زيارة لمقبرة توت عنخ آمون الفرعون الذهبي.. والملك الطفل

بعد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي، الملك توت عنخ آمون، الملك الطفل الذي نقل مصر إلى العالم، ونقل العالم إلى مصر - وهو الكشف الذي جرى في الرابع من شهر نوفمبر عام 1922 - لا يزال توت عنخ آمون ومقبرته وكنوزه تثير خيال العالم حتى اليوم.
نصحبكم - هنا - أصدقائي، في زيارة لمقبرة ذلك الملك الفرعوني، الذي يُلقّب تارة بـ «الفرعون الذهبي»، وذلك لكثرة كنوزه، وتارة أخرى يُلقّب بـ «الملك الطفل»، وذلك نظرًا لتولّيه حكم مصر في سنّ صغيرة.
تقع مقبرة الملك توت عنخ آمون، في منطقة وادي الملوك، وهي منطقة غنيّة بعشرات المقابر التي أقامها ملوك مصر القديمة، ضمن ما يُعرف بجبّانة طيبة، الواقعة في البرّ الغربي من مدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر، حيث تنتشر المعابد والمقابر الفرعونية.
وتحتوي مقبرة الملك توت عنخ آمون، على موميائه الملكية، والتابوت الذي وُجدت به المومياء، بجانب النقوش والرسوم التي تحتفظ بألوانها منذ آلاف السنين وحتى اليوم.
وأما التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون وبقية كنوزه فقد نقلت لِتُعرض بالمتحف المصري الكبير في ضواحي الجيزة.
وكما يروي لنا الأثري المصري علي رضا، مدير منطقة وادي الملوك الأثرية، فقد كان توت عنخ آمون أصغر ملوك مصر القديمة، وقد تولّى الحكم في سنّ الطفولة، وتوفّىَ وهو لم يبلغ العشرين من عمره، وكان آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. وداخل المقبرة ترقد مومياء توت عنخ آمون في صندوق زجاجي أُعدّ خصّيصًا لحماية المومياء وحفظها من البيئة المحيطة بها.
وبحسب مدير منطقة مقابر وادي الملوك فإن الحكومة المصرية أقامت مقبرة مقلّدة لمقبرة الملك الطفل توت عنخ آمون، بالقرب من المنزل الذي كان يقيم فيه مُكتشف المقبرة البريطانى (هوارد كارتر) في مدخل الطريق المؤدّي إلى وادي الملوك، وذلك بهدف تقليل عدد زوّار المقبرة الأصلية، والحفاظ على نقوشها ورسومها من أضرار زيادة أعداد الزوّار، وخفض معدّلات الرطوبة بداخلها.
ويعود بنا الأثري علي رضا إلى صبيحة ذلك اليوم الذي اكتشف فيه البريطاني (هوارد كارتر) أوّل عتبة حجرية أوصلته إلى كنوز الفرعون الذهبي ومقبرته الشهيرة.
ففي يوم السبت الموافق للرابع من نوفمبر في عام 1922، كانت البداية لكشف من أعظم المكتشفات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الإنجليزي (هوارد كارتر 1873 - 1939) يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر، موفدًا من قِبل اللورد (هربرت إيرل كار نافون الخامس  1866- 1923)، عثر على أوّل عتبة حجرية يوصَل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة.
وكما يروي لنا محمد عبدالحميد، وهو مرشد سياحي وباحث في علوم المصريات،  فقد عثر (هوارد كارتر) على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام، إذ حوى الكنز المخبّأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف، وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعمّق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة - 150- 1319 قبل التاريخ - والتي تعدّ فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.
وكما يقول محمد عبدالحميد فقد اكتسب المستكشف البريطاني (هوارد كارتر) شهرته من اكتشافه لمقبرة وكنوز الملك توت عنخ آمون، والتي اكتشفها بعد سنوات من العمل في الحقل الأثري بمصر، بعد 15 عامًا من البحث، والتي يُعدّ اكتشافها من أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم أجمع.
وفي يوم 26 من شهر نوفمبر من عام 1922، تمكّن المستكشف البريطاني (هوارد كارتر) من دخول المقبرة، وعلى ضوء شمعة شاهد ولأوّل مرّة مقتنيات المقبرة من الكنوز الذهبية والقطع الأثرية النادرة التي وصفها بـ «الأشياء المذهلة».
وتستقبل المقبرة المئات من السيّاح في كل يوم، حيث يتوافدون من كل بلاد العالم لرؤية المقبرة، والتعرّف على قصة أعظم اكتشاف أثري في التاريخ.