كيف تعرف الغرب المسيحي على تعاليم الإسلام وتراثه الحضاري؟

منذ خمسة عشر قرنًا خرج شعب من صحراء قاحلة في الشرق الأوسط مسلحًا بدين جديد تمخضت عنه حضارة جديدة غيّرت صورة العالم القديم جذريًا ومهّدت لانطلاق حضارة العالم الحديث... إنهم العرب المسلمون. كان التوحيد الإلهي الصارم عماد إيمانهم، كما كان التسامح والانفتاح على الآخرين، والعلم والعدل والمساواة والحرية والأخوّة الإنسانية من أعمدة حضارتهم وإمبراطوريتهم العظيمة التي امتدت رقعتها الجغرافية خلال قرن من الزمان تقريبًا من الهند والصين شرقًا إلى القارة الأوربية غربًا، فكانت بذلك أوسع الإمبراطوريات التي عرفتها العصور القديمة والوسطى، التي فاقت روما إشعاعًا وقوة، كما يقول إدوارد سعيد مما أذهل المؤرخين ورجال الدين والسياسة حتى اليوم. وقد ساهم في تكوين هذه الإمبراطورية وحضارتها، فضلًا عن العرب المسلمين، خليط من الملل والأعراق والأديان والشعوب والحضارات القديمة، وكانت العربية لغتها العلمية والأدبية.
اعتبر بعض الباحثين الأوربيين الإسلام خطرًا داهمًا هدّد أوربا المسيحية منذ ظهوره.
كان الراهب الإنجليزي بيده المبجل من أوائل المعبرين عن هذا التهديد، كما أن الراهب بطرس المبجل اعتبر الاسلام هرطقة مسيحية واسعة الانتشار يمكن أن تشكل خطرًا على إيمان المسيحيين الكاثوليك إن لم تجر دراستها ليمكن مكافحتها بالوسائل السلمية المناسبة.
كان الزاد الوحيد للمسيحيين الأوربيين عن الإسلام وعقائده في العصور الوسطى تحريفات بيزنطية وأساطير مستمدة من العهد القديم. وقد تغير هذا الزاد بتغير عصورهم وأفكارهم عن الدين والتاريخ، لا سيما بعد الثورة العلمية التي أحدثها كوبرنيكوس(1473-1543) وأفكار عصريْ النهضة والتنوير وحركة لوثر الإصلاحية والحركة الإنسانية واختراع الطباعة، ما جعل سلطة الكنيسة الكاثوليكية تتهاوى أمام الاتجاهات الفكرية الجديدة التي أخذت تحل ببطء، لكن بشكل لا يقاوم محل الدين كعامل متحكم في تشكيل أفكار الناس، إلا أنّ الاتجاهات العنصرية ظلّت تعصف بعقول بعض اللاهوتيين والمفكرين في الغرب، وبلغت ذروتها في القرن التاسع عشر إثر الاكتشافات الجغرافية المهمة التي قام بها الأوربيون في الشرق والغرب والثورة العلمية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية الرأسمالية التي اجتاحت أوربا وغيّرت مجتمعاتها من الأعماق وظلت تطمس أية معلومات صحيحة عن الحضارات الشرقية، لا سيما الحضارة العربية الإسلامية وإنجازاتها العلمية الكثيرة.
وبعد فشل الحروب الصليبية في القضاء على الإسلام ونشر الديانة المسيحية في العالم الإسلامي ظهر تيار جديد في الكنيسة الكاثوليكية بقيادة بطرس المبجل رئيس دير كلوني في فرنسا دعا إلى محاربة الإسلام اعتمادًا على فهم أفضل لتعاليمه من خلال التعمّق في دراسة عقائده الدينية وفي طليعتها القرآن وتوضيحها لمسيحيي أوربا، فقام برعاية أول ترجمة لاتينية للقرآن كلف بها عالم الفلك والدبلوماسي الإنجليزي روبرت كيتون (1110-1160)، وهي الترجمة التي أصبحت أكثر استعمالًا من جانب الأوربيين طوال خمسة قرون رغم ضعفها ونقائصها حتى إن هذا الراهب وضع بنفسه موجزًا لتعاليم الإسلام باللغة اللاتينية، وقد شجع مارتن لوثر هذا المنهج أيضًا، ثم جاء الرهبان الفرنسيسكان والدومنيكان بأسلوب جديد لمحاربة الإسلام عن طريق الحوار العقلاني، وهو المنهج الذي كان يستخدمه المسلمون في حوارهم الديني مع أتباع الديانات الأخرى، وكان على رأس هؤلاء المبشرين الفرنسيسكان الراهبان الإسبانيان ريمون لول (1273-1315) وأنسيلم دو تورميدا (ت عام 1420) اللذان كان لهما نفوذ كبير في ميدان القصص الديني والفلسفي في إسبانيا وأوربا، لا سيما كتابي لول: شجرة المعرفة، وقصته «الكافر والعلماء الثلاثة» التي يدافع فيها عن المسيحية، والتي حظيت بانتشار واسع جدًا، مما أدى إلى ترجمتها في القرن الرابع عشر إلى عدة لغات، حيث يفاضل بينها وبين اليهودية والإسلام.
وكان قد تعلم العربية وأتقنها وأصبح مدمنًا على قراءة ما تيسر من كتبها لا سيما كتب «ابن عربي» و«ابن سبعين» الصوفية.
كان الهَم الأساسي لهذا الراهب وقف ظاهرة تحوّل بعض المسيحيين إلى الإسلام، وقد أدرك بعد زيارته لبعض بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط (مصر وسورية وفلسطين) أهمية معرفة اللغة العربية وتعاليم الإسلام في نجاح حركة التبشير وأهدافها، فاقترح إنشاء معاهد لتدريس اللغة العربية في أوربا، وهو الاقتراح الذي نفذه المجمع المسيحي المنعقد في فيينا عام 1312، حيث أنشأ مجموعة كليات لتدريس اللغة العربية في باريس وأوكسفورد وبولونيا وافينيون وسلمنكا. أما زميله تورميدا الذي كان يتقن اللغة العربية فقد بدأ حياته مبشرًا بالمسيحية وزار لهذه الغاية شمال أفريقيا، وفي تونس اطلع على تعاليم الإسلام، وما لبث أن اعتنقه وعمل مترجمًا لدى سلاطين تونس وتكَنّى باسم «عبدالله بن علي».
له عدة مؤلفات أشهرها كتاب «مجادلة الحمار للراهب أنسلم دو تورميدا» (1418)، الذي يهاجم فيه المسيحية وينتقد الكنيسة ورهبانها، وقد عرف هذا الكتاب شُهرةً واسعةً وترجم إلى عدة لغات أوربية لا سيما الفرنسية حيث واجه كثيرًا من النقد والتجريح.
أما المبشرون الدومنيكان فقد صرح توما الأكويني أحد أهم شخصياتهم في القرون الوسطى في كتابه «الخلاصة ضد الأمم». بأن الإسلام أكذوبة وتشويه متعمد للحقائق، وهو يطلق العنان للشهوات الجنسية ويفتقر للمعجزات التي تؤيد نبوة محمد، كما أنه دين العنف والسيف.
تعود أول دراسة أوربية منهجية عن العرب ولغتهم والمسلمين وحضارتهم إلى عام 1587 عندما بدأ تدريس اللغة العربية بانتظام في الكوليج دوفرانس في باريس، ثم في جامعة ليدن بهولندا عام 1613، وفي جامعة كامبردج عام 1632 وفي جامعة أوكسفورد في لندن عام 1634، ما أدى إلى الانفتاح على دراسة التراث الديني والعلمي والثقافي العربي والإسلامي بشكل جدّي كان من بواكيره كتاب «نماذج من التاريخ العربي» باللاتينية للقس إدوارد بوكوك (1604-1691) أول أستاذ لكرسي اللغة العربية في جامعة أوكسفورد، كما أن جورج سيل (1697-1736) وضع أول ترجمة دقيقة للقرآن إلى الإنجليزية مع مقدمة مهمة أشاد فيها بالنبي محمد وذكائه الخارق. وفي الفترة نفسها تقريبًا نشر المستشرق الإنجليزي سيمون أوكلي (1678-1720) من جامعة كامبردج كتاب «تاريخ العرب» أشاد فيه بالنبي محمد وبتعاليمه الأخلاقية التي حملها العرب معهم إلى أوربا.
كان لكتاب أوكلي ولمقدمة سيل لترجمة القرآن أهمية بالغة في زيادة الاهتمام والفهم الجديد للإسلام وإيصاله إلى جمهور القُرّاء خارج أروقة الجامعات. يضاف إلى هذين العاملين كتاب برتولمي ديربيلو الفرنسي «المكتبة الشرقية»، الذي يتضمن معلومات تاريخية وجغرافية وأدبية ودينية عن الشعوب الشرقية لا سيما الإسلامية منها، كانت حتى ذلك الوقت محجوبة عن الأوربيين، وقد بقي هذا الكتاب المرجع الرئيسي لمثقفي أوربا عن العرب والإسلام والشرق حتى أوائل القرن التاسع عشر. وفي عام 1841 أصدر المؤرخ الإنجليزي توماس كارليل كتابه «الأبطال» الذي كان له تأثير كبير على الناطقين بالإنجليزية والذي يعترف فيه بنبوّة رسول الإسلام ويشيد به. كما أن فردريك موريس أحد كبار لاهوتيي بريطانيا وأستاذ الأدب والتاريخ واللاهوت في الكلية الملكية ألف كتاب «ديانات العالم وعلاقتها بالمسيحية» أبدى فيه موقفًا إيجابيًا من النبي محمد، متسائلًا عن أسباب نجاح الإسلام وبقائه حيًا، وازدهاره وانتشاره، وعن الأثر العظيم لشخصية محمد على البشرية. وقد أدى تعاطفه مع الإسلام إلى طرده من الجامعة كما يذكر ألبرت حوراني في كتابه «الإسلام في الفكر الأوربي».
كان رجال الكنيسة في الغرب يرفضون الإسلام كدين رفضًا قاطعًا، مع أن بعضهم تلقى العلم بمعاهد إسلامية في قرطبة وغيرها من مدن إسبانيا الإسلامية. كما أن بعض المؤلفات العلمية والفلسفية العربية المُترجمة إلى اللاتينية (لغة الأوربيين في العصور الوسطى) خصوصًا كتب ابن سينا والرازي الطبية ظلّت تُدرّس في كليات الطب الأوربية حتى القرن الثامن عشر، وكان لكتب ابن رشد الفلسفية تأثير كبير في نشر التيار العقلاني وحريته في الفكر الأوربي الحديث كما يقول المستشرق الفرنسي أرنست رينان، وكذلك مقدمة ابن خلدون التي كان لها تأثير كبير في نشر الدراسات التاريخية والاجتماعية الأوربية. في نهاية القرن الثامن عشر أدى الغزو النابوليوني لمصر، والتطور الاقتصادي والرأسمالي والعلمي والتكنولوجي والفكري لأوربا ونشاطها الاستعماري إلى تكثيف الدراسات عن حضارات الشرق وثقافته وأديانه وثرواته الطبيعية، وكانت ولادة الاستشراق إحدى أهم نتائج هذه الدراسات.
منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا أصبح الاستشراق علمًا مستقلًا يهتم بصورة خاصة بدراسة تاريخ الإسلام وشعوبه وثقافته ولغاته، ونتيجة لذلك ظهرت علوم جديدة اعتمد عليها بعض الدارسين لبث آرائهم العنصرية ضد العرب والمسلمين كالمستشرق وعالم اللغات الألماني ماكس مولر (1823-1900) ومعاصره المستشرق الفرنسي المشهور آرنست رينان الذي لعب دورًا مهمًا في تكوين صورة سلبية عن الإسلام والعرب في الفكر الأوربي الحديث والمعاصر، إذ كان يعتقد أن عقول الشعوب السامية التي منها العرب يستحيل أن تنتج علمًا أو فلسفة، وما يطلق عليه «فلسفة عربية» أو علمًا عربيًا ليس سوى أفكار يونانية مكتوبة بحروف عربية، وما كتب من العلوم والفلسفة بالعربية كان من نتاج اليونانيين والفرس الذين اعتنقوا الإسلام، وهذا يعني أن الذين قاموا بها هم الآريون وليس العرب الساميين.
وكان يشاركه في هذه الآراء مجموعة من رجال الفكر والسياسة واللاهوت كالباحث والدبلوماسي الفرنسي جوزيف جوبينو (ت 1882) لا سيما كتابه «بحث في عدم مساواة الأعراق البشرية» (1853-1855)، والراهب الكاردينال الإنجليزي جون هنري نيومن (ت1890)، والمؤرخ وعالم الاجتماع هنري توماس باكل (ت 1862)، والكاتب والشاعر والدبلوماسي الإنجليزي ريوديارد كيبلنغ (ت1936)، والمؤرخ والدبلوماسي غبرييل هانوتو (ت1944) والمستشرق المعاصر برنارد لويس، لكن رينان كان الأكثر تأثيرًا في إثارة الفكر الأوربي من الآخرين، حيث كان يعتبر الاسلام فاقدًا للسمو الروحي، وأنه مانع للحضارة والعمران، لذلك يستحيل أن نقارن الشعوب الهندية - الأوربية بالشعوب السامية التي ينتسب إليها العرب، كما يستحيل مقارنة المسيحية مصدر التنوير بالإسلام ثمرة الظلامية، وأن الحل الوحيد لانتشار الحضارة الغربية هو تدمير القدرة التيوقراطية للإسلام وبالتالي استئصاله».
كان من الطبيعي أن تثير هذه الأفكار العنصرية المُهينة مشاعر كل العرب والمسلمين لا سيما الشخصيتين الإسلاميتين البارزتين المتنورتين في ذلك الوقت جمال الدين الأفغاني» ومحمد عبده، اللذين كانا متواجدين يومئذٍ في باريس لإصدار مجلة «العروة الوثقى» بالعربية، لإنهاض الدول الإسلامية من سباتها، ومحاربة الاستعمار الغربي الجاثم على صدورها، والتحرر من الاستبداد المحلي والاستعمار الخارجي. وعمد الأفغاني وعبده لمقابلة رينان شخصيًا، كل على حدة، وبيّنا له مغالطاته الهائلة حول العرب كشعب وأمة والإسلام كدين، وما قدماه في ميادين العلم المختلفة.
ورغم افتتانه بشخصية الأفغاني وثقافته بقي مُصرًا على آرائه العنصرية، حتى في تقييمه الشيخين الأفغاني (الآري) وعبده (السامي)، ما دفع الأفغاني للرد عليه في جريدة «لوديبا» معددًا أخطاءه وآراءه، بينما كان رد الشيخ محمد عبده على تلك الآراء إصدار كتابه الشهير «الإسلام دين العلم والمدنية» ما دفع الشاعر المصري حافظ إبراهيم الى القول خلال رثائه الشيخ عبده عام 1905:
وقفت لها نوتو ورينان وقفة
أمدك فيها الروح بالنفحات
وعلى الرغم من شمول رينان عقائد المسيحية بنقده في كتابه عن حياة المسيح، فإن جل نقده العنصري انصبّ على الاسلام، لذلك لم يقتصر الرد عليه على الشيخين الأفغاني وعبده بل شمل عددًا وفيرًا من الباحثين الغربيين المشهورين، نذكر منهم: غوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب» بالفرنسية، وجورج سارطون في كتابه «مقدمة في تاريخ العلم» بالإنجليزية، ومكسيم روديسون في كتابه «جاذبية الإسلام» بالفرنسية، والراهب الإنجليزي مونتوغومري وات في كتابه «فضل الإسلام على الحضارة الغربية»، والباحثة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها المهم «شمس العرب تسطع على الغرب» بالألمانية، وجورج صليبا في كتابه «العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوربية» بالإنجليزية، والمستشرق الإيطالي الدومييلي في كتابه «العلم العربي ودوره في تطوير العلم الحديث» بالفرنسية، وكتب روجيه غارودي عن الإسلام وحضارة العرب بالفرنسية وكتاب المؤرخ الفرنسي المعاصر رينيه تاتون (ت 2004) «تاريخ العلوم العام» (العصر القديم والوسيط حتى سنة 1400). وفي عام 1953 عقد في جامعة برنستون في واشنطن ندوة عالمية عن الثقافة الإسلامية وعلاقاتها بالعالم المعاصر، حضرها علماء مسلمون وغربيون معنيون بالدراسات الإسلامية كان بينهم البروفيسور «كويلر يونج» الأستاذ في قسم اللغات الشرقية وآدابها بجامعة برنستون آنذاك، حيث ألقى بحثًا مطولًا عن أثر الثقافة الإسلامية في العالم المسيحي، اختتمه بالقول: «هذا العرض التاريخي مقصده التذكير بالدّيْن الثقافي العظيم الذي ندين به للإسلام منذ أن كنا نحن المسيحيين خلال ألف سنة نسافر إلى العواصم الإسلامية وإلى المعلمين المسلمين ندرس عليهم الفنون والعلوم وفلسفة الحياة الإنسانية، ومن بينها تراثنا الكلاسيكي الذي قام الإسلام على رعايته خير قيام، حتى استطاعت أوربا مرة أخرى أن تتفهمه وترعاه.
كما أن مؤسسة ويلتن بارك البريطانية أقامت ندوة في ديسمبر عام 1996 بمناسبة خمسين سنة على إنشائها عنوانها «معنى المقدس: بناء جسور بين الإسلام والغرب»، ألقى فيها ولي العهد البريطاني يومئذٍ الأمير تشارلز (الملك الحالي) كلمة مهمة جاء فيها: «يستطيع الإسلام أن يوجه رسالة إلى الغرب باعتباره محافظًا على قدسية العالم، وعلى نظرة شمولية له، ومن شأنه أن يدفع الغرب إلى إعادة التفكير في علاقة الإنسان بالعالم وبيئته، بعد أن نأى الغرب عن مكون مهم من هويته، المسيحية، لصالح نظرة مادية صرفة، وبذلك أصبح العالم يمارس احتكارًا، بل استبدادًا على فهمنا للعالم».
ومن المؤسف أن أعراض ورواسب التمييز العنصري الفتّاك لم تبرح حتى اليوم عقول بعض الباحثين والمؤرخين واللاهوتيين والسياسيين في الغرب كما حصل إثر حادث برج التجارة العالمي في نيويورك 11 سبتمبر عام 2001، وحادث مجلة شارلي ايبدو ورسمها المسيء للنبي محمد وتداعياتهما السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية الكثيرة وغيرهما الكثير من الأحداث ■