اللوحات الملحمية لماريو بارغاس يوسا حلم الرجل السلتي... وأزمنة متوحشة

اللوحات الملحمية  لماريو بارغاس يوسا حلم الرجل السلتي... وأزمنة متوحشة

على شاكلة اليوتوبيات المبهجة، انتهى الأمر بالأحلام التي تم نشرها من خلال الاستعمار بالسقوط في الانحلال البشري. هذا للأسف ما عاشه روجر كاسيمنت، البطل التعيس لماريو بارغاس يوسا، هذا الروائي المتخصص في الأحلام التي تجلب الكوابيس، وفي اليوتوبيات المبنية بضربات السيوف المدمرة: تحت ستار الحلم وعذاب الكوابيس. بهذا المعنى فإن رواية حلم الرجل السلتي هي إحدى اللوحات الملحمية الضخمة والتي تمثل أجزاؤها الأخرى حفلة التيس وأزمنة متوحشة ذروة سرديات آداب أمريكا اللاتينية والإسبانية بمزايا أكثر إثارة، حيث يمكن العثور على الصلة بينهما في شخصية الدكتاتور الدومينيكي تروخيو. وهكذا فإن الكاتب ذو المعتقدات الليبرالية العميقة يهاجم استبداد الكولونيالية، والقومية، والشيوعية والإمبريالية. 

 

في مقال نقدي للكاتب الفرنسي تييري غينهيت حول رواية حلم الرجل السلتي لماريو بارغاس يوسا تمت ترجمتها لمجلة العربي فيقول إن الكاتب استخدم في روايته أسلوبًا مألوفًا في أعماله، مؤكدًا أن التعاقب بين الفصول المكرسة للسجن وتلك المرتبطة بالترحال بين إفريقيا والأمازون وإيرلندا من طرف روجر كاسيمنت، هذه الشخصية المثالية التي ولدت في إيرلندا في عام 1864 وتوفيت سنة 1916، ظلت مشهورة بعملها «تقرير كاسيمنت» الذي يستنكر فيه عمليات الابتزاز السادية للمستعمرين في الكونغو البلجيكية التي كانت مِلكّية للملك ليوبولد الثاني. في وقت لاحق، هذا الدبلوماسي الإنجليزي الذي انتقل بين مناطق إنتاج المطاط، التحق بمنطقة الأمازون قبل أن يصبح ثوريًا ملتزمًا بالقضية الإيرلندية، الشيء الذي أدى به إلى السجن في إنجلترا. في الواقع، بعد أن أقنع الألمان بتزويد إيرلندا بالأسلحة في ذروة الحرب العالمية الأولى، اتهِم بالخيانة العظمى، فتم إعدامه شنقًا.
فيما وراء سردية الحياة الملحمية الملهمة، من الواضح أن الرواية هي تقريظ تتضح فيه الأخلاق الإنسانية والسياسية بشكل صريح. في الواقع، في معظم الحالات تحتوي اليوتوبيا الأكثر إثارة في نواتها على سبب دمارها، الاستبداد الذي سيقضي عليها. لقد خطط توماس مور في القرن السادس عشر لإقامة حكومة عادلة في جزيرته في كتابه اليوتوبيا، لدرجة أنه سرعان ما نتصور البعد الذي تتخذه كسجن وديع. وفي القرن التاسع عشر انتهى الأمر بـ «بيان الحزب الشيوعي» لكارل ماركس بتحذيرات من الشمولية وخنق الحريات. وسيستمر الأمر على هذه الحال، حيث سيكون القرن العشرون قرن الحقيقة المناهضة لليوتوبيات الآرية أو الشيوعية أو الكليانية. 
ومنذ ذلك الوقت، والنزعة الكولونيالية في القرن التاسع عشر كما رآها الشاب كاسيمنت في المقام الأول تعتز بحسن نواياها: «العمل من خلال التجارة والديانة المسيحية والمؤسسات الاجتماعية والسياسية على تحرير الأفارقة ووضع حد لتخلفهم وأمراضهم وجهلهم». مع الأسف إذا كانت الكولونيالية الإنجليزية أو الفرنسية قد أثبتت وفاءها في بعض الأحيان لهذه المبادئ، فإن الجشع والإفلات من العقاب في الغابات البعيدة ولد الوحوش وأطلق الشر المتأصل في الطبيعة البشرية. وبشكل أكثر تحديدًا في الكونغو البلجيكية، «كيف يمكن أن يصبح الاستعمار وسيلة لنهب رهيب، ووحشية مُروّعة حيث يقوم أناس يسمون أنفسهم مسيحيين بتعذيب وتشويه وقتل كائنات عُزل وتعريضهم لتنكيل فظيع بما في ذلك الأطفال والشيوخ؟ ألم نأتِ إلى هنا، نحن الأوربيين، لوضع حد لتجارة الرقيق وإحلال دين العدل والإحسان؟ لأن ما حدث هنا هو أسوأ من تجارة الرقيق، أليس كذلك؟». 
هل هذا يعني أن الاستعمار حقير من حيث المبدأ مثل الأيديولوجيات الشيوعية والآرية؟ ربما الأمر ليس تمامًا. ذلك أن الشيوعية والنازية تنطلقان من مبادئ مؤذية من البداية، مجتمع من الناس بدون حرية أو مجتمع قائم على العرق، في حين قد تكون الكولونيالية أحيانًا أكثر سخاء. على الرغم من أن القسوة وعدم الكفاءة البشرية والجشع والعنصرية تفسدها بسرعة كبيرة. وهذا ما لم يكن ازدراء سيادة الشعوب هو سبب نشوب هذه المآسي... وفي هذه الحالة، فإن انحراف النوايا الحسنة من طرف أولئك الذين يمارسون السلطة السياسية والعسكرية والتجارية، والذي كان في أدنى مستوى، هو أمر واضح. 

صياغة العنف
وحدهم المتدينون، على ضفاف الكونغو، نجوا من الشر وتم الإحسان إليهم، على نقيض هذه الجذور التأسلية للرعب الذي مارسه الأوربيون على السكان الأصليين وهو ما ألهم الروائي جوزيف كونراد، علاوة على ذلك، فمن خلال التحدث مع روجر كاسيمنت استطاع جوزيف كونراد صياغة العنف الذي زخرت به روايته الرمزية: في قلب الظلام. 
يوضح الجزء الثاني في غابات البيرو كيف «ترتبط الكونغو بالأمازون كالارتباط بحبل السرة؟»، فالمسؤولون في شركة المطاط الإنجليزية هم جلادون يعرضون السكان الهنود الأصليين لإبادة جماعية حقيقية. بذل روجر كاسيمنت قصارى جهده في التنقيب والاستجواب وكتابة الملاحظات لصياغة تقرير ثانٍ تقريبًا مرآة للتقرير الأول. لم يبق عقله سالمًا، لدرجة أن بالنسبة له «إيرلندا مثل هنود بوتامايو، إذا أرادت أن تكون حرة، فعليها أن تقاتل لتحقيق ذلك»، فهل خلط بين حالة الأمازونيين وحالة الإيرلنديين المحرومين فقط من السيادة؟  
سوف ندع القارئ يكتشف في الجزء الثالث كيف أن القومية، حتى لو جاءت بأفضل النوايا، مدفوعة بالرغبة المفهومة في تطوير ثقافة كونية وتحرر إيرلندي من الإمبريالية البريطانية، قد تؤدي إلى انفجار غير عقلاني في استخدام السلاح: «الوطنية معتقد يفتقر إلى الوضوح في الرؤية. إنها نزعة ظلامية محضة، طفرة نوعية»، ينتقد بشكل لاذع الكاتب جورج برنارد شو هذا المهتد في خدمة حماية جديدة للشعوب. هل تستحق الثقافة الإيرلندية التي عادت إلى نقائها القومي التضحية بالمقاتلين من أجلها إلى درجة أن يصل الأمر بكاسيمنت العنيد إلى حد خيانة إنجلترا التي اعترف سابقًا بنضالها الإنساني؟ هل ضل رائد مناهضة الكولونيالية الطريق بالوقوع في انحرافات النزعة القومية؟ 
إذا اقتنعنا بضرورة هذه اللوحة السيرية التي تم تشييدها لكاسيمنت، فيمكننا أن نتساءل: هل نحن حقًا في مستوى تلقي الرواية؟ أو بتواضع أكثر، هل نحن في مستوى التحقق من وثيقة مؤرخ؟ يظل السرد رتيبًا وتكراريًا يفكك بشكل مبكر وبدون تشويق في مشاهد السجن لغز الخيانة العظمى في مناهضة بريطانيا. بالتأكيد ليس هناك شك في أنه بالإضافة إلى أبحاثه حول شخصية كاسيمنت، حاول ماريو فارغاس أن يسرب ما يعوز الخيال لإعطاء عمق سيكولوجي للشخصية وأسئلتها السياسية والوجودية. لكن بالبقاء في خدمة شخصية منسية إلى حد ما - والتي أعيد تقييمها بشكل صحيح - شخصية رمزية للمصير الاستعماري للبشرية، ألم يفقد ماريو فارغاس شيئًا من الحرية ومن نفَس التخييل الروائي؟ وكذلك، على الرغم من مدى براعة التوثيق المستخدم، أليس ثمة افتقار إلى أساليب تعزز تعاطف القارئ الذي يجد صعوبة في التماهي مع بطل متعنت وفي غاية التحفظ لا سيما وأن بريطانيا بذلت ما في وسعها لتشويه سمعته. كل هؤلاء الضحايا، الذين تم قتلهم على التوالي، ورغم ثبوت ذلك، يظل الأمر مثيرًا للحيرة. إن حلم الرجل السلتي يظل عملًا توثيقيًا ضروريًا، يتموضع عند تخوم السيرة والمقالة وأيضًا السرد الذي بالكاد يثير التشويق لدى المتلقي.
 من الضروري وضع هذه الرواية في منظورها الصحيح مع الروايات المكرسة للفاشي في أمريكا الوسطى تروخيو والناشطة فلورا تريستان، لتشكل ثلاثية في النضال ضد الاضطهاد. في رواية حفلة التيس ثمة شخصية أنثوية أخفت سرًا غامضًا في ماضيها في سانت دومينيغ، بالإضافة إلى رجال يستعدون لاغتيال الديكتاتور تروخيو. لقد عرف هؤلاء كيف يؤثروا فينا ويثيروا اهتمامنا من خلال سرد آلامهم وآمالهم، حيث أصبحت شخصية الزعيم الغريب على حافة الجنون والهشاشة. وبالمثل، فإن قضية نضال العمال والنساء التي كانت تتوخى في القرن التاسع عشر تحريرهم من الرأسمالية المتوحشة والنزعة الذكورية القبَلَية، استطاعت في رواية ماريو بارغاس «الجنة أبعد قليلاً» أن تأخذ بيدنا في عدالة قضيتها. نتذكر النَفَس الملحمي الكبير الذي خيم على رواية حرب نهاية العالم من خلال التصوير الإشعاعي لثورة مجتمع مسيحي مخدوع في سعيه إلى إقامة مدينة فاضلة في شمال شرق البرازيل... لكن بالنسبة لهذا الرجل السلتي الجانح الذي تقتصر عليه حصرًا انحرافات المُثل العليا والروح النضالية، فإن ضربًا من البرودة الميكانيكية تَحُول دون تحقيق الزخم الروائي الكافي.

آمال التحرر
إن شجب الطغيان وأيضًا اليوتوبيات التي تكمن وراء آمال التحرر وصولاً إلى غاياتها المميتة هو بالفعل المبدأ الحيوي الذي يتبعه الكاتب الليبرالي ماريو بارغاس الذي تعكس أعماله هذه الأخلاق السياسية، سواء تعلق الأمر بعمله السيف واليوتوبيا أو رهانات الحرية. ولقد كان ذلك بفضل قراءة كتاب الطريق إلى العبودية لفريديريك هايك وكتاب المجتمع المفتوح وأعداؤه لكارل بوبر، حيث أدرك أنه لا يمكن التعبير عن الحريات في المرجل المسموم للثورات اليسارية، وأن كوبا أصبحت بالوعة شيوعية. وبالتالي فالليبرالية الاقتصادية والأخلاقية هي في نهاية المطاف بالنسبة له ولنا الطريق إلى تنمية المجتمعات والأفراد. إن فلورا تريستان، على الرغم من كونها رائدة الاشتراكية الماركسية وكاسيمنت على الرغم من أنه المدافع عن القومية، إلا أنهم كانوا محررين مازالوا في حاجة إلى الصقل والبناء.
من الواضح أن ماريو بارغاس في روايته أزمنة متوحشة يعبر ببراعة عن موهبته. بعد مقدمة توثيقية تُذَكر بالصعود الكاسح لشركة تصدير الموز من خلال نهج الاحتكار واستغلال السكان الغواتيماليين وشبكات نفوذها في الولايات المتحدة، تمكن الروائي من تقديم شخصياته إلى دائرة الضوء. 
في البدء شخصية ماريتا الملقبة بـ«الآنسة غواتيمالا»، فتاة ذكية أصبحت حاملاً من معلمها الدكتور إفرين غارسيا الذي يدعو إلى «الاشتراكية الروحية». يا للفضيحة! هذا لتهيئة المشهد الأيديولوجي للبلد. لكن سرعان ما تقدم إلى واجهة الأحداث العسكري جاكوبو أربينيز الذي جعلته زوجته يكتشف «عالمًا مجهولاً من الظلم الذي يعود إلى قرون، وكل أشكال التحيز والعمى». لذا فقد حرض على الانقلابات للإطاحة بالدكتاتوريات، فأصبح وزيرًا، ثم رئيسًا منتخبًا سنة 1951. كما تقوم حبكة الرواية على تنظيم انقلاب سيؤدي إلى استقالة الرئيس جاكوبو أربينيز عام 1954. كان هذا الأخير قد وضع إصلاحًا زراعيًا على نطاق واسع يتعارض مع مصالح الشركة الأمريكية للفواكه. 
إذا كان أربينيز هو القاسم المشترك للحبكة، فإن العديد من الشخصيات الرائعة تستحق الالتفاف. يستفيد «الفظ سام زيموراي» من مساعده الكفء، الدبلوماسي الأمريكي، برنوس الأنيق، الذي اقتحم الصحافة ودوائر السلطة الأمريكية وتمكن من إقناعهم بقرب نشوء مستعمرة شيوعية تعمل لصالح موسكو، وبالتالي سارعت وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية بتقديم الدعم البشري واللوجيستي لإنشاء أوليغارشية في السلطة تعمل لصالح أمريكا. أما بالنسبة لكارلوس كاستيلو، إذا كان قد حل محل أربينيز على رأس البلاد، فإنه لن يستفيد من خيانته: بعد ثلاث سنوات سيتم إطلاق النار عليه. تبقى الحالة المفعمة بالدروس من السفير الأمريكي بيوريفوي، المنفذ المثالي بدون أي مخاوف أو أخلاق حيث يطيع الإدارة الأمريكية طاعة عمياء مهما كانت التقلبات والانعطافات، إنه نسخة طبق الأصل لـ«تفاهة الشر» بحسب تعبير حنة أرندت. دون أن ننسى التأثير الضار لجار خطير، تروخيو، دكتاتور جمهورية الدومينيكان، المصاب بجنون العظمة، وروحه اللعينة جوني أبيس غارسيا اللذين قاما باكتساح صفحات رواية حفلة التيس قبل حدث الاغتيال. 
ما هو دور الأخلاق السياسية أو جاذبية رجال السلطة رغم أفعالهم في هذا الإلهام المضطرب؟ هل العقيد الرئيس كارلوس كاستيلو مجرد «دمية عاشقة»، هل هو السلطة الحقيقية وراء العرش؟ يروي الجزء الأخير من الكتاب الذي يحمل عنوان «بعد» زيارة قام بها الكاتب ماريو بارغاس لسيدة عجوز تبلغ من العمر ثمانين عامًا والتي لازالت تبدو في مظهر جيد. تعيش في واشنطن في منزل محاط بالنباتات ومليء بالطيور يوحي بـ«رعب الفراغ» حيث تتأرجح التماثيل الدينية مع الإشادة بالدكتاتوريين مثل تروخيو وكارلوس كاستيلو. هذا الأخير كان «الحب الكبير في حياتها» كما اعترفت لاحقًا للكاتب ماريو بارغاس. 
ربما تكون هذه مثل ضرب من ضروب الخاتمة لأجمل صفحات الرواية التي تبدو بمنزلة حكاية رمزية لمناهضة الشيوعية بخصوص مصائر أمريكا اللاتينية، لكنها مناهضة للشيوعية بانحراف فاشيستي. 
من بين العقد الجيوسياسية المشتعلة في القرن العشرين، تبدو هذه الرواية السياسية مستعصية على غرار فيلم الإثارة حيث تتعاقب مشاهدها التاريخية والدرامية على الرغم من أن المشاهد الأولى هي أقل ديناميكية. فرواية أزمنة متوحشة تستهوي القارئ وتتركه مذهولًا في مواجهة هذه الاضطرابات. بحس حاد في الهجاء يضع ماريو بارغاس القادة العسكريين الفاسدين في تعارض مع الاشتراكيين. سواء كانوا من اليمين أو اليسار، لا يستفيد الديماغوجيون الشعبويون من تساهل الروائي وفقًا لأخلاقياته السياسية المدعومة من الليبرالية. كما أنه لم يوافق على الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى حيث سيطرت العصابات الشيوعية على القارة وأدت إلى صعود النزعة الكاستروية في كوبا. بشكل عام، أخر تدخل الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى نشر الديمقراطية وتسبب في مقتل الآلاف من خلال المساعدة في نشر أسطورة الثورة المسلحة والاشتراكية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. قُتل شباب من ثلاثة أجيال على الأقل وتقاتلوا فيما بينهم من أجل حلم آخر مستحيل أكثر راديكالية ومأساوية من حلم جاكوبو أربينيز. بهذا المعنى، فإن الرواية بهذه الخاتمة السياسية تبدو بمنزلة تقريظ سياسي. 
رسام جداريات لتاريخ مأساوي، يزين الروائي ماريو بارغاس فترة الحرب الباردة والنزعة الماكارثية بنِزاعات ثانوية، لكنها حيوية من حيث تداعياتها التي لاتزال مؤثرة في أمريكا اللاتينية اليوم. 
نعتقد أن في عمله أزمنة متوحشة، وبالاعتماد على التوثيق الصارم، نقل الكاتب الحياة الصاخبة للخيال متخيلاً مغامرات قوية ومتغلغلاً داخل النفس الوحشية للأبطال، مثل حاشية لرواية حفلة التيس، ربما لن تتجاوز هذه الرواية أزمنة متوحشة النجاح المذهل الذي حققته رواياته الأخرى وأهمها حرب نهاية العالم. لقد تمكن الروائي ماريو بارغاس من الاستيلاء على اللوحات الجدارية التاريخية الواسعة كما حَلُم بها الكُتاب اليساريون، والشيوعين، مثل جون بول سارتر، لكن بفضل نجاح أسلوبه استطاع أن يتفنن في كيفية المواءمة بين الأخلاق السياسية الليبرالية الجديرة بالثناء ■