معرض رشيد كرامي الدولي تحفة «نيماير» اللبنانية على لائحة «اليونسكو»

معرض رشيد كرامي الدولي تحفة «نيماير» اللبنانية على لائحة «اليونسكو»

صباح 25  يناير 2023، مقر اليونسكو، باريس: التصويت بالإجماع لإدراج معرض «رشيد كرامي الدولي» للمعماري البرازيلي العالمي أوسكار نيماير في طرابلس اللبنانية على لائحة اليونسكو للتراث العالميّ. إنه «الاستحقاق» المنتظر منذ أكثر من عشر سنوات!
لفّت النقاشات المحلية نشوة الإنجاز، ولكن صنوها الشعور بإلحاحية إزالة التهديدات المحدقة بهذا التوقيع الهندسي العالمي الذي لا نظير له في لبنان والمنطقة العربية.

 ففي الوقت نفسه، صُنّف المعرض على «لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر»، بسبب التدهور والتصدعات البارزة في سائر منشآته، غير أنّه يحتفظ على رؤيته المستقبلية بعد مرور ستة عقود على تصميمه عام 1962، ثم الانتهاء من بنائه عام 1975.
قد تصح في حكاية المعرض قول نيماير: «يجب أن تكون لدينا أحلام، حتى لو لم تتحقق أبدًا»، فالمعرض تمثّل لحلم سنكتشف تفاصيله ولكنه بقي رهن العوامل المعاكسة. أمّا لسان حال لبنانيين ممن نجحت مساعيهم لدى اليونسكو، فهم لا يملكون اليوم سوى أن يرددوا: «ها قد حققنا حلمنا... ولهذا الحلم بقية».

«ثورة» الحداثة في مدينة قديمة
في البدء، كانت الفكرة «معرض لبنان الدولي الدائم». واحتفظ المعرض بهذه التسمية لغاية عام 1991، حيث تحوّل إلى «معرض الشهيد رشيد كرامي الدولي»، ثم «معرض رشيد كرامي الدولي» عام 1995، وذلك تخليدًا لذكرى الرئيس الراحل والزعيم الطرابلسي الذي اغتيل في طوافته العسكرية عام 1987، والمعروف أنّ رحلته الأخيرة أقلعت من المعرض.
هو أوّل معلم من حداثة القرن العشرين في العالم العربي، يدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وهو تركة نيماير الوحيدة في الشرق الأوسط، وأكبر معلم مستقبلي لبناني. يشغل معرض رشيد كرامي الدولي على مساحة مليون متر مربع المجال الرابط بين ميناء طرابلس المفتوحة على البحر الأبيض المتوسط من جهة، وطرابلس القديمة وهي ثاني أكبر مدينة مملوكية بعد القاهرة من جهة ثانية. كانت هذه الرؤية مقصد نيماير وشرارة حلمه، وهو القائل «لطرابلس قلبان: المدينة القديمة الملتفة حول القلعة الأثرية، والميناء. مشروع المعرض سيخلق نواة ثالثة».
وبالنظر إلى النسيج العمراني لطرابلس، والملازم للمدن العربية القديمة في مراوحته ما بين المباني السكنية الباطونية، ومبانيها التاريخيّة المبنية بالحجارة الرملية، يستحضر المعرض مساحة خارجة عن سيطرة المألوف المعماري وحدوده. 
وبقدر كبير من اليقين، يمكن القول إنّ معرض رشيد كرامي الدوليّ عصارة خبرة نيماير ونضجه، فهو كان في سنه الـ52 حين بدأ بالتصاميم، وبحلول ذلك الوقت كان يراكم في سجلّه إنجازات نوعيّة أهمّها التصاميم المستقبلية لبرازيليا. والمعرض ثورة نوعيّة لمعماري انتمى إلى الرعيل الثاني من رواد الحداثة في القرن العشرين. والمعرض كذلك ترجمة ليساريّة نيماير المنتفضة على السائد في كلّ الأشياء بما فيها «الأسلوب الدولي في العمارة». ونيماير المعروف بـ«سيد المنحنيات»، سخّر في نمطه المنحنيات التي تحاكي عناصر شتّى من الواقع والمتخيّل، وتستشهد نظرتنا بقوله: «لقد تجاهلت عمدًا الزاوية القائمة والعمارة العقلانية المصممة بالمسطرة والكوس للدخول بجرأة إلى عالم المنحنيات والخطوط المستقيمة التي توفرها الخرسانة المسلحة. نشأ هذا الاحتجاج المتعمد من البيئة التي عشت فيها، بشواطئها البيضاء، وجبالها الشاهقة، وكنائسها الباروكية القديمة، والنساء الجميلات اللاتي لوّحتهن الشمس».
 
جماليات ومزايا استثنائية
يضم المعرض 18 قسمًا، يتخللها 120 ألف متر من الحدائق كانت في السابق بساتين لليمون والبرتقال أسبغت على طرابلس لقبها «الفيحاء». تعمّد نيماير إدخال هذا التكوين الأخضر والمجالات المائية على حيّز 33 ألف متر مربع لأنه المعروف بتمجيده الطبيعة. وفي هذه المجالات المبهجة والفواحة أطلق العنان لقريحته التي تشفّ عن سحر الغابات الوارفة في البرازيل.
نقرأ في معرض نيماير الطرابلسي رؤيته الجمالية والاجتماعية، من خلال نمط العمارة الوحشية (brutalism) المتميزة بالضخامة واستخدام الباطون الخام والتنسيق الصادم ونبذ المنمنمات والزخارف، كما في دمجه مدارس حداثة القرن الماضي كـ«الباوهاوس»، وأسلوب معلّمه ورفيقه الفرنسي العالمي «لو كوربوزييه» الذي اطلع على التصاميم الأولية. ويمكن تشخيص هذا الخليط المستقبلي في الخطوط المنحنية والأشكال المتحررة والهندسات المستقيمة المصقولة، فيولد تجاورها تأثيرًا دراماتيكيًا على المشهد.
وجدير بالإشارة أنّ نيماير كان يتقن تطويع الباطون المسلّح، فبرأيه «بواسطة الباطون بإمكاننا تنفيذ أي شيء نريده»، لذلك عمد إلى التقليل من الأعمدة، وبدت المباني «معلّقة» في الهواء على شكل منحوتات جريئة حمّلت الباطون أقصى حدوده، بدون أي طلاء أو تلبيس. وأدخل نيماير جسورًا وفراغات هندسيّة مكرّرة تعطي بعدًا لامتناهيًا لبعض الممرات والواجهات. هكذا تتواصل لعبة الخيال والظل، ومعها لعبة المرآة التي يعززها وجود مسطحات مائية، فضلًا عن منحنيات الأقواس والقباب التي يرمز بها إلى جمال المرأة.
وحين نستحضر معرض رشيد كرامي الدولي، يتبادر إلى الأذهان اسم المعماري ابن طرابلس الدكتور وسيم ناغي، الذي يتبنّى - منذ وفاة نيماير عام 2012 - «قضية» المعرض مع نقابيين وخبراء، وحضّر ملفًّا من 300 صفحة حول المعرض رفعوه إلى «اليونسكو»، فأثمرت جهودهم، وذلك بعد نتيجة أولية حصدها المعرض في إدراجه على لائحة المؤشر للمعالم التراثية في عام 2018.
يعتبر ناغي أنّ المعرض «أسطورة نيماير في طرابلس»، وبهذا التعبير عنوَن بحثًا قسّمه على 18 مقالًا تضم صورًا أرشيفية ومعلومات تاريخية وتقنية في جريدة «التمدن» الطرابلسيّة. 
وتأسيسًا على دراسة وسيم ناغي، نستعرض فيما يلي أهم أقسام المعرض:
- المسرح المكشوف (العائم): يبدو معلّقًا فوق مسطّح مائيّ، ويتسع لثلاثة آلاف مقعد. اعتبر هذا المسرح من أحدث المسارح الصيفية المكشوفة، ويتوسطه قوس خرساني بارتفاع 30 مترًا. أقيمت فيه «مهرجانات طرابلس السياحية» الفنية لعدّة سنوات، ويعاني من تسلّخات وتصدّعات.
- المسرح الاختباري المغلق: عالم متحرّك قائم بذاته... يعتبر هيكله المشكّل من قبة تحدّيًا صعبًا لقوانين البناء الخرسانية، ويميّزه تواتر الصوت والصدى، ويستوعب نحو 1052 متفرجًا متقابلين، وفي الوسط يرتفع ويهبط المسرح الدائري بواسطة رافعات هيدروليكية. وتتشابه القبة الطرابلسية بشكل ملحوظ مع تصميم القبة في حديقة «الإيبيرا بويرا» في برازيليا، ويشاهَد الأطفال في المدينتين يتسلقون القبة. 
- الهرم: يكتنفه الغموض. يبلغ ارتفاعه نحو 15 مترًا  ويرتكز على قاعدة من ثمانية أضلع بشكل النجمة، تعطيه شكل الخيمة الهندية. وللهرم فتحتان، الأولى عند قمة الهرم والثانية في أسفله، فيدخل الهواء باردًا من الأسفل ويخرج ساخنًا من الأعلى. ولم يفهم الخبراء حتى الآن وظيفة الهرم، إلا أن البعض يربطه بالأشكال التي تجذب الأطفال، ولعل نيماير أراد بها واحة ترفيهية لهم. وبرأي ناغي، تؤدي هندسة الهرم وظيفة جمالية من خلال تعزيز التباين (contrast) بين أجسام المعرض، ذلك أنه الوحيد الذي يرتكز على قاعدة مثلثة، بخلاف بقية الأقسام التي ترتكز على المنحنيات والمستطيلات.
- جناح الطيران الهوائي والمتحف الفضائي: يضم مركز طيران، ويتيح للزائر نزهة جوية بواسطة المروحية لاكتشاف طرابلس، والجبال المحيطة بها، وساحلها الذي تنتشر عليه 13 جزيرة، بما فيها «جزيرة الأرانب»، واحدة من أهم محميات البحر المتوسط البحرية. كما يضمّ الجناح معرضًا للصور، ونماذج للمراكب الفضائية.
- برج المطعم: يحتوي على خزان مياه للمعرض، يعلوه بنمط الصحن الطائر مطعم حديث يقدّم إطلالة بانورامية على مناظر من طرابلس. وتهدد الانهيارات برج المطعم والخزان.
- بحيرة المرايا: تؤلّفها أحواض مياه ومسارات، كما تضم نوافير قاذفة. في الليل تضاء البحيرة بالأنوار الملونة، وفي النهار يشكّل مسطحها المائي مرآة دائمة ساحرة من خلال عملية التناظر.
- البيت النموذجي: يقع ضمن منظومة السكن التي تتضمن كذلك مبنى السكن الجماعي، قبل أن يتحول إلى فندق ومبنى متحف السكن. كان البيت هدية نيماير إلى المهندس الراحل أمادو شلهوب، مدير عام المعرض في حينه، كأنه تعبير نيماير عن امتنانه لشلهوب الذي اقترح تكليفه بتصميم المعرض. 
وينضح هذا البيت بحنين المصمم البرازيلي إلى مدينته الأم ريو دي جينيرو، فتصميمه يحاكي بشكل لافت سكنه الخاص «Casa das Canoas». ويشرح ناغي أنّ المبنى يعكس شكلًا هندسيًا حرًّا شبيهًا بالغطاء الكبير ويعمل كمظلة حاجبة لأشعة الشمس، وأسفله مساحة مستطيلة مقفلة بالزجاج على ثلاث جهات، فتطل بشفافية على «التراس» الخارجي. 
وعمد نيماير إلى تصميم صخرة اصطناعية من الباطون والدبش الصخري لتصميم المسبح الذي يضمه التراس، في محاكاة للمسبح الموجود في سكنه البرازيلي، والمندمج مع صخرة طبيعية في غابة الريو.
وهناك صالة العرض المقفلة، والجناح اللبناني، وصالة المؤتمرات، والمكاتب ومركز الأعمال، ومكتب الإدارة، وبيت الضيافة، وقاعة المعارض، ومبنى الجمارك والدفاع المدني، ومباني الخدمات للحمّامات العامة، وكافيتيريا.

كيف وُلد المشروع؟
تلتحم فكرة المعرض بحقبة ذهبيّة عاشها لبنان في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي انتخب عام 1958، والذي التزم استراتيجية وطنية لتأسيس الدولة العصرية من خلال الانماء المتوازن والخروج من المركزيّة البيروتيّة. وأعتبر حينذاك أنّ بناء معرض دولي ضخم ومستقبلي في طرابلس، سيكون خطوة واعدة ورافعة اقتصادية وسياحية للبلاد.
وخضع القرار بإقامة المعرض إلى اعتبارات ومكاسب وفيرة وطنيًّا وإقليميًّا. فطرابلس، عاصمة لبنان الثانية وعاصمة شماله، هي امتداد لبنان نحو الداخل السوري والعربيّ، وواجهة بحريّة مديدة، ونقطة ترانزيت لأوربا بفضل مرفأ بمواصفات عالية على الضفة الجنوبية للمتوسط، كما كانت طرابلس حينذاك تضمّ مصفاة النفط العراقي المتصلة بكركوك عبر البحر.
ولا بدّ من ربط فكرة «معرض لبنان الدولي الدائم»  في طرابلس بتأثير الامتداد العربيّ، حيث كان الخطاب المعماري يدور حول الالتحاق بحداثة القرن العشرين التي تُجَسّد في حيز منها صالات العرض الضخمة في أوربا. وفي حينها ازدهرت المرافق الخدماتية المعروفة بـ«معارض دولية» في عواصم عربية كانت قد نالت استقلالها، على غرار معرض دمشق الدوليّ (1955) ومعرض بغداد الدولي (1956). وبعد سنوات من المشاورات لتحديد موقع المعرض واستملاك الأرض المناسبة بكلفة مقبولة، قررت الحكومة اللبنانية تكليف أوسكار نيماير بالتصاميم، فتوقّع الرأي العام المحلي ضخامة المشروع وأهميّته لأنّ المكلّف معماري من طراز استثنائي وشهرة عالميّة.
ومن الطريف ذكره أنّ نيماير الذي كان يرعبه ركوب الطائرات، حجزت له إدارة المعرض تذكرة السفر الأولى لمعاينة الموقع، فوصلت الطائرة ولم يكن نيماير على متنها. وعوضًا عن ذلك، أتمّ المعماري مهامّه بالسفر مرتين إلى طرابلس عبر السفينة، واستغرق وضع التصاميم والدراسات نحو أربع سنوات، لتبدأ عملية البناء في عام 1967 وتنتهي عام 1974، أي عند مشارف الحرب الأهلية اللبنانية، وهنا بدأ سوء الطالع. 

تدهور المعرض
لم تشلّ الحرب معرض رشيد كرامي الدولي فحسب، بل عرضته الفوضى الأمنية المستشرية في تلك السنوات للحرائق والسرقات. 
وتبعًا لهذه العوامل الأمنية، عمدت السّلطات إلى تشييد سور خرساني حول المعرض، الأمر الّذي شكّل خيبة كبيرة لنيماير الّذي تعمّد أن يكون هذا المجال فضاءً أصيلًا غير منفصل عن طرابلس وأهلها ومتاحًا للجميع، وهي نظرة اجتماعية ملازمة للرعيل المعماري الحداثي الذي اقترن به نيماير، والفكر السياسي الملتزم به.
ولعل الحرب الأهلية عامل ظرفي عاكس المعرض، ولم يكن ممكنًا ضبطه، ولكن ثمة عوامل أكثر خصوصيّة، منها المفهوميّة المتعلقة بالمعرض، وأخرى خاصّة بطرابلس. 
أوّلًا: عوامل الزمن المعاكسة، خصوصًا أنّ دورة حياة الحجر الخرساني العاري تبلغ نحو 200 سنة، وهو سريع العطب حين لا تجري صيانته ووقايته من التفسخات والانهيارات، وتعززها رطوبة البحر المحاذي للمعرض. 
ثانيًا: على مستوى الرؤية، ثار نيماير على توجّه معاصريه في تكييفهم التصاميم المعمارية لتلبية وظيفة البناء، حيث كان «الشكل يتبع الوظيفة»، بينما فلسفة نيماير تقضي بأنّ «الوظيفة تتبع الجمال»، بما يعني أنّه  يهتم بصقل جمال المعرض والذي ستجد الوظيفة لاحقًا طريقها إليه.
 ومع الوقت، تبين أن هذه الرؤية سيف ذو حدّين، فمن ناحية لم تقيّد المعرض بأدوار محدّدة وجعلته منفتحًا على احتمالات لامتناهية، ومن ناحية ثانية، يفتقر التعاطي مع وظائف المعرض المحتملة بالجدية المفترضة، فراوحت مكانها كلّ النقاشات الدائرة حول تحويله لمعرض صينيّ، أو جزء من المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس، أو أيضًا مركز تكنولوجي شبيه بـ«وادي السيليكون» في الولايات المتحدة... بقيت هذه المشاريع وغيرها تدور في فلك المخطوطات والخطط ومحاولات الحشد التي لم تجد نفعًا ولم تلق آذانًا صاغية عند السلطات الرسمية.

الاستثمار في الفرص
في المحصلة وكيفما تبدّلت العوامل إلّا أنّ الثابت في «مسألة» معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس هو قيمة الوقت: كأنّ العمر يتقدّم بالمعرض ولكنّه ينتمي إلى زمن مستقبليّ يتقدّم على الحاضر بأشواط.
وفي سياق متّصل، يجب النّظر إلى سيرورة المعرض في طرابلس، بما يعنيه وجود منشأة مستقبلية في مدينة عربية قديمة تواجهها تحديات في الموازنة بين العراقة والاستدامة، دون أن تفوتنا الأزمة المالية والاقتصادية اللبنانية المعقدة والتي تعمّق عجز المؤسسات المحلية الرسمية وقصورها في الاهتمام بالتراث الثقافي، بحيث تعتبر إثارته ضربًا من الترف.
وفي ضوء كلّ هذه العوامل المعاكسة تبرز أهمية المنعطف الأخير؛ لا شكّ أنّ معرض رشيد كرامي الدولي بعد إدراجه على قائمتي اليونسكو ليس كما قبله، فهو اليوم يكتسب شهرة عالميّة تضعه تحت أنظار المنظمات العالمية المانحة والشركات الخاصة. وفي هذا الحين، تصبّ أولوية وزارة الثقافة والخبراء اللبنانيين في الكشف التقني المفصل وتحضير مخطط للترميم، تمهيدًا لتشغيل المعرض لا تحنيطه. وهنا يقع مخاض صعب، والصعب ليس المستحيل، في بلورة وظيفة عصريّة تليق بقيمة هذا المعرض، فيتموضع في حلمه الأصيل: نجمة قطبية في السياحة والفن والاقتصاد في لبنان، وحاضرة الوفرة والخير والجمال في مستقبل المنطقة العربية. والجدير أن يبدأ هذا الحلم بسبر الفرص الهائلة والقريبة جدًّا في اختيار طرابلس عاصمة الثقافة العربية لعام 2024 ■