الفنانة ثريا البقصمي بين جذور التحديث وخصوصية الأداء

الفنانة ثريا البقصمي بين  جذور التحديث وخصوصية الأداء

  قدمت الفنانة التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي على مسطحات لوحاتها حكايات سكون الليل وعتمته المليئة بفيض يتماهى فيه الخيال مع الحلم؛ الذي كان مرتعًا خصبًا لأبطالها، في تصور خاص للمرأة والرجل، الروح والقرين، إلى جانب المفردات والرموز الأسطورية والتراثية الدالة عبر الزمن، والتي صاغت منها أيقونات شعبية قريبة من القلب تستمد حضورها من القيم التاريخية والاجتماعية.

 

كانت البقصمي في طليعة الفنانات اللاتي ساعدهن الحظ في دراسة الفن دراسةً أكاديميةً خارج الكويت؛ حيث مارست الرسم والتصوير واشتهرت كحفّارة متميزة، وعملت في الصحافة وكذلك رسامة في مجلة العربي، كما كتبت القصة والشعر؛ ولها مؤلفات عدة ترجمت إلى أكثر من لغة عالمية، منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليابانية والبولندية والفارسية والصينية والتشيكوسلوفاكية... أما على صعيد تقنيات الرسم والحفر والطباعة، فهي فنانة ذات خبرة كبيرة تتميز بالمعالجات التشكيلية التعبيرية والتجريدية التي تؤكد من خلالها أصالة فنها مما أهلها للحصول على العديد من الجوائز وشهادات التقدير طوال مشوار حياتها الفنية في كثير من المحافل المحلية والعربية والدولية حيث كرمتها إمارة الشارقة عام 2018.

المولد والنشأة
ولدت الفنانة ثريا في شرق فريج الصوابر بالكويت عام 1951م، وفي عام 1956م سافرت عائلتها إلى لبنان ودرست في مدرسة (الشويفات) وفيها كانت تشعر برغبة في الرسم والتلوين، كما بدأت تستهويها الموسيقى والقراءة.
بعد الحرب الأهلية اللبنانية عام 1958م، عادوا إلى الكويت، وفي مدارسها اكتشفت موهبتها في الرسم أثناء رفقتها لجدها والد أمها المهندس المعماري (أحمد البنا)، حيث قامت برسم عمال البناء، وكانت فرحة وسعادة (ثريا) كبيرةً عندما لاقت لوحاتها ثناء جدها، بعد ذلك أصبحت تفضل الرسم على بقية المواد وعلى حل واجباتها المدرسية.
بعد نجاحها في المرحلة المتوسطة وانتقالها إلى مدرسة ثانوية قرطبة في الشامية، بدأت (ثريا) تنمي هواياتها... بتشجيع من مدرسة الرسم «حمدية» وكانت (ثريا) تمضي وقتها أثناء الفسحة مع أختها (فريدة)، في مرسم المدرسة، وكانتا تشاركان في معرض المدرسة السنوي.
في عام1968م تأسست الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وكان رئيسها آنذاك الفنان الراحل (خليفة القطان)، وكان من بين أهداف الجمعية: «تشجيع الناشئين والهواة والعناية بإنتاجهم». وبناءً على ذلك انضمت (ثريا) للجمعية ومنحت عضوية مؤازرة عام 1969م. وعندما كانت طالبة في الثانوية العامة، شاركت بثلاث لوحات عام 1970م، ضمن وفد الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية إلى بغداد، وكان الوفد برئاسة رئيس الجمعية آنذاك الفنان خالد القعود.
بعد نجاحها في الثانوية العامة عام1971م عُينت موظفة أمينة مستودع في روضة (المنصور)، حيث قضت فيها شهرين أمضتهما في الرسم على الجدران وفي التحضير لمعرضها الأول الذي أقامته في متحف الكويت الوطني، بعد ذلك التحقت بجامعة الكويت - قسم اللغة العربية.
في عام1972م التحقت بكلية الفنون الجميلة في القاهرة بقسم التصوير، وأثناء دراستها تأثرت بالفنان العراقي جواد سليم والفنانين المصريين عبدالهادي الجزار وحامد ندا، وكذلك بالفنانين «بيكاسو» و«شاغال»؛ وكانت معجبة بأعمالهم وحياتهم المليئة بالمعاناة والكفاح؛ ووجدت في تجاربهم نبراسًا تهتدي به في انطلاقتها التي أثارت لديها الرغبة في التعبير عن المفاهيم الإنسانية وصراعاتها المحيطة بها.
في عام1974م حصل زوجها على منحة دراسات عليا في الاتحاد السوفييتي سابقًا، فقررت (ثريا) قطع الدراسة في مصر والسفر مع زوجها لدراسة الفنون، ولم يعادل السوفييت آنذاك سنوات الدراسة التي أتمتها في القاهرة، فبدأت الدراسة من جديد، وبعد إتقان اللغة الروسية التحقت بأكاديمية (سيركوف)، وتخصصت في فن الحفر والطباعة (الغرافيك)، «تصميم البوستر» و«أغلفة الكتب والرسوم التوضيحية»، وتدربت في الأكاديمية على استنساخ أعمال الفنانين الروس، كما غرست الأكاديمية فيها حب الفن الكلاسيكي وتذوق الجمال، فتعلمت مبادئ الرسم والمنظور والتشريح وتقنيات التصوير الزيتي والمائي. وقد وظفت هذه التقنيات للتعبير عن عوالمها الذاتية، ومشاعرها الإنسانية، فرسمت بعض اللوحات المستوحاة من واقع الثورة البلشفية لتدلل على أن الناس هم الذين يصنعون الأحداث، وأن البطولة هي الموجه الأساس للإنسان البطل الذي يواجه الموت دون خوف من المصير ولا تردد أمامه.
لم تكتف الفنانة (ثريا) بتنمية قدراتها أثناء الدراسة بل شاركت بشكل فعلي في الحياة الفنية للعاصمة موسكو، كما تابعت النشاطات الفنية للفنانين الروس، وتأثرت بأساليبهم، وكذلك بالثورة البلشفية فرسمت عام1977م من وحي الثورة ومن واقع الحياة الروسية مجموعة من اللوحات - تمبرا على الورق - التي تؤكد على الإنسان ودوره في الحياة... كما وظّفت أوقات فراغها في الكتابة التي توجت بإصدار أول رواية لها وهي «زمن المزمار الأحمر». 

في موسكو
 أثناء دراستها في موسكو اتجهت نحو الأسطورة والمواضيع الخيالية، حيث شغل هذا الموضوع الحيز الأكبر في ذهن (ثريا)، لذلك كان مشروع تخرجها عام1981م، مستوحى من قصة «علاء الدين»، وظلت حريصة على استعارة رموزها وأشكالها من الأسطورة، واستنهاض أفكارها منها، وكان واضحًا من خلال ما أنجزته من لوحات سطوة الخط وتوهج اللون إلى جانب اعتمادها على الاختزال والتلخيص، كل هذه العوامل مجتمعة قادت الفنانة إلى حالة أسلوبية تماهت فيها الواقعية والتعبيرية المبسطة بالتجريدية.
بعد تخرجها في موسكو سافرت عام 1981 - 1983م مع زوجها إلى السنغال، وهناك تلقت دورات في فنون الطباعة المختلفة (سيلك سكرين/ شاشة حريرية)، وكذلك الرسم على الحرير (فن الباتيك)، والخزف في كلية الفنون، لذلك تعتبر (ثريا) أول فنانة كويتية تتخصص في هذا النوع من التقنية، وبدأت تشق طريقها بنجاح في هذا الطريق بثقة كبيرة لتحقق لها عالمًا خاصًا من خلال هذه التقنية من الفن الذي اختارته، كما أنها واحدة من القليلات اللاتي لم تجرفهن تيارات الغرب الفنية بعيدًا عن محتواها الشرقي شكلًا وموضوعًا؛ حتى في موضوعاتها التي تعرضت من خلالها لنواح إنسانية عالجتها بوجهة نظرها الشرقية، حيث استخدمت في صياغتها التشكيلية مشخصات وعناصر ذات قيمة جمالية، جمعت بين البساطة كأسلوب والروحانية كإحساس والتراث كتطوير.
والمتتبع لمنجزها في تقنية الحفر والطباعة، (اللينوليوم والشاشة الحريرية ومعدن الزنك)، يستطيع ملاحظة أن لوحاتها تضمنت مشخصات (أفريقية) و(كويتية)، بالإضافة إلى حضارة فيلكا، ورموز مثل: (شجرة النخيل، طيور، نجوم، أهلة، سمكة، قط، ثعبان، كتابات عربية وطواطم...)، هذه الرموز كانت بمنزلة البوتقة التي انصهر بها فكر ووجدان الفنانة (ثريا) التي استلهمت منها موضوعاتها الشديدة الخصوصية، وأعادت صياغة مظاهر الحياة والبيئة الشعبية في لوحات وتكوينات متنوعة تجمع فيها بين التشخيص والتجريد، كما تميزت لوحاتها بالتكوين المحكم لعناصر الموضوع مع معالجة اللون الواحد بإيقاعات خطية ومساحية لتحقيق التنغيم بين الأسود والأبيض، فتبدو اللوحة غنية بعناصرها رغم بساطة الموضوع والشكل، وتعكس لوحات هذه المرحلة الأصالة الفنية التي تكمن في الفنون الأفريقية والآسيوية، من مسيحية وإسلامية وشعبية، والتي صاغتها بما يتفق مع العصر الحديث.
ومن لوحات هذه المرحلة بورتريه لرجل سنغالي يعتمر ثيابه السنغالية، وهو يتصدر مساحة اللوحة آخذًا كل الأهمية، ثم تأخذ الموتيفات الصغيرة دورها في إكمال مسطح اللوحة التي تزخر بالعناصر الشعبية وبالمنمنمات الزخرفية مثل: (القلادة والنجمة الخماسية والهلال) وكذلك الكتابة العربية لقيم تشكيلية مثل: (بسم الله، الحمد لله، محمد رسول الله).
هذه اللوحة تعكس تعبيرًا سنغاليًا واضحًا بسيطًا من ناحية الأداء ومناسبًا لطريقة التنفيذ بالحفر على اللينوليوم.
ومن لوحات هذه المرحلة أيضًا لوحةً رسمتها (ثريا) بأقلام خشبية ملونة، وهي مستوحاة من أسطورة سنغالية شائعة من شجرة سحرية اسمها «باوباب» يقال إن لها قوى خارقةً تساعد النساء على الإنجاب.
 
التراث الكويتي بأعمالها
كما عمدت الفنانة ثريا البقصمي إلى الرجوع للتراث الكويتي وتأكيد الشخصية الكويتية في مجمل أعمالها الغرافيكية - الحفر والطباعة - وتمثل ذلك التراث في لوحة (انعكاس) التي تصور البيوت القديمة بأبوابها ونوافذها وقبابها وأهلتها وما يحيط بها من زخارف وأشجار نخيل، هذه اللوحة، التي عُكست من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس، جسّدت أحلام الطفولة وأشواق الماضي للحارات والبيوت الكويتية القديمة، حيث يحمل كل باب وكل نافذة وكل فسحة سماوية ذكريات جميلة، ومن أجل تحقيق القوة الدرامية للعمل لجأت الفنانة إلى التبسيط والتكثيف الشديد لعناصر الموضوع.
ومن العناصر الأساسية والمتكررة في أعمالها الغرافيكية: الطيور، الأسماك، النجوم، الأهلة، الكف، العين والنخيل... كما لعب الخط العربي دورًا بارزًا في الحوار مع أشكال وعناصر لوحاتها.
بعد الانتهاء من دورة السنغال عادت الفنانة (ثريا) إلى وطنها لتشارك في النهضة التشكيلية، وقدمت في هذه المرحلة مجموعة من الأعمال الفنية المستلهمة من أختام إغريقية قديمة في جزيرة فيلكا الكويتية، بالإضافة إلى ذلك نظمت العديد من الدورات الفنية في الرسم على الحرير في بيت (السدو) ورابطة الحرف اليدوية، كما ركزت الفنانة (ثريا البقصمي) في عام 1984م، على موضوع المرأة ومعاناتها مع ظاهرة تعدد الزوجات... ونذكر من لوحات هذه المرحلة على سبيل المثال لا الحصر  «المرأة الأخرى»؛ بعد ذلك ساهمت الفنانة (البقصمي) عام 1985م، مع بعض زملائها من الفنانين، بتأسيس جماعة أصدقاء الفن التشكيلي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وشاركت في معارض هذا التجمع التي كانت تقام في الدول الخليجية والعربية والعالمية.
في عام 1990 شهدت الفنانة (ثريا)، الغزو العراقي للكويت، وعاشت في كل لحظاته معنى العذاب والألم، ليس على المستوى الوطني فقط، بل على المستوى الأسري، فزوجها كان أحد الأسرى لدى العراقيين. كانت هذه التجربة الأليمة التي عاشتها دافعـًا لها إلى مزيد من الإنتاج الفني والأدبي، وانطلقت من الحدث الكويتي كدافع للتعبير وجسدته على مسطحات لوحاتها وملصقاتها، ولعل ملصق «لا للاحتلال» من مقتنيات «غاليري بارجيل» والذي نفذ باللون الأسود والأبيض (طباعة على اللينوليوم)، يمثل هذه المرحلة خير تمثيل، وأهمية هذا الملصق المتضمن في نصفه الأعلى رجلًا وامرأة كويتيين يقفان بغضب إلى جانب جدار كتب عليه «لا للاحتلال»، لا يكمن فقط في شكله المتميز، بل في محتواه البسيط أيضًا، المحتوى الذي عكس رؤية الفنانة للحدث المأساوي ومطالبتها برحيل الاحتلال، لقد عالجت (ثريا) هذا الحدث في هذا الملصق وفي عدة أعمال فنية أخرى أطلقت عليها «العصفورة والحجر» حيث قامت بالرسم على الحجر، سجلت عليه أغاني الشواطئ الأسيرة والعصافير الملونة وعذابها وأحلامها في محاولة منها لتثبيت اللحظة الإنسانية وتخليدها... كما تكررت في هذه الفترة في رسوماتها أختام  «فيلكا» التي عبرت عن قسوة الحرب.
في الفترة من عام1991-1992م، سافرت إلى لندن لتطوير ملكاتها في الحفر والطباعة (الغرافيك) وبشكل خاص في تقنية الحفر على معدن الزنك وتقنية السلسكرين، وبعد عودتها إلى الكويت بدأت تنشط على صعيد إقامة المعارض والمشاركات الفنية؛ ويمكن تسمية هذه المرحلة التي مهدت لتحديد معالم أسلوبها وتقنيتها، بمرحلة الاستقرار والنضج، حيث تراكمت فيها خبرات بتقنيات التصوير وأنواع وطرق عديدة للحفر... ووفرت لها هذه التقنيات حرية مطلقة في التعبير والتكوين واللون، ويبدو ذلك ظاهرًا في الفترة الممتدة من عام 1993-1999م، حيث ركزت في تلك الفترة على موضوع «ملائكة الفيروز» وظهرت المرأة بسحنتها الملائكية التي تزهو بألق الحياة... كما تضمنت لوحات هذه المرحلة العوالم الخيالية والترميز السحري والأقوال الشعبية والأساطير والقصص، ومن لوحات هذه المرحلة لوحة «امرأة وقطة/1997»، وهي مستوحاة من قصة امرأة تهتم بتربية القطط في بيتها، فاتهمت بالشعوذة من قبل جيرانها، مما أدى إلى رجمها حتى الموت.
استندت عناصر لوحات (ثريا) إلى خطوط بنائية، تربط فيما بينها أجزاء التكوين أو مفرداته، ومن هنا يجد المتلقي بين أجزاء اللوحة عند (ثريا) كمًّا تراكميًّا معرفيًّا من الذاكرة، فضلًا عن الكم المعرفي في الخبرة الأدائية، وهذا أسهم في تأكيد الأبعاد التعبيرية والرمزية لموضوع اللوحة.
في الفترة من 2000-2018م، ركزت الفنانة البقصمي على اللون الأحمر الذي وظفته في معظم أعمالها الفنية، حيث نشاهد اللون الأحمر وقد قسّم اللوحة إلى جزأين، الجزء السفلي يمثل ثلثي اللوحة، وجاءت عناصر هذا الجزء على أرضية حمراء قاتمة تستقبل إضاءتها من الجزء العلوي، بصورة تعطيها عمقًا أكثر تكثيفًا، وهذه العناصر تمثل: طيورًا وقططًا إلى جانب عناصر تراثية مثل الزخارف النباتية والهندسية والكف.
أما الثلث العلوي فقد قامت الفنانة البقصمي بتوظيف اللون لخدمة عناصرها التي تمثل في الغالب امرأة ورجلًا، أو امرأة إلى جانب طير، أو سمكة، أو هلال، ولا تخلو الخلفية من حشد لعناصر زخرفية وموتيفات شعبية... حيث تسعى الفنانة إلى تحقيق التعايش بين البشر والقط والطير والسمك والموتيفات الزخرفية..
تأخذ لوحات هذه المرحلة سمة المعادلات البصرية في أسس التصميم الذي يؤكد على الاتزان والوحدة والإيقاع... كما أصبحت المعالجة اللونية أكثر سطوعًا وتبلورًا.
وفي عام 2022 أقامت البقصمي معرضًا فنيًا في غاليري منصة الفن المعاصر «كاب» بالشويخ وهو المعرض الـ(63) في مسيرتها التشكيلية، وقد تضمن هذا المعرض (50) عملًا فنيًّا عرضت على شكل مجموعات تعكس آخر مراحلها الفنية التي أنجزت أثناء مرحلة «كورونا» وما بعدها.

تجربة إبداعية
أخيرًا، ارتبطت هذه التجربة بقضايا ومضامين مهمة حيث قدمت ثريا خلال خمسين عامًا تجربة إبداعية جادة عكست رؤيتها الفكرية المرتكزة في معظمها على الانتقال الدائم ما بين التراث واستعارة رموزه وبيئتها والتكوينات الجمالية التي يطرحها خيالها كمبدعة؛ هاجس البحث والتجريب في تقنيات «الرسم والتصوير والحفر والطباعة والباتيك والكولاج» في سبيل الوصول إلى شخصية متميزة؛ حتى أصبحت من أبرز الفنانات اللائي تواصلن مع الحضارات القديمة والحديثة سواء على صعيد استلهام المنابع التراثية أو التفاعل بين الفنون بالانفتاح على الفكر الفني العالمي دون الوقوع في براثن محاكاته وتقليده ■