هاجسُ الشعر

هاجسُ الشعر

ياهاجسَ الشعرِ إما أنْ تجيءَ بلا
        مراوغاتٍ وإلا فابتعدْ وغبِ
فإنني اليومَ شيخٌ باتَ يرهقُهُ
        اللحاقُ بالشعرِ والإلهامِ والأدبِ
لكم تبِعتُكَ في الماضي بلا كللِ
        كأنَكَ الغادةُ الحسناءُ في الطلبِ
وكنتُ أفرح إنْ يومًا قرعت على
        بابي ونافذتي في ساعةِ التعبِ
كان الشبابُ بذاك العمرِ يسعفُني
        فأفرش الزهرَ والأشواقَ في طربِ
فنرقص الليلَ كفِّي فوق خاصرةٍ
        والخدُّ في الخدِّ والأبياتُ كالعنبِ
ونملأُ الجوَّ أنغامًا مدندنةً
        وكلُّ قلبٍ كئيبٍ غير مكتئبِ
واليوم ياشعرُ لا تأتي لتسعفَني
        كأنَّ عهدَ الهوى ولّى ولم يؤُبِ
فعد إلى صدريَ المشبوبِ تلهمهُ
        أحلى لحونِك جمعاً، أنت إرثُ أبي!
مازلت أهواكَ، تبقى في الفؤادِ بلا
        ندٍّ تولّى بقلبي أرفعَ الرتبِ
مازلت أهواكَ تبقى في الصبا أبدًا
        لكنْ تذكّرْ بأنّي لم أعدْ بِصبي ■