مسارات ثقافية ومعارج فكرية في مسيرة فاضل خلف الأدبية

مسارات ثقافية ومعارج فكرية في مسيرة فاضل خلف الأدبية

يا فاضلًا لستُ أنسى ما حيــيتُ يدًا           أســـدى إلـــي ومعروفًا لــه سَــلـفا
فتى لغير العُــلى لم تــصبُ همتُــه             وغيرَ درب النجا والمجد ما عرفا
لم ألقَ في الناس من خل أخي كرم              حـلو الشمائـل إلا «فاضـلًا خلـفـــا»
                    
الشاعر الفلسطيني - سعيد العيسى من هيئة الإذاعة البريطانية - لندن 1988      

 

هل للإنسان نصيب من اسمه؟ سؤال يتبادر للذهن ونحن نتناول سيرة الأديب الراحل فاضل خلف، الكاتب الذي ولد عام 1927 وظل يغدق في العطاء بما نهله من العلوم بدءًا بما تلقاه من معارف بالمدرسة والمطالعة إلى أن عمل في الأربعينيات مُعلمًا في المدرسة الشرقية في الكويت، مرورًا بدراسته في معهد الفنون والآداب بجامعة كمبردج خلال الفترة من 1958 إلى 1961، ومشاركته في الحركة الأدبية إلى السنوات الأخيرة من حياته التي امتدت إلى يناير 2023.   
  
مجلة كاظمة - 1948 
طرق فاضل خلف مختلف الأجناس الأدبية: شعر، قصة، مقالة، دراسة، فراسل المجلات العربية في مصر والعراق ولبنان وأرسل إليها بمقالات وتعقيبات، وحين صدرت مجلة «كاظمة» التي طبعت في الكويت في يوليو 1948 ساهم في تحرير المجلة وانتظم في النشر فيها وكتب المقال والقصة: «حارثة بن سراقة» (مقالة)، «من نكبات الدهر» (قصة)، «الانتقام الرهيب» (قصة). وعند استحداث المجلة لــ«باب الكُتب»، نشر قراءته على مدى ثلاثة أعداد تحت العناوين التالية: أبو نواس، الأدب الحجازي، الضائع، ومع آخر أعداد المجلة وفي باب أسماه «من زوايا الإهمال» كتب في مارس 1949 مقالًا بعنوان «منجك بن محمد المنجكي». إن هذه المقالات تكشف عن المخزون الثقافي الذي كان يتمتع به الخلف، كما يبرز مدى اقترابه من التراث واهتمامه به، وكيف ساهم التراث في بناء شخصيته الأدبية والإبداعية على السواء.

أحلام الشباب - 1955
على الرغم من صدور هذه المجموعة القصصية عام 1955، إلا أن نصوصها كتبت في فترات مختلفة أقدم من تاريخ المجموعة، فقصة «المنقذ» نشرت أول مرة تحت عنوان «الشبح» عام 1950 في مجلة «الكويت»، التي أصدرها المرحوم يعقوب عبدالعزيز الرشيد، وفي العام نفسه نُشرت قصة «من الأعماق» في مجلة «البعثة» تحت عنوان «سر المُطلقة»، فيما نشرت «الشهادة الخالدة» عام 1952 تحت عنوان «حضرة المدير». أما عنوان المجموعة ففي لقاء لي مع الأستاذ فاضل خلف عام 2009 أشار إلى أن الناشر اللبناني محمد صادق، مدير مكتب الكويت للدعاية والنشر هو من اقترح العنوان للمجموعة القصصية «أحلام الشباب»، وهو عنوان إحدى قصص المجموعة، ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن، هل كتب فاضل خلف نصًا سرديًا قبل 1950 وما هي ظروف القصة؟ 
في الواقع إن كتابة فاضل خلف للقصة في الأربعينيات ارتبطت على نحو ما بتاريخ الإذاعات، وخاصة هيئة الإذاعة البريطانية التي تواصلت مع مستمعي الشرق الأوسط من خلال مواد يبثها القسم العربي لتطرح البرامج والمسابقات الأدبية الخاصة بالشعر والقصة، ما أتاح لفاضل خلف أن يفوز في فبراير 1962 بمسابقة الشعر عن قصيدته «الإنسان في عالم الغد»، وقبلها في عام 1948 يفوز بمسابقة القصة التي اشترطت نصًا لا يتجاوز 500 كلمة. وحين التقيته في المكتبة الوطنية في 17 نوفمبر 2009 قال فاضل خلف عن قصته «سكون الليل»: «أكاد أتذكر المذيع وهو يقول (نـذيع لكم أول قصة وصلتنا من الكويت، وهي من فاضل خلف، وهي وإن كانت أول قصة وصلتنا، إلا أنها استوفت جميع الشروط)». «سكون الليل» استوحاها فاضل خلف من حادثة حقيقية، فيها بعض الطرافة، حدثت لزملاء له في المدرسة الشرقية فصاغها سردًا جاعلًا للخيال نصيبًا في نهايتها وللغة سلاسة منحت العمل صبغة أدبية، وبموجبها استحق النص جائزة الإذاعة البريطانية التي مَنحت الكاتب اشتراكًا لمدة عام في مجلة «المستمع العربي».  

زكي مبارك - 1957 
في مقدمة كتابه «زكي مبارك بين رياض الأدب والفن - عرض ونقد وتحليل» يقول فاضل خلف: كنتُ قــد نشرت سلسلة مقالات عن «زكي مبارك» بعد وفاته، فاعترض عَلَيّ أحد الأصدقاء، وطالب بإيقاف تلك المقالات، زاعمًا بأن زكي مبارك أديب من أدباء الطليعة، وسيكتب عنه من هم أكثر مني اتصالًا به، فاستمعتُ إلى نصيحة ذلك الصديق.  ومرّت الأيام دون أن يصدر كتاب عن هذا الأديب، وفي العام الماضي صدر كتابي «في الأدب والحياة»، وفيه الفصول الخمسة التي كتبتها عن «زكي مبارك». وما كان في حسباني أنها ستُحدثُ أثرًا في الأوساط الأدبية كالذي أحدثته، فقد وصلتني رسائل التشجيع من جميع البلاد العربية، لا سيما من مصر بلد العلم والعرفان، وكان في مقدمتها رسالة من الأستاذ الكبير زكي طليمات، فوجدت نفسي إزاء هذا التأيـيد مضطرًا للكتابة عن زكي مبارك لأحقق ظن الأدباء بي، فكتبت هذه الفصول بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاة زكي مبارك.
في هذا الكتاب، يتعرف القارئ على الأسماء المستعارة التي اتخذها زكي مبارك، كما يقع المتصفح للكتاب على أسماء لأدباء وصحفيين من فلسطين ومصر والعراق، لم يهمل فاضل خلف التطرق إليهم مثل: محمد علي طاهر صاحب مجلة الشورى، وأحمد العاصي الذي تتلمذ على يد زكي مبارك عام 1926، إضافة إلى ما يقارب الخمسين عَلَمًا. وأضحى الكتاب مصدرًا من مصادر دراسة زكي مبارك، فحين سافر فاضل خلف إلى بريطانيا للدراسة عام 1958، أخبره أستاذه هناك أن كتابه عن زكي مبارك قد سبقه وأخذ مكانه على رفوف مكتبة كلية الدراسات الشرقية بجامعة كمبردج. 

دراسات كويتية 
طبع هذا الكتاب عام 1969 و1981 و1995 وضم مجموعة من المقالات إضافة إلى أحاديث أسبوعية قدمها في إذاعة الكويت في إطار تسع وثلاثين حلقة بدءًا من أكتوبر 1961 إلى أن غادر الكويت إلى تونس كملحق صحفي ومستشار إعلامي في يوليو 1962. المقالات لم تتطرق إلى الكويت وشخصياتها الأدبية فحسب؛ بل تناول الكاتب النقد الأدبي عامة، مشيرًا إلى أسماء علماء عرب وأجانب، منهم: الرحالة الأمريكي (لوكر) الذي مرّ بالكويت عام 1868، والأستاذ المصري أحمد الشرباصي (1917 - 1980) الذي عمل في التدريس وشارك في إذاعة الكويت، والشيخ عبدالهادي الجواهري (1904 - 1973) الذي عاش في الكويت ثلاثين عامًا بعد زيارتها في عام 1930. 
ثم تابع فاضل خلف ما يُنشر عن الأدب وفن القصة الحديثة في الكويت، وتطرق إلى كتابات الأديب سليمان الشطي حيث قال: «يؤكد المهتمون بالنقد القصصي الحديث أن وجود شكل الفعل المستمر ضروري، وفي رأيهم أن هذا الفعل يساعد على وضع الإنسان في وسط العملية الإدراكية». 
ومن الملاحظ على مقالات فاضل خلف التزامه بالمحور الذي يثيره في بداية مقالته، حيث يغدو التشعب بعد ذلك مدروسًا لديه، مما يثري المقالة، وفي الإطار ذاته يهتم بتوجيه القارئ إلى مصادر عدة لمزيد من المعرفة. ففي الطبعة الثالثة من كتاب «دراسات كويتية» (1995)، يتطرق إلى كتاب «الوصايا في الأدب العربي القديم» الذي أصدرته الدكتورة سهام الفريح عام 1988، ويبدأ مقالته بالعبارة التالية: «مما لا شك فيه أن ثنائية «العقل والنقل» ثنائية إشكالية بالمعنى الحاد لمفهوم الإشكالية»، ويختم المقالة بالقول: «وهكذا نجد أن ثنائية العقل والنقل ناطقة في كل ثنايا الكتاب وعلى نحو ما عرضنا وذكرنا».  

على ضفاف مجردة - 1973 
في الطبعة الأولى من ديوانه على ضفاف مجردة تطالعنا مقدمة كتبها عبدالستار أحمد فراج (1915 - 1981) يقول فيها: «صلتي بالأديب الشاعر فاضل خلف ترجع إلى أكثر من عشرين عامًا، وذلك عندما تبادلنا الرسائل أيام كنت أكتب في مجلة الرسالة، وأرسل كل منا صورته للآخر، ثم أرسل لي أحد مؤلفاته وهو كتاب يحوي مجموعة مقالات بعنوان «في الأدب والحياة» أصدره في سنة 1956، ثم زار القاهرة وتلاقينا وجهًا لوجه، وأعاد الكرة بزيارتي في مَجمع اللغة العربية، ثم التقينا في الكويت، وقرأت ما ألفه من كتب، وما ألقاه من أحاديث إذاعية».   
اتخذ هذا الديوان من نهر مجردة في تونس عنوانًا له، وتجلت تونس في هذا الديوان في قصيدة «الورقات التونسية»، وقصيدة «نهر مجردة» التي استهلها على النحو التالي:
أتونــسُ يا رَبَــةَ المِــزْهَــرِ
وباعِثة النُــورِ في الأعـصُــرِ
لكِ المَــجْـدُ تِيهِـي بما نِلْتِه     
مِـنَ المَغنَــمِ الوافِـرِ المُــثمِــر
وكانت الكويت حاضرة في هذا الديوان من خلال قصيدة «يا صانع الألحان» التي تبدأ بالبيتين التاليين:
يا صائــغ الألحانِ في الـسحَر    
هـذي الكويت تميس في الظفرِ
     بَلَغَـتْ مِنَ الأمجادِ ذروتها          
وسَمَــتْ بِذِكـرٍ غيرِ مُــنْــدَثِــرِ
ولم يزل اعتزاز فاضل خلف بلغته العربية يحدو به إلى أن يهيمن على ترجمته لقصيدة «ساحة المجد» للشاعر رولد فيلدنق هول، حيث أعاد نظم القصيدة كما لو أن أصل النص صدر بقوافٍ عربية، جاء مطلعها على النحو التالي: 
ساحةُ المَــجدِ تُرَى أَينَ حِماها    
إنني لا اشْـتَــفي حَـتى أرَاهـــا
هَـــاجني الـشوقُ إلـى آفاقــها        
لَيـْـتَني أعرفُ شيئًا عَن رُبَاهَا

أصوات وأصداء – 1983 
المقالات التي احتواها هذا السفر كُتبت في الأصل بين عامي 1976 و1977 وتحمل بين طياتها وصف رحلات قام بها فاضل خلف إلى فيرجيني في إيطاليا، وعين دارهم في تونس، ورحلات أخرى، منها رحلة إلى الجزائر في عام 1962، أي بعد استقلال الجزائر. 
يذكر فاضل خلف أنه في رحلته تلك صلى خلف الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1889 - 1965) الذي التقاه من قبل محاضرًا في مساجد الكويت ومحافلها الثقافية عام 1952.  
أصوات وأصداء كتاب اعتنى به بأصوات عربية لها أثرها وتأثيرها، يقول فاضل خلف في مقدمة كتابه: «سبعة أصوات عالية، ترددت أصداؤها في الآفاق العربية، مشرقًا ومغربًا، أربعة منها مصرية هي أصوات: أحمد شوقي وعباس محمود العقاد وأنور المعداوي وعلي محمود طه، وصوت ميخائيل نعيمة، وصوت جزائري هو صوت عبدالحميد بن باديس، وصوت تونسي هو صوت علي الدوعاجي. إن فاضل خلف الذي استهوته الكتابة في أدب الرحلات يأخذنا في كتابه هذا إلى مسالك وممالك فيسحرنا بقصة من هذا البلد ونادرة من تلك القرية، ولا يكتفي بوصف المشهد الماثل أمامه، بل يُحيله نافذة تفتح آفاق قراءة التاريخ واستحضار شخصياته. 

عبدالله سنان - 2000 
 شاعر يكتب عن شاعر مثله، تتسع المسافة بينه وبين شاعر مطبوع مثله، فيفرد له كتابًا لا مقالة لأن عبدالله سنان شاعر يستحق الكتابة عنه، إنه كان أمة وحده في الشعر، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل كتب فاضل خلف كتابه هذا بأدوات الباحث أم بروح الشاعر؟ يشير فاضل خلف في كتابه إلى أن الشاعرين خالد سعود الزيد وعبدالله العتيبي سبقاه في الكتابة عن عبدالله سنان، مما يضعه أمام تحد لاكتشاف الجديد فيتساءل: «وماذا يمكن لهذا الدارس أن يقول عن هذا الصوت المدوي من أجل وطنه وقوميته؟ وأنّا له إمكانية الدخول أيضًا إلى عالمه الساحر الضاحك الباكي معًا إذا لم يصل ليله بنهاره، وإذا لم يكن بجملته حاضرًا فكرًا ووجدانًا أمام كل لفظة شاخصًا محدقًا متأملًا ومفكرًا بوعي ليسبر ما بباطنها كي تتكشف له (الأنا) عند قائلها فيرى مراح المعاني العازبة مشرقًا بعينيه وعقال القوافي الشاردة محكمًا عليها ليحول بينها وبين الانفلات». 
سطور خطها فاضل خلف في مقدمة الكتاب هي أقرب إلى المنهج العلمي الذي يجعل من النص النقدي إبداعًا قائمًا بذاته، ومن يقرأ الكتاب بالعناوين الجانبية التي صاغها المؤلف يُدرك عمق البحث العلمي الموضوعي في تناول مادة أدبية وسلاسة الطرح والكتابة التي تعززت من ناحية بمحبة جمعته بالشاعر سنان على مدى أربعين عامًا، وبخبرة في تذوق الشعر والكتابة عن الشعراء في مقالات نُشرت في الصحف أو مؤلفات مثل الكتاب الذي صدر عام 1992 بعنوان «سعاد الصباح - الشعر والشاعرة».    

دراسات أندلســية - 2012 
صرحٌ مَـدَى الأزمانِ نَاطق يَروي أقاصيص البَواسَقْ
  يَــروي أقـاصيـص الـعُـلا والمَجد مِــن أيــام طــارق
 ويُــحدثُ التـــاريخُ فـي صُــحُفٍ مُـــطَهرةٍ نَـــواطِــق 
صُحفٍ تَـشامخ مَجــدُها فتعـــطرت زُهـــرَ المَنــاطق 
هذا مطلع القصيدة المنشورة في كتاب «دراسات أندلسية» والتي كتبها فاضل خلف فجر الثالث من مارس 1960 عندما رست به الباخرة القادمة من لندن في ميناء جبل طارق، فكانت تلك الرحلة بمثابة حلم تحقق ليذكره بالمدرسة الشرقية والسنة الدراسية 1940-1941 حيث تتلمذ على يد الأستاذ أحمد البشر الرومي (1940-1941) الذي قال عنه فاضل خلف: «وكان إذا تحدث عن التاريخ العربي يضع أمامنا مراحل هذا التاريخ بكل ما فيه من معرفة واطلاع، فإذا جاء ذكر تاريخ الأندلس رأيناه يتدفق كالجدول الرقراق، فكان يحب الأندلس وآداب الأندلس وخاصة الموشحات الأندلسية». في كتابه تناول فاضل خلف رحلته إلى جبل طارق وإشبيلية وزيارته لمسجد قرطبة وقصر الحمراء، وتطرق إلى مُحمد بن أبي عامر - رابع شخصية في تاريخ الأندلس، بعد طارق بن زياد وعبدالرحمن الداخل وعبدالرحمن الناصر. 
نتعرف من خلال «دراسات أندلسية» إلى أحمد بن محمد المقري وموسوعته «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب»، ونقرأ عن ابن زيدون، وأعوام المجد في حياة المعتمد بن عَباد. 
لقد ظل التاريخ مصدرًا لفاضل خلف يستدعي منه الشخصيات والأسماء، وعندما يتذكر نوادر حدثت له خلال «رحلة الأندلس»، مرة مع سائق في جبل طارق ومرة في مدريد، فيكتب على النحو التالي: «بالأمس تحدثت عن السائق الإنسان الذي التقيت به في جبل طارق فأصبحت ذكراه تتوقف في القلب، وليس من قبيل المصادفة أن يكون موضوع اليوم سائق سيارة، التقيت به في «مدريد» عاصمة إسبانيا... مدريد التي كان اسمها «مجريط» في أيام الأندلس الأولى، وهذا السائق يختلف عن سائق جبل طارق في عدة أمور (...)». 
توقف فاضل خلف عند شخصية السائق لأكثر من مرة، يرمز إلى تعامله مع محيطه واهتمامه بمن يقابله بغض النظر عن مركزه الرسمي أو الاجتماعي، ونراه يصف السائق الأول بـ«السائق الإنسان» وعندما يتحدث عن سائق مدريد يشير إلى صعوبة التواصل بسبب عامل اللغة. ومن يقرأ الكتاب سيجد وصفًا يرسم فيه الراوي الشخصيات بدءًا بالعمر، ثم الهيئة: نحيل ضامر وجسم ممتلئ، وبعدها التفاصيل الأدق «ينظر إلى محدثه وهو مطأطأ الرأس، أما سائق مدريد فكان جريئًا عركته الأيام، تلوح على شفتيه ابتسامة فيها من تجارب الأيام شيء كثير».
إن هذه السياحة الفكرية في مسارات فاضل خلف الثقافية ومعارجه الفكرية تكشف عن أديب عربي من الكويت ظل طوال حياته مشغولًا بالثقافة ومنشغلًا بها، فأعطى من خبرته وطوع قراءاته لتكون نتاجًا يستند إليه من يبحث عـن المعرفة ودروبها ■