الغناء اليمني من المجالس إلى الاسطوانات

الغناء اليمني  من المجالس إلى الاسطوانات

قام الدبلوماسي الهولندي سنوك هوروخرونيه في بداية القرن العشرين تقريبًا عام 1905م بإرسال جهاز الفونوغراف الخاص به إلى القنصلية الهولندية في جدة بالحجاز، وتم عمل مجموعة من التسجيلات المختلفة على اسطوانات شمعية فونوغراف أديسون، تلك التسجيلات احتوت على أغاني يحيى عمر اليافعي بصوت الفنان سيد محمد اليمني، وعزف على آلة العود اليمني (القنبوس/الطربي)، كذلك تسجيل الآذان المكي. 

 

 في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين أتى إلى اليمن عالِم الموسيقى الألماني (هانز هيلفريتز) مؤلف كتاب اليمن من الباب الخلفي، في رحلة استكشافية، سجل مجموعة الأغاني الشعبية والزوامل على اسطوانات شمعية باستخدام جهاز الغرامفون، الذي قام عام 1930 بتسجيل ما يقرب من مائة أغنية شعبية وتقليدية متنوعة ما بين أغاني الزراعة والعمل وأناشيد عسكرية وأغانٍ ليهود اليمن وزوامل. ولفت انتباهه التشابه الكبير بين الأغاني والموسيقى اليمنية وأغاني البربر عند قبائل إفريقيا الشمالية، هذه التسجيلات موجودة في متحف الإثنوغرافي في برلين Ethnological Museum of Berlin، وهناك حاليًا مشروع من قبل المتحف لترقيم وتسجيل وتوثيق هذه التسجيلات.

الاسطوانات الغنائية في عدن
دخول شركات الاسطوانات إلى اليمن تحديدًا في مدينة عدن نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي يعتبر متأخرًا جدًا مقارنة ببداية ظهور تقنية الاسطوانات في القرن التاسع عشر، ولا يمكن الجزم بتاريخ دخول الاسطوانات وجهاز الحاكي (الجرامافون) المعروف بـ(أبو هندل) الذي كان يعمل يدويًا، وتشير بعض الكتابات إلى أن دخول الحاكي (الجرامافون) إلى عدن كان في عام 1925م بواسطة ماستر حمود الهاشمي الذي كان وكيلاً لبعض الشركات الألمانية، حيث كان يحضر المهندسين الألمان إلى عدن لإعداد وصناعة الاسطوانات والجرامافون.
في عام 1934م تم افتتاح مكتبة العلوم الحديثة لصاحبها (عمر عقبة)، التي كانت تحتوي على قسم خاص لبيع الاسطوانات المصرية، ومن بينها اسطوانات «بيضافون»، والتي شكّلت رافدًا للفنانين في التعرف على موسيقى وأغاني الدول العربية، خاصة منها المصرية، أمثال أغاني سلامة حجازي وسيد درويش، وكان مقر المكتبة في حي كريتر.
بالنسبة لبداية التسجيلات الصوتية الفنية اليمنية عن طريق شركات إنتاج الاسطوانات، فتشير أغلب المراجع اليمنية إلى أنها بدأت بين عامي 1937 و1938م، ويذكر الأمير/ أحمد فضل العبدلي (القومندان) أن شركات أوديون وبيضافون والتاج العدني كانت أول شركات تسجيل الاسطوانات الشمعية بعدن، وكان وصولها عام (1357هـ) والذي يعادل عام (1938م)، وكانت أول تجربة تسجيلية بحسب رواية (القومندان) لشركة أوديون هي أغنية طلعت بدرية، كلمات وألحان القومندان، وغناء مسعد اللحجي، لكن التسجيل كان فيه بعض النتوء فطلب القمندان أن يعاد تسجيلها، لكن الفنان/ مسعد اللحجي رفض إعادة التسجيل، فقرر أن الفنان فضل جبلي يغنيها بدلاً عنه لصالح شركة بيضافون، لكن الشركتين الألمانيتين أغلقتا مما اضطره لتسجيلها على اسطوانات التاج العدني.

الاسطوانات الغنائية في صنعاء
بسبب التشدد الديني وتحريم الغناء فقد تأخر التسجيل الفني في صنعاء كثيرًا، حيث بدأت التسجيلات الغنائية بشكل علني مع بداية ظهور إذاعة صنعاء في منتصف الخمسينيات عندما قام الفنان قاسم الأخفش بتسجيل مجموعة من الأغاني على شرائط الريل المخصصة للإذاعة. وفي مطلع الستينيات قام بعض الفنانين بتسجيل مجموعة من الأغاني للإذاعة، أمثال الفنان أحمد السنيدار وعلي الإنسي، وكانت إذاعة صنعاء تبث بعض الأغاني لفنانين يمنيين وعرب، وحيث إنها لا تمتلك أجهزة ولا اسطوانات فقد كانت تستعير تلك الاسطوانات من مكتبة الأثرياء.
بالرغم من التشدد الديني والرقابة الصارمة التي فرضتها السلطة حينها على شراء وجلب الاسطوانات من عدن وفرض عقوبات، حيث إنه من يوجد لديه اسطوانات يتم تكسيرها مع الجهاز المشغل لها (الفونوغراف) مع حبس البائع والمشتري، إلا أن الاسطوانات الغنائية انتشرت منذ الأربعينيات حيث كانت تهرب بحذر شديد من عدن إلى تعز وصنعاء، وكانت توضع في الشاحنات وتغطى بالبضائع، وقد لاقت رواجًا بين النخب المثقفة الذين يقومون باستئجار الاسطوانات وجهاز التشغيل بشكل سري، وهذه الاسطوانات شكلت اللبنة الأولى في تكوين الشخصية الفنية للفنانين الشباب حينها والذين شكّلوا بعد ثورة سبتمبر 1962م الفرق الفنية الوطنية.
انتشار الاسطوانات الغنائية في صنعاء وتعز في أوساط المثقفين شجع بعض الفنانات في صنعاء بالذهاب إلى عدن وتسجيل أعمال فنية حيث قامت ثلاث فنانات بالهروب من صنعاء إلى عدن لتسجيل أغانٍ لصالح بعض شركات الإنتاج وتحت أسماء مستعارة هي (المتحجبة، بنت البلد، فاطمة الصنعانية)، وكانت تلك تعتبر أولى التسجيلات لأصوات نسائية في اليمن.

التسجيلات بين الإباحة والتحريم
بينما كان بعض رجال الدين حذرين من استخدام الاسطوانات والجهاز الحاكي (الفونوغراف) كما هي الحال مع رجل الدين العلاّمة/ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي صاحب الرسالة المحمدية، والذي نشر فتواه في جريدة طرابلس بتاريخ 17 ديسمبر عام 1899، والذي اعتبر تسجيل القرآن الكريم باستخدام جهاز الحاكي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وحذر من استخدامها. نجد في الجانب الآخر رجل الدين اليمني الحضرمي الشيخ/ عثمان بن عبدالله بن عقيل والذي كان يقيم في بناو يقوم بإصدار أول فتوى شرعية تسمح باستخدام التسجيلات الصوتية، وذلك في رسالة «طلوع بدر العلم المرتفع وظهور نجم الصدق المنتفع على صحة جواب حكم الصوت المخترع»، يجيز فيها استخدام جهاز الحاكي (الفونوغراف) بشرط أن يلتزم بالآداب الإسلامية، وكان ذلك في 20 سبتمبر 1899م.
ننقل هنا ما ذكره السيد حسين بن محمد الطرابلسي في جريدة طرابلس للطريقة التي يتم بها تسجيل الأصوات على جهاز الفونوغراف «تركب الآلة الشمعية الاسطوانية على قضيب متصل بالآلة الذي يدور ذلك القضيب بدورانها ثم تركب الإبرة التي ترسم الصوت على الشمع ثم يوضع فوقها القرن ويأتي المتكلم فيضع فمه فيها وتدار الآلة ويشرع المتكلم بالكلام، وتأخذ الإبرة بنقش ألفاظه على الاسطوانة الشمعية لارتجاجها بارتجاج الصوت».

شركات الاسطوانات الأجنبية
اسطوانات برلفون  
هي اسطوانات ذات 78 دورة بلاصق ذهبي في المنتصف، في أعلى اللاصق اسم الشركة بالحروف اللاتينية وأسفل منه شعار الشركة، الذي عبارة عن صورة لجهاز الحاكي (الجرامافون) في منتصف اللاصق من اسم الشركة باللغة العربية، وفي الأسفل اسم الفنان والأغنية باللغة اللاتينية والعربية، وفي نهاية اللاصق الرقم المرجعي للاسطوانة الذي يبدأ بحرف (B) متبوعًا بالرقم، مدة التسجيل لكل وجه لا تتجاوز الأربع دقائق ويتم تكملة الأغنية في الوجه الثاني للاسطوانة، وفي بعض الأحيان يكون في كل وجه أغنية منفردة.

اسطوانات أوديون
شركة أوديون الألمانية مارست نشاطها في عام 1937-1938م، حيث قامت بتسجيل ما يقارب من 200 اسطوانة لفنانين يمنيين، كان النصيب الأكبر من هذه التسجيلات للموشح اليمني أو ما يعرف في المصطلح المحلي بالأغنية الصنعانية.
اسطوانات أوديون ذات 78 دورة، يوجد بها لاصق أسود اللون في المنتصف، في أعلى اللاصق اسم الشركة بالحروف العربية وأسفل منه اسم الشركة بالحروف اللاتينية بينهما شعار الشركة، في منتصف اللاصق اسم الفنان والأغنية وبين قوسي اللون الغنائي اليمني باللغتين اللاتينية والعربية، الرقم المرجعي للاسطوانة يكون في منتصف الاسطوانة جهة اليمين يبدأ بحرف (AD) متبوعا بالرقم، مدة التسجيل لكل وجه لا تتجاوز الأربع دقائق، ويتم تكملة الأغنية في الوجه الثاني للاسطوانة، وفي بعض الأحيان يكون في كل وجه أغنية منفردة، في بداية التسجيل يقوم مهندس الصوت بذكر اسم الفنان قبل تسجيل الأغنية على الاسطوانة.
قامت شركة أوديون بتسجيل مجموعة من الأغاني اليمنية لفنانين يمنيين مختلفين، أمثال (فضل محمد اللجي، عبده عجين، أحمد عوض الجراش، علي أبوبكر باشراحيل، محمد الماس، إبراهيم الماس، عمر غابة وغيرهم)، وطرحت أولى تسجيلاتها في الأسواق عام 1938م، لكن هذه الشركة لم تستمر طويلاً بسبب الحرب العالمية الثانية.

شركات الاسطوانات المحلية
التاج العدني 
شركة اسطوانات التاج العدني وكيلها السيد علي بن عبدالله الصافي مع أخويه، ومقرها شارع الزعفران. وهي اسطوانات 78 دورة، شعارها صورة التاج الملكي البريطاني مطبوع أعلى الاسطوانة بين اسم الشركة بالحروف اللاتينية وبين اسمها باللغة العربية، يلاحظ تغير لون اللاصق من الأزرق إلى الأسود في مراحل مختلفة، الرقم المرجعي للاسطوانة يطبع أسفل الاسطوانة تحت اسم الفنان وعنوان الأغنية، ويحدد اللون الغنائي بقوس، ويتم ذكر اسم الفنان في بداية التسجيل.
قامت شركة التاج العدني بتسجيل 25 اسطوانة للشيخ صالح العنتري، كذلك سجلت أغاني تراثية بصوت الشيخ محمد الماس بمصاحبة العود اليمني (القنبوس - الطربي). كما قامت بتسجيل بعض المعزوفات الموسيقية للقومندان مثل (أفراح القبة، مارش بلقيس، موسيقى مولانا السلطان)، إلى جانب مجموعة من الأغاني التي لحنها وكتب كلماتها القومندان وقام بأدائها الفنانون مسعد حسين اللحجي وفضل محمد اللحجي.

جعفر فون 
اسطوانات (جعفر فون) كانت تقوم بتسجيل الأغاني في عدن وترسلها إلى بريطانيا لطباعتها، وقد قامت بعدة تسجيلات مهمة ونادرة لأول أصوات نسائية يمنية، حيث قامت بتسجيل مجموعة من الفنانات الشعبيات اللواتي هربن من صنعاء إلى عدن، كذلك قامت الشركة بتسجيل مجوعة أغان للفنان عبدالرحمن الماس أحد أبناء أسرة الماس الفنية الشهيرة. ويعتبر الفنان محمد جمعة خانا أول مَن سجل أغاني في شركة جعفر فون.
في بداية التسجيل يتم ذكر صاحب الشركة واسم الشركة واسم الفنان مثلاً (ماستر حمود، اسطوانات جعفر فون، الأستاذ علي عوض الجراش، على تخت الأستاذ محمد عبدالرحمن أفندي المكاوي)، الرقم المرجعي لاسطوانات جعفر فون مطبوع أسفل الاسطوانة ويبدأ بالحروف اللاتينية (ADNI).
لا يوجد شعار معين لشركة جعفرفون ويكتفي بطباعة (السيد جعفر وإخوانه بعدن) في أعلى الاسطوانة وأسفل اسم الشركة بالحروف اللاتينية. ولقد توقفت الشركة عن التسجيل لعدة سنوات ومن ثم عادت إلى نشاطها في عام 1950م.

شركة طه فون 
أنشأت شركة طه فون في منتصف الأربعينيات وهي ملك حفيد ماستر حمود السيد طه محمد حمود الهاشمي ومقرها الشارع الكبير في عدن.
شعار الشركة هو الأسد المطبوع على لاصق باللون الأبيض مطبوع عليه اسم الشركة باللغة العربية فقط. الرقم المرجعي في منتصف اللاصق ويبدأ بالحروف (TAHA)، في بداية التسجيل يذكر اسم ماستر حمود ومن بعده اسم الفنان والتخت.
من الفنانين الذين سجلوا لشركة طه فون الشيخ أحمد عبيد قعطبي، ت 1969، من أسرة فنية وقد أجاد ألوان الغناء اليمني حتى فاق شهرة فناني جيله وذاع صيته في خارج اليمن، وكان يمزج بعض القصائد بألحان هندية وقد سجل مجموعة أغان لصالح شركة طه فون وكان توزيع تلك التسجيلات خياليًا.

شركة كايا فون
قرر أعضاء الندوة العدنية إنشاء شركة خاصة بهم تهدف إلى نشر الفن العدني وإتاحته للجمهور المتعطش للاستماع إلى أعمالهم الغنائية، فكانت شركة كايا فون المتخصصة بتسجيل أعمال الندوة العدنية والتي توزع مجانًا أو تباع بسعر رمزي، وإيمانًا منهم بمبدأ العمل الجماعي فقرروا ألا تتم طباعة اسم الفنانين على واجهة الاسطوانة وإنما يكتفي بكتابة «ندوة الموسيقى العدنية» ولا يتم ذكر أسماء الفنانين في بداية التسجيل وإنما يكتفى بطباعة «تأليف وتلحين وغناء ندوة الموسيقى العدنية»، كان الشعار المطبوع في منتصف الاسطوانة رسمًا لشخص يعزف على العود الشرقي.

شركات منوعة
يبدو أن الربح المادي الجيد التي كانت تدره تلك التسجيلات حيث كان هناك إقبال كبيرعلى شرائها، كما قام أصحاب الشركات بتصدير وبيع تلك الاسطوانات إلى الخارج، هذا الربح المادي شجع رجال الأعمال على إنشاء أكثر من شركة إنتاج للاسطوانات في عدن، فتوالت الشركات مثل شركة عززي فون التي بدأت نشاطها عام 1954، وكانت أول من سجل للفنان أحمد صالح الزبيدي كما تعاقدت الشركة مع مجموعة فنانين منهم محمد علي الدباشي، وفضل محمد اللجي، يوسف عبدالغني، يوسف أحمد سالم شركة الجنوب العربي والتي قامت بتسجيل مجموعة من الأغاني للشيخ البار.

الاسطوانات الغنائية ما لها وما عليها
الإيجابيات:
● الاسطوانات التي تم تسجيلها في عدن منذ نهاية الثلاثينيات إلى نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم كانت عاملاً مهماً في الحفاظ على التراث الغنائي اليمني خاصة الأغنية الصنعانية التي ازدهرت وانتشرت في عدن.
• وثقت تلك التسجيلات الغنائية أغاني لفنانين بمصاحبة آلة العود اليمني (القنبوس/ الطربي)، والذي حل محله العود اليمني في بداية الخمسينيات.
● بعض تلك الشركات كانت لديها فروع في الخارج مما ساعد في تصدير وتوزيع تلك الاسطوانات على نطاق واسع، خاصة في مناطق الخليج وإفريقيا وشرق آسيا، مما ساهم في انتشار الفن اليمني على نطاق أوسع.
● بعض الشركات كانت تحرص على كتابة اللون الغنائي على واجهة الاسطوانة مثل (صنعاني، لحجي، بدوي، عدني وغيره)، هذا التصنيف أصبح فيما بعد أحد مراجع الباحثين في ألوان الفن الغنائي اليمني.
● ساهمت تلك الاسطوانات الغنائية في انتشار الشعر الحميني المغنى بين الشعراء والأدباء الشباب في ذلك العصر.
● بسبب انتشار الفن الغنائي عن طريق التسجيلات أفردت بعض الصحف عمودًا خاصًا بالفن الغنائي ومن ثم تم إصدار مجلات خاصة بالفنون كانت أولها مجلة (أنغام).

سلبياتها: 
● إن تعلم العزف والغناء بالاعتماد على تلك التسجيلات من قبل فناني ذلك الجيل أدى إلى تقييد الفنانين بتقنية معينة في الأداء، لهذا نجد بعض تلك التسجيلات لم يكن فيها فن مميز، حيث كان أغلب الفنانين يقلدون بعضهم البعض دون أي إضافة أو لمسة فنية خاصة بهم.
● عدم الحفاظ من قبل تلك الشركات على الحقوق المادية للمؤدين والتي أثرت سلبًا على الفنانين إلى عقود طويلة، كان أصحاب الشركات وأمام الربح المالي الكبير الذي كانوا يجنونه من تلك التسجيلات، حيث يصل سعر الاسطوانة الواحدة ما بين شلن ونص وشلنين، إلا أن أنهم كانوا يهضمون حقوق الفنانين فيعطونهم مبالغ ضئيلة جدًا لا تتجاوز العشرين شلنًا للتسجيل الواحد .
● تسجيل الأغنية الواحدة بأكثر من لحن أو تسجيل قصيدة معينة بلحن أغنية لقصيدة أخرى، مما يؤدي إلى لبس في لحن الأغنية الأصلية ■