الكويت «عروس الخليج»

الكويت «عروس الخليج»

أَبْصَرْتُها مِنْ خِلالِ المَوْجِ طالعةً 
وَوَجْهُها بِضِيَاءِ الصُّبْحِ مَغْسُولُ! 
فِيهَا المَفَاتِنُ طُهْرٌ والدَّلَالُ تُقًى
والسِّحْرُ بِالمَلأ العُلْوِيِّ مَوْصُولُ!
فَرُحْتُ أَسْأَلُ: مَنْ هَذِي التي بَرَزَتْ
كَفَلْقَةِ البَدْرِ تَقْفُوهَا المَوَاوِيلُ؟!
قَالوا: الكُوَيْتُ عَرُوسُ العُرْبِ خَارِجَةٌ 
مِنْ بَرْزَخِ الحُسْنِ تَحْدُوهَا التَّراتِيلُ 
فَسَبَّحَ القَلْبُ بِاسمِ اللَّهِ خَالِقِها 
   وأَطْرَقَ الشِّعْرُ عَجْزًا وَهْوَ مَذْهُولُ: 
أُنْشُودَةُ اللَّهِ!! مَنْ يَسْمُو لِمِدْحَتِها 
  وَكَيْفَ تَبْلُغُ عَلْياهَا التَّفاعيلُ؟!
وَالصُّبْحُ أَسْفَرَ مِنْ إِشْراقِ طَلْعَتِها
   واللَّيْلُ مِنْ هُدْبِها الفَتَّانِ مَكْحُولُ؟!
***
بَكْرِيَّةٌ أَنْتِ أَمْ فِهْرِيَّةٌ أَنِفَتْ 
    مِنَ النَّسِيبِ؛ فَمَا يَشْجِيكِ مَتْبُولُ؟!
 أَمْ أَنْتِ نَاسِكةٌ مِنْ نَسْلِ فَاطِمَةٍ 
  فَهَمُّكِ العُمْر تَسْبِيحٌ وَتَرْتِيلُ ؟!
فَلَيْسَ يَلْفِتُ مِنْكِ العَيْنَ مُقْتَرِبٌ
  فِي كَفِّهِ الشِّعْرُ والرَّيْحانُ مَحْمُولُ؟!
***
       أُخْت الكِنَانةِ يا أَحْلَى مَنِ افْتَخَرَتْ
  بِهِ الكِنانةُ واسْتَوْصَى بِهِ النِّيلُ 
       هَذا ضِياؤكِ فَوْقَ الأَرْضِ مُنْتَشِرٌ 
      وَذاكَ سِتْرُكِ فَوْقَ الخَلْقِ مَسْدُولُ 
يَقْتاتُ مِنْ دَوْحِكِ المَيْمُونِ ساغِبُهُمْ
      وَيَنْشَقُ البُرْءَ مِنْ عِطْفَيْكِ مَعْلُولُ 
***
مَنْ لليَتَامَى سِوَى كَفَّيْكِ وَاهِبةً    
ومَنْ يُفَكُّ بِهِ عانٍ ومَغْلُولُ؟
مَنْ لِلْمَساجِدِ يَبْنِيها فَيَعْلُو مِنْ 
مَآذِنِ الحقِّ تَكْبيرٌ وتَهْلِيلُ؟
إِلَّا يَدَاكِ، وَمَا أُلْهِمْتِ مِنْ حَدَبٍ 
    عَلَى البَرايا، وَجُودٌ مِنْكِ مَوْصُولُ
جُزِيتِ خَيْرًا بِما أَسْلَفْتِ مِن نِّعَمٍ
  وَلا يَفُوتُكِ عِنْدَ اللَّهِ مَأْمولُ ■