من نخلتنا نحيك سُفرتنا
سنذهب اليوم يا أصدقائي في رحلة إلى دولة الكويت, نتعرف فيها على حرفة قديمة اسمها (سف الخوص) ولنكتشف قصة هذه الحرفة سنلتقي بالسيدة شروق الصايغ وهي حرفية ماهرة في فن الخوص, فيا بنا لنحاورها.
* أستاذة شروق, أخبرينا عن حرفة سف الخوص, نحن متحمّسين لتعرّفين قرّاء العربي الصغير بأحد الحرف القديمة التي مارسها أجدادنا.
حرفة سف خوص النخيل هي حرفة قديمة موجودة في العديد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية, وتعتبر جزء من التراث والثقافة في تلك الدول. وسف الخوص هو عملية تحويل أوراق النخيل إلى خيوط رفيعة بعد تجفيفها وتنظيفها وتلوينها باستخدام ألوان خاصة مطحونة جيدًا تسمى بالألوان الصخرية لتبدأ بعدها عملية تجديل تلك الأوراق لصنع العديد من المنتجات الرائعة مثل: السفرة والحصير والحقائب والسلال وغيرها.
* وأنت لماذا اخترت تعلّم هذه الحرفة بالذات يا ترى?
اخترت تعلّم هذه الحرفة لرغبتي باستكشاف وتعلّم طرق وأساليب استخدام الخوص في صناعة المنتجات الجميلة, ولأساهم في الحفاظ على هذه الحرفة التراثية من الاندثار. كما أنني أحببت العودة إلى استخدام المنتجات المصنوعة يدويًا بدلاً من تلك المصنوعة بالآلات الحديثة. وأخيرًا وبعد أن كنت أفكر وأفكر في عمل مشروع تجاري لكسب الرزق, وجدت أن حرفتي التي أحبّها هي أفضل مشروع.
* حرفة سف الخوص حرفة قديمة, فهل يمكننا الاستفادة منها في وقتنا الحاضر?
على الرغم من أن حرفة سف الخوص حرفة قديمة, إلا أنه يمكننا الاستفادة منها حتى يومنا هذا من خلال صنع منتجات مفيدة مثل الحقائب والسلال وبعض قطع الأثاث بأحجام وألوان مختلفة, كما يمكننا أيضًا استخدام جدائل (ضفائر) الخوص لصنع تحف فنية نزيّن بها غرف الضيوف والمكاتب وحتى الحوائط والجدران.
* رائع جدًا, وهل من الممكن أن يتعلّم الصغار هذه الحرفة?
بالتأكيد, فهناك ورش تدريبة لتعليم الصغار هذه الحرفة, بالإضافة إلى أن الأسر التي تشتهر بهذه الحرفة تحرص على تعليمها لأبنائها منذ الصغر, ليصبحوا ماهرين فيها عند الكبر, وأول ما يتعلمه الصغار هو تجديل أوراق النخيل. إن سف الخوص حرفة جميلة تساهم في تطوير الحس الفني والإبداعي والمهارات الحركية لدى الإنسان كما أنها تساعد على تطوير جوانب مهمة في شخصيته مثل الصبر والمثابرة.
* كلمة أخيرة لقرّاء مجلة العربي الصغير?
تفخر كلُّ بلد بتاريخها وتاريخ أجدادها الذي كان سببًا في الرفاهية والتطور الذي وصلت إليه الآن, لذا علينا أن نحافظ على هذا التاريخ والتراث من الاندثار لنسرد قصتة للعالم أجمع, ومن خلال تعلمنا الحرف التراثية القديمة فإننا نساهم في حماية هذا التاريخ من الضياع.
إلى هنا يا أحبائي تنتهي رحلتنا مع السيدة شروق الصايغ التي أحبّت حرفة سف الخوص وقررت أن تتعلّمها وتتفوّق بها لتساهم في الحفاظ عليها وعلى تاريخها من الضياع والاندثار. إلى اللقاء.