من وحي خيالي

من وحي خيالي

خيالي
يعد لروحي هذا الصباح الملبد بالجوع
مائدةً 
وبها ما بها
من لذيذ التذكرِ
والذكريات التي اندثرت
منذ حينٍ
وحينينِ
بعض الحنين المضمّخ بالعشق
وردٌ يجف به العطرُ واللونُ
سيدة في الهزيع الأخير
من العمر تفتح كراسةً ما
وأوراقها اهترأت
ثم تقرأ شعرًا حزينًا لِصَبٍّ بكى
تحت أسوار سندسها
كل صبح
ولم تفتح البابَ 
حتى زوى
وانكوى بهجير من الهجر
خمسًا من السنوات العجاف
ولم تأت سنبلة
بزغت لتبشره
بسنين ستأتي...
يعمّ بها الخير
تأتي القوافل مشحونة
وبها الإخوة الجاحدون لتسأل عن ولد
فسر الحلم في السجن
حتى استوى ملكًا في البلاد
***
خيالي
يطرِّز يومًا جديدًا
لمن غادر الآن ستّينه 
وبجوف حشاهُ
سكاكينُ تنزف 
من دمهِ الثرّ
ما من طعام يزغرد في فمه
لاطيور تغرّد أشعارهُ
حين تغدو خماصًا
 وترجع مكتظّة بالحبوب بداخل عمق حواصلها
لا صبايا يردّدنها
في الحقول الوسيعة
***
يا خيالي تعبتُ
وضجّت مضاجع روحي
أناخت نياقًا
وناءت بكلكلها
فمتى؟
ومتى؟ ■