قبس من تجليات التفرّد في ديوان «دانتيل» للشاعر الزبير خياط

قبس من تجليات التفرّد في ديوان «دانتيل» للشاعر الزبير خياط

تفرّد الشاعر الزبير خياط بسلوك منهج خاص به في إبداع الشعر وترصيع قصائده، فصار مميَّزًا بذلك المسلك منذ ميلاده الشعريّ الأول، إلى صدور هذا الديوان:  «دانتيل»، والذي يعد لبنةً جوهرية تؤثّث الخزانة الشعريّة الخيّاطيّة بامتياز. ولأن الشاعر أحدُ عبيد الشعر المعاصر، فإنه سار على نهجه في الشعر، من حيث الجودة والإتقان اللذين يُشغلان حواسّه وخواطره على الدوام. 
كيف تفرّد الشاعر في ديوانه الأخير «دانتيل»؟ وما العناصر والخصائص التي تؤكد ذلك التفرّد؟

 

سيتلمس القارئ بعض تجليات الشاعر الزبير خياط بديوانه «دانتيل» في هذه الدراسة التي ركزتُ فيها على تبيّن بعض المقومات والخصائص والعناصر التي لفتت انتباهي وأنا أقرأ الديوان وأغوصُ في فضاءات قصائده وظلالها. وأحب أن أُقرّ للقارئ الكريم في هذا المقام، بأن هذه الدراسة تعكس ذوقي الخاص، وتنقل رأيي المتواضع بخصوص ما سيُثارُ فيها من قضايا وأمور.
1- مقامات شعريّة: هل نحن أمام مقامات شعريّة؟
عُرّفت المقامات بأنها «في أصل اللغة اسمٌ للمجلس والجماعة من الناس. وسُمّيت الأحدوثة من الكلام مقامة، كأنها تُذكر في مجلس واحد يجتمع فيه الجماعة من الناس لسماعها». 
استوى فن المقامات قديما مع روّاده وأقطابه، وتميز بعناصر مهمة، يعرفها المهتمون بالأدب العربي وفنونه... ومن أهم الأمور التي أثارتْ انتباهي في ديوان «دانتيل» أن قصائدَه تتضمّن العناصر الكبرى المميِّزة لفن المقامات؛ ذلك أن كل قصيدة قد تميّزت، مثل المقامات، بكونها مجلسًا واحدًا تدورُ فيه أحداث قصة حوارية بين رجل وامرأة، كما امتازت بوجود راوٍ مُتوارٍ يحكي تفاصيل المغامرة واللقاء، إلى جانب هيمنة الكاتب/الشاعر على أحداث كل قصيدة، إضافة إلى تضمُّن قصائد الديوان عنصر التّسلية، الذي يحضر في تجليات بديعةٍ أنيقة، واحتوائها أيضًا على عنصر الجِدّ الذي جعله الشاعر وسيلة لنقل مجموعة من الأفكار والقضايا والمواقف المهمّة. كما انتهت كل قصيدة بخلاصة وجيزة، تنقل إلى القارئ مغزاها الأساس. فإن قال قائلٌ: لماذا استعمل الشاعر الزبير خياط هذا القالب المَقاميّ في قصائده؟ قلتُ: لتوسيع أفق الرؤية في الشعر، وفتح ظلالٍ ظليلةٍ للقصائد، تُسعِفُه على إبداع ما شاء من موائد الشعر وحدائقه.
2- لغة السرد:  حاضرة بقوة في نصوص الديوان العشرة، وقد وظفها الشاعر بعبقرية فائقة، وفي نزعة حكائيّة غير مملّة، تزداد بها القصائد ماء ورونقًا، وتسمو جمالية وإبداعًا، وترتفع بيانًا وإشراقًا. أكتفي بإيراد هذه الأسطر الشعرية شاهدًا على هذه اللغة السردية في الديوان.  يقول الزبير خياط:
«خرجَتْ بسمتُها من عسلِ العينيْنِ
وغمّازتها حفَرتْ في الخدِّ عميقًا
في أزرقها الملكيِّ مشَتْ
تأكلُها الأعيُنُ
تحسُدها النّسوةُ في الشارعْ...».
3- النزعة الدرامية في الديوان: أقصد بها ما تتميّز به لغة «دانتيل» من نزعة درامية قائمة على تبادل خطابات حواريّة، تحمل إشاراتٍ دلاليةً مختلفة، وتنقل إشكالات وقضايا كثيرة، تجعل القارئ يدخل، في هدوء، غمارَها، ويتفاعل، في تدافع، مع تبدّلاتها وتحوّلاتها.
لقد لبست جميع قصائد الديوان رداء هذه النزعة الأسلوبيّة الدراميّة، التي تعكس، في الحقيقة، اهتمامات الشاعر الوجودية والاجتماعية والإنسانيّة، وتحدّد، ولو بشكل خفيّ، بعض مبادئه التي يؤمن بها، وبعض مواقفه بخصوص مجموعة من القضايا العادلة التي يقتنع بها. ومما وجب التنبيه عليه أن هذه النزعة الدرامية قد حضرت بعدة طرق ووضعيّات؛ ذلك أن الشاعر يؤشّر إليها باستعمال فِعليْ (قلتُ - قالت) وما جاورهما: (تحدّثني -أتحدث) (قلتُ - تردّ) (قال - قلت) (قلتُ - ردّت)... وأحيانًا يلمح إليها باستعمال عارضتين؛ كلٌّ منهما خاصة بكلام أحدِ المتحاوريْن. كما يوظف الشاعر آلية أخرى لهذه النزعة الدرامية، وهي إيرادُ الحوار في ثنايا المقاطع الشعرية، وهذه الطريقة تتطلب من القارئ أن يكون يقظًا وحذِرًا، ليفهم جيدًا ما ينقله إليه الشاعر من إشكالات وقضايا ومواقف. هناك طرق أخرى طرقَها صاحب «الدانتيل» في إرسال هذه النزعة الدرامية إلى القراء، لكن ما ذُكر من طرق كافٍ ووافٍ لتتبّع تجليات هذه النزعة اللغوية الدرامية.
من نماذج هذه النزعة المميَّزة في الديوان، ما يحضر في هذا المقطع الشعري المنتقى من قصيدة «عابرة»:
«قالتْ: أُستاذ مساءُ الخيرِ
- مساء النّور عزيزتي السّمراءُ
وفاض بنا شلال الكلماتِ...
تُحدّثني عن قطط البيتِ..
وغازات البطنِ
إذا شرِبتْ كوبَ عصيرٍ...
أتحدّث عن حبّ المهنة والشعرِ...».
هذا نموذج ثانٍ مختار من قصيدة
«غزال الشمس»:
«قالَ وأغمضَ عينيَّ»:
«أراكِ كعذراء مِن طيبةَ
لا تخرجُ إلا بكنوز الشمسِ
ومدَّ أمامي بِاسمِي سِلسلةً
قلتُ: كثيرٌ،
يكفيني طوقٌ من وردٍ بِدراهِمَ،
قال اسمُكِ لا يُنقشُ إلا ذهبًا
«ماجدَةٌ»
(يُعجِبني اِسْمي مِن فمهِ
ينطِقهُ بالجيمِ مثلّثةً).
قال كأني أولدُ ثانيةً
قلتُ أنا لم أُولد بعدُ
سوى مِن ضِلعكَ
ثمّ غرِقنا في عسل الليلِ...
وفي قصيدة «من شطّ البحرين»، نجد هذا الحوار العميق في دلالاته:
«حلمُ الدنيا
أسقطه «البحثُ» أكيدٌ..
- والحبُّ؟
رفعَت بالغُصّةِ خرّوبَ الحاجبِ.
- دقَّ له القلبُ وسيمًا
أسمرَ وطويلًا
... وفقيرًا...
لن أتزوّج من رجلٍ كأبي...
وبكَتْ».
  لم تظهر حقيقة هذا الحوار الدرامي إلا في نهاية القصيدة، التي تثبت عِظم ما تضحّي من أجله هذه المرأة، وتؤكّد جلال ذلك الحبّ الذي اعتنقته وآمنت به:
«فاطمةُ الزّهراء يمامةُ ليلٍ
طارت تبحث عن حَبٍّ
لِفراخٍ زغبٍ هِي كاسِبُهمْ».
تلك، إذًا، هي الحقيقة المرة التي أثث لها الشاعر الزبير فضاء قصيدة «غزال الشمس»، وهيأ لتفاصيلها رُكحَها لعرض تجلياتها دراميًا، وذلك في مشاهد متتالية ومتوالدة، جعلت الشاعر نفسه، وهو طرف مهم في الحوار، يغيِّب قوةَ حضوره ومنطقَ حجاجه، تاركًا الدّور للراوي الذي تدخل معلنًا عقيدة الحبّ التي تمثل عماد الحياة وجوهرها لدى (فاطمةَ الزهراءِ) التي «طارتْ تبحث عن حَبٍّ لفراخٍ زغبٍ هي كاسبُهم».  
4- لغة الإبراق الشعري: المقصود بهذه التسمية ما كان يلجأ إليه الشاعر أحيانًا من اختزالٍ في الكلام، واقتضاب في الخطاب، وإيجاز في التصوير، علما بأن الدلالة هنا بِلُغة الإبراق الشعري تعظُم وتكبر، والمعنى يَجِلّ ويرتفع، كما أنها قد تكون واضحة بيّنة، وقد تدعو القارئ إلى خوض غمار التأويل، بحثًا عن المعنى المراد والدلالة المقصودة. هذه خاصية لافتة في الديوان، وتحضر بكثرة في نهايات قصائده خاصة، وقد تحضر أيضًا حتى في ثنايا النصوص الشعرية ومفاصلها.
في الديوان شواهد كثيرة للغة الإبراق الشعري هذه، وهذه نماذج ثلاثة أكتفي بذكرها، تاركًا أمر تفسيرها للقارئ الكريم:
أ - النموذج الأول:
«فالطغراء امرأةٌ
لا تطلب قلبًا
هي تطلب عرشًا
مِن رجلٍ
لم يتعوّد أن يُعطيَ غيرَ وسادتِه».
ب - النموذج الثاني:
«فكيف سأرفعُ عينيَّ
إلى عينينِ أرى في ضوئهما
الوطن شريدًا».
ج - النموذج الثالث:
«أنا رجلٌ
كجميع رجال الدنيا
يُنفق عمرًا
كي يبنيَ عشًّا من أجل عيون امرأةٍ واحدة
ويقول: امرأةٌ واحدةٌ لا تكفي»!
5- سرعة الإيقاع وحركيته:  أقصد بها تلك السرعة التي تميز إيقاع قصائد هذا الديوان؛ ذلك أن الغالب على وزن نصوصه سرعة نبضات إيقاعها، فهي نقرات إيقاعية حركية وحيوية، تبتعد بشكل واضح عن الطابع الإيقاعي البطيء. ولعل هذه الحركية والسرعة في إيقاع نصوص الديوان مرتبطة أساسًا بالحالة النفسية والوجدانية للشاعر الزبير خياط، الذي تعمد اختيار هذا الشلال الإيقاعي السريع، لتنساب، من خلال تدفقه، قصائده و«مقاماته الشعرية» التي طرّزَتْ ما بين دفّتي «الدانتيل» من بوح وسحر وبيان.

منحى إيقاعي سريع 
مما يثبت هذا المنحى الإيقاعي السريع المميز للديوان، هذه العناصر الثلاثة:
أ‌-  تفعيلة الخبب: نُظمت تسع قصائد من قصائد الديوان العشر على تفعيلة الخبب، ورَكِبت قصيدة واحدة من «الدانتيل» تفعيلة الرّجز.  إن الخبب، بما يمنحه من خفة وسرعة إيقاعيتَين، جعل قصائد الديوان مكلّلة بطابع إيقاعي وصوتيّ أخّاذ، بلغ قمته في مقدار الخفة والحركية، علما بأن الشاعر كان يزيد من هذه الحركية والسرعة أحيانًا، ويُقلّل منها أحيانا أخرى، وذلك تبعًا للحالة النفسية التي عاشها وهو يطرّز، بشغف، ضفائر «دانتيل»، وانسجامًا مع حالته الشعورية التي دعته، برفق، إلى رسم اللوحات الساحرة لهذا الديوان الفريد. ولعل هذا الأمر هو ما جعل الخبب لدى الشاعر خيّاطيًا بامتياز، فهو نسيج وحده في الخبب، ولا يشبه غيرَه ممن وظّفوا هذه التفعيلة في أشعارهم.  ثم إن هذا الطابع الخيّاطيّ للخبب نلمسه أيضًا في طريقة إلقاء الشاعر الزبير خياط قصائدَه المنظومة على هدي هذه التفعيلة، حيث إنه ينشدها بتوقيع خاص، ووتيرة موسيقيّة مميّزة، ينفرد بها، وتنفرد به.
كل القصائد الخببية في ديوان «دانتيل» تستوي شواهدَ وأدلةً على هذه السرعة والحركية في الإيقاع.  من أمثلة ذلك هذا المقطع من آخر القصيدة الأولى «عابرة»:
«لم تَبرُقْ أبدًا في منتصفِ اللّيلِ
علامتها الخضراءُ.
ولمْ تُشعِلْ أفراحَ حدائقِها
كيف انكسر الليلُ لِغَيْبتها؟
هل غرد عصفورٌ آخرُ فوق صنوبرِها؟
هلْ كانتْ عابرةً؟
أمْ كنتُ العابرَ
في البوصاتِ العشرِ بِشاشتِها؟».
ب - الزحافات والعلل: يستعملها الشاعر الزبير خياط بكثرة، سواء تعلق الأمر بتفعيلة الخبب، أم تعلق بتفعيلة الرّجز، وهذا دليل آخر على حركية الوزن وخفة الإيقاع في الديوان، علما بأن هذه الزحافات والتغييرات تُترجم الإحساس النفسي للشاعر، وتنقل حالته الشعورية إلى القارئ؛ حيث إن مقدار توظيف هذه التغييرات، كثرةً وقلةً، ينضبط بتوتر الشاعر وهدوئه، وينقاد لحالة وجدان مبدع «دانتيل» قبضًا وبسطًا، انفِعالًا وسكونًا. حَسبِي في هذا المُقوِّم أن أسوق مثالين؛ أحدهما منظومٌ على الخبب، وهو قول الزبير خياط في قصيدة «الطّغراء»:
«مَن تعشَقُهُ الطغراءُ
يكونُ برتبةِ نِصفِ إلهٍ،
نحن - الشعراءَ -
نعيشُ بلا مجدٍ
أجدادي
كلّهُمُ خسِروا حَربَ المرأةِ
أجدادي
لم تُنصِفهمْ في الحبِّ سِوى الكلِماتْ».
فَتوالي السّواكن تاراتٍ في هذا المقطع، أو تحريكُها أحيانًا ، عاملٌ أضفى طابع الحركية الإيقاعية على هذه الأسطر الشعرية، إضافةً إلى حرص الشاعر على إنهاء المقطع بسطر شعري قفّاهُ بعِلّة التذييل التي نتج عنها اجتماع سكونيْن:  (لم تُنصِفهمْ في الحبِّ سِوى الكلِماتْ).
     المثال الثاني لخاصية توظيف الزحافات والعلل مُنتقى من القصيدة الرّجَزيّة الوحيدة في «دانتيل»، وهو قولُ الشاعر فيها:
«والليلُ نائمٌ على يدي
مَسّدتُ نجْمه وقلتُ ربّما مكيدة من الرّفاقْ
هم يشربون الآنَ نَخبهُمْ
في ذلك المقهى نهايةَ الزُّقاقْ
في ذلك المكانْ
ينتظِرون هفوةً مِن دُنجُوانْ
تُشعِلُ ليلَهمْ،
تَمُدُّ في حبلِ الكلامِ وَقتهُمْ.
وربّما تصيرُ سيرتي على وسائدِ النّعامْ».
 إن كثرة استعمال زحاف الخبن وخاصة في هذا المقطع (13 مرة)، إضافة إلى توظيف الطّي مرّتيْن، قد أكسبا هذا المقطع الرّجزيَّ خفة وحركية إيقاعية واضحتَيْن، اختفتْ معهما سواكنُ كثيرة من تفعيلة (مستفعلن) المكرّرة.  يُضاف إلى ذلك انتهاءُ كل أسطر هذا المقطع، تقفيةً، بالسّكون، باستثناء السطر الأول، وهو ما نتج عنه وجود وقفات عروضية سريعة، في كل سطر من أسطر الشاهد المذكور.  من الملاحظ أيضًا في هذا المقطع المستشهد به، أن الشاعر قد نوّع في توظيف العلل آخرَ كل سطر من أسطره التسعة؛ حيث إنه استعمل التذييل في (مستفعلن) ثلاث مراتٍ، وأتى بالحذف في (فعولن) ثلاث مرات، ووظف القصر في (فعولن) مرتين، وهذا مؤشر آخر على سرعة الإيقاع وعدم بطئه في المقطع الشعري السابق. هناك ملمح آخر يثبت خاصية خفة الإيقاع هذه، وهو أن الشاعر الزبير خياط في هذه القصيدة بالذات قد خرج عن عادته المعهودةِ إيقاعيًّا، لأنه كسّر ما عُرف به من انطلاق وبسطٍ في إيقاع الأسطر الشعرية، وجاء بأبياتٍ قصيرة سريعة مثل:
في ذلك المكانْ. (مستفعلنْ فَعولْ). 
ج - حذف حروف المد: هذه ميزة أخرى تُكسب إيقاع قصائد ديوان «دانتيل» طابع السرعة والحركية، مع تغييب، أو تعطيل خاصية البطء والثقل الموسيقيّين.  من شواهد هذه الميزة قول الشاعر خَيّاطِ «دانتيل» في قصيدة «على جدار الفايسبوكْ»:
«وزوجتي تودّ لوْ تحملُ فأسَها
لِكيْ تُحطِّمَ الجدارْ»
من أمثلة حذف حروف المدّ كذلك هذا المقطع من نص «من شطّ البحرين»:
«- كيفَ بدأتِ؟
هَتكَتْ ختمَ زجاجتها..
فأكيدٌ بالكأسِ نُثرثرُ أكثرَ
ويَفيضُ القلبُ على القلبِ».
أختم هذه الدراسة بالإشارة إلى أمر مهم، وهو أن ما تضمنتهُ قصائد الديوان من حديث عن المرأة لا يَمتُّ بصلةٍ إلى غرض الغزل؛ لأن المرأة في هذا الديوان تحوّلت إلى قناعٍ فنّيّ ورمزيّ، وظفه الشاعر الزبير خياط لتمرير خطاباتٍ ومواقفَ كبرى، وتوصيل رسائلَ وحكاياتٍ أخرى. قال الزبير:
«وخلف الكلمات
حكاياتٌ أخرى...»