
يرد تايرون لانستر:
- لا، الجيش هو الذي يمنح صاحبه السلطة.
هي هي مقولة ماوتسي تونج: «السلطة تنبع من فوهة البندقية».
هذه الرؤية ستتغير بعد أن يُحكم على القزم بالإعدام، فيقتل والده، ويفر هاربًا إلى الشرق لكي يخدم كمستشار للملكة دينيرس أم التنانين. تسأله الملكة في البداية:
- لماذا تعتقد أنني في حاجة إلى خدماتك وأنا لدي جيش عظيم وتنانين عظيمة؟
يرد تايرون لانستر وقد تطور فكره:
- القتل والسياسة ليسا دائمًا الشيء نفسه. 
لكنه يظل يقترف الخطأ تلو الخطأ في مستشاريته الجديدة، في السلم وفي الحرب. في السلم، وفي غياب الملكة، يعقد اتفاقًا كارثيًا مع الأرستقراطية من مالكي العبيد يكاد يودي بمملكة دينيرس. وفي الحرب يشير عليها باحتلال معقل آل لانستر، وتكاد الاستشارة تودي بجيشها إلى الهزيمة، ثم يعود مغسولًا بعهد صوابية جديد ويقين بأنه قد أدرك ما لم يكن يدركه في المرة السابقة. فلنمسح الطاولة ونستأنف الجلوس. في النهاية، وبعد أن تفلت الكارثة من عقالها وتحدث الإبادة الجماعية على يد الملكة دينيرس، يُصرّح أخيرًا بقوله:
- كنت أظن أنني حكيم، ولم أكن. كنت أظن أنني أعرف الصواب، ولم أكن.
كان إذن مستشار العقم الذي يُعلم الملوك ما لا يعلم.
لعل المشاهد يلحظ قدرًا من الكآبة يحل بالقزم بعد كل تجربة استشارية، كآبة لا تخفيها نكاته ومشاغباته، كآبة النزول من أثير الحلم إلى أرض الواقع، كآبة ما بعد الوعي.

تجسير الهوة أم تجسيمها؟
المثقفون أمام أعاصير السلطة وتقلباتها سذج، سذاجة هي أخت الهزء لا بنت البراءة. نرجسية بعض المثقفين واستعلاء بعضهم يهيئ لهم فهمهم ظاهرة لا يفهمونها. يتوهم المثقف أن السلطة حسناء نائمة في الغابة وهو من سيوقظها. في حين تعلمنا التجارب أنه كمن يدخل بحرًا من الرمال كلما تحرك فيه غرق أعمق. السلطة تجرف الإرادة، وتجرف المعرفة حتى ولو كانت المعرفة بديعة أو عبقرية. 
طبيعة السلطة في جوهرها هي اشتمالها على الأضداد والنقائض في تعايش تجاوري فصامي كاتحاد دكتور جيكل ومستر هايد. هي ليست كالفيزياء لها قوانينها الحاكمة في كل زمان ومكان. الفيزياء هي الفيزياء. لا يمكنك تغيير قوانين الفيزياء. لكن السلطة ظاهرة اجتماعية يستحيل وضع قوانين لها لأن الإنسان بوسعه دائمًا أن يغش. تظل السلطة غامضة وعصية على الفهم رغم كل ما سوّد من ورق بشأنها. حتى بالنسبة لفلاسفة «العلوم» السياسية لا تزال ظاهرة السلطة هي أرنب أليس الأبيض. غموضها يشبه غموض عبارة حسني البورظان التي يظل يرددها في (صح النوم): «إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فعلينا أولًا أن نعرف ماذا في البرازيل». أو غموض الحكاية التي يرويها القزم لأخيه عن ابن عمهما الذي أمضى حياته في سحق ملايين الخنافس بحديقة القصر وعَجَزَ القزم عن معرفة السبب.
في مواضع عدة بالمسلسل نرى صوابية الحاكم متفوقة على صوابية مستشاريه والحق معه. لعل المستشار يكون مفوهًا أكثر، لكن لدى الملك الحكمة بلا فصاحة. الحالة المثلى التي نراها في نهاية (لعبة العروش) هي تولي براندون الكسيح، المتمتع بقوى معرفية فوق بشرية، حكم المملكة، وهو الذي نادرًا ما ينطق، وإن فعل فكلامه أشبه بالتقارير الجافة الموجزة. 
إدوارد سعيد، ومحمد عابد الجابري، وهشام شرابي، والطاهر لبيب، وعلى أومليل، وعبد الإله بلقزيز، وعلي حرب، وبرهان غليون، ورضوان السيد، وغالي شكري، كل هؤلاء كانوا من غير المتحمسين أبدًا لمسألة التجسير. ونحسب أنهم أكثر من اهتموا ببحث العلاقة بين المثقف والسلطة في الوطن العربي، بل دعا إدوارد سعيد في (صور المثقف، 1996) المثقف العربي، إلى أن ينأى بنفسه عن أي شكل من أشكال السلطة، حكومة كانت أم حزبًا.

نتائج كارثية
لكن النتائج الكارثية للجسر الذهبي لا تقتصر على (لعبة العروش)، ولا على ماضينا وحاضرنا. حسبنا أن نضرب مثلين أو ثلاثة من أمريكا مما لا يزال قريبًا للذهن، بريجنسكي حين أقنع إدارة الرئيس كارتر بدعم الراديكالية الدينية واستخدامها في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ولا تزال صورته متاحة في الأرشيف نازلًا من على سلم طائرته الهيليكوبتر مخاطبًا زعماء «المجاهدين» المصطفين حوله قائلًا: «إن حربكم هي حرب عادلة لأنها حرب الله». أو نظريتا «الفوضى الخلاقة» و«الشرق الأوسط الكبير» لكوندوليزا رايس التي أقنعت بهما إدارة الرئيس بوش الابن، أو الدور الذي لعبته، ولا تزال، مؤسسة (راند)؛ أحد العقول الاستراتيجية للإدارة الأمريكية، في اقتراح سياسات كانت نتائجها كارثية على العالم، منها على سبيل المثال دعم الجماعات الدينية في الشرق الأوسط ومساعدتها للوصول إلى السلطة في بلدانها، ثم تجنيدها لتنفيذ المخططات الأمريكية، نجد مثلًا لهذا في (شيرل بينارد، الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء، والموارد، والاستراتيجيات، مؤسسة راند، 2003). وكل هذا وذاك دائمًا ما يكون، في الدراما كما في الواقع، تحت شعار وتحت ستار «من أجل جعل العالم مكانًا أفضل وأكثر أمنًا».
*****
مسلسل (لعبة العروش)
(Game of Thrones) هو مسلسل أمريكي في ثمانية مواسم من إنتاج HBO. عُرضت حلقاته الـ 73 في الفترة من 2011 إلى 2019. المسلسل من تأليف ديفد بنيوف ودانيال وايز، اقتباسًا من سلسلة الروايات الخيالية (أغنية الجليد والنار) لجورج مارتن. تجري أحداثه في قارتي وستروس وإستروس الخياليتين، وتدور حول الصراعات السياسية والعسكرية بين عائلات الطبقة الحاكمة التي تتنافس على العرش الحديدي للممالك السبع لوستروس. يُصنف بأنه أحد أهم المسلسلات في تاريخ الدراما العالمية ■