عيد الأضحى بالجزائر

لِعيد الأضحى بالجزائر نكهة ومذاق خاص، فهو يتميّز بعادات جميلة وتقاليد متوارثة عبر أجيال وأجيال. 
يُطلق على عيد الأضحى بالجزائر العيد الكبير، لأنه مُرتبط بيوم الوقوف بجبل عرفات، ومرتبط بالاحتفال بشراء كبش العيد أو كما يسمّيه الجزائريون الحولي: أي الكبش الذي أكمل الحول. فقُبَيل حلول يوم عيد الأضحى بأسبوع تجد باعة الفحم منتشرين بكثرة في الأزقّة وعلى قارعة الطريق، فالجزائريون يقتنون الفحم بكثرة لميلهم لأكل اللحم المشوي على الفحم.
وللمرأة دور أساسي خلال عيد الأضحى بالجزائر، فهي مَن تتكلّف بغسل أحشاء الخروف وتقطيعها، كما تتولّى شيّ رأس وأرجل الخروف على الحطب، ويُسمّى الرأس وأرجل الخروف في الجزائر بـ بوزلوف، كما يكون للمرأة دور محوري في تحضير حلويات العيد، حيث من عادات المواطنين الجزائريين زيارة الأقارب والأحباب حاملين الحلويات اللذيذة تعبيرًا عن الحب والمودة بين الأُسَر. 
وقبل حلول العيد بيوم أو يومين تنشط حرفة نقش الحنّاء على الأيادي بالمنازل، فالنساء الجزائريات يجتمعن في البيوت ويُحضرن محترفات في نقش الحنّاء، ويتم نقش الأيادي والأرجل على نغمات الموسيقى الشعبية الجزائرية، وللكبش نصيب من الحنّاء، فهو بدوره يطلون رأسه بالحنّاء، لأنه يُعتبر الُمحتفَى به الأساسي، أما الأطفال فلا يسمّون الكبش كبشًا إلا إذا امتلك قرونًا طويلة، فالطفل  تغمره فرحة كبيرة وهو يرى والده يدخل بكبش قرونه ملتوية، ومن أشهر سلالات الخرفان بالجزائر  كبش منطقة أولاد جلال.  
من الحلويات الرائعة التي تؤثّث مائدة العيد في الجزائر حلوى التشاراك، وهي جميلة جدًا تأخذ شكل هلال، وقد تكون هذه الحلوى مغطّاة بالسكّر الصقيل، أو مغطّاة بشرائح اللوز أو بحبّات السمسم، وما يميّز هذه الحلوى أن متذوّقها ما إن يقضم جزءًا منها حتى تذوب في لسانه لكثرة هشاشتها.
بعد أداء سنّة العيد، وبعد أن يتم غسل أحشاء الكبش تشرع النساء في تجهيز الأكلات، ويُسمّى اليوم الأول من العيد في الجزائر بيوم البوزلوف: أي اليوم الذي سيُطهى فيه لحم الرأس وأرجل الخروف، وفي ذلك حكمة علمية عند الجزائريين، فالجزائريون يقومون بطهي الرأس لأنه علميًا الرأس يصبح نتنًا إذا مرّت عليه أربع وعشرون ساعة.
وغالبًا ما يتم تناول هذه الوجبة عند العشاء، أما وجبة الغداء فهي كبد الخروف مشويّة رفقة البطاطس المقليّة والشاي الجزائري الأصيل.
خلال اليوم الثاني من العيد يتم تناول اللحم المشوي على الفحم، واللحم المبخّر رفقة الخُضَر المسلوقة، وإذا ما صادف العيد فصل الربيع فإن من الأُسَر مَن تفضّل تناول الغداء وسط الغابات، حيث يكون للعيد نكهة خاصة رفقة الطبيعة الفطرية.
وعندما يأتي المساء تخرج الأُسر في مختلف ولايات الجزائر رفقة أطفالها لِلّعب في حدائق الألعاب وشراء الحلويات، فيرتدي الأطفال الزيّ التقليدي الجزائري، بينما ترتدي الفتيات الزيّ النسائي الجزائري الجميل الذي يُسمى الكراكو، وهو لباس تراثي جزائري ظهر خلال القرن الخامس عشر، وكان يُدعى قديمًا الغليلة.