أبنائي الأعزّاء

التشابه سمة تشترك بها الكائنات الحيّة، فالإنسان يتشارك بالصفات الجسدية العامة بأخيه الإنسان.فعلى سبيل المثال، كل البشر تقريبًا لديهم أعضاء جسد متماثلة، وكذلك يشتركون بحواسّ خمسة. وقد يتشابه بعض البشر في أشكالهم، فكثيرًا ما نرى شعوب دول مختلفة لديها ذات الملامح في الوجه، وخاصة تلك التي تقع في منطقة جغرافية واحدة، كالشعوب الإفريقية والآسيوية. وقد يتشابه بعض البشر في صفاتهم الخلقية وعاداتهم الاجتماعية، فمثلًا نرى احترام الوقت والالتزام به عند الشعوب الأوروبية، والكرم وإكرام الضيف عند الشعوب العربية، وحب العمل وإتقانه عند اليابانيين، والعديد غيرها. 
إن الصفات الحميدة والأطباع الجيدة، والتي يسعى الإنسان لِاكتسابها وتعلّمها، وأحيانًا تقليدها من الآخرين الذين يمتازون بها- أمر محبّذ ولا مانع منه. وكيف لا إن كانت تعود بالخير والمنفعة عليه وعلى مجتمعه. ولأننا نعيش لنجرّب ونتعلّم، فلْنراجع بعض الأفعال والسلوكيات التي اعتدنا عليها، وملاحظة أثرها علينا وعلى الآخرين، ويتسنّى لنا في شهر يونيو يومان عالميان محورهما البيئة، ففي 5 يونيو اليوم العالمي للبيئة، وفي 18 يونيو يوم فن الطبخ المُستدام، ومن خلالهما نطّلع على أفضل الطرق التي يتّبعها الآخرون للحفاظ على البيئة، وتقليل النفايات، وتوفير طعام صحي وآمن للإنسان وبيئته المحيطة به، وإن كانت هذه الطرق مغايرة عن تلك المتّبعة في مجتمعاتنا وعند أسرتنا، ففي التمايز أحيانًا منفعة جمّة. 
أبنائي الأعزّاء، في هذا العدد نتعرّف في باب راوية تروي على قصّة الخرّيج المميّز، والتي تحمل العديد من الرسائل القيّمة، والتي علينا التمعّن بها جيدًا، ومنها التي تجعلنا ننظر إلى أهمية أفعالنا وقراراتنا والمنفعة العائدة منها، خاصة إن كانت ستعم الآخرين، ولا نستعجل حدوثها فقد تكون البداية صعبة وغير مجدية لكنها حتمًا ستأتي بالخير. كما أنه علينا أن نثق بآرائنا وإن كانت مختلفة عن آراء الأغلبية، ونحاول بسلاسة ولطف إقناع الآخرين بها، فالمهم أن نتخذ القرار ونؤمن به. وهناك مثل كوري جميل يقول: (البدء هو نصف المهمة)، فلْنبدأ إذًا.