عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

  • من القلب

          هويتك.. ملكت فؤادي، ربّنا يطوّل في عمرك، ويبعد عنك حسّادك، الشوق في انتظارك، الذوق في اختيارك، أهلاً وألف تحيّة وتحيّة بـ«العربي»، الحرّة الأبيّة، عربية وكل العرب بتحبّك، ويسامحني عبدالوهاب لمّا قال كلنا بنحب القمر لكن القمر بيحب مين؟ نحن قرّاءك نعلم جيدًا أنك تبادليننا الحب، وكلانا يحافظ على صلة الرحم. في مطلع كل شهر عروس جميلة في عباءة جديدة، حلوة شيك في قوامك، زاهية جذّابة بألوانك، مدرسة، جامعة، أكاديمية، في حضنك الماضي والحاضر والمستقبل، تقبّل العيون خدودك خدًا، خدًا من: شعر، نثر، فكر، اقتصاد، معرفة، أدب، تعارف، علم، قصة، نص، نقد، حوار، آثار، سياحة، حديث، حضارة، تراث، رؤية، فن، بحث، لقاء، متابعة، بيئة، طب، علوم، تربية، توجيه، معالم، علم نفس، سفر، قالوا، أمر بالمعروف، نهي عن المنكر، سياسة، تحقيق، قضايا، مسابقات، مسرح، سينما، راديو، تلفاز، نحت، رسم، فضائيات، ندوات، فضاء، حفريات، مكتبة، تكريم، تواصل، احتواء، جغرافيا، تاريخ، غناء، موسيقى، لغة، دراما، ملف، مواجهة، بسمات، استطلاع، معارض، وفاء، و.. و.. أنت دنيا باهرة، تحترمين العقل، وجنّة على الأرض بشتى الثقافات زاخرة، حتى الطفولة خصصت لها قاربا في بحورك وقمت بإسعادها، بصدق، احتويت كل العرب في قلبك.ولعلمك تغار منك «جامعة الدول العربية» أدام الله بقاءك. وشكرًا لكتيبة الفرسان التي تساهم في إعدادك ووجودك. سلامي إلى ابنتي الجميلة الكاتبة والإعلامية الأستاذة فاطمة حسين، وسلامي للفنانة المبدعة سامية أحمد للوحتها الرائعة «رقصة شعبية» التي تمكّنت من نبع الحياء في الفتاة وفجّرته، وأضاءت بالحياء وجهها.

          الكويت الحبيبة.. هنيئًا لك انتصاراتك، ونشاركك أفراحك، وكما نسعد - نحن العرب - بأعيادنا، نسعد بأعيادك، وعشت كويتًا عربية، حرة برعاية الله أميرًا وحكومة وشعبًا.

          وختامًا.. سلامًا واحترامًا للسيد الدكتور سليمان إبراهيم العسكري.

محمد مهدي
مصر الجديدة - مصر

  • خُلق ليكون كبيرًا

          «كأنما خُلق ليكون كبيرًا».. والكبار لا يتضاءلون.. ذاك منطق الأشياء وتلك حتمية الأمور. هكذا دائمًا أتحدث عن مديري الرائع الذي سيعانق الستين بعد أيام قلائل... وبالضرورة سيأوي إلى الظل تاركًا فراغًا لن يملأه أحد بعده، وإن ملأ جانبًا منه، فلن يطاوله في عبقرية إدارته أو ثقافته أو مرونته أو حتى سرعة بديهته وخفة ظله. يتحدث الفصحى كما يتحدث الإنجليزية، بأناقة و«شياكة» صادرة من أعماق صوت رخيم لا تخطئه الأذن ولا تملّه. لم نكن جميعًا نعرف من أين تشرق شمس شخصيته الساحرة، تلك الشخصية التي منحته إياها السماء، بيضاء لاشية فيها، فشكّلها وسوّاها وأنضجها بخُلقه الدمث، وثقافته المتشعبة، وقراءاته اللامحدودة، وتواصله مع الأجيال على اختلاف اهتماماتهم وثقافاتهم.

          كان يدهشني تعامله مع الأزمات، وما أكثرها! بالأسلوب الذي يخرجه دائمًا من معاركه منتصرًا، ورابحًا أنصارًا جددًا يضافون إلى سجل المعجبين به، والمتأثرين بعبقريته.

          كثيرون هم المديرون الناجحون، لكن القليل القليل هم المبدعون، وكان هو مبدعًا فريدًا وخلاّقًا نادرًا. جعل المدرسة كقصر منيف حين تدلف إلى بابه تصافح عينيك الزهور وأشجار الزينة، وحيثما يممت وجهك يطالعك الجمال وتحتويك الأناقة وتهزّك لمسات مبدع فنان. ظل يقاوم التقليدية ويرفض العادي من الأمور، أنشأ فرقًا للتمثيل والموسيقى والموهوبين ومختلف الرياضات، وهي أنشطة لم تعد موجودة في مدارسنا إلا في كتب تاريخ التعليم وذكرياته، لقد جعل المدرسة قبلة للزائرين ومنارة للعلوم والثقافة.

          تساءلت في دهشة «كيف تتوارى عبقرية مثل تلك في غيابات المعاش بعد الستين»؟ يحمل معه خبرة ما أحوج مدارسنا وأبنائنا إليها. هذا النهر المتدفق بالعلم والعطاء والتجربة الثرية، لماذا لا نظل ننهل منه مادام الظمأ يداهمنا والعطش يطاردنا؟

          لماذا لا يبقى في موقعه مديرًا - مع إيقاف التنفيذ -... لا يحكم ولكن ينصح ويفيد، بلا سلطة ولكن يعطي من ثقافته وخبراته المتراكمة، وخاصة إذا كان في تفرّد وتميّز مديري العظيم، الذي سيسعد به الفراغ، يعتصره شلال الذكريات وتقرأه الأيام كتابًا ناصعًا وقصيدة إبداع ضلت طريقها في نهاية الدرب.

نبيه أحمد القرشومي
الدقهلية - مصر

  • أيتها الحائرة كطفلة

أيتها الحائرة كطفلة تائهة في المولد..
بعض الهدوء..
فضفائرك لن يفكها هواء السكينة..
وبراءتك باقية..
مع التطعيم بمصل التفكّر..
ابتعدي عن الضوضاء والزحام فهما يغمضان عينيك..
ويحولان دون الرؤية الواضحة..
وتوقفي عن البكاء..
فما أفلحت يومًا نائحة..

محمد الشيمي
الفيوم - مصر

  • تعقيب

          السيد رئيس التحرير المحترم..

          أحييكم ومن خلالكم أحيي جميع العاملين في المجلة الغراء والقرّاء جميعًا، وأتمنى لكم جميعًا دوام الصحة والنجاح في عملكم.

          لقد قرأت في مجلة العربي (العدد 620 - يوليو 2010)، في ركن «شاعر العدد» للكاتبة الصحفية الأستاذة سعدية مفرح مقالاً عن شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، ولفت انتباهي الخطأ الذي وقعت فيه الكاتبة عند حديثها عن الإلياذة، حيث ذكرت أن الشاعر ساهم في كتابة هذه الملحمة بالاشتراك مع شاعرين آخرين هما مولود قاسم آيت بلقاسم وعثمان العكاك، والصحيح أن مفدي زكرياء كتب الإلياذة وحده، وجدير بالذكر أن المرحوم مولود قاسم آيت بلقاسم ليس شاعرًا وليست له علاقة بالشعر. وللمعلومة التاريخية أن الرئيس هواري بومدين، وبسبب اختلافه مع الشاعر، قرر استبدال نشيد «قسمًا»، ودعا لإجراء مسابقة وطنية لاختيار النشيد الجديد. ووصل الخبر مسامع الشاعر وهو في تونس، فكتب قصيدة وبعث بها إلى زميله مولود قاسم آيت بلقاسم، وتم اختيار قصيدة مفدي، فلما سئل مولود قاسم: مَن صاحب القصيدة؟ أجاب: مفدي زكرياء، وأمر الرئيس بترك «قسمًا» النشيد الوطني الجزائري. تفضلوا بقبول وافر تقديري ومحبتي واحترامي، ولكم خالص أمنياتي في التقدم، خدمة للأمة الإسلامية وخدمة للثقافة الإسلامية الحرة. والسلام عليكم.

أحمد سليم
غرداية - الجزائر

  • لماذا الاختفاء؟

          تعد مجلة العربي الكويتية المجلة الأولى في الوطن العربي، وهي اسم على مسمى، فتستحق كل هذا الحب والتقدير من جميع أبناء الأمة العربية أينما كانوا، ولم لا؟ وهي المجلة التي تصل إلى كل القرّاء في المدينة أو الريف، فنحن - على سبيل المثال - في أرياف اليمن وفي محافظة أبين تحديدًا لا تصل إلينا من المجلات، سواء اليمنية أو العربية غير هذه المجلة (مجلة العربي). وأجزم أن هناك الكثير من القرّاء من هذه المناطق لا يعرف اسم أي مجلة غير هذه المجلة، ولا يعلم أكان لليمن مجلات أم لا. وذلك لسبب بسيط وواضح وهو أن هذه المناطق لا تصلها أي مجلة غير مجلة العربي، وهناك الكثير من أبناء هذه القرى مَن يداوم على شرائها شهريًا ويحتفظ بأعدادها منذ سنوات عدة، وهي تستحق هذا الاحتفاء والتبجيل، فهي المجلة التي تبصّرنا بحضارة وثقافة أمتنا العربية، ففيها الجانب التاريخي والثقافي والأدبي والنقدي والعلمي، ويتنوع كتّابها من جميع الأقطار العربية، فتجد فيها الكاتب الكويتي والبحريني واللبناني والمصري والمغربي واليمني، ولذلك نتطلع إليها بشوق ولهفة كبيرة مع بداية كل شهر، ونتمنى أن تستمر ويستمر تواصلنا معها، آمين يا رب العالمين.

أبو هيف الحنشي
أبين - اليمن

  • عجوز العشرين!

          كان في مستشفى الطوارئ.. قسم المخ والأعصاب من أكثر الحالات التي أثارت فيّ استعطافًا وإشفاقًا عليه. لم يكمل العشرين من عمره، رافقه أبوه في المستشفى.. حقًا كنت أتمنى لو استطعت مساعدته. قصته كالآتي:

          سقط من مكان عالٍ فأثر ذلك على مراكز مخه كلها، فقد الذاكرة، لا يستطيع التحكم في عضلاته الإرادية، ويتكلم ويأكل بصعوبة شديدة.

          أجرى له الأطباء عملية في النصف الأيمن من المخ، لكن التحسن في حالته بطيء جدًا جدًا، انفطر قلب أبيه حزنًا عليه لم لا وابنه يموت في اليوم عشرات المرات، تحول إلى عجوز مما ملأ جسده بالضعف الشديد بل إن هناك من كبار السن من هو أقوى منه، كان أبوه يحاول مساعدته بكل ما يملك وكان يراقب أنفاسه ويخاف كل الخوف أن يدخل نفس ولا يخرج أو أن يخرج ولا يدخل.

          سئل أحد السلف ماذا تقول في موت الأب؟ قال: إرث حادث، قالوا: ماذا تقول في موت الزوج؟ قال: عرس جديد، قالوا: ماذا تقول في موت الأخ؟.. قال: كسر للجناح، قالوا: وماذا تقول في موت الابن؟ فقال: آآآآه ذلك صدع في الفؤاد لا ينجبر أبدًا. نرجع لعجوز العشرين، قال لي أبوه تعالي واسأليه عن اسمه، سنه، أي شيء فقد يسترجع شيئًا من ذاكرته، ذهبت معه وسألته ما اسمك؟ فنظر إلى أبيه وقال اسأليه: فقال أبوه: هي تسألك أنت فأجب أنت، فسكت للحظات ثم بدأ ينطق اسمه ببطء «م..م..م.. محمد»، لكنه مع الأسف لم يتذكر سوى الاسم الأول، قلت له كم عمرك؟ وأخذ أبوه يكرر السؤال، ولكن مع الأسف لم يجب نهائيًا، أخرج أبوه بطاقة الابن فأمسكتها أمام عينيه وطلبت منه أن يقرأ، بدأ الاستهجاء ولكنه توقف فجأة ولم يستطع الكلام، كانت تلك هي محاولاتي معه.

          كنت أتمنى أن يراه شباب سنه الذين انجذبوا إلى العبث واللهو، أن يروه فقد يتعظوا من حالته.

آية بركات
البحيرة - مصر

  • حول ملف «مهرجانات السينما العربية»

          السيد رئيس التحرير.. تحية ود..

          أما بعد.. لقد لفتني مقال الناقدة ماجدة خيرالله (العدد 622 - سبتمبر 2010م) ضمن ملف «مهرجانات السينما العربية»، الذي تقول في ما تقول: «بلغ عمر مهرجان القاهرة السينمائي 33 عامًا، وهو يعتبر أقدم مهرجان سينمائي عربي وشرق أوسطي..» وللأمانة التاريخية والعلمية نورد ما يلي:

          - نظّمت في دمشق «عن فكرة للسينمائي صلاح دهني» - سبتمبر1955 الدورة الأولى والوحيدة لمشروع مهرجان دولي للسينما (الذي احتضنه معرض دمشق الدولي).

          - أقيمت دورة وحيدة لمهرجان الأفلام الإفريقية والآسيوية - القاهرة 1960م.

          - أجهض مهرجان بيروت السينمائي الذي بعث سنة 1962م.

          - أول مهرجان دولي لأفلام الهواة قليبية تونس 1964، ومتواصل حتى اليوم.

          - لكن أول مهرجان عربي وإفريقي تتجدد دوراته كل سنتين من دون انقطاع منذ سنة 1966 هو «مهرجان أيام قرطاج السينمائية» في تونس.

          ويستعد هذه الأيام لدورته الثالثة والعشرين. «من الفصل الأول للقانون الأساسي: أيام قرطاج السينمائية مهرجان ثقافي دولي كل سنتين - أساسه تقديم الأفلام للجمهور وتنظيم لقاءات بين مؤلفيها من مخرجين وكتّاب سيناريو وممثلين وغيرهم.

          - المساعدة على تطوير السينما العربية والإفريقية، سواء على مستوى الإنتاج أو الترويج.

          - إفساح المجال للملتقيات البنّاءة والحوار المتميز بين رجالات السينما في سبيل تعارف أفضل وتبادل أوسع للتجارب والأفكار.

          - المساهمة في ترويج الأفلام العربية والإفريقية على الصعيد الدولي.

          - تيسير رابطة الصلة والحوار بين الثقافات العربية والإفريقية المتنوعة وثقافات البلاد الأخرى.

          انطلقت أول دورة لأيام قرطاج السينمائية يوم 4 ديسمبر 1966 وللجمهور السينمائي موعد متجدد مع الأيام في شهر أكتوبر كل سنتين.

          وقد لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إن تاريخ السينما العربية والإفريقية ارتبط إلى حدّ ما بتاريخ هذه الأيام، وقد أثر المهرجان إلى حدّ بعيد في المحيط السينمائي العربي والإفريقي.

          وأفرزت «أيام قرطاج السينمائية» فترة زاهرة للسينما العربية والإفريقية وقد نكتفي بذكر بعض الأفلام المتوّجة بالتانيت الذهبي (جائزة الأيام).

          - سوداء فلان «للسينغالي» عصمان صمبان 1966.

          - «الاختيار» - يوسف شاهين 1970م.

          - «المخدوعون» - توفيق صالح - 1972م.

          - «عمال عبيد» للموريطاني محمد هوندو 1974م.

          - «كفر قاسم» - برهان علوية 1974م.

          - «مغامرات بطل» - لمرزاق علواش 1978م.

          - «عزيزة» - لعبداللطيف بن عمار 1980م.

          - «الريح» - للمالي سليمان سيسي 1982م.

          - «أحلام المدينة» 1984م - و«الليل» لمحمد ملص 1990م.

          - «ريح السّد» لنوري بوزيد 1986م.

          وقد ساهم مهرجان قرطاج الدولي للسينما في التعريف بسينمائيين عرب وأفارقة وساعدهم على التألق والعالمية، إلى جانب خلق حركة نقدية متميزة.

          ويبقى المهرجان منارة ساطعة في سماء السينما العربية وأحد عناوينها الكبرى.

محمد الغريبي - تونس

  • تصويب

          فأمطرت لؤلؤًا لابن معاوية

          ورد في مقال الدكتور ميشال خليل جحا، باحث وناقد من لبنان (العدد 620 شعبان 1431هـ - يوليو 2010م) في باب الأدب في حديثه عن حرف العين في اللغة والشعر صفحة 129، أن الشاعر الوأواء الدمشقي الأندلسي هو قائل هذا البيت:

          فأمطرت لؤلؤًا من نرجسٍ وسقت
                                        وردًا وعضَتْ على العُناّبِ بالبَرَد

          والصواب أن قائل هذا البيت هو يزيد بن معاوية

موسى العباس
البقعة - الأردن