أبنائي الأعزّاء

في المجتمعات الإنسانية يرتبط الإنسان بعلاقات كثيرة ومتباينة بقوتها، لها علاقة وثيقة بعمره ومكانه واهتماماته. هذه العلاقات تضع له أدوارًا متعددة، فمثلًا في المدرسة يمارس الطفل دور التلميذ المجتهد مع معلميه، وفي المنزل يمارس دور الابن المطيع المحب مع والديه، وفي النادي الرياضي هو المتدرب والهاوي الملتزم مع مدربه، ومع أصدقائه في الحي هو الصديق الوفي... وهكذا. ففي كل دور يمارسه تبرز صفات لها أولوية في علاقة دون أخرى. 
الصداقة من أكثر العلاقات الاجتماعية شيوعًا ويكونها الإنسان في مراحل حياته المختلفة، وفي كل مكان يألفه ويتواجد به. والصديق هو بمثابة الأخ ومعه تشعر بالراحة، فهو يتواصل معك بسلاسة وتتعامل معه بثقة وأمان، وقد تشتركان بصفات مشابهة كاحترام الوقت، وقد تختلفان بصفاتكما الشخصية التي قد تكمل الآخر، فالجريء الشجاع يعطي الخجول الحذر شيئًا من المتعة والمغامرة في الحياة. ولأهمية الصداقة أقرت الأمم المتحدة يومًا للصداقة يوافق 30 يوليو من كل عام، وذلك لتدعم فكرة تكوين الصداقات بين الأفراد والشعوب من مختلف دول العالم، لأن ذلك يعني تقوية الروابط الإنسانية، مثل التعاون والتسامح وتقبل الآخر باختلاف شكله وثقافته. 
أبنائي الأعزاء، في هذا العدد نتعرف في باب راوية تروي على قصة الضفدع والجندب، والتي تصور لنا علاقة صداقة كانت قوية لكنها انتهت بسبب كثرة النقد والامتعاض، وعدم تقبل الأطباع والاختلافات في الآخر، والتي لم تكتشف إلا عندما استضاف الصديقان بعضهما على وجبة طعام! هذه القصة تحمل العديد من الرسائل القيمة والتي علينا التمعن بها جيدًا، وأهمها التغافل. وهنا يعني الترك والإهمال بقصد ودون نسيان، ففي صداقاتنا قد يقول الصديق كلمة أو يصدر منه تصرف مستهجن وغير متوقع يزعجنا، حينها علينا أن نتغافل ونسمح لهذا الحدث بالمرور لتدوم صداقتنا... فقد قالوا قديمًا "التغافل يطفئ شرًا كثيرًا".