متحف يوركشاير التاريخي
تعوّدت منذ صغري أن أزور وأسرتي المتاحف في كل بلد نقضي فيه إجازتنا الصيفية، ولازلت على هذا المنوال حتى بعد أن كبرت وأصبحت شابًا، فأتوق للاستمتاع والمعرفة من خلال أزمان لم نعشها من قبل.
زيارتي هذه المرة كانت لمدينة يورك البريطانية فكل شيء فيها يوحي بالقدم، البيوت والمباني والأسواق والجامعة وكأنني أسير في شارع من شوارع العصور الوسطى. ومررت على أهم المعالم التاريخية في المنطقة وهو موقع (إيبراكوم) الأثري للمدينة الرومانية القديمة الواقعة شمال إنجلترا، والتي تأسست عام 71 للميلاد على يد الجيش الروماني بعد غزو الفايكينج، والتي أصبحت فيما بعد مركزًا للإدارة والثقافة والتجارة، ما شجّعني لزيارة متحف يوركشاير التاريخي.
ومتحف يورك شاير الذي تم افتتاحه في عام 1830 يعتبر أحد أهم المتاحف في المملكة المتحدة، وقد تم تطويره وتوسعته عدة مرات، لتبلغ مساحته حوالي 4000 متر مربع.
وبدخولي للمتحف شعرت أني عدت بالزمن إلى الوراء، وهو مقسّم إلى ستة أقسام:
٭ القسم الروماني: الذي يحتوي الآثار الرومانية والاسكندنافية والتاريخ الطبيعي، ويضم مجموعة من القطع التي تم اكتشافها في مدينة يورك.
٭ قسم المعروضات النفيسة: التي تمت صياغتها يدويًا من مجوهرات وحلي وأواني فخارية نادرة ومعادن.
٭ قسم معدات الفايكينج: وتضمّنت مجموعة من الأسلحة والأدوات والسيوف وكذلك الدروع والخود التي استخرمها الفايكينج في حروبهم وغزواتهم.
٭ قسم القرون الوسطى: شملت المحتويات قطعًا من الملابس العتيقة والمخطوطات نادرة وأيضًا أعمالًا فنية من تلك الفترة.
٭ القسم الخامس: احتوى على مجموعة كبيرة من النباتات الطبيعية المحلية والأحافير، وكذلك نماذج من الحيوانات كالدينصورات المنقرضة.
٭ القسم السادس والأخير: وهي قاعة تضم عدد من الأعمال الفنية المنحوتة والمزخرفة والتماثيل واللوحات الفنية، وضمّت أيضًا بعضًا من العملات القديمة المتداولة في المدينة الرومانية آنذاك، وقطعًا فنية حديثة لمناظر عن مدينة يورك التاريخية.
وعادة ما يقام في المتحف وبصورة مؤقتة فعاليات ونشاطات مختلفة، ومعارضًا في الفنون والعلوم والتكنولوجيا تجذب الزوّار المحليين والسياح من أرجاء العالم والمهتمين بالتاريخ والباحثين عن الفنون.
أثناء تجولي بالمتحف كان يمر من حولي مجموعات من الأطفال والطلبة المبهورين بالمتحف، ومعهم أوراقًا وأقلام ويسجلون بها ملاحظات عن بعض القطع التاريخية، فتذكّرت طفولتي وأنا في سنّهم.
في نهاية زيارتي مررت على متجر الهدايا، وكان لابد لي من شراء بعض التذكارات الجميلة، فهي تعيدني لزمن ولى وانتهى، ولا يوجد غير المتاحف لتحكي لنا قصصًا عن الماضي.