ماذا أضاف د.صلاح فضل إلى الفكر النقدي العربي؟

ماذا أضاف د.صلاح فضل  إلى الفكر النقدي العربي؟

«أسأل نفسى: ماذا عساك أن تكون قد قدمت للفكر النقدى العربى، هل اقتصرت في الكتب النظرية على تقديم تلخيص للتطورات العلمية وعرض منجزاتها، وهل جئت بما يستحق البقاء في عشرات الكتب ومئات المقالات التطبيقية؟» لم يكن هذا السؤال الذي خطر ببال الراحل د.صلاح فضل أو شغله، وقدمه في شهادته هذه التي كتبها أواخر  عام2017 عقب مداهمة المرض اللعين له، ونشرها أولًا في جريدة «المصري اليوم» في ديسمبر 2017، قبل إضافتها طبعة مزيدة من كتابه «عين النقد: مقاطع من سيرة فكرية» في 2018 تأملًا فيما قدَّم للفكر النقدي العربي، هو سؤال المتشكك في ممارسته، أو قيمة عمله، وإنَّما هو تبصُّر مفكِّر يتأمل في مآلات الرحلة الطويلة التي قطعها في مسيرة نقدية عامرة بالسعي الدؤوب والتطلع المتوثب والمغامرات الجسورة والإقدام المتمكِن، خوضًا لأراضٍ جديدة وسعت من رقعة التفكير النقدي العربي ومددت حدوده، خدمةً للأدب عمومًا وارتقاء بالممارسة النقدية التي تدور حوله بخاصة. أما فرعا هذا السؤال فيمتدان حول الجهد التنظيري من ناحية، فيما يخص استرفاد منظومة النظريات النقدية في أرض الثقافة العربية، في حين يسائل الفرع الآخر المتفرع من هذا التساؤل حول الجهد النقدي التطبيقي باستعمال هذه النظريات النقدية الحداثية في قراءة النص الأدبي.

 

يكشف استعمال الراحل د. صلاح فضل مصطلح الفكر وضعه نصب عينيه، أن دوره كمفكِّر يتجاوز الممارسات النقدية التقليدية أو العادية كمتابعة الأعمال الأدبية ليشمل الإسهامات التأسيسية والمحدِّثة للنظرية الأدبية والأطروحات النقدية ويتجاوزها إلى ما هو أكبر من ذلك، فيبدو مصطلح «الفكر» قاصدًا «فلسفة» عقلية تتجه للعقل النقدي بما يُمثِّل أسلوب تفكير ليكون أقرب إلى تشكيل «شخصية» فكرية تمتلك عقلًا نقديًا يستوعب مناهج الحداثة النقدية ويعيد هضمها، ويبث أفكارها وآليات عملها في شرايين الوعي النقدي العربي.
 وتبدو القيمة الكبيرة لدور د. صلاح فضل في إضافاته المؤثرة بالنقد العربي، حيث كانت الأجيال السابقة من النقاد مثل طه حسين والعقاد ولويس عوض ومصطفى سويف ومحمد مندور ومحمد غنيمي هلال وغيرهم قد أنجزوا مهمتهم العظيمة في حدود ظرفهم التاريخي بتعريف الثقافة العربية بفنون الآداب العالمية ومدارسها الفنية وتياراتها الجمالية، وكان النقد الأدبي عندهم يركز أكثر على السياقات التاريخية والاجتماعية للأدب، فكان التحدي الأكبر الذي واجه النقاد العرب وعلماء الأدب الجدد في سبعينيات القرن العشرين هو كيفية تجديد الفكر النقدي العربي وإثراء الدرس الأدبي، فكان صلاح فضل في طليعة هذا الجيل ومعه كمال أبو ديب وعبدالسلام المسدي وجابر عصفور ومحمد برادة وسيزا قاسم وغيرهم، في تزويد النقد العربي بمنجزات العقل النقدي الحديثة وتطوير الدرس المعرفي الأدبي بأحدث المناهج، لكنَّ الدكتور صلاح فضل يبدو في مقدمة رفاقه من أبناء جيله والأجيال التالية عليه في إسهاماته النقدية، الأوفر كمًا والأهم نوعًا، فهو أكثر نقادنا العرب تزويدًا للثقافة العربية بالمناهج النقدية الحداثية منذ سبعينيات القرن العشرين كالبنيوية والنقد الثقافي والماركسي والأسلوبية والسيميولوجيا وبلاغة الخطاب وعلم النص وغيرها من المناهج التي نقلت الدرس النقدي العربي نحو وجهة علمية متطوِّرة في علوم النقد الأدبي والفلسفة؛ لذا يأتي تميُّز صلاح فضل بتأسيسه وإضافته «منظومة» متكاملة من المناهج النقدية الحداثية، التي تمثِّل أحدث نتاجات العقل المعرفي النقدي.
ويكشف صلاح فضل عن توازنه المنهجي في أول كتابين يقدِّم عبرهما نظريات النقد الحديثة، حين طرحا عام 1978، وهما: كتاب نظرية البنائية في النقد الأدبي، معرِّفًا بشكل موسع بالمنهج البنيوي الذي هو أحد أبرز منجزات الثقافة الغربية الرأسمالية، وكتاب منهج الواقعية في الإبداع الأدبي، الذي يقدِّم فيه أصول النقد الماركسي والنقد الثقافي أحد أهم المنجزات الثقافية لتيار اليسار، كما كان الدكتور فضل في هذا الكتاب أول من قدَّم غابرييل غارسيا ماركيز وأدب الواقعية السحرية إلى المعرفة الأدبية والنقد العربي قبل حصوله على جائزة نوبل للآداب عام  1982، فتتبدى تكاملية التأسيس المنهجي لدى صلاح فضل، ومعها تجرُّده النابع من الانحياز إلى العلم والتحلي بروحه من الانحياز المؤدلج أو الانتماء العاطفي المتجمِّد لتيار بعينه أو تبني «أيديولوجية» ما، كما يفعل كثير من النقاد والمفكرين.
وإذا كان كتاب نظرية البنائية في النقد الأدبي، الذي هو بمنزلة ارتياد أرض جديدة في عالم الحداثة النقدية،  قد نجح من خلاله د. صلاح فضل في وضع العقل النقدي العربي في منطقة بكر بالنسبة للثقافة العربية، فإنَّ كتابه «بلاغة الخطاب وعلم النص» الصادر في طبعته الأولى عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت 1992 قد مثَل ذروة النمو في منظومة المناهج الحداثية التي قدَّمها صلاح فضل للنقد العربي.
وتمثل «بلاغة الخطاب» ذروة التنامي للدراسات الأسلوبية التي تدرس الخطاب عمومًا والأدبي بخاصة، ليس من منظور جزئي أو لغوي في وحداته الجزئية وحسب كما كان في الدرس البلاغي التقليدي والمعرفة البلاغية القديمة، وإنَّما تدرسه كنتاج معارف وسياقات أفضت إلى إنتاجه، فيقول: 
وتستقي كلمة خطاب (Discours) الداخلة في بنية هذه البلاغة مشروعيتها من طبيعة تصور المادة التي تعالجها والسياق الذي تندرج فيه، لأنَّ الخطاب البلاغي في ذاته يتجه إلى أن يكتسب طبيعة كلية شاملة تتجاوز الصيغة الجزئية التي غلبت عليه، عندما كان يقف عند حدود الكلمة والحالة المفردة، ويحاول تحليلها بشكل مبشر لا ينطلق من منظور شامل.  إنَّه يتجه اليوم ليصبح طريقة في التناول التقني، ومنهجًا للتحليل العلمي، دون الاعتماد على مصادرات مسبقة، ومعايير دائمة، تستمد صلابتها من البنية الأيديولوجية المغلقة، بل يقدِّم فروضًا قابلة للاختبار، خاضعة للتعديل، منفتحًا على معطيات التطوُّر العلمي، ما يجعله هيكلًا متناميًا، لا يقوم في فراغ مثالي، بل هو خطاب على خطاب، أي إنَّه كاشف عن الخطاب الإبداعي الموازي له والممتد معه، وبقدر ما يتوَلَّد في هذا الخطاب الإبداعي من أنساق جمالية وإنسانية جديدة، وما تسفر عنه علوم الإنسان من معرفة بعالمه الداخلي والخارجي، فإنَّ الخطاب البلاغي لا مناص له من أن يسبح فوقها ويقتنص أشكالها. الأدب خطاب نصي كلي، وليس وحدات جزئية مشتتة كما تصوره الأقدمون. (صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، الكويت، عالم المعرفة،1992، ص8-9).
يتجاوز مفهوم الخطاب وبلاغته الذي قدَّمه د.صلاح فضل في طرحه هذا المفهوم اللغوي التقليدي الذي ينظر إلى الخطاب باعتباره مجرد نص لغوي يتشكل من وحدات لغوية صغيرة بوصفها مكونات أولية تنظم في بنيته عبر مجموعة من العلاقات وحسب، إلى رؤية أوسع ومنظور أشكل لهذا الخطاب تتجاوز مجرد وحدات الجزئية باعتباره انعكاسًا أو تجليًا لأنساق كبرى وسياقات اجتماعية وثقافية يسفر عنها هذا الخطاب، ويحتاج كشفه ودراسة بلاغته بالضرورة إلى استعمال عدد من الأدوات المنهجية المنتمية لعدد من المعارف والعلوم الإنسانية المتعددة، ففكرة الطبيعة الكلية الشاملة للخطاب تستدعي فكرة العلوم الكلية التي تحتاجها دراسته البلاغية، إذ يذهب الدكتور صلاح فضل إلى أنَّه:
إذا كان التجديد المبدع في الخطاب الأدبي لا يتجلى في الوحدات الصغرى وإنَّما في الأبنية الكلية النصية، فإنَّ الخطاب البلاغي يندرج بدوره في منظومة معرفية تدعوه إلى أن يستثمر الخطابات العلمية المجاورة، فهذا هو سياقه المنتج لآلياته. فالتقدُّم الذي أحرزته علوم اللغة وعلم النفس ونظريات الجمال والشعرية الألسنية والتقنيات الأسلوبية يصبُّ في بؤرة الخطاب البلاغي الجديد، ويشكِّل مقولاته بطريقة توصف بأنَّها «عبر تخصصية» (Inter-disciplinaire) إذا كانت هذه العلوم وغيرها تدرس النصوص، فثمة جوانب متعددة هي التي تؤلِّف موضوع الدرس في مختلف الميادين، وعندئذ تتجلى ضرورة دراسة النصوص بصورة مشتركة، وذلك بتحليل الخصائص العامة التي تتصف بها النصوص، والاستعمالات اللغوية فيها... (بلاغة الخطاب وعلم النص، ص9).
ثمة طرح لمفهوم جديد يقدَّمه د. صلاح فضل ليس لبلاغة الخطاب وعلم النص فحسب وإنَّما لفلسفة العلوم بعامة والعلوم الإنسانية بخاصة، وهو ما تجلى في مصطلحه «عبر تخصصية» الذي يكشف عن ضرورة تعاضد مختلف التخصصات العلمية في دراسة النص وتحليل الخطاب باعتباره تجليًا متمخضًا عن منظومة من السياقات والأنساق المختلفة، بتجاوز قشرته اللغوية وسطحه اللفظي، وهو مفهوم أدق من مصطلح شاع كثيرًا وهو «البينية» أو ما عُرِف بـ«الدراسات البينية» لأن تعبير البينية يعني مسافة ما بين العلوم أو بين معرفة وأخرى، بينما يبدو مصطلح الـ«عبر» أدق لأنَّه يذهب إلى التفاعل بين التخصصات والتداخل بين المعارف المختلفة.
كما كان للراحل د. صلاح فضل إضافاته التنظيرية الخاصة مثل تقديمه تصنيفًا أسلوبيًا مبتكرًا لأساليب الشعرية المعاصرة في كتاب حمل هذا العنوان، الذي قسَّم فيه أساليب التعبير الشعرية إلى الأسلوب الحسي الذي يتسم بطغيان العنصر الموسيقي والإيقاعي كالقافية، ويضع فيه نزار قباني وإلياس أبو شبكة كنموذجين دالين على هذا الأسلوب، ثم الأسلوب الحيوي الذي يوسِّع المسافة بين الدال والمدلول نسبيًا، مع الاحتفاظ بقدر مناسب من الإيقاع وبخاصة الداخلي، مع استخدامه أقنعة تراثية وأسطورية، ويمثِّل لهذا الأسلوب بشعر أحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب وأمل دنقل، ثم الأسلوب الدرامي الذي يعتمد على تعدد الأصوات والمستويات اللغوية مع ارتفاع درجة الكثافة نتيجة غلبة التوتر والحوارية فيه كشعر صلاح عبد الصبور، ثم الأسلوب الرؤيوي الذي تتوارى فيه التجربة الحسية خلف طابع الأمثولة الكلية، ما يؤدي إلى امتداد الرموز في تجليات عديدة ويفتر الإيقاع الخارجي بشكل واضح وتنسج شبكة الصور رؤية كلية بارزة، كشعر خليل حاوي والبياتي. 
يكشف العنوان «أساليب الشعرية المعاصرة» عن استراتيجية الرؤية النقدية عند د. صلاح فضل في تعاطيها مع مادتها البحثية بلورةً لنظريتها وتأسيسًا لجهازها المفاهيمي؛ فـ«أساليب» بتركيبها الجمعي تؤكد على الوعي النقدي بتمايز «التعبيرات» الشعرية وطرائق الأداء الجمالية، وهي تختلف عن مفهوم «الأسلوب» الذي هو مجال الدراسة الأسلوبية، إذ يجنح الأسلوب كمفهوم أكثر نحو دراسة بنى التعبير اللغوية رصدًا للعلائق بين تركيباتها النحوية وإنتاجيتها الجمالية، فمفهومية الأساليب كتعبيرات أوسع من مفهوم الأسلوب كبنية تركيبية وأداء لغوي إلى مفهوم الأسلوب كتعبير ميتالغوي يتجاوز مفهوم اللغة بنحويتها ليوسعها - باعتبار الأساليب تعبيرات - كمنظومة علاماتية، فيقول د. صلاح فضل:
«والتعبيرات - حسب وصفهم [علماء المعرفة]- مظاهر فيزيقية نستقبلها بواسطة الحواس، فنحن نرى الكلمة المكتوبة تمامًا مثلما نرى العلامات المميزة على أنواع الزهور، ونحن نسمع الكلمات مثلما نسمع صوت الرعد، لكن الكلمات، عكس تلك المظاهر الأخرى، لها طبيعة مزدوجة، فهي تحيلنا على ما هو كائن وراءها، وهي تجسد لنا المعاني التي يمكن فهمها أو يتعذر إدراكها» (صلاح فضل، أساليب الشعرية المعاصرة، طبعة مكتبة الأسرة، 2016، ص 18 - 19). 
مما سبق يتبين لنا تجاوزية الإدراك النقدي - لدى صلاح فضل - للمفهوم التقليدي للغة كنسق تجريدي من رموز أو كلمات تمثِّل بنية من المفاهيم concepts في الذهن وتصوراته تقابلها مدلولاتها أو أشياؤها في الواقع المادي الملموس، إلى «مادية اللغة» فيما يتمظهر من فيزيقية التعبيرات التي تُعمِل معها الحواس في عمليات الاستقبال والتلقي التي تُمثِّل آليات التأويل وأدواته فكًا للشفرات النصية المشحونة تلك التعبيرات بها.  كذا يناظر التَمثُّل النقدي للراحل د. صلاح فضل بين الكلمة المكتوبة والعلامة (العلامات) الأمر الذي يتجاوز كتابية اللغة وخطيتها إلى علاماتية الكتابة، وهو ما يتأكد مما أشار إليه فضل من الطبيعة المزدوجة للكلمات، مايعني تجاوز لغويتها النحوية ومعناها الأول إلى ميتالغويتها وسيميولوجيتها، ويظهر وعي صلاح فضل بأهمية العنصر الصوتي باعتباره تمظهرًا مورفولوجيًا للكلمة بوصفها «علامة» مواكبة فضل الحداثية العميقة لمقولات فلسفة التفكيك التي قامت على خلخلة التمركز اللوجيستي للكلمة وإقامة التوازن بين الكلمة باعتبارها خطًا وكتابة والكلمة بوصفها صوتًا، فيقول فضل:
«ويطلق على التنظيم الدقيق للكلمات عندما تندرج في تعبيرات تيسر مهمة الإحالة المزدوجة على مصطلح اللغة،  فاللغة نسق اصطلاحي للتعبير، ومن ثم فإنه يتعين تصنيف التعبيرات إلى طبيعية واصطلاحية، لاعتبار كل ما هو اصطلاحي لغة تصلح موضوعًا للدارس الإنساني. من هنا يتراءى لنا أن منطلق دراسة الأبنية الشعرية، باعتبارها لغة ثانية، لا بد أن يتأسس من منظور التعبير، لكنه لا يقع في منطقة التشفير ذاتها، وهي ميدان علم نفس الإبداع، الذي ينحو إلى الارتباط بفكرة التوصيل المتعلقة بالقراءة، وهي متزامنة مع التوصيل اللغوي الطبيعي ومجاوزة له بشفرتها الجمالية». (ص 19).
يتبدى لنا - هنا - إبراز د.  صلاح فضل فكرة النسق الذي هو عملية تنظيم دقيق للكلمات أي فعل نحوي تركيبي مع فكرة الاصطلاحية التي تراعي مبدأ خصوصية النسق وسياقية التركيب، وهو ما يبرز كون الأبنية الشعرية لغة ثانية، أي لغة تتعالى على اللغة بآجروميتها، وهو ما يؤسس لشراكة هرمينوطقية معتمدة على دور القراءة وفعل التلقي في إدراك سيميولوجية التعبيرات الشعرية. وكما هو بادٍ، فثمة وعي لدى فضل بفكرتي التزامن والتجاوز، تزامن الأبنية الشعرية لفعل التوصيل اللغوي الطبيعي الذي هو أداتها المادية المباشرة وتجاوزية تلك الأبنية الشعرية بشفرتها الجمالية للتوصيل اللغوي الطبيعي، وهو ما يؤسس للغة ثانية تبدو في هذه الحالة لغة مفتوحة ومتمددة البنى بانفتاح المجاز واتساع الفاعلية التخييلية، ما يؤدي إلى تعويم النص الشعري/ الأثر الذي يمسي كدال/ أثر قيدًا لاختلاف مرجأ لمدلولاته.
أما مفهوم «الشعرية»، التي أراها تختلف - هنا - عن الشعرية بمعنى الأدبية أو الجمالية التي تعني كون الأثر/ النص فنًا جماليًا، إذ تعني الشعرية - هنا - الإنتاجية الفنية للنص/ الأثر، ما يجعل منه شعرًا، وهو ما يتفاعل مع مضافه «أساليب»، وكأنّ سمة الشعرية وخصيصتها البارزة هي تنوعها الأساليبي وتعددها التعبيري.
أما في مجال السرد الروائي، فللراحل د. صلاح فضل كتابان في التصنيف الأسلوبي:  الأول، أساليب السرد في الرواية العربية، الذي قسم فيه السرد إلى الأسلوب الدرامي والأسلوب الغنائي والأسلوب السينمائي، والثاني، أنساق التخييل الروائي الذي يقسِّم فيه د. صلاح فضل السرد الروائي إلى سبعة أنساق تخييلية هي: التخييل الذاتي والتخييل الجماعي والتخييل التاريخي والتخييل الأسطوري والتخييل الفانتازي والتخييل البصري والمشهدي والتخييل العلمي، في تصور أرحب استيعابًا لتطور وتنوع الأنساق السردية ■