مابين السمع وفقدانه

 مابين السمع وفقدانه

يعدّ السمع من أهم الحواس لدى الإنسان، وهي أولى الحواس التي تبدأ بالعمل عند الطفل بعد ولادته مباشرة، وهنالك دراسات أثبتت أن «الجنين يبدأ بسماع الأصوات من منتصف الشهر الرابع من الحمل ويدركها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة»، لذا نجد معظم الأطفال يشعرون بالطمأنينة ما إن يستمعوا لصوت والدتهم، وبالأخص تلك التي كانت تحادثهم أثناء فترة الحمل، كما أن حاسة السمع هي الحاسة الوحيدة التي تظل يقظة أثناء النوم، ولا يدرك غالبية البشر مدى أهمية هذه الحاسة إلا في حال تعرضهم لمشكلة بها سواء بضعفها أو فقدانها، لذا وددت التضامن مع حملة «اليوم العالمي للسمع» السنوية التي ينظمها مكتب الوقاية من العمى والصمم التابع لمنظمة الصحة العالمية، والتي تُقام في الثالث من شهر مارس من كل عام.

 

وسيتم تسليط الضوء هذا العام على أهمية دمج رعاية الأذن والسمع في الرعاية الأولية، باعتبارها مكوّنًا أساسيًا من مكوّنات التغطية الصحية الشاملة.

أهمية السمع
لاشك أن حاسة السمع نعمة من نعم الله الكبرى علينا لما لها من العديد من الفوائد الحياتية للإنسان، فمن خلالها نستطيع استقبال الأصوات، وفهم الكلام المسموع عن طريق نقله للدماغ وتفسيره الأمر الذي يعيننا على معرفة ما يدور حولنا من أحداث، كما أن السمع والنطق طريقة من طرق التواصل بين الفرد والآخرين، سواء في البيت، أو المدرسة، أو الجامعة، أو العمل. وحاسة السمع من الحواس التي تعيننا على تمييز الأصوات وتحذيرنا من الأخطار، كسماع صوت بوق السيارة، أو نباح الكلب. أما الأصوات الجميلة كصوت القرآن الكريم، وتغريد الطيور، والموسيقى، فهي تمنحنا الشعور بالراحة، لذا فالسمع له قدرة كبيرة في التأثير على صحتنا النفسية والاجتماعية.

الإعاقة السمعية 
وبما أن حاسة السمع لها ارتباط وثيق بالجهاز الكلامي لدى الإنسان؛ فالطفل الذي لا يسمع أو الذي لديه مشكلة ما في الأذن، غالبًا ما يواجه صعوبة في التحدّث. 
وفقدان هذه الحاسة يسبب ألمًا يسمى بالإعاقة السمعية، فالفرد الأصم بحسب تعريف د.عاطف بحراوي ود.سهير التل في كتاب النمو اللغوي لدى المعوقين سمعيًا: هو ذلك الشخص الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام، سواء باستخدام السماعات أو بدونها، حيث تصل درجة الفقدان السمعي 70 ديسبل فأكثر، لذلك فإن هذا الشخص لا يعتمد على حاسة السمع في تواصله مع الآخرين بل يعتمد بشكل أساسي على حاسة البصر من خلال ملاحظته لحركات اليد (لغة الإشارة) وتركيزه على حركة الشفاة وإيماءات الوجه...إلخ، لفهم الآخرين والتواصل معهم.
وقد تم تقسيم الصمم إلى ثلاث فئات رئيسية هي: الإصابة السمعية (ضعف سمع بسيط)، والفقدان السمعي الجزئي (ضعف سمع متوسط)، والفقدان السمعي الكلي (ضعف سمع شديد).

أجزاء الأذن الرئيسية الثلاثة 
ومن الضروري لفهم فقدان السمع أن نفهم تشريح الأذن وكيفية حدوث السمع فيها، فالأذن تنقسم لثلاثة أجزاء: 
الأذن الخارجية: هي الجزء المسؤول عن التقاط الموجات الصوتية من الهواء وتوجيهها إلى الأذن الوسطى.
الأذن الوسطى: هي الجزء المسؤول عن تحويل الموجات الصوتية إلى موجات ضغط ميكانيكية ثم توجيهها إلى سوائل الأذن الداخلية.
الأذن الداخلية (القوقعة): هي الجزء المسؤول عن تحويل موجات الضغط الميكانيكية إلى إشارات صوتية يفهمها المخ. 
الأذن هنا تعمل كالجهاز اللاقط الذي يلتقط الإشارات والشفرات من العالم الخارجي فيقوم بإرسال هذه الشفرات للدماغ ليقوم بدوره بتحليلها وإعطائها المعنى الخاص بها.

كيف تتم عملية السمع
يساعد شكل الأذن الخارجية (الصيوان) على تجميع الموجات الصوتية وتوجيهها لقناة الأذن، والتي تقوم بدورها بنقل هذه الموجات إلى الأذن الوسطى.
وفي الأذن الوسطى تصطدم الموجات الصوتية بطبلة الأذن متسببة في اهتزازها، مما يؤدي إلى تحريك العظيمات الثلاث، وهي المطرقة والسندان والركاب.
هذه الحركة تنقل تلك الاهتزازات (الذبذبات) إلى القوقعة (الجزء الحلزوني داخل الأذن الداخلية) عبر السائل الموجود داخلها، مما يتسبب في إحداث موجات أشبه بموجات البحر.
تلتقط الخلايا الشعرية (الموجودة داخل القوقعة) هذه الذبذبات محولة إياها إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب السمعي إلى المخ الذي يقوم بترجمتها إلى أصوات مفهومة يسهل التعرف عليها.

مسببات الإعاقة السمعية
تعددت أسباب حدوث الإعاقة السمعية، فمنها أسباب وراثية مكتسبة، وأسباب متعلّقة بمرحلة ما قبل الولادة، وأثناء الولادة، ومابعد الولادة.
 الإعاقة السمعية الوراثية غالبًا ما تكون نتيجة انتقال بعض الحالات المرضية من الآباء إلى الأبناء من خلال الكروموسومات الحاملة لهذه الصفات، مثل ضعف في الخلايا السمعية أومشاكل في العصب السمعي، وتزداد هذه الحالة بالأخص عند زواج الأقارب الحاملين لهذه الصفة الوراثية.
أما مايتعلق بأسباب ما قبل الولادة، فتكون عند إصابة الأم ببعض الأمراض التي تضر بصحة الجنين، كالحصبة الألمانية أو مرض الزهري، وتجرّع الأم لبعض الأدوية والعقاقير أثناء الحمل دون الرجوع لطبيب مختص.
والأسباب الولادية، كنقص الأوكسجين، والعمليات القيصرية، والأدوات المستخدمة أثناء الولادة، والصدمات والحوادث، والولادة بالأدوات والشفط وغيرها.
وأخيرًا، أسباب ما بعد الولادة، والتي يمكن تلخيصها كالتالي: التهاب السحايا، التهاب الأذن، النكاف – التهاب الغدد، الحمّى، الحصبة، الإصابة الجسمية والحوادث، نقص الأوكسجين، التعرض للأشعة، الأدوية والعقاقير والتدخين والكحول.

الوالدان وخبر الإعاقة السمعية
لابد من أن ولادة طفل مصاب بالإعاقة السمعية في الأسرة شيء صادم ومؤثر على طموحاتها وتوقعاتها، وعلى الرغم من أن ردود أفعال الوالدين تختلف من أسرة لأخرى إلا أن هنالك دراسات تم رصدها في ميدان التربية الخاصة لجملة من ردود الأفعال الموحدة ومنها: 
1- مرحلة الصدمة Shock 
وهي أمر طبيعي، إلا أن درجة الصدمة ومداها يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها ووقت اكتشافها.
2- مرحلة الإنكار Denial
وهي حيلة دفاعية عند المواقف الصعبة، فيميل الفرد إلى إنكار ما هو غير مرغوب أو وغير متوقع ومؤلم، وليس أكثر إيلامًا من موقف يتعلق بالأبناء الامتداد الطبيعي للفرد.
3- مرحلة الأسى والحزن Grief
ولعله الأسى والحزن على حرمان الطفل من كثير من الإشباعات والحاجات الناجمة عن إعاقته.
4- مرحلة الغضب Anger   
وهي مشاعر قد تبدو طبيعية في ظل الإحباطات التي تتعرض لها الأسرة نتيجة الإعاقة، وقد يتم التعبير عنها بالشكوى، كما قد يتم إسقاطها إلى مصادر أخرى، كالطبيب والأخصائي والمدرس.
5- مرحلة الشعور بالذنب Guilt 
وهي مشاعر قد تسود في ظل ثقافة يرى فيها البعض أن الإعاقة عقاب من الله، أو الإحساس بالتقصير أو الشعور بالمسؤولية السببية عن الإعاقة، سواء بالوراثة أو تناول أدوية أثناء الحمل، وقد يلعب الشعور بالذنب دورًا تكيفيًا حين يتيح للوالدين مراجعة وتقييم معتقداتهما، أو إعادة تقييم مدى مسؤولياتهما عن الأحداث الحياتية المختلفة.
6- مرحلة الخجل والخوف Fear & Shame
ففي ظل ثقافة يعتقد البعض فيها أن إعاقة الطفل هي عقاب على خطيئة، قد يحاول الوالدان تجنب مخالطة الناس، أو عزل الطفل المعاق خجلاً أو خوفًا من ردود أفعال الآخرين.
7- مرحلة الاكتئاب Depression 
ويعني هنا الغضب الموجّه نحو الذات، ويحدث ربما حين يشعر الآباء بالعجز، أو أنهم كان من الممكن أن يقوموا بالكثير من الأمور للوقاية من الإعاقة، لذا قد يظهر غضبهم من أنفسهم لاعتقادهم بأنهم لم يفعلوا كل ما بوسهم اتجاه هذا الأمر.
8- مرحلة القلق Anxiety 
وهو ناجم عن المسؤوليات الجسيمة، والضغوط الهائلة، والاحتياجات الخاصة المترتبة على إعاقة الطفل السمعية.
9- مرحلة القبول Acceptance  
ولا يجد الوالدان في نهاية المطاف مفرًا من قبول طفلهما كما هو، وقد لا يصل الوالدان لهذا المستوى إلا بعد فترات صعبة ومعاناة قاسية.
(جمال الخطيب، ومنى الحديدي (1998)، فتحي عبد الرحيم، حلمي بشاي1997)
(Pamela Knight & Ruth Swanwick , 1999).

الطفل المعاق سمعيًا
يختلف تأثير الإعاقة السمعية على الطفل من طفل لآخر، وذلك بسبب اختلاف عدة عوامل منها: نوع الإعاقة السمعية، شدّتها، العمر عند حدوث الإعاقة، القدرات السمعية المتبقية وكيفية استثمارها، وكذلك المستوى الاجتماعي والاقتصادي والخدمات التعليمية المتاحة. ويبدو أن تأثير الإعاقة السمعية على الخصائص النمائية المختلفة واضحًا، فلنشاهد ذلك من خلال ما يلي: 

الخصائص اللغوية للمعوّقين سمعيًا:
يتأثر النمو اللغوي سلبًا بالإعاقة السمعية، والطفل المعاق سمعيًا قد يصبح أبكمَ إذا لم تتوفر له فرصة التدريب الخاص الفاعل، ويعزى ذلك لافتقاده النموذج اللغوي، وغياب التغذية الرجعية السمعية عند صدور الأصوات، وعدم الحصول على تعزيز لغوي كاف من الآخرين. ويذكر جمال الخطيب (1997) أن الأطفال المعاقين سمعيًا يتعلمون دلالات الألفاظ والبناء اللغوي تبعًا لنفس التسلسل، ولكن بمعدل أكثر بطئًا من الأطفال السليمين، كما أنه ومن واقع تجربتي الخاصة في الميدان التربوي وجدت العديد من المشاكل في تراكيب الكلمة حيث تحدث الكثير من الإبدالات والحذف في الأحرف الخاصة بها، مثال على ذلك: (نبات / بنات)، ( بذور/ بدور)، ناهيك عن الكلمات التي تحمل معانٍ مختلفة لكنها تُكتب بنفس الشكل، مثل: صباح، وهنا إما أن تعني الحالة الزمانية كوقت الصباح، أو اسم شخص. ولْنقم بقياس ذلك على بقية الكلمات التي لها نفس الشاكلة.

الخصائص الاجتماعية للمعوقين سمعيًا:
يرى كثير من الباحثين، مثل: بدر الدين عبده، محمد حلاوة (2001)، وآمال أبو باشا (1999)، أنه بالكلمة المنطوقة نستطيع أن نتصل بالآخرين، وأن مهارتَي الحديث والاستماع لهما أهمية خاصة في عملية الاتصال، وتتوقف عليها قدرة الفرد في التفاعل الاجتماعي والعلاقات الشخصية، كما يتوقف عليها نجاحه في التحقيق الذاتي وإشباع كثير من حاجاته، والمتوقع عندما تكون الأصوات غير مسموعة، وفي غياب مهارتَي الحديث والاستماع - أن يعاني الفرد من العزلة، لذا فإن الأطفال الصم أقل نضجًا من الناحية الاجتماعية مقارنة بالعاديين، وبالأخص حينما يكون الأصم وسط أفراد أسرة عاديين، ويؤدي تأخرهم في اكتساب اللغة إلى جعل فرص التفاعل الاجتماعي محدودة. وقد يختلف الأمر في حال ولادة الطفل الأصم في أسرة أفرادها من فئة الصم، حيث سيمتلك في هذه الحالة مهارات اجتماعية طبيعية تتناسب مع المرحلة العمرية التي هو فيها، وذلك يرجع لشعوره بالانتماء لهذه البيئة لا الغربة كالحالة السابق، فهنا نجده ينطلق بأحاديثه ويكون ناضجًا اجتماعيًا أكثر بالمقارنة مع قرينه الآخر.

الخصائص السيكولوجية للمعوقين سمعيًا:
يختلف تأثير الإعاقة السمعية من فرد لآخر، ولكنها بالتأكيد لها أثر سيكولوجي عميق على الإنسان، ناهيك عن فقدان قدرة المعاق سمعيًا على الاتّصال بالآخرين، هُنالك مواقف أكثر شدة تصادفه بالأخص عند ذهابه للطبيب أو التبضّع، فقد يوضع في موقف ما يشعره بالعجز وقلّة الحيلة على الرغم من أن هذه المواقف قد تكون عادية وبسيطة بالنسبة لغيره، لكنها ليست كما تبدو عليه بالنسبة له ولحالة وضعه الصحي فنجده يشعر بالتعاسة والخجل والإحباط مما يزعزع بناءه النفسي، ويدفعه إلى إصدار أنماط من السلوك اللاتوافقي. ولكن بعض الباحثين (جمال الخطيب 1997) يرى أن الادعاء بوجود سمات نفسية خاصة للمعوقين سمعيًا إنما هو مجرد وهم، وأن أثر الإعاقة السمعية على الفرد يتوقف على المعنى الذي تحمله له، فهنالك مجموعة من الصم قد تكيفوا مع هذه الحالة التي وُضعوا فيها أو خُلقوا عليها واعتادوها وتقبلوا ذاتهم وأحبوها بشكل يذلل أي صعوبة تواجههم، وقاموا كذلك ببناء العديد من السلوكيات التكيفية الناجعة.
 
الخصائص المعرفية للمعوقين سمعيًا:
هنالك جدل مازال قائمًا بين الباحثين حول أثر الإعاقة السمعية على النمو المعرفي، ففئة تعتقد أن النمو المعرفي لا يعتمد على اللغة بالضرورة، ويؤكد أن المفاهيم المتصلة باللغة هي وحدها الضعيفة لدى المعوقين سمعيًا، وآخرون يعتقدون أن النمو المعرفي يعتمد على اللغة، وأن الإعاقة السمعية لها تأثير كبير على النمو المعرفي، كما أن الإعاقة السمعية لا تؤثر بتاتًا على الذكاء، حيث تشير بحوث عديدة إلى أن مستوى ذكاء الأشخاص المعوقين سمعيًا كمجموعة لا يختلف عن مستوى ذكاء الأشخاص العاديين «إن المعوقين سمعيًا لديهم القابلية للتعلم والتفكير التجريدي ما لم يكن لديهم تلف دماغي مرافق للإعاقة»، (جمال الخطيب، 103,1997).
أما البحوث التي كشفت عن انخفاض في أداء المعوقين سمعًيا على اختبارات الذكاء مقارنة بالعاديين فقد واجهت انتقادات بسبب تحيّز اختبارات الذكاء اللفظية ضد المعوقين سمعيًا بسبب افتقادهم إلى اللغة، و«يتأثر أداء الأطفال المعوقين سمعيًا بشكل سلبي في مجالات التحصيل الأكاديمي، كالقراءة والعلوم والحساب، نتيجة تأخر نموهم اللغوي، وتواضع قدراتهم اللغوية، إضافة إلى تدنّي مستوى دافعيتهم، وعدم ملاءمة طرق التدريس للمعوقين سمعيًا» (عبد المطلب القريطي، 333,2001). ونرجع للواقع الميداني الذي أعايشه كل يوم، والذي أجد فيه أن المعاق سمعيًا يحتاج إلى جهد جهيد لتعلم اللغة ولإثرائه لغويًا، وذلك يرجع وبشكل رئيسي لعدم ملاءمة بعض طرائق التدريس المتاحة، وكمثال على ذلك المناهج الدراسية المقدمة في الميدان التربوي والتعليمي نجدها لا تتناسب مع سيكولوجية الأصم، لأنها موجّهة للأطفال السامعين، فمن الأجدر تصميم مناهج دراسية خاصة بالصم لنرى النتائج والمخرجات العلمية المرجوّة.

التدريس الفعّال لذوي الإعاقة السمعية
ومن هذا المنطلق سأذكر المعنى الحقيقي للتدريس الفعّال لذوي الإعاقة السمعية، وهو ذلك التدريس الذي يفعّل من دور المعاق سمعيًا في عملية التعلم، ويجعله مشاركًا مشاركة فعالة وإيجابية في الأنشطة والإجراءات التي تساعده على التعلم بنفسه تحت إشراف المعلم وتوجيهه وإرشاده. (سمير محمد عقل، 20,2011). 
ووفقًا لعقل فقد ورد في كتابه التدريس لذوي الإعاقة السمعية، بعض الأسس والقواعد التي يجب مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار لتحقيق التدريس الفعال لذوي الإعاقة السمعية، وهي كالتالي:
- معرفة حاجات المعاق سمعيًا، ودرجة فقدانه السمعي، والفروقات الفردية، وكذلك المشكلات التعليمية في ضوء خصائصهم المختلفة، حتى يستطيع المعلم مقابلة هذه الخصائص.
- وضع أهداف التدريس بحيث تكون هذه الأهداف قابلة للقياس، ويمكن تحويلها لأنشطة عملية داخل الفصل، مع وضع حد للإتقان يمكن أن يصل إليه المعاق سمعيًا.
- توفير ما يحتاج إليه المعاقون سمعيًا أثناء تعلمهم، من مواد وأدوات مساعدة مناسبة، مع الوضع في الاعتبار قدرتهم على العمل بنجاح، وتهيئة الظروف المناسبة لذلك.
- إعطاء الفرصة للمعاق سمعيًا للقيام بالأنشطة المختلفة من خلال الممارسة، وخلال هذه المرحلة يجب مراقبة أداء المعاق سمعيًا، وتزويده بالتغذية الراجعة التصحيحية.
- التأكد من تحقيق الأهداف من خلال أساليب التقويم المناسبة لذوي الإعاقة السمعية، والتي توضح مدى تعلمهم للمفاهيم الواردة في الدرس.

التدريس العلاجي
ولتحرّي الدقة في هذا الأمر المتعلق بالتدريس نجد أنه يطلق على التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام بالتديس العلاجي، وهو أسلوب من أساليب التدريس التي يتم فيها تكييف الأهداف والأنشطة والوسائل والأدوات التعليمية والإجراءات التدريسية وأساليب التقويم بما يتناسب مع الإعاقة، وحرص (سيد أحمد عثمان، 39,1990) على إضافة توفير قدر مناسب من الدوافع، والتعزيز، والتدرج في التقدم.

الحفاظ على حاسّة السمع 
وبما أن الأذن شأنها شأن أي عضو في الجسد لابد وأن تقل كفاءتها الوظيفية مع التقدم بالعمر أو في حال عدم المحافظة عليها، لذا إليكم بعض الأمور التي تساعدنا على الحفاظ على الأذن وحاسة السمع بشكل عام :
- ضرورة الابتعاد عن الضوضاء العالية أو المتوسّطة لفتراتٍ طويلة؛ فهي تتلف الشعيرات الدموية الدقيقة في الأذن.
- استخدام بعض أساليب الحماية، مثل: استخدام واقيات الأذن، وهي على هيئة سدادات صغيرة توضع في فتحتَيْ الأذن أو على هيئة سماعات توضع على كامل الأذن. 
- تجنّب الاستماع إلى الموسيقا بصوت عالٍ عبر سمّاعات الأذن، وبالإمكان استبدالها بالسماعات الكبيرة العادية. 
- إراحة الأذن فترة من الوقت بعد التعرّض للموسيقا العالية، كما في الأعراس والحفلات. 
- تجنّب استخدام الأعواد البلاستيكية لتنظيف الأذن؛ حيث ستقوم الأذن بإخراج الشمع الزائد تلقائيًا، وعندها قم بتنظيفه بقطعة قماش ناعمة. 
- تجنّب الأدوية المضرة بحاسة السمع، كأدوية الملاريا والجرعات الزائدة من الأسبرين، حيث لا يجب تناولها إلا وفقًا لإرشادات الطبيب. 
- اتبّاع نظام غذائي متكامل وصحي، مع تجنّب تناول الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الصوديوم، وكذلك الكافيين، فقد كشفت دراسة حديثة أجراها خبراء بجامعة ماكغيل الكندية أن القهوة لها تأثير سلبي على حاسة السمع.
- تجنّب التعرض لعدوى الأذن قدر الإمكان، وهي تنتقل عبر المياه الملوثة في المسابح، أو عبر الملوثات المسببة للالتهابات ■