الخطاب النقدي عند جابر عصفور أسئلة النقد ومرجعيات الخطاب

الخطاب النقدي عند جابر عصفور أسئلة النقد ومرجعيات الخطاب

تَتَمَوْضّعُ التَّجربة النقدية عند  الراحل د. جابر عصفور بين خطين: التراث النقدي العربي والنظريات النقدية المستجلبة من الغرب، وهو تَمَوْضُعٌ له ما يُبَرِّرُه إذا ما نظرنا بالكثير من التّبصُّر والجهد والبحث الدائم والرَّصين في ميكانيزمات اشتغاله النقدي وضبط مفاهيمه وآلياته، ولعلَّ أهمية البحث في أفقه النقدي تنبع أساسًا من مدى إنصاته للـذاكرة التراثية، وسعيه الحثيث نحو الانفتاح على الآخر الحداثيّ التنويري، وهي تقصيّات نجد صداها في النقد الشعري والتنظير ونقد الرواية، بالإضافة إلى عددٍ مهمٍ من المقالات والدراسات الأكاديمية،  من دون أن نتغافل عن ترجماته من الإنجليزية التي لا تفارق بشكل من الأشكال خطاب النظرية النقدية المعاصرة. 

 

هذا بالإضافة إلى كتاباته التنويرية التي يبدو فيها مثقفًا جذريًا، ما يمنح خطابه النقدي بعدًا مغايرًا يحرره من الأكاديمية المغلقة التي تلوي بخطابات العديد من نقادنا. وإلى جانب هذا القصد الجدلي في تجربته الكتابية يَتَبَدَّى اهتمام د. جابر عصفور بخطاب الفكر الكونيّ كالهوية والمثاقفة والتَّعددية الثقافية وقضايا المهمشين والمقموعين والدراسات المقارنة والسرديات، ما يُعطي الانطباع بأنَّه يَمْتَلِكُ وعيًا نقديًا مُتَجَذِّرًا في صميم التجربة ومطافاتها، أضف إلى ذلك جنوحه نحو التنويع في القراءة وعدم الانشداد إلى نمطٍ كتابيّ معيَّن.

المعالم النقدية
وإذ جاز لنا تحديد أهم هذه المعالم النقدية، فإنني سأوجزها في ملمحين بارزين، هما:
1 - المرجعية التراثية
2 - خطاب النظريات الغربية المعاصرة
ووجب التذكير هنا بأن هذه المعالم الكبرى التي تُشَكِّلُ مادَّته الكتابية، تُوجِّهُهَا وتضبطها مجموعةٌ من العناوين الصغرى التي لا تَحْجبُ شموس هذه الوعود القرائية. وقد أشرتُ سابقًا إلى أنَّ الدَّال الأكبر في مشروعه النقدي يَتَأَسَّسُ على قصديةٍ جدليةٍ تروم الجمع بين النقد التراثي العربي والإنصات الجيّد إلى نبض النظرية الغربية، بيد أنَّ الناظر المُتَمَعِّنَ في منازله النقدية سيلمسُ بكثيرٍ من الكشفِ والحفر تلك الطرائق المبتدعة في نسج الألفة بين كلِّ هذه المرجعيات وخلق حواريات معها، من دون أن يعني هذا السقوط في الاجترار والتَّقوقع والتلفيق، فـ«الخلط بين المناهج المتعددة، سعيًا وراء استنفاد الباحث للنص الواحد، لا يخلو من مفارقة صارخة، وهي التوفيق التلفيقي بين مناهج متنابذة إبستمولوجيًا وإجرائيًا، الذي يترتب عليه تحييد النص وحرمانه من غريزة المقاومة، التي هي جوهر الأدب، مقاومته للقولبة والانتماطية، ومن ثم تطويعه قسرًا ليكون في خدمة هذه المناهج، والحال أن الحس السليم يقتضي تطويع المناهج لتكون في خدمة الأدب، لكن شريطة ألا يُنَفِّذه الناقد نفسه على النص نفسه، بل نقاد متعددون على نص واحد أو نصوص متعددة». من هنا، يمكن القول، إن لحظة الكتابة وانبثاقها وديناميتها لابد أن تقيم تخومها بين التفاصيل الرّحبة والملتبسة، حيث تشتغل الذاكرة وتتمفصل في تعبيرها بحريةٍ وغبطةٍ عما يَحفُّها من رؤى وتصورات، فـ«البشر في الحقيقة لا يمكن لهم أن يحيوا من دون حرية، فإذا كتب لهم أن فقدوها في ظرف من ظروف الزمن أو لسبب من الأسباب فإنها لأجل مؤقت لا يمكن أن يدوم، وقد علمنا التاريخ أن الإنسان وجد ليحيا، وأن حياته متوقفة على حريته الطبيعية فانتصر عليها وها هو يكافح ضد سيطرة أخيه الإنسان عليه وقد انتصر في كثير من المعارك، ولا بد في النهاية من الانتصار الكلي فيفوز بحريته وتلك علامة حياته ووجوده».
 وإذا تعلّق الأمر بالمبدع فذاك أمر آخر، بحيث إن حياته تبقى دائمًا منذورة للاكتشاف والسفر بين مضايق المعنى واستشعار الطاقات الإبداعية الكامنة فيه، لذا فالرهان على التّحرر أو الحرية هو رهان على (أَنْسَنَةُ) الإبداع وإطلاقيته.  

المرجعية التراثية
يُعتبرُ التراث رافدًا مهمًا من روافد الثقافة العربية، فقد احتلَّ مكانةً خاصةً في كتابات المبدع العربي من الشاعر إلى الناقد، مرورًا بالمؤرِّخ واللغويّ إلى الفيلسوف والمفكِّر، إنها سيرورة التفكير الإنسانيّ، وينابيع لتجديد الفكر عبر الزمن، ومن ثم فإن التراث ذاكرة يَتَدَفَّقُ هسيسها ويتداعى عبر اللسان واللغة والكلام والكتابة والموسيقى والأدب والنقد، ليكون جسر تواصلٍ واتِّصالٍ بين الماضي والحاضر، فالأمة التي تحرص على تراثها سواء الكتابيّ/ الطباعيّ أو الشفهيّ، هي أمةٌ تستوعبُ قدرات الإنسان وتُقَدِّرُ فيه روح الوفاء والابتكار والتجديد، فلا غنى عن التراث في بناء المعرفة والخطابات والمدارك. 
ولعلَّ التراث الأدبي يَتَقَدَّمُ هذه التراثات، بل يأتي في طليعتها، من حيث هو أفقٌ تتشابك داخله اللغة والنقد والفكر والفلسفة والموسيقى وغير ذلك بهدف توجيه الأمة - أي أمةٍ - نحو استشراف المستقبل، وتجسير العلاقات بين الماضي والحاضر، بين السلف والخلف، وبين الذاكرة والنسيان في تماهٍ تامٍ مع خصوصية كل أمةٍ.  وهكذا، فالتراث الأدبي عنوان للتميّز والريادة والانفتاح، والناقد الراحل د.جابر عصفور حين يَخُوضُ في مُصاحباته النقدية، مُنطلقًا من المرجع التراثيّ العربي، فهو ليس من بابِ التجريب العقيم أو لإحداث بعض الاختراقات الطفيفة في النَّصيات، وإنَّما يَفعلُ ذلك عن وعيٍّ بقيمة الانفتاح على الذات، وفي الآن نفسه الانفتاح على الآخر كفعلٍ تثاقفيّ يشي بالكثير من مظاهر التَّغيير والخرق والتحديث. 

تلميذ بمدرسة طه حسين
هذا الانهمام بالتراث في النقد راجع بالدرجة الأساس، إلى كونه أسهم في إثراءِ وتخصيب الجهازين: المفهومي والمصطلحي للممارسة النقدية عند جابر عصفور، فـ«هو تلميذ صغيرٌ في مدرسة طه حسين التي لا يخلو واحد من المنتسبين إليها من غواية التراث الأدبي - التي اقتحمته ولازمته - فانغوى بهذا التراث قراءة ودرسًا، شرحًا وتأويلًا، تعميمًا وتخصيصًا»، وهذا اعتراف صريح منه بفضل طه حسين في توسيع مداركه وتهيئة سبل الارتياد على نحو جَعَلَ من التراث ذاكرةً وتأسيسًا لمعرفةٍ نقديةٍ تَقُومُ على منظورٍ من الوعي والمغايرة والخرق، والحالة هذه أن دراساته في هذا المجال كثيرةٌ ومتنوعة، ويكفي أن أشير في هذا السياق، إلى ثلاث دراسات أثْرَتْ مخزونه القرائي/ التراثي، وهي: «الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب»، «مفهوم الشعر: دراسة في التراث النقدي»، «قراءة في التراث النقدي». 
وقد آثر د. عصفور عبر هذه الدراسات النبش في الذاكرة التراثية النقدية العربية، من خلال استحضار عدد من أعلام الثقافة العربية ومناقشة أفكارهم ونظرياتهم وتصوُّراتهم كالجاحظ وعبد القاهر الجرجاني والرازي والفارابي وابن طباطبا وحازم القرطاجني وغيرهم، فمن المهم «أن يكون لنا باستمرار موقف واضح من التراث، ليكون هذا التراث متفاعلًا مع حاضرنا، وليس مجرد صفحات موجودة في كتب مطبوعة أو محفوظة، نكتفي بالإشارة إليها»، والمؤكد أن هذه العودة إلى حضن التراث، ومحاولات قراءته واستيعابه، أسهمت في إثراء تجربته النقدية وإغنائها، فالكتابة سواء أكانت إبداعًا أم نقدًا، هي في نهاية المطاف تُعَبِّرُ عن صاحبها، رؤاه وتصوراته ومواقفه، هي بتعبير صلاح بوسريف: «اسم. توقيع شخصيّ. بصمة. 
ما يتعلق بشخص دون غيره»، من المهم أن تكون للمبدع/ الناقد بصمة فيما يكتبه، وإلا أضحى الأمر رجعَ صدى، وصدى للصوت، تكرارًا مسكوكًا لما سبق قوله وكتابته، وهذا لا يعني أن الكتابة تنطلق من فراغٍ، بل لا بد من القراءة لإعادة اكتشاف العالم على نحو آخر، بيد أن الراحل د. جابر عصفور حين كان يخوض دراساته من خلال التراث  فهو لا يفعل ذلك عبر وسيط القراءة العمياء، وإنما من خلال قراءة مُتَبَصِّرَة، واعية، مُتَحَفِّزَة، تُدرك السياقات وتعي المآزق التي تَتَخَبَّطُ فيها القراءات التراثية، ولابد من الإشارة في هذا السياق، إلى أن الخطاب النقدي عند عصفور انْبَنَى في بداياته على مجموعةٍ من المفاهيم التي كانت مبثوثةً في مُدَوِّنات النقد القديم، كالخيال والتخييل الشعريّ والطبع والصنعة والمحاكاة والتمثيل والصورة الشعرية وغيرها، في إشارةٍ إلى غنى هذا التراث وثرائه، وقدرته على الانخراط في سيرورات المعرفة، فهناك في كل تراث، قريب أو بعيد، ما هو مضيء ومشرق، وما هو مظلم ومعتم. حتى في الحاضر، فنحن نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي ما سيصير في المستقبل ماضيا، نتأمله من ذات الزاوية التي ربما هي التي من خلالها نتأمل اليوم هذا الذي مضى»، غير أنه لا يُمكن أن نفهم وندرس النقد عند عصفور بمعزلٍ عن مصادر النظريات النقدية الغربية، وإنَّما يَجِبُ دراسة ذلك في كلِّياته وتفاعلاته وحافزياته، حتَّى نَتَمَكَّنَ من فهم واستيعاب كتاباته وطرق استيلاده للمعرفة من خلال المحاورات التي يَنْسُجها مع النصوص. لقد لفت نظري وأنا أعيد قراءة ما كَتَبَهُ من نقدٍ، أنَّها تنهض باستراتيجيات قرائية استغوارية تستلهم ضمنيًا معطيات النقد البياني العربي ودمجها مع مُتَطَلَّب النظرية الغربية، حتّى تكون هذه القراءات النقدية مُخصبةً أكثر للنقاش، مُنْتِجَةً للأسئلة والحوار والتوثّب الدائم نحو سبر أغوار النصوص. 
ومن هذا المنظور فإن القارئ الحصيف هو من «يفهم النص ويفسره، فيناقشه أو يحاوره: يقبل ما يقوله النص أو يرفضه. يعرف كيف يصغي إليه فيسأله، ويقرأ أسئلته فيرى إلى احتمال الأجوبة»، فالقراءة وفق هذه الرؤية: سَعْيٌ نحو بناء حافزية وإقرار بحق القراءة بكل حيادٍ وموضوعيةٍ، حيث إن القراءة هي بالضرورة نوع من التأويل، وقراءاتنا تختلف من شخص لآخر، تبعًا للاختلاف والتباين في المرجعية والمقروء والأيديولوجيا، ومن ثم، فإن التَّعدد في التأويل أمر محمودٌ، وفي صالح النَّصيات، ومن المؤكد - وفق هذه التَّصورات - أن قراءة د.عصفور للتراث العربيّ تختلف عن قراءات الآخرين، لأن ما يَحكمها هو التَّفاعل والحواريات المثمرة مع التراث، مع نصوصه ونقده، ومن المؤكَّد أن الوعي بالتراث مسألة حتمية في البحث عن أجوبة لقضايا النقد في الوقت الراهن، لا النظر إليه كماضٍ يمضي دونَ أن يحدث خلخلةً للمسلمات، فالماضي هو مكان معرفةٍ، وهو أحد أشكال اختبار الحاضر، الذي لم يكن أبدًا وجودًا من فراغ، العودة إلى الماضي، حين تكون وعيًا بالحاضر، كشرط معرفة ووجود، أو النظر في الحاضر بعين الماضي، وتفسير كل ما يحدث في زمننا بزمن غيرنا، إن هذا الغير سواء كان سلفًا لنا، أو لغيرنا، فهو في صياغة شكل إقامته في الوجود».  

خطاب النظريات الغربية 
ثمة سيرورة. وثمة عملٌ يُنجزُ في العمق، حتَّى أضحى هذا التَّعايش بين النقدين: التراثيّ العربي الأصيل، ونظريات النقد الغربية، بذرةً من بذور التجربة النقدية عند الراحل د. جابر عصفور. إنَّها تجربة في الكتابة أوَّلًا، في جنوح المتخيَّل نحو التَّمايز والخصوصية، نزوع الذَّات نحو مرافئ أخرى. للأدب حياةٌ أخرى، وللنقد أيضًا، تلك الحركيَّة الدائبة المتَّصِلَة بين عددٍ بين النظريات والمناهج، ورغم ذلك، من الواضح أن ثمة مأزقًا أو مآزق وضعت النقد العربي الحديث في مفترق طرق، وفي موقع البحث عن آليات تسمح بمقاربة النصوص، خصوصًا في ظلِّ تنامي الاشتغال برؤى نقدية لها مرجعيات غربية، «وفي هذه الحالة كيف يمكن مقاربة نص ينتمي إلى مرجعيةٍ خاصة، بمفاهيم نقدية مستمدة من مرجعية مخالفة؟ ولتجنب مأزق كهذا، فإن بعض الدراسات قد ركبت منطق التوفيق، بين المفاهيم التراثية في النقد العربي الحديث والمفاهيم الغربية. ومثل هذا الحل يقتضي أوَّلًا وقبل كل شيء قراءة التراث النقدي قراءة ترمي من جهة إلى استيعابه أولا، ثم إعادة بنائه بما يخدم النقد العربي الحديث ثانيًا، وبكلمات أخرى، فإنه لا مناص من البحث عن صيغة ما تبني علاقة جدلية بين التراث النقدي، والنقد العربي الحديث». 
معنى ذلك أن الناقد ملزمٌ بقراءة التراث النقدي العربيّ في خطوطه العريضة، واستيعابه بشكلٍ عميق، ومحاولات الإنصات للإشكالات التي أسهمت في نموه وتطوره، حتَّى يمكن أن نُؤسِّسَ خطابًا نقديًا عربيًا يذهب بهذا النقد إلى تخوم المعرفة والتجديد والتَّوازي مع كل ما يُنتجه الغرب من نظريات جديدة. لقد أكدَّ محمد برادة أثناء دراسته لمحمد مندور، أن المعضلة الكبرى التي يَتَخَبَّطُ فيها النقد العربي هو المثاقفة، حيث أفرزت نقدًا متفاوتًا زمنيًا وتعاقبيًا وإدراكيًا.  
إن الإشكالية هنا تَتَلَخَّصُ في  أننا أمام خطابٍ نقدي ما زال يَتَخَبَّطُ في قراءةٍ إسقاطيةٍ، حيث تسعى إلى مقاربة «قضايا التراث النقدي من منظور ما توصلت إليه المناهج النقدية الغربية المعاصرة». نسوق هذه الإشكالات للتأكيد على أن ثمة مآزق كثيرة يعيشها النقد العربيّ، وهذا أمرٌ ليس بجديدٍ، وإنَّما نروم من وراء ذلك الإسهام في إثراء النقاش والحوار والمساءلة.

التنوع المرجعي
والمتَتَبِّع لمسار د. جابر عصفور النقديّ يلمسُ هذا التَّطور الكبير في طرق وآليات اشتغاله، وهو ما يدلُّ عليه كثرة الإصدارات والتنويع في المداخل القرائية الاستغوارية، وقد أشرتُ آنفًا إلى أن التَّنوع المرجعي هو السمة البارزة التي شَكَّلَتْ خطابه النقديّ، وتُعَبِّرُ هذه الازدواجية في الخطاب عن ارتباطٍ عميقٍ بالجذور، والتَّطلع إلى معانقة النظريات الحديثة الغربية، وما تُتيحه من انفتاحٍ على رؤى جديدة في النقد والتأويل والمقاربة. 
إن الاحتكاك مع الغرب عبر المثاقفة أمرٌ مستحبٌّ وذو أهميَّة قصوى لأنه سيزيد من إخصاب العُدّة المعرفية والمفاهيمية للناقد، وتُحَرِّضُه على بذل جهودٍ مضاعفةٍ لمسايرة ركب تطوُّر النظريات وارتحالها. فلا غرابة أن نجد د. عصفور في طليعة النُّقاد الذين يسعون كل وقتٍ، إلى تجديد جهازهم المفاهيميّ، وعدم الاطمئنان إلى الجاهز والسكونيّ، بل السعي الحثيث إلى الخوض في كلِّ جديد ومستحدث، فـ«الناقد لن تكتمل له صفة الناقد ابتداء إلا إذا كان واعيًا لما يقوم به من نقد، بوصفه نشاطًا إنسانيًا واجتماعيًا وعلمًا من العلوم الإنسانية في آن»، ومن ثم فالرهان ليس على القراءة وطرق الاشتغال والآليات والمفاهيم والمناهج فحسب؟ فهذه الأشياء - كما يؤكد برادة - «تظلُّ مفيدةً ومضيئةً وتقتضي أن نأخذها في الاعتبار»، وإنَّما الرِّهان على تجديد آليات الاشتغال، والاقتراب أكثر من شوارد النصوص وشجونها ومُتَخَيَّلاتِها وعُبوراتها عبر حُجُبِ النقد ■