أنا سليل اشتهاءاتي

أنا سليل اشتهاءاتي

شعر
الرسوم بريشة الفنان اللبناني: أمين الباشا

أنّى اتجهتُ أرى عَصْفًا
يؤلِّبني ضدِّي
ويجعل من أمواجهِ رُسُلي
كأنني صنْو نفسي
في تمزُّقها الدامي
وخطُّ تماس الذئب والحملِ
تضيئني صبواتٌ
لا وجوه لها
وبابلٌ من غواياتٍ تلوِّح لي

فكلُّ ريحٍ تشلُّ اثنين
يلفحني انتشاؤها
ويرائي سُكْرَها
ثَمَلي
يطوف ليلُ حدوسي بي
على مدنٍ تأنَّثَتْ
وقرىً في الظنِّ لم تُنَلِ
أنا سليل اشتهاءاتي
وبارئها
وسارق النار من أسلافها الأُوَلِ

ينام في لغتي ضَوْعُ النساءِ
كما تنام رائحةُ الأزهارِ
في العسلِ
فهنَّ مَنْ رحنَ مذ أسرفتُ
في ظمئي
يحملنني
فوق برق الشهوة الجذِلِ
ويتَّشحن كدمع الثاكلاتِ
بما ينحلُّ من رعشة الإيقاعِ
في الجملِ

لم أعشق امرأةً إلا وأنشبني
في لحمه المشتهى
تفَّاحها الأزلي
وإذ يحمّلني الوجْد اندفاعته
القصوى،
وتسرع أنهارٌ بلا أملِ
أرى شقائق نعمانٍ مُصَغَّرَةً
تسيل مغمضة العينينِ
في القبلِ
هبت الذرى تتماهى مع نوائمها
كالهال في البنِّ
أو كالكحل في المقلِ

والأرض في غبش الرؤيا
تلوح كما
لاحتْ لعينيْ غريقٍ
قمَّةُ الجبلِ
ما ثَمَّ هاويةٌ لم تَرْعَ أسئلتي
ما ثَمَّ صحراءُ
لم تسهر على طللي
والروح إذ تنثني وَلْهى
وتفتنُها
أقواس منحدراتٍ غَضَّةُ السُّبُلِ
ترجو انعتاقًا
وما انفكَّتْ مُعَلَّقَةً
في البينَ بينَ
فلم ترجع ولم تصلِ

 

 

شوقي بزيع