الأدب الكويتي الحديث ضيفًا على موسم أصيلة

الأدب الكويتي الحديث  ضيفًا على موسم أصيلة

من بين ما لفت نظري وأنا أعيد ترتيب مكتبتي عدد الكتب الجماعية التي كنت قد أشرفت على تنسيقها خلال فترات زمنية متفرقة، أذكر من بينها كتبًا جماعية حول شخصيات فكرية وأدبية وإعلامية، وأخرى عن تجارب أدبية وإعلامية مختلفة، وهي كتب عن كل من الأديبة المغربية خناتة بنونة، والأديبة الفلسطينية سحر خليفة، والروائي السوري حنا مينة،  والقاص والصحفي المغربي عبدالجبار السحيمي، والأديب المغربي عبدالكريم غلاب، والصحفي المغربي محمد العربي المساري، وكتبًا أخرى جماعية عن بعض المشاهد الأدبية العربية، من قبيل كتاب «الأدب الكويتي الحديث بأقلام مغربية»، وكتاب «الأدب الإماراتي الحديث بأقلام مغربية»، فضلًا عن كتب أخرى حول ظواهر ثقافية حديثة، من قبيل كتاب «العربي بعيون مغربية»، وهي إصدارات جماعية، نشر بعضها في المغرب وأخرى في الكويت وسلطنة عمان، وقد أضحت اليوم مراجع للقراءة والبحث، كل في مجاله.
وستظل هذه المغامرة، بالنسبة لي، من بين أمتع ما قمت بإنجازه، وكلها كتب جاءت استجابة لطلب من هذه المؤسسة أو تلك، وبهذه المناسبة أو غيرها. 
ومن بين تلك الكتب التي سأظل معتزًا بكوني منسقها كتاب «الأدب الكويتي الحديث بأقلام مغربية» الصادر عن منشورات مؤسسة منتدى أصيلة، في 464 صفحة من القطع الكبير. واعتزازي بهذا الكتاب مرده لاعتبارات عديدة ومتضافرة فيما بينها، وخاصة ما يرتبط منها بمناسبة إنجازه، ولم تكن سوى احتفاء موسم أصيلة الثقافي الدولي بدولة الكويت ضيف شرف.
كان من بين أهم فقرات الاحتفاء، ضمن فقرات أخرى عديدة ضمت ندوات وحفلات موسيقية وغنائية ومعارض للتشكيل والكتاب ومعرضًا وثائقيًا وغيرها، أن الموسم احتفى في دورته الثالثة والثلاثين بمجلة العربي الكويتية بمناسبة مرور نصف قرن على إنشائها، بل إن الاحتفاء باليوبيل الذهبي للمجلة هو في الأصل الذي كان وراء ذلك الحدث الاحتفائي الكبير، فجاءت فكرة إصدار كتاب عن «الأدب الكويتي الحديث»، متضمنًا دراسات وتأملات وقراءات عن هذا الأدب، في تحوله وتطوره وتجدده، وفي مغايراته المهيمنة، من رواية وقصة قصيرة وشعر ورحلة ومسرحية، بأقلام نقّاد وباحثين مغاربة، من أجيال مختلفة وبمنظورات نقدية وزوايا تحليلية متباينة، شأنها في ذلك شأن المتون والأجناس الأدبية التي شكّلت أرضية للباحثين المساهمين، وهي لأدباء وأديبات كويتيين، من أجيال ومدارس أدبية مختلفة، شعورًا من مؤسسة منتدى أصيلة بضرورة توسيع أفق الاهتمام بالحركة الأدبية الكويتية، وتوفير فضاء آخر لمشاركة أكبر عدد من الكتّاب والنقّاد المغاربة، للاحتفاء بهذه الحركة الأدبية، في تراكمها المتواصل، وفي تجلياتها الأجناسية المختلفة، بما هو احتفاء، أيضًا، بالعمق الحضاري والتاريخي والثقافي والإبداعي لهذا البلد، وعرفان بما لدولة الكويت من إسهام لافت وعطاء وافر في مجال الإبداع والفنون بصفة عامة، عبر ما تجسّده فكرة الكتاب ومواده من أشكال التلاقح والتواصل والتفاعل الأدبي والنقدي بين المبدعين والنقاد المغاربة ونظرائهم الكويتيين ■