مستقبلنا المشترك.. د. أحمد أبوزيد

مستقبلنا المشترك.. د. أحمد أبوزيد

يزداد الشعور لدينا جميعاً بأننا نعيش وننتمي إلى كوكب واحد هو كوكب الأرض، وإلى عائلة واحدة تعرف باسم الجنس البشري، مما قد يوحي بأن الفواصل التقليدية بين الشعوب فواصل غير طبيعية اصطنعها الإنسان نفسه استجابة لبعض ضرورات الحياة.

فعلى الرغم من أننا نعيش على كوكب واحد فإننا نؤلف مجتمعات وثقافات واتجاهات عديدة متنوعة ومتباينة، وننظر إلى هذا الكوكب من زوايا مختلفة ورؤى متعارضة، ونتعامل معه بنظم متضاربة كثيرا ما تؤدي إلى إلحاق الأذى به وبمكوناته وثرواته الطبيعية التي يفترض أنها ملك لنا جميعا، وأنه يتعين علينا المحافظة عليها وتنميتها وتوريثها في حالة جيدة للأجيال التالية. إلا أن هذه الفواصل في سبيلها الآن إلى الاختفاء والزوال بفضل تعدد وكفاءة وفاعلية وسائل وأساليب الاتصال والتواصل ابتداء من ازدياد الحراك السكاني واتساع مجاله الذي يكاد يغطي كل مساحة كوكب الأرض حتى الاتصال الإلكتروني ووسائل الإعلام المختلفة التي تغطي هي أيضا كل مناطق ذلك الكوكب. وقد ساعد على نمو هذا الشعور بالتقارب قوة تأثير اتجاهات العولمة والاستجابة إلى حد كبير لهذه الاتجاهات إلا أننا لانزال رغم ذلك نعمل على استنزاف تلك الثروات بطرق تختلف من مجتمع لآخر ولكنها قد تؤدي كلها في آخر الأمر إلى القضاء عليها تماما.

والواقع هو أن تاريخ الإنسانية كان دائما تاريخ استهانة بهذا الكوكب واعتداء على مقوماته وإلحاق الأذي به. ولكن لم يبلغ الأذى في أي مرحلة إلى ما وصل إليه الحال الآن نتيجة للمستجدات التكنولوجية التي تهدف في بعض أبعادها وأغراضها - إلى تقدم الجنس البشري وتعبر بشكل من الأشكال عن هذا التقدم. وهذه هي المفارقة الصارخة التي تكشف عن مأساة علاقة الإنسان بالطبيعة. فالطابع العام السائد لهذه العلاقة هو طابع التدمير الذي تشارك فيه كل المجتمعات بغير استثناء. ويساعد على استفحال الضرر الزيادة السكانية الهائلة غير المنظمة وغير العقلانية - إن صح التعبير بكل ما يترتب عليها من نتائج اجتماعية وخيمة وذلك بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في الصراعات السياسية والاقتصادية والعرقية والدينية الناشبة في كل أنحاء العالم والتي ترتبط في آخر الأمر بالأنماط الكوكبية المتعلقة باستخدام الموارد الطبيعبة وعمليات الإنتاج والاستهلاك وعوامل الغنى والفقر. ولكن هناك على الجانب الآخر شعورا متزايدا بضرورة احترام جوهر حقيقة الإنسان وحقوقه والمحافظة على البيئة والعمل على تحقيق التقدم باعتبارها كلها أمورا متكاملة وليست متعارضة أو أن لها أهدافا متضاربة، وربما كان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو اتباع سياسة التنمية المستدامة.

ولقد سيطر على العالم بعد الحرب العالمية الثانية واستقلال المستعمرات في العالم الثالث إحساس بشيء من التفاؤل بإمكان قيام عالم جديد أكثر شجاعة وجرأة وقدرة على القيام بمواجهة جماعية للمشكلات السياسية والاقتصادية التي عانت منها المستعمرات والشعوب المستضعفة أشد المعاناة لفترات طويلة وكان لها تأثيرها السلبي على قدرة تلك المجتمعات على التقدم والنمو. ولكن لم يلبث هذا الإحساس أن تضاءل وتراجع أمام حقائق الحياة المتمثلة في سلبية المجتمع الدولي وعدم المبالاة بالأوضاع المأساوية التي سببها الغرب إلى حد كبير في تلك المجتمعات. فلم تحاول الدول الغربية التخفيف بما فيه الكفاية من تلك المعاناة وإشراك تك الشعوب في بعض جوانب الازدهار الذي تحظى به. وكذلك فيما ساد العالم الثالث المتخلف من رغبة في العزلة والانزواء إلى جانب سوء إدارة ثرواته وموارده الطبيعية وإساءة استخدام السلطة وانتهاج سياسات الحكم الشمولي والقضاء على الحريات والدخول في صراعات قبلية وإقليمية أدت إلى توسيع الهوة بين الشعوب المتقدمة ودول العالم الثالث، وظهر أن الوضع يكشف عن عدم وجود أرضية مشتركة بين الطرفين نظرا لاختلاف الأهداف والأولويات والقيم والنظرة إلى الحياة وأساليب العيش والحياة، وبذلك زاد تراجع الشعوب المتخلفة واستفحال الفقر وتعقدت المشكلات المزمنة أكثر مما كانت عليه.

وليس من شك في أن من السهل علينا في هذا العصر الذي تحكمه وتتحكم فيه التكنولوجيات الجديدة المعقدة أن ننسى أن الجنس البشري جزء من الطبيعة لا ينفصل عنها، وأن تصرفاتنا وسلوكياتنا لها مردود عليها وأن ما يجب مراعاته هو معرفة كيف تعمل الطبيعة ونتوافق مع نظام ذلك العمل والقوانين التي تحكمه للمحافظة على التوازن بين الإنسان ومكونات ومقومات هذه الطبيعة. فالعالم يمر الآن بمرحلة تاريخية حاسمة يحيط بها كثير من الأخطار مما يتطلب أكثر من أي وقت مضى التنسيق بين الجهود والمسئوليات السياسية والاقتصادية على كل المستويات لتحقيق أهداف الإنسانية وتطلعاتها التي تحتاج إلى التعاون من الجميع. وربما كان من أهم ما يحتاج إليه الوضع الإنساني الآن هو تضافر الجهود في مختلف جوانب الحياة وليس فقط في المجالات السياسية أو الاقتصادية كما يحتاج إلى النظرة العامة الشاملة إلى مشكلات الحياة المعقدة المتداخلة والتعامل معها كوحدة عضوية متكاملة بصرف النظرعن الاختلافات الثقافية والحواجز الاجتماعية والتاريخية التي تباعد بين الشعوب. وليس هذا بالأمر السهل لأنه يتطلب تناسي المصالح الخاصة في حدود معينة بطبيعة الحال، وأخذ الإنسانية في كليتها ومجموعها وشموليتها، ولكنها أمور لا مفر منها في وضع سياسات سليمة وفعالة حول الاهتمام بمستقبل الإنسانية المشترك التي تراعي الحفاظ على مكونات هذا الكوكب وتنميته لمصلحة الأجيال الحالية مع عدم إغفال حقوق الأجيال القادمة.

في عام 1983 أنشأت الأمم المتحدة مفوضية للتنمية أو لجنة دولية للبيئة والتنمية برئاسة جرو هارلم برونتلاند Gro Harlem Bruntland رئيسة وزراء النرويج سابقا لدراسة المشكلات الأساسية في علاقة الإنسان بكوكب الأرض. وقد نشرت برونتلاند في عام 1987 تقريرا أو كتابا عن الموضوع بعنوان «مستقبلنا المشترك» Our Common Future الذي نستعيره عنوانا لهذا المقال وجهت فيه الأنظار إلى خطورة الوضع على مستوى العالم وبخاصة فيما يتعلق بعدم مراعاة الناس لأخلاقيات التعامل مع البيئة الطبيعية مما يهدد الجنس البشري بوجه عام بكثير من المخاطر في المستقبل.

قمة الأرض

وقد تتابعت منذ ذلك الحين المؤتمرات الدولية والإقليمية حول الموضوع/المشكلة، وكان من أهمها مؤتمر ريو الشهير (نسبة إلى مدينة ريو دي انيرو) عام 1992 عن «قمة الأرض», وفيه اهتمت الدول المشاركة بإعلان الخطوات التي تكفل على المستوى المحلي والعالمي الارتقاء بالتنمية المستدامة والمبادئ المحددة للحقوق والمسئوليات التي يجب ان يضطلع بها المجتمع الدولي في هذا المضمار، والتغلب على مشكلات البيئة وأزماتها والمحافظة على التنوع الحيوي والاهتمام برأس المال الطبيعي ونقله في حالة جيدة للأجيال التالية. فمشكلة الإنسان مع الكوكب الذي نعيش فيه هي عدم الإدراك الواعي المستنير لطبيعة وأبعاد المبادئ التي يجب أن تحكم العلاقة بيننا وبين الكون الذي يحتوينا فيزيقيًا ونحتويه نحن اجتماعيًا وثقافيًا. وقد عبرت عن هذه المبادئ سلسلة محاضرات ريث Reith Lectures الشهيرة لعام 2000 التي كانت بعنوان «احترام الأرض», Respect for the Earth وقد أذاعها راديو الإذاعة البريطانية ثم نشرت بعد ذلك في كتاب بنفس العنوان. وكان قد شارك في إلقاء تلك المحاضرات مجموعة من كبار المهتمين بالمشكلة الذين تناولوها من زوايا مختلفة، واختتمت بمشاركة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز كمؤشر على أهمية وخطورة مشكلة المستقبل المشترك للجنس البشري. وقد هدفت المحاضرات إلى تعرف إذا ما كان في المستطاع اتباع سياسة رشيدة تقوم على تبني مبادئ التنمية المستدامة في عالمنا المعاصر بحيث تمتد آثارها إلى المستقبل في عمومه ولا تقتصر على مجتمع واحد أو دولة واحدة أو ثقافة واحدة فحسب. وجرو هارلم برونتلاند تقول صراحة في تقريرها إنه يتعين علينا أن نغير من أسلوب حياتنا وتعاملنا مع البيئة حتى لا نواجه بخطر فناء الجنس البشري، وأن تتعاون الدول المختلفة في تحديد مسار الاهتمام بالمشكلات العامة ووضع المشكلة البيئية بوجه أخص على أجندة نشاطها السياسي.

أعباء العولمة الجديدة

فالتنمية المستدامة لاتتعلق بالعالم الفيزيقي وحده ولا بفئة واحدة من المجتمعات وإنما تهتم بمختلف أنواع وفئات البشر مع اهتمام خاص بالطبقات الفقيرة المعدمة والفئات المحرومة من الخدمات الاجتماعية وتلك التي تعاني من البطالة وعدم وجود مأوى مناسب وما إلى ذلك، وقد فرضت العولمة على هذه الجماعات أعباء جديدة فوق ما كانت تعاني منه دائما ولذا فإن أي سياسة ترمي إلى تحديد مسيرة الحياة لتحقيق مستقبل مشترك لابد لها أن تأخذ العوامل والأبعاد الاجتماعية بأوسع معاني الكلمة - في الاعتبار حتى تضيق الفوارق الرهيبة بين الشعوب المختلفة وكذلك بين قطاعات المجتمع الواحد وتتقارب بعضها من بعض بقدر الإمكان، كما لابد من الاسترشاد بدروس التاريخ حين ننظر إلى المستقبل. فثمة ميل لدى الكثيرين إلى إغفال كل ما ليس بجديد أو حديث على أنه غير مفيد ولا جدوى لأنه ينتمي إلى عصر غير العصر وأن التقدم يتطلب طرح القديم جانبا باعتباره علامة ودليلا على الجمود والتخلف، وفي ذلك خسارة فادحة وإهدار للخبرات العديدة السابقة وحرمان الأجيال القادمة من خبرات الماضي.

ولقد طرأت على العلاقة بين البشر وكوكب الأرض تغيرات جذرية خلال العقود القليلة الماضية. ففي بداية القرن الماضي على سبيل المثال كان التأثير السلبي لسكان العالم والوضع التكنولوجي على البيئة محدودا نسبيا سواء فيما يتعلق باستنزاف الموارد الطبيعية أو تلويث المناخ أو غير ذلك. وهذه أوضاع تغيرت الآن بما يتطلب تعديل الرؤى والاتجاهات والمواقف إزاء تصور مستقبل مشترك للإنسانية يأخذ في الاعتبار بوجه خاص مشكلات الانفجار السكاني على مستوى العالم وما يترتب عليه من فقر اقتصادي واجتماعي وثقافي مع سوء الوضع الناجم عن التنمية غير المنتظمة وغير المنظمة وغير العادلة. فهذه الأبعاد الثلاثة تؤدي كلها مجتمعة ومتفرقة إلى تدمير البيئة الطبيعية التي نعتمد عليها اعتمادا جذريا وأساسيا. ولذا فإن التصدي لمشكلات ذلك المستقبل المشترك الذي تشارك فيه مجتمعات وثقافات وأعراق ولغات وديانات وأيديولوجيات وأساليب حياة ونوعيات حياة متفاوته أشد التفاوت لابد أن يكون مسئولية متخصصين من شتى فروع المعرفة والعلم والعمل والتخطيط والتنفيذ مع اتساع النظرة بحيث تشمل المجتمع الإنساني ككل.

قصور قدرات البيئة

ويكشف تقرير مستقبلنا المشترك وما انبثق عنه من اجتماعات ومؤتمرات وندوات وكتابات عن وجود عنصرين على جانب كبير من الأهمية. العنصر الأول هو الاعتراف بكثافة وتعدد الاحتياجات الأساسية للجنس البشري وبقصور قدرات البيئة على مواجهة هذه الاحتياجات على الوجه الأكمل بسبب الزيادة السكانية وانعدام ثقافة التعامل مع البيئة وغياب النظرة الشاملة والمتكاملة إلى المستقبل حتى بين الشعوب المتقدمة والصناعية. والعنصر الثاني هو أن التنمية الشاملة والمستدامة تستدعي المشاركة على كل المستويات مع توحيد عمليات التغيير الهادفة أو على الأصح توحيد النظرة والفلسفة وراء تك العمليات والتي تنبثق منها الجهود اللازمة للتخطيط والتنفيذ.

وقد يتطاب الأمر كسر الحواجز التي تفصل بين مختلف التخصصات لتوحيد هذه الجهود من أجل المصلحة المستقبلية المشتركة وإزالة الفجوة المفتعلة إلى حد كبير بين العلوم الطبيعية والإنسانيات، وتنمية وتطوير ما يعرف الآن باسم الثقافة الثالثة Third Culture التي تضم تخصصات ومتخصصين في مختلف جوانب الإنسانيات، الذين يفكرون بأسلوب العلماء الطبيعيين ويؤمنون مثلهم بوجود عالم حقيقي وأن وظيفتهم هي فهم ذلك العالم وتفسيره واختبار افكارهم بالإشارة إلى التماسك المنطقي ومدى اتفاقها مع الحقائق الإمبيريقية ومقومات ذلك العالم.

فالتنمية المستدامة ليست مجرد عملية مفردة مثل تحسين البيئة أو الارتقاء بوسائل الإنتاج، وإنما هي نموذج مختلف من التقدم يقوم على توازن الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية من ناحية والقدرات والإمكانات الطبيعية لكوكب الأرض من ناحية أخرى، وهي إمكانات محدودة رغم ثرائها ولابد من التعامل معها بحرص وعقلانية. ونقطة الانطلاق هي وضع استراتيجية للتعامل السليم مع البيئة الفيزيقية لتحقيق هذا النمط المعقد من التنمية مع الأخذ في الاعتبار إمكان تحقيق تعاون دولي شامل. وتحقيق هذه المتطلبات يفرض علينا التعرف على آراء الأهالي الذين هم الهدف الأخير من كل العمليات وليس فقط الاسترشاد أو الاكتفاء بآراء وخطط المتخصصين أو أصحاب القرار أو حتى المهتمين بمشكلات التنمية ومستقبل الجنس البشري. فالرؤية الشاملة لن تتم إلا بتعرف موقف الإنسان العادي من مختلف جوانب الحياة وآماله وتطلعاته ونظرته الناقدة للأوضاع بشكل عام. وينطبق هذا بنوع خاص على الشباب الذين سوف يتأثرون أكثر من غيرهم بنتائج القرارات التي قد يتخذها غيرهم كما أنهم هم الذين سوف يتولون تنفيذ تلك القرارات.

التنمية المستدامة تهدف إذن في آخر الأمر إلى رفع درجة التجانس والتقارب بين الشعوب من ناحية وبين الإنسان والطبيعة من ناحية ثانية. ولم تكن المعطيات السياسية والاقتصادية في القرن الماضي تساعد على تحقيق ذلك على الوجه الأكمل. فالأمر يتطلب توافر عدد من الشروط التي أصبحت ميسورة الآن نتيجة للتغيرات في مجال الاتصال والاحتكاك والتأثير المتبادل بين الشعوب. وربما كان من أهم هذه الشروط وجود نظام اقتصادي يسمح بالتقدم في مجالات التقنية والاعتماد على الذات مع توافر نظام سياسي يتيح المشاركة الإيجابية الفعالة لأفراد المجتمع في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم بشكل مباشر، واستناد هذا كله إلى نظام اجتماعي واسع الأفق وينظرإلى ماوراء الحدود الفيزيقية للمجتمع ويوفر الحلول للتوترات التي قد تنجم عن التنمية غير المنتظمة وغير المتكافئة وعلاج هذه التوترات والتغلب عليها. ويراعي الالتزام بالمحافظة على القاعدة الإيكولوجية اللازمة للتنمية، ويحترم قواعد وأخلاقيات التعامل مع البيئة. ثم هناك في آخر الأمر شرط توافر نسق عالمي أو كوكبي يضمن ويشجع ويدعو إلى استمرار أنماط التبادل بين الشعوب في مختلف المجالات دون تفرقة أو رغبة في السيطرة والهيمنة، حتى يشعر الجميع بأنهم أطراف فاعلون في رسم خطط المستقبل المشترك للمجتمع الإنساني كوحدة عضوية متكاملة.

البشر صانعو المشكلات وحلولها

وليس من شك في صعوبة تحقيق كل هذه الشروط رغم كل ما يقال عن أهميتها وضرورة توفيرها وتفعيلها. ولكن يجب ألا ننسى أن الجنس البشري هو صانع الحضارة وأصل المجتمع والثقافة. وإذا كان الإنسان هو مصدر كثير من المشكلات البيئية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فإنه هو الذي يستطيع التصدي لها والتغلب عليها وإيجاد الحلول اللازمة للقضاء عليها من أجل استمرار الحياة ككل وحياته هو في المحل الأول. فجميع الكائنات والأنواع الحية تتمتع بغريزة حب البقاء والاستمرار في الوجود ولا يشذ النوع البشري عن ذلك.

وتختلف أساليب وطرق تحقيق هذه الغريزة من نوع لآخر، ولكن يبدو أن الوسيلة الأكثر فاعلية بالنسبة للجنس البشري إزاء التحديات الكثيرة الحالية هي التنمية المستدامة على مستوى الكون لتحقيق المستقبل المشترك للجميع وإن كانت هناك مشكلة خلق وعي اجتماعي جماعي بفداحة المشكلة واقتناع كامل بضرورة التضافر في مواجهتها مع النظرة البعيدة للمستقبل الممتد بغير حدود.

فهل تفلح الجهود المشتركة في خلق ذلك الوعي المشترك بذلك المستقبل المشترك والتصرف في ضوء ذلك الإدراك؟.

-----------------------------

تسيرُ ميتا
تسالُ في التليفونْ
هل ظلّ أصدقاء؟ ...
تكرَهُ أن تغازلَ النساء ْ
فاكثرُ النساءِ من هنا
وأنتْ
لا تزالُ تعشَقُ البنت التي جاءَت من الصحراءْ

راشد حسين

 

 

أحمد أبوزيد