مهرجان الخرطوم للشعر العربي يكسر الجمود الثقافي والأدبي

مهرجان الخرطوم للشعر العربي يكسر الجمود الثقافي والأدبي

كسر بيت الشعر حدة الجمود الثقافي والأدبي الذي ران على الساحة السودانية في الفترة الأخيرة بإقامة مهرجان الخرطوم للشعر العربي في دورته السادسة في ديسمبر الماضي2022، الأمر الذي كشف بجلاء عن مدى الاهتمام الشعبي الواسع والعريض بالثقافة والأدب وحركة الشعر على وجه التحديد في المجتمع السوداني وبخاصة الشباب، ويؤكد أنهم الترياق الفاعل ومن أهم المعاول الرئيسة لحلحلة الأزمات وكل ما يعيق حركة الشعوب. 

 

منذ اليوم الأول من ديسمبر 2022 وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة، تمردت الخرطوم على الواقع المأزوم وكسرت حدة الجمود والأجواء العصيبة السائدة لفترة غير قصيرة، حيث شهدت قاعتا وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي والشارقة بالخرطوم فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الخرطوم للشعر العربي برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتنظيم وتنسيق مميز ومتقن بين دائرة الثقافة بالشارقة وبيت الشعر في الخرطوم، بمشاركة أكثر من (30) شاعرًا وشاعرة من مختلف الدول العربية، يتقدمهم وفد الشارقة برئاسة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، والدكتور صديق عمر الصديق مدير بيت الشعر بالخرطوم، وحمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم، والبروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعلي بن سليمان الدرمكي سفير سلطنة عمان لدى السودان، وعمر المداوي سفير الجمهورية اليمنية بالخرطوم، والملحق الثقافي لدولة جنوب السودان، وسط حشد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والأكاديميين وجمع غفير من الأدباء والمثقفين والمهتمين بحركة الأدب والشعر.

البلد الشاعر
بدأت الفعاليات بافتتاح رئيس دائرة الثقافة بالشارقة وضيوف الشرف للمعرض المصاحب للمهرجان الذي حوى مجموعة مطبوعات دائرة الثقافة بالشارقة وإصداراتها المتعددة المتنوعة في الشعر والرواية والقصة القصيرة، والنقد وخلافه، شارك فيه عدد من دور النشر المحلية، كما شهدوا معرض الصور الفوتوغرافية التي تبرز الإنجازات التي حققها بيت الشعر في السودان خلال مسيرته التي بدأت منذ إنشائه عام 2016. 
برنامج الاحتفال بدأ بتقديم لوحة تشكيلية شعرية موسيقية (كولاج) مهداة للشاعر الراحل عبدالله شابو بعنوان (غنائية الموت... غنائية الحياة) أظهر خلالها عدد من الشعراء الشباب تفوقًا لافتًا بقراءتهم مقاطع شعرية لعدد من أبرز شعراء السودان في مقدمتهم الهادي آدم، التجاني يوسف بشير، محمد المهدي المجذوب، محمد المكي إبراهيم، محمد الفيتوري، صلاح أحمد إبراهيم، إدريس محمد جماع، وعالم عباس، بخلفية موسيقية حالمة للموسيقار الدكتور كمال يوسف.
في الكلمة الافتتاحية رحب الدكتور الصديق مدير بيت الشعر بالخرطوم بالضيوف من إمارة الشارقة وشعراء الدول المشاركة، وجميع الحاضرين داخل السودان وخارجه، مؤكدًا أن السودان بلد شاعر، دلل عليه بقول قديم، «لما قالوا للأديب السياسي والشاعر الكبير محمد أحمد محجوب، - قد أخذتك السياسة عن الشعر» - رد قائلًا:
أنا ما ابتعدتُ عــنْ القصيــــــــــ
        ـدِ وعـــــنْ أهازيجِــي وفنِّــي
وعــــنْ الحـــــياةِ وعـــن هـــوا
        يَ وعــــن تباريحـي وظنِـــّي
وعــنْ الجــــمــالِ يهــــــــزني
        ويهــــــزُّ أوتــاري ولحـنــــِي
أنا مــــــا ابتــعـــــدتُ وإنَّـمـــــا
        دنيــــاي تسـرفُ في التجــنِي
أنا يــا أُمــــيـَّـةُ شـــــــاعـــــــــرٌ
        والشــِـعرُ مِســــــبَحتي ودنّـي
كما عضد ذلك أيضًا بقول للشاعر السوري نزار قباني «السودان ينتظر الشعر كما تنتظر الحلوة أمام النافذة فارس أحلامها الذي يأتي على صهوة جواده يحمل إليها قوارير العطر وأطواق الياسمين، ومكاتيب الغرام»، وقال: «كل من لاقيته في السودان إما أن يكون شاعرًا، أو يكون راويًا للشعر، ففي السودان إما أن تكون شاعرًا أو أن تكون عاطلًا عن العمل».

دعم الشارقة 
في كلمته، أشاد د.صديق بالمبادرة والدعم السخي الدائم الذي يقدمه حاكم الشارقة للمهرجان وبيت الشعر في الخرطوم... (ما كان لكل هذا أن يظهر في الآفاق لولا هذه المبادرة التي أعدها أعظم علامة في تاريخ الأدب الحديث... وهي مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي، فهذه المبادرة قد فعلت لنا شيئًا كثيرًا في السودان، طبعت للشعراء دواوينهم، وجعلت الشعراء ينشدون الشعر في منابر الشارقة). فيما أوضح خلال الكلمة التي ألقاها دور وأثر إمارة الشارقة في تبني المبادرة، وأن لها كعبًا عاليًا، فالشاعر الذي ينشد شعره في الشارقة كأنه أنشد شعره على كل منبر من منابر الشعر في العالم، كما أن من ثمرات هذه المبادرة وقيام بيت الشعر في الخرطوم، أن الشعراء الذين بدأوا صغارًا أصبح لهم سهم وافر في حركة الشعر، وربما تفوقوا على غيرهم، فيما جمعت الناس وتناغمت فيها البيوت في أرجاء الوطن العربي كله، فصار الكل وحدة واحدة وعلى تواصل مستمر من موريتانيا، وتونس، المغرب، مصر، والأردن وكل الأصقاع التي فيها بيوت الشعر، مضيفًا بقوله: لا نستطيع أن نقول في هذه المبادرة إلا كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي - بتقديم وتأخير مقصود -...
كَالبَحــرِ يَقــــذِفُ لِلقَريبِ جَواهِــــرًا
        جـــــودًا وَيَبعَـــثُ لِلبَعـــيدِ سَحائِبــا
كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها
        يَغشــى البِـــلادَ مَشـــارِقًا وَمَغـارِبا
كَالبَـــدرِ مِـــن حَيثُ اِلتَفَـــتَّ رَأَيتَـهُ
        يُهـــدي إِلى عَينَيـــكَ نـــورًا ثاقِبــا

وفي ختام كلمته الضافية، أكد الصديق أن بيت الشعر على العهد فيما عاهد به الناس منذ إنشائه بإدارة حكيمة من دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، كما أوضح أن هذه الدورة قد تفوقت عن غيرها بأنها... (تجاوزت مرحلة النشاط العابر إلى المشروعات، فها هي جمهرة الشعر قد ظهر أول نتاجها واكتمل، أعني بذلك معجم شعراء السودان، وهو أكبر معجم يحوي شعراء السودان منذ العهد السناري إلى يومنا هذا) إلى جانب أن بيت الشعر بالخرطوم حقق نجاحات مهمة كبيرة، إذ رفد ملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني الذي بلغ دورته السادسة الآن ليصبح نقد الشعر السوداني موازيًا لإنتاجه الكثير العميق، وأسهم في توفير المقر الذي احتضن مبادرة «كتابة» التي نهض بها الشاعر السوداني محمد عبدالباري، برعاية الشاعر الكبير عالم عباس، قطعت شوطًا كبيرًا لإعلان الفائزين.

رسالة تنويرية وإبداعية
ثم جاءت كلمة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة محييًا ومهنئًا الحضور بالمهرجان، ومثمنًا دور المبادرة بقوله «إن بيوت الشعر العربية تواصل أداء رسالتها التنويرية والإبداعية»، مشيرًا إلى أن «البلاد العربية شهدت خلال الفترة الماضية حراكًا شعريًا متميزًا، احتشد له عشاق الكلمة والمعنى. وها هو بيت الشعر في الخرطوم يتسلم الراية الإبداعية من أقرانه ليكمل المسيرة الثقافية العربية، حيث يعقد مهرجانه السنوي ليتوج نشاطه الثري، الذي انتظم خلال الأعوام الماضية».
كما أعرب العويس عن سعادته بتجدد اللقاء في السودان قائلًا: «وإنه لمن دواعي السرور والاعتزاز أن يتجدد اللقاء وسط إقبال شعراء وأدباء السودان والدول العربية ليشترك الجميع فرحة الشعر بالشعراء، ولينهلوا من معين الأدب العربي الخالد، وليتنقلوا بين بحوره وألحان أوزانه، وهو الوعد الذي قطعه بيت الشعر في الخرطوم على نفسه ليكون حاضنًا للإبداع، وأن يكون بحق نبض النيلين». وفي ختام كلمته أثنى على تعاون المؤسسات الرسمية السودانية في إنجاح أهداف بيت الشعر، ناقلًا تحيات صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بقوله: «يسعدني في هذه المناسبة أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في السودان على تعاونها الدائم مع بيت الشعر، إنجاحًا لمساعيه النبيلة، كما أتشرف بأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتمنياته لكم بالتوفيق».
بعد ذلك قدم عدد من الشعراء السودانيين والعرب المشاركين في المهرجان قصائد متميزة استقبلها الحضور بحفاوة بالغة وترحيب كبير بدءًا من الشاعر المعروف عالم عباس، أعقبه الشاعر السعودي حيدر العبدالله، ثم الشاعر السوداني أحمد اليمني، لتجيء الشاعرة التونسية سمية اليعقوبي:
نبيــةٌ دمعـتي الأولـــى ومُـذ ولِـدتُ
    أُحِــيل جَفنِي إذا هــزَّت لهــا نخَــلا
سَجَّادُهــا الخــدُّ قامـت للصـلاةِ بِـه
    بِلا وضــوءٍ، لأنَّ المـاءَ مـن صلى
عيني علَى إبرةِ الميزانِ مذ وطئت
    قلبي خُطــاكَ فمَـا مالت ولا اخــتَلا
وكفُّك الضـوءُ ما مَرَّت علَى وجـعٍ
    إلا أعـادَت مِــنَ الهذءاتِ ما ضــلا
  ثم قرأ الشاعر محمد الحبيب، ليأتي بعده الشاعر محمد المتيم من جمهورية مصر الشقيقة، ثم ختمت قراءات اليوم الأول الشاعرة السودانية شريهان الطيب.

في منزل العباسي
في اليوم الثاني للمهرجان انتقل بيت الشعر إلى منزل الشاعر الكبير محمد سعيد العباسي (1963-1881م) بمنطقة الشيخ الطيب في الريف الشمالي لمدينة أم درمان بوفد كبير يتقدمه عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة والدكتور الصديق وعدد كبير من ضيوف المهرجان والمشاركين، احتفاءً بالشاعر وتخليدًا لذكراه، حيث استقبلهم جمع غفير من أهل المنطقة استقبالًا كبيرًا. ومن داخل سرادق الحفل الكبير تحدث مجاهد الطيب محمد سعيد العباسي حفيد الشاعر مرحبًا بالوفد وشاكرًا جهود حكومة الشارقة ودورها في حركة الشعر العربي بإنفاذ مبادرة صاحب السمو القاسمي. 
كما تحدث الدكتور الصديق عن دور ومآثر العباسي الأدبية والشعرية، فيما تحدث الشاعر محيي الفاتح، عن أسرة الشاعر والقضايا الفنية في شعر العباسي، كما قرئ عدد من قصائده.
فارقتُها والشَّعـرُ في لــون الدجى
        واليومَ عــدتُ به صباحًا مُسْفِـرا
سبعـون قَصّـرتِ الخُطـا فتركنَني
        أمشي الهُوينى ظالعـــــًا مُتَعثّـِرا
من بعد أنْ كنتُ الذي يطــأ الثرى
        زهوًا ويستهوي الحسانَ تَبختُرا
ولقيتُ من أهلي جحاجحَ أكرمــوا
        نُزُلي وأولـوني الجمـيلَ مُكــرَّرا
وصحابـةً بَكَــــروا إليَّ وكلُّـــــهم 
        خَطَـــب العُـــلا بالمكرمات مُبَكِّرا

في حديث خص به «العربي» قال الأديب الشاعر محيي الدين الفاتح: «يعتبر الشاعر محمد سعيد العباسي ابن الأستاذ محمد شريف نور الدائم رائد نهضة الشعر في السودان الحديث، وتتجلى في كل قصائد ديوانه خصائص المدرسة الإحيائية من جزالة وأصالة وفصاحة وصياغة محكمة، مع جرس طاغٍ، الأمر الذي يجعل منه امتدادًا طبيعيًا لشعراء الدولة العباسية من الطبقة الأولى أمثال الشريف الرضي، المتنبي، ويناظر البارودي وأحمد شوقي في مصر من حيث انتهاج التجديدية التقليدية، وقد بث في شعره حبه لمصر، وإيمانه بوحدة وادي النيل، مع وقوفه على مجموعة من البقاع السودانية الممتدة على مساحات شاسعة تشبه الجزيرة العربية في كل معالمها وتفاصيلها، وكان وصوله إليها على ظهور الإبل التي ألِف ركوبها دون غيرها من وسائل النقل العصرية».
عن هذه الزيارة يقول عماد الدين بابكر - رئيس تحرير- الوجود المغاير - التي تصدر عن بيت الشعر الخرطوم «ليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها بيت الشعر أديب أو شاعر، إذ درج على ذلك منذ سنوات سواء في أيام المهرجانات أو بشكل منفصل في برامجه الراتبة خلال العام، حيث يلتقي الأحياء من الشعراء أو أسر الراحلين منهم احتفاءً وتكريمًا لهم وعلى إسهامهم في الحركة الأدبية والإبداعية. 
وكان جدير أن يزور بيت الشعر وضيوفه الكرام من الشارقة وبعض البلدان العربية منزل شاعرنا الكبير محمد سعيد العباسي بتنسيق مع أسرته، لمكانة الشاعر المعروفة، حيث استُقبِل الوفد وضيوف البلاد بالأهازيج وإيقاعات ضرب النحاس والعرض بالسيوف كجزء من التراث السوداني، وبكرم اعتاد عليه أهل السودان، ثم عقدت ندوة نهارية رحبت فيها أسرة العباسي بالوفد الزائر).
أعقب الزيارة انتقال فعاليات المهرجان إلى قاعة وزارة التربية والتعليم العالي، حيث أقيمت ليلة شعرية شارك فيها تسعة من الشعراء السودانيين والعرب، منهم بدر الدين عبدالله، ناشد عوض الكريم، ومحمد الهادي، وغيرهم، وقد قدموا نماذج من أشعارهم وجدت الترحيب من كل الحضور.

 رؤية فكرية
واختتم المهرجان يومه الثالث بجولة عبدالله العويس وعدد من الضيوف داخل مرافق بيت الشعر في الخرطوم، ثم شارك حشد غفير بالحضور في الندوة التي أقيمت في قاعة الشارقة بعنوان «الهايكو العربي» قدمها الشاعر والناقد السعودي حيدر العبدالله، متحدثًا عن «الهايكو العربي» وطبيعته، مع صحبة الشاعر الأموي «ذو الرمة»، في محاولة للربط بين الشعرية العربية واليابانية، قدم من خلالها نماذج من نصوص شعرية يابانية، كما تعرَّض العبدالله لتجربة كوباييشي إيسا (1827-1763م) وغيره من شعراء اليابان في قصائد الهايكو، وقد حظيت بنقاش مستفيض من النقاد والجمهور، ثم جاءت آخر فقرات المهرجان بقراءات شعرية شاركت فيها ريان عبدالإله، أحمد عماد الدين، أبو عاقلة إدريس، محمد المتيم، محمد آدم، حامد يونس، ووداد عثمان. 
من جهتهم، عبر الشعراء المشاركون في فعاليات المهرجان، عن أهمية هذا الحدث الأدبي الكبير، وتوجهوا بالشكر والامتنان لحكومة الشارقة والقائمين عليها برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي- عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشيدين بالسياسة التي تنتهجها في ميادين الثقافة والأدب، والدور الذي تلعبه المبادرة وبيوت الشعر العربي في تقريب الصلات بين الشعراء وجماهير البلدان العربية، وجعلها منصات وتجمعات ثقافية للمبدعين من الموهوبين والصاعدين والواعدين.
من جهة أخرى، تحدث لـ«العربي» الدكتور الصديق مدير بيت الشعر بالخرطوم عن أن بيت الشعر «جاء وفق رؤية فكرية متميزة ومستشرفة لآفاق المستقبل من سمو الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وعضو المجلس الأعلى، وهو الذي عرف قيمة الشعر العربي، وأثره في حياة الناس، مسترشدًا بقول الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الشعر العربي «ديوان العرب»، سِجِل معارفه ومآثره، هذا الشعر بقيمته وقيمه العالية كيف نستطيع أن نحافظ عليه وأن نرعاه؟... أولًا هذه البيوت حاضنة للشعراء، توفر لهم المنابر التي تعينهم في إيصال أصواتهم، وعرض تجاربهم الشعرية، وكذلك مخاطبة جمهور الشعراء ومحبي الشعر، كما تعينهم أيضًا بنشر أشعارهم في دواوين».
وأضاف قائلًا: «لا أبالغ إن قلت لك منذ أن تأسس بيت الشعر في السودان قبل ست سنوات تقريبًا أنشد فيه حتى الآن أكثر من (700) شاعر، وتم طبع عشرات الدواوين في دائرة الثقافة بإمارة الشارقة لشعراء سودانيين خاصة من الشباب، ومن فوائد بيت الشعر أيضًا أنها صارت ملتقى للشعراء لتدارس الشعر، وهناك منتدى دائم كل ثلاثاء، يحضره غالبية الشعراء الشباب، ونحن بتجاربنا وخبراتنا نقف من ورائهم، وفي آخر العام نقيم مهرجان الخرطوم للشعر العربي، يشارك فيه المبرزون منهم، وشعراء كبار من خارج السودان، من العراق، مصر، الأردن، و اليمن، كما يشارك فيه شعراء أفارقة يكتبون الشعر بالعربية الفصيحة ما جعل السودان في طريقه إلى أن يعود لمكانته القديمة بأنه منبر من أهم المنابر الأدبية لقراءة الشعر في إفريقيا» ■