ثلاثة أحلام للمسافر

ثلاثة أحلام للمسافر

شعر

(1) الملاك

تراءى لهُ
أنّ فوقَ الكنيسةِ
تحت الصليبِ الذي لاحَ كالطيرِ في «باب توما»
طفلةً زنّرتْ خصرها بالحزامِ الملوكيّ
طارَتْ وصارتْ حصانًا بقرنَيْ غزالْ
فسبحانَ مَن كانَ أسرى بها
من أقاصي الحجازِ إلى الشامِ حتّى أعالي أريحا
وحطّمها فجأةً في الجبالْ

(2) طريق القوافل

تراءى لهُ
أن ينامَ عميقًا
ويُصغي لأقدامِ من سافروا في الرمالْ
ويسترقَ السمعَ للريحِ
تُلقي على الشيحِ أسرارها..
ما الذي كان يجري على هذه الأرضِ
من ألف عامٍ مَضَتْ؟
وماذا تقول القوافلُ محمولةً
من أعالي الفراتِ
إلى سهل أنطاكيا في الشمالْ؟
وماذا لو أنَّ العظامَ
التي انتظرتْ نفخة الصُورِ
ملّتْ
وقامت ملوّحةً في الطريق الطويلِ بأعلامها؟
وماذا لو أنَّ الذي نامَ لم ينتبهْ
إلى أنه لم يزلْ نائمًا
ولم تنتقلْ قَدَمٌ في الظِلالْ؟

(3) اسم العذاب

تراءى لهُ
أنَّ ما يجعل الطيرَ عبئًا ثقيلاً على الأرضِ
أعناقُها في السماءِ
وأقدامُها في الترابْ
تراءى له
أن يعيد السحابْ
إلى أمّهِ في البحارِ
وأن يجعل البحرَ
أدنى إلى نكهة الملحِ والماءِ
منهُ إلى جملةٍ في الكتابْ
تراءى له
ولو مرّةً
أن يعيد إلى كل شيءٍ على هذهِ الأرضِ
ما كانَ من أصلِهِ
وأنْ لا يُسمّي العذابَ
سوى باسمه في العذابْ

 

 

محمد علي شمس الدين