أجراس الميلاد

أجراس الميلاد

هزّني الصوت، رنين يتعالى
شدّ عزمي بزمان عبقري الحلم
لم أدرِ متى طرّزه الله بهذا الصوت
كيف الناس تنسلّ من الأكفانِ؟
تمشي كالسكارى!
غير أني قمت
نفضتُ ترابَ القبرِ عنّي
وركامًا قيل هذا من بقايا عهد تيمورَ
وهل تعرف تيمورَ؟!
وباء كعويل القبر أو أقسى من القبرِ
- تلاشى، مات تيمورُ! أتدري أنه مات؟!
متى؟ كيف؟! ومَن قالَ؟!
تولّت رحلة الطاعون، لو تدري!
- أتى الطوفانُ، فاض النهرُ، غاض النهرُ
- أمسينا بوادٍ غير ذي زرعٍ
تهاوى حلم بغدادَ
وأصبحنا نساءً ننشد السترَ
- ولكنّا بُعَيد الدهر ما طال تجاوزنا
وعاد الزرعُ والضرعُ
- وبغداد أتاها نبأُ الفتح
- وكل الناس أعياد، هلمّوا نشهد الفتحَ
تنادى الخلقُ من كل مكان
دقّت الأجراسُ، ما أحلى بأن ينتفضُ الكون!
كأنّ الكون في ساعة ميلاد
وكالطود تجلّت داخل السور قبابٌ
وابتهالاتُ نجوم تنثر الضوءَ
أراني صرت كالذوب من الضوء. تساميتُ
أتاني قاربي الموعود! أبحرتُ
وها إني غلام قرشي هاشمي، أُولدُ اليوم!
أكاليل من الفرحة، والشمس!
كأن الشمس في عرس
وداري تحضن العرسَ!
- هنيئًا، سادةَ العرب، يهنّي بعضُهم بعضًا!
هنيئًا، جاءني الصوتُ، كذا جاء!
من الآفاق تمتدّ، وينسلُ مُلِحًا هذه المرّة
 لا أعلم من أين أتى واستلم الركن
رخيمًا، واثق النبرة!
لكن بحّةُ الصوتِ أراها مثلما هاجرة الحيّ
تنادي مطلع النجم، وترتابُ فأرتاب
فينشقّ شعاعٌ يخطفُ الشكّ
- نسجنا لك من طينة ماضيك رداءً قزحيًا
- وعرشنا فوقك الحاضر ظلًا دائريًا
- ونصوغ الحرفَ كالساعةِ لا تخطئ
لا تبتئس، الدنيا على منعطف الضوءِ
نجومٌ سوف تحميكَ من الظلمةِ يومًا ما فلا تأسَ
حنانيك فأنبئني متى ينكشف الغيب؟!
متى تبصر دنياي!؟
ولم أنتظر الردَّ، توارى ذلك الصوتُ
سجاياه تناءت ثم غابت
كان طيفًا يشبه الحلمَ، ولكن ليس حلمًا! ■