رحيل صديق مبدع

رحيل صديق مبدع

حين يرحل صديق مبدع، صاحب إنجاز فكري وفني، فإن خير ما نذكره به أن نتعرف على ثمرات تجربته الإنسانية، وما يميز هذه التجربة. «فاضل خلف» أحد إخوة ثلاثة عرفتهم عن كثب، وقد اتسموا بسماحة الخُلق، وحب الثقافة، وحضور الشخصية، وصدق الانتماء الوطني والقومي: كان أولهم «عبدالله خلف»، عرفته حين كان رئيسًا للقسم الأدبي بإذاعة الكويت، وتأكدت الصلة بقراءتي التحليلية لروايته المؤسسة ــ بالنسبة للفن القصصي في الكويت ــ بعنوان: «مُدرسة من المرقاب»! كما زرتُ مكتب شقيقه المحامي النائب البرلماني «خالد خلف» - في عمارة (جوهرة الخليج): وكان يعلق صورة «جمال عبدالناصر» في مكتبه؛ إعلاءً وإعلانًا لحسه القومي الذي نعهده في الإخوة الثلاثة.

 

بدأ فاضل خلف بكتابة القصة القصيرة، وقد نشرت له مجموعة «أحلام الشباب» عام 1955، ويذكر أن هذه المجموعة أول كتاب قصصي يُنشر في الكويت، وقد ظل وفيًا لهذا الفن الحكائي حتى زمن متأخر؛ إذ صدرت مجموعته القصصية بعنوان: «فاكهة الشتاء» عام (2005) - بفارق نصف قرن! أما إنجازه الشعري فيمكن تعقبه في عدد من الدواوين، امتدت كما تمتد أعمدة الإضاءة على حاشية الأفق طوال رحلته الإبداعية. وعناوين هذه الدواوين: على ضفاف مجردة، 25 فبراير، الضباب والوجه اللبناني، كاظمة وأخواتها، طاقة من الورد، عودة الصقر، فضلًا عن مشاركات فكرية/اجتماعية، تشكلت في صياغة مقالات ذات طابع (صحفي)، وهذه المقالات حملت عناوين: «في الأدب والحياة - دراسات كويتية - سياحات فكرية - أصوات عالية - أصداء بعيدة - قراطيس مبعثرة -  ذكريات نقعة ابن خميس - أزهار الخير». 
أما كتابه عن «زكي مبارك» الذي صدر عام 1957، فهو مشاركته النقدية التحليلية الفريدة في هذا المجال النقدي.
هذا الإطار العام يحمل دلالات متعددة، كما تحتاج الإحاطة بمفرداته إلى وقت وجهد، ومن ثم: سنكتفي بتلمس الملامح العامة لهذا النتاج المتعدد عبر ثلاثة محاور، تتجلى في مجمل إبداعاته: القصصية، والشعرية، والفكرية. 
- هذه المحاور الثلاثة: 
- المحور الوطني: الذي يعبر عن اعتزازه بالكويت (تاريخًا، وثقافةً، وقيادة).
- المحور القومي: الذي يُعلِّي من شأن انتمائه العربي، بمستويات مختلفة. 
- المحور الإنساني، أو النزعة الإنسانية: التي تتجلى في إبداعاته - على اختلاف أشكالها: في الشعر - كما في القصة، وفي الدراسات الاجتماعية والنقدية.
وهنا نشير إلى أمرين:
الأول: أن هذه المحاور الثلاثة: الوطنية، والقومية، والإنسانية، ليست متاحة، أو متحققة لكل من يمارس الكتابة والإبداع، فقد تستهلك الكاتب أو الأديب عاطفة واحدة، بل قد تستهلكه - إبداعيًا - عاطفة غير هذه الثلاث – مثل: إعجابه بنفسه!!
الثاني: أننا سنكتفي - في تلمس هذه الثلاثية - بأمثلة؛ وإشارات دالة، تفتح الطريق أمام من يتطلع إلى رسم الصورة الكاملة. 

المحور الوطني
من الطبيعي أن يتجلى الملمح الوطني مبكرًا جدًا، مع اختيارات «فاضل خلف» في موضوعات قصصه، واختيار شخوصها: ففي مجموعته القصصية الأولى «أحلام الشباب» التي تحمل أهم ملامح الانتماء الوطني (الكويتي) يعنى بقضايا الأسرة والمجتمع، كما يعيشها أهل الكويت، كما يحرص على منظومة القيم (الوطنية - الاجتماعية) من جانب، والوفاء لقضايا التطور، وتأكيد النزعة التقدمية من جانب آخر، وهذا ما يمكن اكتشافه بسهولة عبر عنايته بالصراع (الخالد) بين الزوجة والحماة، كما في قصة «حنان أم»، وفي قصة «أم جاسم وكنتها»، وقصة «السهم الأخير»... كما تُعنى عينه الراصدة بالظواهر المستجدة في مجتمعه الكويتي، الذي يغادر عالم (القبيلة) المحافظة، إلى عالم (المجتمع العصري) والدولة الحديثة، فيكتب قصة «حضرة المدير» عن الموظف، وهو شخصية جديدة لم يكن للكويت بها عهد من قبل، وقصة «من وراء حجاب» عن الغربة والاغتراب... إلخ.
إن قصة «أحلام الشباب» التي تحمل المجموعة عنوانها، نشرت في المجموعة تحت عنوان آخر، وهو: «نزوة»!! وبالرجوع إلى نص القصة (وهي في أقل من ثلاث صفحات) تظهر القدرة الفنية في تشكيل «الحكاية»، ولغتها، وطريقة إجراء الحوار بين شخصياتها: فالراوي (الغائب العليم) يتولى التعريف بالموضوع، ووصف الشخصيات، وتعقب تطور الحدث، وفي هذا المحتوى المحدود يتجلَّى صراع الأجيال، وملامح التطور، وضرورة الأخذ بأسباب التحضر، وبخاصة فيما يتعلق بموضوع الزواج، وإمكان - أو حرمة إمكان التلاقي بين الرجل والمرأة قبل الزواج. وعلى بساطة الحكاية؛ فإنه ينتهي إلى الانحياز الصريح إلى الفكر الجديد، وما ينبغي أن يتحقق من تعارف بين الشباب - مواجهة قبل الارتباط!!
لم تتح لنا متابعة الأعمال القصصية الأخرى (أصابع العروس – 1989، زمردة المسحورة - 2003، فاكهة الشتاء – 2005)، غير أن المتابعات النقدية الصحفية تبدو أكثر استجابة وتقديرًا لفن الكاتب في هذه المجموعات.  
لقد عرضتْ لجهود «فاضل خلف» الأدبية والفكرية، دراسات متعددة، بما يعني أنه يشكل درجة من الخصوصية والتميز في «الإبداع الأدبي الكويتي»، ومن ثم في الأدب العربي الحديث بوجه عام. وفي ترجمة «خالد سعود الزيد» - في سياق كتابه «أدباء الكويت في قرنين» - الجزء الثالث – (ص183) يقول عن «فاضل خلف»: 
«مجموعة مواهب تجمعت في شخص واحد، حتى لكأنه - كما قال «أبو حيان التوحيدي»: بستان في زمان الخريف، لكل عين فيه منظر، ولكل يد منه مقطف، ولكل فم منه مذاق، فهو باحث وقاص وشاعر»!  
ولعلي كنت من المبكرين المشاركين في هذا الاتجاه، ففي كتاب «الحركة الأدبية والفكرية في الكويت» (صدرت طبعته الأولى 1973 عن: رابطة أدباء الكويت) في الفصل الذي عُني بفن القصة القصيرة، قلت عن مجموعة «أحلام الشباب»: إنه يضفي ملمحًا غير مسبوق على هذا الفن، وهو يمتاز عن قصص سابقيه، بصلته بالقصة الإنجليزية في لغتها، وقد قام بترجمة عدد منها، كما أنه يحقق في قصصه ميزتين: أنه يمتد بتصوير لحظة معينة لتحقيق هدف محدد «وهذا النوع من القصص لا يُكتب استجابة لخاطر عابر، وإنما يرتبط بمناسبة محددة». أما الميزة الثانية في هذه القصص؛ فتتجلى في التفاته إلى هموم الحياة اليومية، والجوانب المجهدة في تكوين الأسرة على المستوى الشعبي، وبخاصة بين النساء، وما يكون من علاقة الزوجة بالحماة!! وهنا إشارة طريفة إلى أن هذا الكاتب احتفظ بقضايا الحب وصوره لطاقته الشعرية وقصائده. أما القصة عنده فهي للعظة والعبرة، غير أنها - قبل ذلك - تصوير لقطاع من الحياة يعاني قدرًا من الشقاء اليومي المتجدد لأسباب مختلفة.
وبوجه عام، نرى أن مصادر التجربة في قصص فاضل خلف مستمدة من مجتمعه الكويتي أولًا، وتسجيل صور التفاعل واحتمالات التطور بين أفراد من هذا المجتمع، ومصاعبه بين الموروث والمستحدث.
أما تلمس تجليات هذا المحور الوطني في شعره، فتبدو في أجلى معانيها مرتبطة بالعيد الوطني الكويتي؛ إذ يكتب تحت عنوان: «دفقة من شعور» معبرًا عن فرحته: 
وطــــنٌ أرواحنــــا فــــي جـوه        
زاحمــت في الرحــب أطيار الربيع
إن قربنــا فلنــــا فـــي أرضــه         
بهجة اللقيا مدى الكــون الوسيــع
أو بعــــدنا عـــــن حمـــاه فلنـــا        
في لقــاه أمـــل الصــب الــولـــوع
كما تتجلى هذه العناية بالوطن الكويتي في رثاء الراحلين من شخصياته المبدعة، مثل قصيدته في رثاء الشاعر «صقر الشبيب»، ومطلعها: 
هوى بعد ما أنهى قصائد بؤسِهِ         
وأهـــدى إلى أوطـانه نبع نفسِـِه
وغادر شرقي الكــويت وطالمــا        
أحـــب مغانيـــه وأبيـــــات درســه
وكذلك يكتب عن الشاعر «فهد العسكر» في ذكرى رحيله:
يا موحي الشعر بالأنغام والغزلِ         
وناشر العطر من نــواره الخَضـلِ
وباعث الحب من أعماق خافقه         
وواهب الفيض من شلاله الهطـِـلِ
وصائغ الفن لا يسمــو لرفعتـــه        
شاد من الحي، من غـضٍ ومكتهل
وساهر الليل والأسحــار شاهدة         
يصـــوغ ألحــــانه مــن مزهرٍ ثملِ
وباسط الكف للأضياف في سمر      
 معطـــر بنشـــيد الحـــب والغـــزل
 وتتجلى قدرات فاضل خلف الشعرية في مرثيته (التذكارية) لسمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدلله السالم الصباح، التي قالها بمناسبة مرور عام على رحيله، وهذا واضح في مطلعها:
مَرَّ عامٌ على الفراقِ فهاجت     
ذكريــــات بطيفهـــا الشفـافِ
ذكريـــاتٌ يشتــــاقها كل حر      
وحنين الأحرار كالدر صـــافِ
ذكريات تعطـــرت بأريــــج       
يغمر الأفق... كامل الأوصافِ

وفي هذه القصيدة - وقد تشكلت في (37 بيتًا) من بحر الخفيف - تتجلى الطاقة الشعرية في أبهى امتداد لها (فأكثر قصائد الشاعر تتسم بالقصر)، وهذا الامتداد (المتجاوز) يوحي بعظمة المرثي، وتقدير دوره الوطني والقومي. من هنا نشير إلى أهم الخصائص الفنية في هذه المرثية التذكارية:
-1 أنه اختار وزنًا (بحر الخفيف) وصفه «عبدالله الطيب» في كتابه «المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها» بأنه: يجنح صوب الفخامة، وأنه واضح النغم والتفعيلات، وأنه إذا وقع الحوار فيه جاء كأنه مسرحي، وأن موسيقاه الحية تجل عن الرتابة... إلخ.
-2 ونتأمل عنوان القصيدة، أو عتبتها الأولى: «عودة الصقر»، «الصقر» رمز صحراوي أصيل، واتخاذه شعارًا في دولٍ متعددة يستوحي كبرياءه وسموقه، أما «العودة» - في العنوان - فهي رمز الاستمرار، والحنين، والأمل.
-3 وفي تعقب سياق القصيدة يصور مراحل حياة المرثي، فبعد المقدمة/المطلع يتأمل شبابه، وما اعتنق من آمال:
ثم جاء الشبــــاب وهـــو ربيـعٌ     
ملؤه الحــب للفتى الطــوافِ
يحمـــل الــــراية المـوشاة عزًا     
وظـــلالًا بعـــيدة الأهــــداف

كما يتمهل عند المأساة الوطنية التي واجهتها الكويت في (1990):
وإذا اللــيث بالـــزئيـــر مجيــبٌ    
 إننــي خيـــر ذائـــد سيـــافِ
ومضى الصقر طائرًا في نضال    
في الميادين كلها، والفيافي
حاملًا راية الكـــويت بعــــــزمٍ       
مستمـــيت، ومقـول رعّافِ
ومن ثم فيقول عن الشيخ «سعد العبدلله» - رحمه الله: 
هو رمز التحرير حقــًا وصــدقًا
وهنا يكون الختام:
وســــلام علـــى حبيــبٍ مقيـــمٍ      
في جنان في ظلها الـورّافِ

-4 وننبه ــ في هذه الملاحظة الأخيرة ــ إلى لباقة الشاعر، وقدرة عبارته على الإيحاء دون التصريح في المواطن (الحرجة) أو (المتعارضة)، إذ لم يكن بدٌّ من الإشارة إلى أحداث (أغسطس 1990) وكان دور الشيخ «سعد» في تنظيم المقاومة وقيادتها عظيمًا ومؤثرًا، غير أن الشاعر – بكثير من الحساسية – رأى أن التوسع في هذا الجانب سيؤدي إلى إثارة مشاعر تتعارض والحس القومي، والإيمان بعظمة العروبة، ومن ثم عبر فوق هذا المعنى بلباقة جمعت بين الكشف والإيماء.

المحور القومي 
هذا المحور يتجلى في أغراض شعرية مختلفة، تهدف - في جملتها - إلى الإعلاء من شأن العناصر المشتركة بين أقطار الأمة العربية، ومن ثم فإن هذا المحور القومي يتجلى - مبدئيًا - في الإشادة بالتاريخ العربي المشترك، كما يتسع للإشادة بالشخصيات العربية المؤثرة في مختلف مجالاتها، وكذلك يتجلى في التغني بجماليات الأرض العربية، والطبيعة العربية، فهذا المحور مكمل لسابقه؛ إذ لا تناقض بين الوفاء للوطن، والاعتزاز بالقومية. من ناحية «الرموز التاريخية»، نطالع قصيدة «جبل طارق» وهو: 
يُحـــدث التــــاريخ في          
صُحُف مطهرة نواطـــقْ
صُحف لشامخ مجدهـا          
فتعطرت زُهر المناطــقْ
وبدت تعطر بالشـــذى         
بيض المرابع والمرافق
وهي مطولة، تشكلت في مقاطع متراتبة. 
وقد يجمع الشاعر - في سياق واحد - بين مجد الأمة الإسلامية وعظمة العرب في قصيدة استوحى فيها عبارة لـ«عبدالوهاب عزام» تحت عنوان: «إقبال في محراب قرطبة» (من ديوان: على ضفاف مجردة)، وفي سياقها يعلي من عظمة أمة العرب في الأندلس: 
فلها بشرق الأرض ذكـ     
ـر لا يكف عن الهدير
ولها بغـرب الأرض أذ     
كارٌ تعــز عـن النظيــر
أما ديوان «على ضفاف مجردة» فإن عمدته قصيدة «نهر مجردة»، وهي في (33 بيتًا) مطلعها: 
تنزل على الخضراءِ دُرًا وعسجدا      
وزدها على الأيامِ عزًا وسؤددا
وعَطّر ثراها من معـــينك بالشـذا       
فقد طبت في الآفاق نبعًا وموردا
والتوصيف النقدي يعدُّ الغناء للطبيعة ملمحًا رومانسيًا، يكتسب لونه الوطني حين يتغنى بطبيعة الوطن، فإذا اتسع الغناء للطبيعة في أماكن تنتمي إلى المدى الجغرافي القومي، اكتسب هذا الغناء معنى (القومية) وهذا ما نجده في عدد من قصائد «فاضل خلف»، فقد كتب عن «نهر مجردة» التونسي، وعن تونس في ذاتها (بين الحسن والماء النمير)، قصيدة تحت عنوان: «خفقات قلب»، وكذلك كتب عن «دمشق»:          
سجلت مجد الأعاريب ذُراها       
منذ أن عزت على الدهر خطاها
وعلالي المجد في ساحاتهــا       
أهدت الدنيا معـــينا من سنــاها
فغدا التاريخ يُملــــي صفحة       
بلغـــت فيها المعـــالي منتهاها
وفي مجال «الدراسات النقدية»، سنجد عددًا غير قليل من المتابعات التحليلية، انتثر في مؤلفاته، مما يدل على تواصله مع حركة التأليف على امتداد الوطن العربي، على أننا نخص بالذكر دراسته بعنوان: «زكي مبارك: بين رياض الأدب والفن» عام (1957)، وقد صدرت هذه الدراسة في كتاب مستقل، حين نشر كان قد مضى على رحيل «زكي مبارك» خمس سنوات، ولهذا دلالة على الرغبة في المتابعة، والتأني في الأداء، ليستكمل الصورة، فتتجلى الموضوعية!

المحور الإنساني
عناصر هذا المحور (الإنساني) قد نجدها متسربة، ومنتشرة تلون أداءه الفني في الشعر كما في النثر، وفي الإبداع كما في البحث. نتلمسها في عاطفته الإنسانية تجاه كل البشر، ونظرته الحانية إلى كل من يعاني الألم، على أنه قد تتجلى هذه العاطفة الإنسانية في (قراءته) لنموذج إنساني محدد، كما نجد في قصيدته بعنوان: «المعلم» وهي في (35 بيتًا، من ثم تعد من قصائده الطوال)، ويكشف مطلعها عن عاطفته تجاه المشتغلين بهذه المهنة القاسية (وقد شغلها حينًا): 
أرنـو بأشـــواقٍ إلى وَرده     
لأنهـــل الــــدفاق من شهــده
أنهـــل من أصفـى ينابيعه     
والسلســـل الرقراق في وِرده
وأقبس الإيمان عن عزمه    
 وأنشــــد العـــرفان في بُـرده
وفيها:        
معلــــــمٌ لكنــــــه قـــائـــدٌ     
يشـــع نـــور النصر من بنـدِه
قد علم الأجيال معنى العلا  
وطبـــق الأرجـــاء مــن رِفدِه
ثم يبدو الأسى في هذه القصيدة، ولا مفر من الأسى حين يُذكر (المعلم العربي):
تحـــرمه دنيـــاه من حقه
    وتـــزرع الأشــواك في وَردِه
على الرغم من أن هذا المعلم بمثابة:
رسالة تحمــل كل المُنى
    لعالم يـرسف في قــيده
وتُسعد الإنسانَ في سعيه
    نحو الغد الراقص في سعده!
هذه رؤية إجمالية، تعطي ملمحًا من ملامح هذا المبدع الكبير، ولسنا نشك في أن إبداعات «فاضل خلف» تحتاج إلى مزيد من التفصيل والتقصي، رحمه الله رحمة واسعة ■