أبنائي الأعزّاء

تشارف‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬على‭ ‬الانقضاء‭, ‬وسط‭ ‬رغبة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭ ‬ودوامها‭. ‬فالعطلة‭ ‬قد‭ ‬تعني‭ ‬الراحة‭ ‬والاستجمام‭, ‬الفسح‭ ‬والنزهات‭, ‬السفر‭ ‬والمفاجآت‭, ‬وقد‭ ‬تعني‭ ‬أيضًا‭ ‬التعلم‭ ‬والنظام‭ ‬والالتزام‭, ‬اكتساب‭ ‬الخبرات‭ ‬وممارسة‭ ‬الهوايات‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭. ‬فالعطلة‭ ‬لها‭ ‬دلالات‭ ‬متنوعة‭ ‬ومعانٍ‭ ‬عديدة‭, ‬والمتمتع‭ ‬بالعطلة‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬مَن‭ ‬يستطيع‭ ‬تفسير‭ ‬المعنى‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬عطلته‭, ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬أيضًا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يستخلص‭ ‬نتائج‭ ‬وفوائد‭ ‬هذه‭ ‬العطلة‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬محيطه‭ ‬أحيانًا‭. ‬

وفي‭ ‬العطلات‭ ‬يرتاح‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالأعمال‭ ‬المرهقة‭ ‬والمكررة‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬فعلها‭ ‬بأيام‭ ‬العمل‭ ‬والدراسة‭, ‬كأن‭ ‬يرتاح‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬المذاكرة‭ ‬وكتابة‭ ‬الواجبات‭ ‬المنزلية‭, ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬أن‭ ‬العطلة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬الكسل‭ ‬والخمول‭, ‬ولا‭ ‬السهر‭ ‬والاستيقاظ‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭. ‬إن‭ ‬العطلة‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬ومواتية‭ ‬لترتيب‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬لتحقيقها‭, ‬ومراجعة‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬فعلها‭, ‬وتقييم‭ ‬الصداقات‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭. ‬وهناك‭ ‬مثَل‭ ‬برازيلي‭ ‬جميل‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬بين‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬وسط‮»‬‭, ‬أي‭ ‬أن‭ ‬بين‭ ‬حال‭ ‬البداية‭ ‬ونتيجة‭ ‬النهاية‭, ‬أحداث‭ ‬كثيرة‭ ‬تحدث‭ ‬ما‭ ‬بينهما‭, ‬وهي‭ ‬الوسط‭, ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭, ‬إذن‭ ‬فلتكن‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬الطويلة‭ ‬الممتعة‭ ‬والمفيدة‭ ‬هي‭ ‬الوسط‭ ‬لكل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬يبدأ‭ ‬بالجد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬وينقضي‭ ‬بالنجاح‭ ‬والتفوق‭. ‬فلنحسن‭ ‬استغلال‭ ‬العطلات‭ ‬لنحظى‭ ‬بنهايات‭ ‬سعيدة‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزاء‭, ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬نتعرّف‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬راوية‭ ‬تروي‭ ‬على‭ ‬قصة‭ ‬الخنافس‭ ‬البرازيلية‭ ‬ذات‭ ‬القشرة‭ ‬الذهبية‭, ‬والتي‭ ‬تطلعنا‭ ‬على‭ ‬دروس‭ ‬هامة‭ ‬ومنها‭, ‬انتهاز‭ ‬الفرص‭, ‬فعند‭ ‬بداية‭ ‬سباق‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬محسومة‭ ‬عند‭ ‬جرذ‭ ‬سريع‭, ‬تمكنت‭ ‬الخنفساء‭ ‬بنهايته‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬الجرذ‭ ‬بل‭ ‬وتفوز‭ ‬بجائزة‭ ‬قيّمة‭ ‬وذلك‭ ‬بصمتها‭ ‬وحسن‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬بين‭ ‬بداية‭ ‬السباق‭ ‬ونهايته‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬نتعلم‭ ‬أيضًا‭ ‬ألا‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الآخرين‭ ‬وألا‭ ‬نستهين‭ ‬بقدراتهم‭, ‬فكم‭ ‬من‭ ‬صغير‭ ‬ضعيف‭ ‬غلب‭ ‬كبيرًا‭ ‬قويًا‭ ‬بذكائه‭ ‬وحسن‭ ‬تصرفه‭!‬