عن الحرب والخدعة الكبرى كل شيء هادئ على الجبهة الغربية

عن الحرب والخدعة الكبرى كل شيء هادئ   على الجبهة الغربية

سترى شبابًا في عمر الزهور وهم يضحكون ويغنون؛ لأنهم ذاهبون للحرب، رغبة في نزهة ممتعة، ستعرف الفرحة في عيونهم وهم يرتدون سترات الحرب بفخر، وستكون أنت وحدك من يعلم أن هذه السترات التي يرتدونها هي لقتلى سبقوهم في الميدان، ستشاهد دماء الجنود تختلط في الماء فتدرك أن دم القتلى واحد، ستدرك أن ثلاثة ملايين جندي قُتِلوا من أجل احتلال بضع مئات من الأمتار على الأرض، ستكون شاهدًا على ويلات الحرب وقذارتها حين تشاهد الفيلم الألماني (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية) المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه لإريك ماريا ريمارك، والذي تم إنتاجه  في سبتمبر 2022، من إخراج: إدوارد بيرغر، بطولة: فيليكس كامرير، ألبريشت شوتش. 

 

في البدء يأتي الصمت عميقًا من مشهد لأشجار تحيطها الظلمة والدخان فيما يشبه الحزن، السماء قاتمة والمشهد يوحي بالوحشة، ومع تدقيق البصر نجد الدخان يتحرك في البعيد كتنفُّس ميت محاط بصمت كئيب، المشهد ساكن راكد، لكن يظهر حيوان ينبض يشعرك بالتوجُّس، على الرغم من إحساسك بأنه نائم، يتنفَّس تنفُّس الخلاص من الحياة، ثم تذهب الكاميرا لهمس حيوان صغير وهو يرضع من أمه النائمة، التي تبدو في عينيها دمعة لامعة، مع استمرار الصمت وزوال الدخان نرى جُثث الجنود ملقاة في الوحل، غائرة في طين الأرض، جُثث لجنود قُتِلوا وبنادقهم في أيديهم. 
ثم نسمع الصوت الأول في الفيلم لطلقات نارية مجهولة المصدر تأتي من أعلى، تخترق الأجساد الميتة، ما يجعل المشاهد يتساءل عن فائدة قتل ميت، وعن الجدوى من إطلاق الرصاص على فاقد حياة، رصاصات تنطلق وتنغرز في لحم الجنود الأموات، تفور دماؤهم، وتتوالى الانفجارات ويعمّ الشاشة دخان خانق وينطلق جنود في ممر الخندق، ونسمع أول كلمة في الفيلم: «اهجموا». 
ثم نسمع أول اسم في الفيلم «هانريش»، كنموذج لكل الحالات الشابة التي ستقابلنا في مسيرة الفيلم التي تبلغ ساعتين و27دقيقة، ينظر هانريش إلى صديقه هانز الجالس في رعب، يصعد هانز السلم ببندقيته ليقاتل مرغمًا فيتلقَّى رصاصة في رأسه على الفور، ساقطًا أمام هانريش والقائد يصرخ: «اهجموا، هيا يا هانريش» فيجري هانريش
بلا هدف، وتسقط رصاصات عند قدميه ونراه مرعوبًا يرتجف وزملاءه حوله يتساقطون، ويتقدم هانريش طاعنًا أحدهم في صوت مكتوم، وصوت بلطته تخترق اللحم ويحدث صمت مفاجئ، ويظهر اسم الفيلم.

غسيل الدماء
معظم المساحات اللونية في الفيلم تميل إلى الأخضر الغامق المناسب تمامًا والمتطابق مع الزي العسكري، بما يوحي بإحاطة جو الحرب في معظم المشاهد والتي تميل للحزن، وحين تُزهر الإضاءة في مشاهد معدودة نعلم أننا خارج إطار الحرب وهولها.
بشكل معتاد يشبه القتل يتم نزع السترات من أجساد الجنود القتلى، ثم يتم غسلها وتنظيفها من الدماء، في مشهد قاس وموسيقى معبِّرة، جميع الملابس بها دماء طازجة لجنود قُتِلوا، تختلط الدماء أثناء الغسيل، وتذوب في الماء، وكأن صناع الفيلم يريدون إخبارنا بأن دماء جميع الجنود صارت دمًا واحدًا، ثم تُجَفَّف الملابس ويتم رتق الثقوب التي اخترقتها الرصاصات، إبر الخياطة تنغرز في الملابس الممزقة، وتختلط الموسيقى بصوت ماكينات الخياطة وصوت عجلات السيارة التي تحمل الملابس للجنود، وهنا نعلم أننا في ألمانيا الشمالية ربيع عام1917، للسنة الثانية من الحرب.
عشنا عبر مَشَاهد صامتة استغرقت ما يقرب من 7 دقائق فَضَحَ فيها الفيلم ببراعة ونعومة ويلات ومأساة الحرب، 7 دقائق تُمزِّق القلوب بسبب بشاعة الحرب وقذارتها، ومدى استهتار صُنَّاعها بالدماء الشابة التي اختلطت وانزاحت في بالوعة مع المجاري.

عصافير تتساقط من أعلى
حين نسمع ضحكات بريئة ومشهدًا لشارع يوحي بنظافة الحياة ينتشر الفرح على الشاشة كأنه يريد مسح المَشَاهِد السابقة من عين وقلب المُشَاهِد، درَّاجات نظيفة، شمس ساطعة، سيدات أنيقات، حياة تحبها من الطلة الأولى، أشجار باسقة ومبانٍ نظيفة ومتناسقة، حياة رائقة بعيدة عن الدماء. 
نكتشف أن والدة الشاب (بول) ترفض أن تُوقِّع له على وثيقة ذهابه للحرب، لكن حماس الشباب يجعل أحد أصدقاء بول يقوم بتزوير توقيع والدته ويوقِّع مكانها، ونسمع في الوقت نفسه صوت انطلاق رصاصة، كأنها تنطلق من قلب الوثيقة التي يتم التوقيع عليها دون رضا الأم، كانوا يضحكون، وقال أحدهم وهو يقهقه: «أنا في حكم الميت»
وفي الوقت نفسه كان الجنود يُنْزِلون من السيارة الملابس الجندية التي رأيناها تُغْسَل من الدماء في المشاهد السابقة.
ثم خرج صوت جهوري يتردد مع سياحة الكاميرا في عمق قاعة فارغة لونها يوحي بلون الزي العسكري، يخطب خطبة حماسية، كانت نقلة مميزة، وكأن الحرب مسيطرة على هذه الحياة الجميلة الضاحكة التي يعيشها الشباب، المشهد البارع الآخر كان لمجموعة من الشباب وهم يستمعون إلى الخطبة العسكرية، التفاؤل يخرج من وجوههم المزهرة، يقفون في تراصٍ خلف سلم حلزوني، كأنهم محبوسون وهم لا يدركون، لا يستطيعون الفكاك وهم مبتسمون في نعمة كأنهم ذاهبون إلى رحلة ممتعة. والصوت يصرخ: «ستثبتون أنكم تستحقون زيّكم»، ويتذكر المُشَاهد هذا الزي العسكري المغموس بالدماء والمرتَّق من ثقوب رصاصات الموت، وحين يرتفع صوت المتحدث الرنَّان كبوق نحاسي يرتفع حماس الشباب الألماني معه ويبتسمون في رغبة للحصول على باريس، وبدا على وجوههم أنهم ذاهبون إلى نزهة، والصوت يردد في قوة عمياء: «انطلقوا للمعركة من أجل القيصر والرب والوطن» قدَّم القيصر على الرب والوطن، وبدا وجهه محمرًا من سخاء النعمة التي يعيش فيها. 
كان انفعال الشباب حماسيًا، فرحًا، متشنجًا، وأُلقيت وثائق الموافقة على ذهابهم للحرب من فوق السلم كعصافير تسقط من أعلى إلى أسفل، كان مشهدًا معبرًا عمَّا سيقابلهم في المستقبل القريب، سيتساقطون كهذه الأوراق العصافير.

زهور على صدور البراءة
حين قام بول بمراجعة الملابس التي تسلمها وجد شارة ملصقة مكتوبًا عليها اسم هانريش، فأراد أن يعيدها ويستبدلها بملابسه الخاصة؛ لأنها
لا تخصه، لم يكن بول يتصور أنه يرتدي ملابس مقتول، بدا الملازم الذي يسلم الملابس للجنود الصغار يدرك أن الأمر خدعة. 
على الرغم من أن دور الملازم الذي كان يقوم بتسليم الملابس لم يستغرق سوى ثوانٍ معدودة على الشاشة، إلا أنه عبَّر تمامًا عن الخديعة التي ينجرف إليها الشاب بعلم الجميع، حين نزع الشارة كان صوتها يشبه النزع من اللحم، وكان إلقاؤها على الأرض تحت قدمه يشبه إلقاء الفتية في نار حرب يظنون أنها نزهة، ارتدى بول ملابس القتيل هانريش وهو يضحك متفائلًا بوجوده في الحرب، والجميع حوله يرتدون ملابس القتلى في سعادة وفرح بائن، والموسيقى في الخلفية تنخر في القلب كقادم على الرعب لا يعلمه غير المُشَاهد، والفتيان يغنون وهم يرتدون الملابس، يرددون أغاني مرحة، والموسيقى تعزف ما يشبه قدوم الفك المفترس، موسيقى توحي بالغموض والإقدام على التهلكة.
كان الفتيان يتجهون نحو الحرب في سعادة باهرة، لا يدركون ما شاهده المشاهد، والموسيقى في الخلفية كنذير شؤم صادر من عمق بحر عميق يوحي بالخطر والشر وترقب الهلاك، يحملون زهورًا على صدورهم تمثِّل البراءة وتعبِّر عن زهرة شبابهم، وتتداخل أصواتهم مع صوت الموسيقى ووصلوا شمال فرنسا، 25 كيلو إلى الميدان الغربي. 
تظهر عربة التجنيد التي تحملهم، وبانت الخشونة في صوت السيارة وحركتها العنيفة وصوت إعداد البنادق، ونسمع الصوت ينادي على الشباب: «فوج المشاة الاحتياطي78، نحن الآن في الميدان الغربي» ولا تزال الفرحة الطاهرة مرسومة على وجوه الشباب البريء والمشاهد يدرك خلفية الخدعة الكبرى.

هذا ليس ما تخيلته
ظهرت شخصية بول مُتَّسِمَة بمساندة الآخرين حين عجز زميله عن ارتداء واقي الغاز فور انطلاق قنبلة غازية، لقد ألقى بول واقيه على الأرض من أجل مساعدة زميله في ارتداء الواقي ونسي نفسه، بان أنه شخصية معاونة للغير يمكن أن يُضَحِّي من أجل الآخر، وهذا ما سيحدث في نهاية الفيلم حين سيُنقذ بول صديقه من موت محقَّق. 
بدت المعاناة واضحة من أول الطريق وقال الشاب لودفيغ في الخندق وهم ينزحون الماء: «هذا ليس ما تخيَّلته»، كانوا محصورين في بركة ماء تغمر الخندق، ووجوههم في غاية البراءة، وبدت عليهم المعاناة، حتى إن بول حين تَلّقَّى رصاصة في خوذته بان رعبه الشديد والطفولي البريء. 
انطلقت شعلة آتية من السماء أطلقها العدو صنعت منظرًا بديعًا في الفضاء، ناعمًا وقاسيًا في الوقت نفسه، فنحن نعلم أننا في حرب، ورغم سحر المنظر إلا أننا ندرك أن في الأمر فَقْدًا للحياة، وبالفعل غاب المشهد الساحر عن إضاءة السماء من أجل أن يكشف عن الجنود لقتلهم، لم يكن الضوء ينتمى إلى منطقة السحر الناعم، كان الضوء يتحسَّس مواقع الجنود لسحقهم، مشهد ساحر من أجل القتل، تبعه رعب ورغبة في النجاة، وانحصار داخل الخندق. 
صرخ أحدهم: «لا يمكنني أن أفعل هذا يا بول، أريد أن أعود للديار» كان الرعب يحتويه ويسيطر على كيانه، وفي فورة انفعال خرج وحاول أن يمنعه أحدهم، لكنه انطلق وانفجر فورًا، وحدث هرج وتخبُّط وانهار الخندق عليهم، وأظلمت الشاشة لثوانٍ معدودة تشبه سكون الموت وظلمة القبر، وخرج بول من تحت الأنقاض تغطيه الرمال كشبح ميت، يغمره السواد، والسماء يملؤها دخان الحريق الأسود.

جامع قلادات الموت
في مشهد يملؤه الحزن والقسوة، جرى التعبير عنه بشكل هادئ وسلس، بعد خمود إطلاق النار، كان بول يجمع القلادات من أعناق الجنود القتلى، يأخذ نصف القلادة حتى تتم معرفة من قُتِل من جنود الفوج، يجمع القلادات كأنه اعتاد على القتلى، وكأنه يمارس فعلًا عاديًا، لكنه حين داس على نظارة زميله الغارقة في الوحل بدأ يتوتر وظهرت مشاعره المكبوتة. 
حاول بول أن يغلق سترة صديقه الغارقة في الماء والطين رغبة في أن يُدَفِّئه وهو ميت، بكى بول بحسرة مكتومة، لقد لمس الموت شغاف قلبه، كان المشهد بارعًا وقاسيًا وعين صديقه نصف مفتوحة، كأنه ينظر إلى بول، وبدت الحسرة في عين الموت، وجاءه الأمر من بعيد قاسيًا وحادًا ومُنَحِّيًا المشاعر: «هيا تابعوا، ليس أمامنا اليوم بطوله». 
أكمل بول إغلاق سترة صديقه وقام يجمع قلادات القتلى والموسيقى الحزينة الجنائزية تغلِّف المشهد، وظهرت الأشجار الجافة كشاهد موت، أشجار عارية من الحياة والجمال تبعها مشهد مهم لقلم يكتب على ورق نظيف يشي بأننا خارج الحرب، أحدهم على مكتبه يأخذ القلادات ويقرأ اسم الجندي القتيل عليها، وآخر يسجلها، يسجل القتلى كرقم وعدد مات وانتهى، حتى إن أحد القتلى من الشباب كان عيد ميلاده ليلة أمس. 
كل قطعة معدنية تُلقى تمثل شابًا في زهرة عمره، كان الأمر عاديًا ومتوحشًا في الوقت نفسه، نقلة بارعة عبر جمع القلادات من القتلى في الحرب وإلقائها بإهمال كرقم مات، كشف المشهد الفارق الهائل بين الجنود الذين يموتون في الوحل والطين، ولا يبقى منهم غير نصف قلادة معدنية عليها بياناتهم، وبين من يقودون الحرب بملابس لامعة براقة، حياتهم مرفَّهة في القيادة العليا للجيش الألماني!

طعم الحياة في قلب الموت
على الرغم من قسوة القتل والحزن المخيم من أجل فقد زهرة الشباب إلا أن صناع الفيلم جعلوا المُشَاهد يتنفَّس قليلًا، يضحك مع الجنود على الرغم من المرارة التي يعيشونها، يقهقه مع الجنود على الرغم من الموت المحيط والمحدق بهم كل لحظة، كان مشهد سرقة الإوزة وطبخها مفعمًا بالحياة، كأنهم خرجوا من المعاناة، شعروا بأنه ألذ طعام يمكنهم أن يأكلوه طوال حياتهم، لحظة في غاية التواصل تشعرك بطعم الحياة الحقيقية. 
أثناء الضحك المفعم بالحياة كان لا بد أن تكتمل الطراوة على قلوب الجنود بمرور ثلاث سيدات في البعيد، أحد الجنود أخرج مشطه ومشَّط شعره كأنه على موعد، كان في عمقه رغبة في أن تراه النساء جميلًا حتى على هذا البُعد، ظل الجنون ينادون على النساء وهن يسرن في طريقهن، والفرحة تغمر قلوب الجنود، كان المشهد كاملًا بعد أكلة لذيذة ومرور سيدات يوحي بأن في الحياة جمالًا مسروقًا منهم، في الحياة ما يستحق أن يُعَاش. 
اندفع الشاب فرانز نحو السيدات الثلاث، رقص لهن وأضحكهن حتى حصل من إحداهن على منديل معبَّق برائحتها، ثم كانت لحظة وصول الرسائل بها إزعاج جميل متواصل ليعطي طعم الحياة خارج الحرب، وحين وصلت كاتشينسكي رسالة أخذها لبول وقرأها واكتشفنا أن كاتشينسكي عنده طفل صغير متوفى، وبانت الدموع في عينيه، وكان المنديل في المساء في حضن فرانز يشم رائحة الفتاة، ثم جعل صديقه بول يشمّ المنديل. كانت الفتاة اسمها «إلويز»، نطق فرانس اسمها بطريقة ساحرة، كان أحدهم مستيقظًا فأخذ المنديل ليشمَّه، مشهد مفعم بطعم الحياة الحقيقية، والجنود الصغار يتخاطفون المنديل، يريدون أن يشمون فيه رائحة الفتاة، رائحة الحياة. 

بين الحياة والموت
في النهاية أراد بول أن يدافع عن صديقه المُعَرَّض للقتل من جندي العدو، لكنه قُتِل من أجل هذه المساندة، طُعن بول قبل تنفيذ الهدنة بثوانٍ، كان مقررًا أن تكون الهدنة في الساعة الـ11، فطُعن بول وتركوه مطعونًا بين الحياة والموت، طعنة من الخلف نفذت إلى قلبه، كانت روحه تخرج والنداء يتردد: «أوقفوا إطلاق النار، إنها الحادية عشرة صباحًا». 
عمَّ صمت، وبول يقاوم طعنة الموت، تخرج روحه على مهل وهو يسير نحو النور، تلمع عيناه وقلبه مثقوب كأن روحه تخرج من ثقب قلبه، والمشاهد يتمنّى أن ينقذه أحدهم، ويبدو كل شيء يحترق في سكون، آثار الحريق تتطاير في السماء، بول يسير والقتلى على وجوهم في الوحل، وكان صديقه الذي أنقذه بول من الموت يقوم بجمع القلادات للقتلى، يسير في الوحل، ينظر في وجوه أصدقائه ويجمع قلادات ملوثة بالدم، وحين رأى بول يحمل المنديل بين يديه أخذه ووضعه على رقبته وسار.
كان بول ميتًا ويبدو حيًا، كأنه يبكي أثناء موته من داخل أعماقه على ثلاثة ملايين جندي قُتِلوا أثناء الحرب؛ لاحتلال بضع مئات من الأمتار على الأرض، كأن دمعة دم تكاد تقفز من قلب بول وهو ميت، وانتهى الفيلم كما بدأ بدخان يتخلَّل الأشجار في مساحة وسيعة، كأنه يعلن أن الحرب لا تنتهي في هذا العالم  ■