أحمد آباد مدينة التراث والثقافة العربية الإسلامية

أحمد آباد مدينة التراث والثقافة العربية الإسلامية

 أحمد آباد مدينة هندية تاريخية تراثية ذات ثقافة إسلامية طويلة المدى، تقع في ولاية الغُوْجَرَاتْ (Gujrat) التي تشمل مدنًا حضرية قديمة مهمة من حضارة وادي السند، ويطل جنوبها على بحر العرب، وكانت لها صلات تجارية وثقافية قوية مع البلدان العربية، وهي مركز صناعي وتجاري وثقافي، تحتوي على العديد من المساجد والمعابد والآثار الإسلامية العربية، وتبعد 440 كيلومترًا من بومبي شمالًا، قام بتأسيسها السلطان أحمد بن محمد بن مظفر 1411م - 1443م (ملك مملكة الغوجرات) في عام 1412م، وهي واقعة على ضفاف نهر سَابَرْمَتِي، ووجهة معروفة ومزيجة من المهرجانات الشهيرة والبحيرات الهادئة والمتاحف والمعالم التاريخية القديمة والأسواق الأنيقة. 

 

التواصل الثقافي بين العرب والغوجرات  
ولاية الغوجرات من أقدم محطات الرحلات الاستكشافية العربية، فقد وصلت قافلة الحكم بن أبي العاص الثقفي إلى ميناء بَهَارُوْش (Bharuch) على ساحل الغرب للهند حوالي عام 645 الميلادي، كان هذا الميناء شهيرًا ومزدهرًا آنذاك، ثم توجه هشام بن عمرو التغليـبي حسب إرشادات حاكم السند العربي جنيد بن عبدالرحمن المُرِّي إلى بَهَارُوْش وبَتَّنْ (Pattan) وغَانْدَهَارْ (Gandhar) من مديرية سُوْرَتْ حاليًا،  وبنى مسجدًا، حيث يعد أول مسجد، قد تم بناؤه في دولة الغوجرات، بعد ذلك استمر التواصل بين ولاية الغوجرات والدول العربية، وتوافد العديد من الرحالة والعلماء والجغرافيين العرب وغير العرب مثل أبو الحسن علي المسعودي (896 - 956) ، وأبو القاسم محمد ابن حوقل (943-988)، وأبو القاسم إبراهيم الإسطخري (850-957)، وأبو ريحان البيروني (973-1048)، وأبو عبدالله محمد بن محمد الإدريسي (1099-1166)، وابن بطوطة (1304-1377) وغيرهم، يخبرنا هؤلاء الجغرافيون والرحالة عن الظروف الاجتماعية السائدة آنذاك في البلاد، ودين شعبها، وعاداتهم، وملابسهم، ووارداتهم وصادراتهم وغيرها، وأخبرنا المسعودي الذي زار هذا البلد في عام 915م، أن ما لا يقل عن عشرة آلاف عربي قد استعمروا أنفسهم في ثانا (Thane) ومياهيم (Mahim) وما حولها، كما يتحدث عن المستعمرين العرب في كامباي (Cambay) وكاتيوار (Kathiawar) وكاندهار وأماكن أخرى، ووصل رجال العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والجغرافيين والمؤرخين والرسامين والأكاديميين إلى أحمد آباد وأماكن أخرى للمناطق الساحلية الغربية الهندية من الدول العربية وبلاد فارس، وكتب المؤرخ الهندي الكبير عبدالحي الحسني في كتابه الثقافة الإسلامية في الهند، «أما بلاد غوجرات فعن البحر حَدِّثْ ولا حرج، فإنها كانت مهادًا للعلماء من سالف الزمان‮»‬، فقد أصبحت أحمد آباد على وجه الخصوص مركزًا عظيمًا للمعرفة والثقافة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث جمع بها نخبة من العلماء والفقهاء والشعراء والمؤرخين وعلماء الرياضيات وعلماء الفلك وغيرهم، وأنشأ سلاطين المملكة مؤسسات ومعاهد علمية ودينية للبحث والتدريس فيها، واتخذوا تدابير مختلفة لنشر دراسة العلوم العربية والإسلامية.‬‬
وفي هذه البيئة العلمية نشأ أبو النصر شمس الدين مظفر شاه الحليم (1511-1526)، ورضع من لبان العلم وترعرع وتدرب في الفنون الحربية، حتى فاق أسلافه في العلم والأدب، وفي كثير من الأعمال الحميدة، وتولى سدة الحكم في عام 1511م بعد وفاة أبيه، واستمر حكمه إلى 1526م، وافتتح أمره بالعدل والسخاء والنجدة وسد الثغور وإكرام العلماء، وكان غاية في التقوى والعفو والتسامح عن الناس، ولذلك لقبوه بالسلطان الحليم، وكان جيد القريحة، سليم الطبع، حسن المحاضرة، عارفًا بالموسيقى، مشاركًا في أكثر العلوم والفنون، ماهرًا في الفنون الحربية، خطاطًا جيد الخط، كان يكتب النسخ والثلث والرقاع بكمال الجودة، وكان يكتب القرآن الحكيم بيده ثم يبعثه إلى الحرمين الشريفين وكان كثير التفحص عن أخبار الناس، وعظيم التجسس عن أخبار الممالك، وربما يغير زيه ولباسه ويخرج من قصره آناء الليل والنهار، ويطلع على الأخبار ويستكشف الأسرار. 
ومن الشخصيات البارزة الفذة الذين لعبوا دورًا ملموسًا في تعزيز التواصل العربي وتنمية العلوم العربية الإسلامية وإثرائها في هذه المنطقة الخصبة الغنية، قطب الدين محمد النهروالي (1511م- 1582م )، والنهروالي نسبة إلى بلدة «نَهَرْوَالَهْ» قرب مدينة «بَرَوْدَا‮»‬ المعروف حاليًا بــ فادودارا ( Vadodara)، وهو مؤرخ رفيع الشأن عند الأتراك خاصة عمل في التاريخ حتى قيل إنه هو المؤرخ الأول في القرن العاشر الهجري، وله في التاريخ كتب أبرزها: «البرق اليماني في الفتح العثماني‮»‬ ألفه استجابة لرغبة سنان باشا فاتح اليمن وسمّاه في أوّل الأمر «الفتوحات العثمانية للأقطار اليمنية‮»،وأهداه إلى السلطان سليم خان، ثم زاد زيادات يسيرة وسماه «البرق اليماني في الفتح العثماني». يتضمن هذا الكتاب مجمل تاريخ اليمن من أول القرن العاشر الهجري إلى آخر سنة اثنتين وسبعين وتسعمئة، ويُعد الكتاب من أهم مصادر تاريخ جنوب الجزيرة في القرن العاشر الهجري، وكتابه الثاني «الإعلام بأعلام بلد الله الحرام «وهو في تاريخ مكة المكرمة ألفه سنة 979هــــ مرتبًا على مقدمة وعشرة أبواب، وغيرهما كتب كثيرة، ومنهم العالم الكبير عبدالله محمد بن عمر النهروالي الأصفي (0451م-2161م) المعروف بحاجي دبير في القرن السابع عشر الميلادي، وكتابه «ظفر الواله بمظفر وآله‮»‬ في جزءين. فقد ذكر المؤرخ عبدالله الآصفي تاريخ بداية عهد الإسلام في الهند وإلى أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ومنهم الشيخ محمد بن طاهر بَتَّـنِي صاحب «مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار‮»‬، والشيخ عبدالقادر عيدروس صاحب «تاريخ النور السافر‮»‬، وسيد ظفر بن زين العابدين، ومحمد بن أبي بكر الدماميني، والمخدوم علي بن أحمد المهائمي (4731-2341) وغيرهم كثير.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

مسيـرة «أحمد آباد» التاريخية
وفي عام 1487م قام السلطان محمود بِيْغَادَا (1458-1511) حفيد السلطان أحمد شاه بتحويل أحمد آباد إلى مدينة محصنة بأسوار حدودية، يبلغ طولها عشرة كيلومترات مع إثني عشر بوابة كبرى، ثلاث بوابات منها لا تزال موجودة حتى اليوم التي تسمى بــ تين دروازة (الأبواب الثلاثة)، وتذكرنا بالماضي المجيد للمدينة، سقطت مدينة أحمد آباد على يد الإمبراطور المغولي جلال الدين أكبر في عام 1573م، واستمر فيها حكم المغول حتى سيطرة البريطانيين في الهند، وتم افتتاح أول مصنع للنسيج في عام 1861م، وهي نقطة تحول في تاريخ ولاية الغوجرات، حيث أصبحت المدينة إحدى أكبر المدن الصناعية في الهند التي اشتهرت باسم مانشستر الشرق بحلول نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
ثم جاء ابن البلد من جنوب أفريقيا الذي عرف بـاسم موهن داس كَرَمْتشَنْ غاندي ولقب بــ «مَهَاتْمَا غَانْدِي‮»، فقد غير صورة أحمدآباد، وقلب المفاهيم المتداولة والأسس القديمة، ونفخ روح الحرية والاستقلال من جديد على أساس الحقيقة واللاعنف، وأصبح مركزًا لليقظة الجديدة، وزعيمًا سياسيًا كبيرًا لكفاح الحرية والاستقلال من الحكم البريطاني في الهند، وكان له سكن خاص على ضفاف نهر سَابَرْمَتِيْ عرف بـــ سَابَرْمَتِيْ آشْرَمْ، يحجه كل من الزعماء السياسيين وأبطال الحرية، لأنه هو رمز نضال الهند لأجل الاستقلال من الحكم البريطاني خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد تم إعلان أحمد آباد مدينة التراث العالمي لليونسكو في عام 7191، حيث تمتلئ بالعديد من المعالم التاريخية التراثية والمراكز العلمية والثقافية العريقة، وتحتل موقعًا يحسد عليه للعديد من نماذج الهندسة المعمارية الرائعة من أشهرها مسجد شيدي السعيد، والمسجد الجامح، ومسجد سلطان أحمد شاه، ومسجد سرخيج، وروضة سرخيج، ومكتبة حضرة بيرمحمد شاه، منارة مهتزة لمسجد سيدي بشير.‬‬

مسجد شِيْدِيْ سَعِيْدْ
هو تحفة معمارية أنيقة ودليل حقيقي على عراقة الثقافة الإسلامية الهندية الغنية المزدهرة في أحمدآباد، يعرف هذا المسجد في اللهجة المحلية بــ«مَسْجِدْ سِيْدِيْ سَعِيْدْ‮»‬، وكلمة سِيْدِيْ مأخوذة من اللغة الفارسية، يرجع أصلها إلى كلمة «شِيْدِيْ‮»‬ بمعنى الحبشي. ويتميز المسجد بأعماله الفنية الرائعة والنقوش المنحوتة الحجرية المعقدة، قد تم بناؤه في عام 1573م بيد شيدي سعيد الحبشي، وكان سعيد عبدًا محبوبًا وجنديًا قويًا وضابطًا كبيرًا ومحبًا للعلم والثقافة، ولد في الحبشة (أثيوبـيا)، ووصل الغوجرات عبر اليمن، وانضم جيش السلطان ناصر الدين محمود بِيْغَادَا الملقب بـ مظفر شاه حفيد مؤسس أحمدآباد، وأصبح معتمدًا مسؤولًا لديه. يقول مؤرخ الغوجرات عبدالله محمد بن عمر المكي الآصفي في كتابه «ظفرالواله بمظفروآله‮»‬. «وكان من بناء المتقدمين بالآجر وقريبًا من منزله فأسسه بحجر وأشاده ورفع سمكه وجعل سقفه قبابًا وتكلف في حجره بإحكام نحته كل حجر في طول ذراع وذراعين يشتمل الجانب الأعلى من نواحي المسجد على شبكات من الحجر المنحوت المنقوش الرفيع العمل وزاده سعة، واشترى أرضًا تجاورها لمرافقها وبنى دكة متصلة بصحن المسجد... فلما فرغ من قبة المسجد والسبيل والدكة أدركه الأجل‮»‬.  ‬‬‬‬‬‬‬‬
هذا المسجد نموذج بديع للنمط المعماري الإسلامي الهندي الذي يجمع بين العناصر المعمارية الهندوسية والإسلامية، تم بناؤه على شكل مستطيل يحيط به فناء كبير. ويحتوي الفناء على حوض مركزي لخزانة المياه، يستخدم للطهارة قبل الصلاة، أبرز ميزة هذا المسجد هو نوع من النحت والنقوش لإنشاء تصماميم معقدة على الجدران والشبابيك الحجرية للمسجد، وتعرف هذه التصاميم المعقدة الباهرة في اللغة المحلية بأعمال الجَالِيْ، لذا سمي بــ«جَالِيْ وَالِيْ مَسْجِد‮»‬. يتكون الجالي من لوحات حجرية مثقوبة صغيرة، تم نحتها بدقة لتتشكل أنماط هندسية وتصاميم زهرية ونصوص خطية، تعتبر هذه التصاميم الرائعة المبهرة واحدًا من أفضل أمثلة الفن الإسلامي في الهند، ويهتم بها الأجانب والزوار بشكل خاص، حيث تتكون من شبكات حجرية رقيقة، تصفي الضوء بطريقة جميلة، ويتميز المسجد بقبة مركزية محاطة بعدة قباب، لكن هذه القباب صغيرة الحجم، وتبدو مسطحة بالخارج، وهذا طراز معماري لتلك الفترة، فلا تجد القباب الشامخة وكبيرة الحجم في المساجد القديمة لمدينة أحمد آباد.‬‬
صنعت هذه النوافذ المنقوشة بشكل أساسي لأن تضيئ داخل المسجد كاملًا طول اليوم، يبلغ حجم هذا الجالي الغني حوالي ستة عشر قدمًا في شكل نصف دائري، وتقع على ارتفاع حوالي عشرين قدمًا فوق سطح الأرض، إنها مصنوعة من أحجار بيضاء ناعمة، وقد تم النقش الدقيق بأيدي مهرة، استغرق حوالي ست سنوات لإتمام هذه الأعمال النحتية الدقيقة، عمل عليها خمسة وأربعون فنانًا ليلًا ونهارًا. إنها قطعة معمارية هندسية فريدة من نوعها، تم عرض نسخها المقلدة الخشبية في العديد من المتاحف العالمية الشهيرة في المتحف البريطاني والمتحف التاريخي الطبيعي جنوب كنسينغتون لندن، ومتحف نيويورك وفي المتاحف الهندية البارزة من دلهي وأحمد آباد. 
قد مر هذا المسجد بعواصف الدهر وتقلبات الحكومات، وعانت كثيرًا من التخريب والدمار، انتهكت حرب المراثـا (Maratha) حرمة المسجد ودنسوها، وتهدمت منارتهما الشامختان بسبب زلزال قوي، وبعد ذلك لما سيطر الحكم البريطاني في البلاد، تم تحويل المسجد إلى مكتب لتحصيل إيرادات المنطقة، ثم واجه إهمالًا ولم يهتم بترميمه ورعايته المسؤولون حتى جاء لورد كيرزون الحاكم العام ونائب ملك بريطانيا للهند (1899-1905). وكان له رغبة خاصة في حفاظ التراث والمعالم التاريخية، فاعتنى بإعادة وضعه القديم وترميمه، حتى أصبح رمز مدينة أحمدآباد وشعارها بعد استقلال الهند. فهو معلم تاريخي حضاري قديم وإرث تراثي زاخر، اعتادت حكومة ولاية غوجرات إعطاء نسخة فضية من الجالي للزوار الرسميين المهمين.
 
 المسجد الجامع 
المسجد الجامع معلم معماري تراثي مهم، يمثل تاريخ الثقافة الإسلامية الهندية العريقة. وهو أكبر وأضخم مسجد في مدينة أحمدآباد، وواحد من أبرز المباني التاريخية التراثية الإسلامية على مستوى الهند، وأحد أعمدة المساجد التي بنيت على طراز عمارة المعابد الهندوسية، وزينت بعبق الفن الإسلامي وزخرفته، يعد من تحف العمارة الإسلامية الهندية، ويشتهر بتصميمه الفريد الذي يجمع بين عناصر العمارة الهندوسية والإسلامية.
قد أسس بنيانه السلطان أحمد شاه مؤسس أحمدآباد في عام 1424م، ولايزال يعتبر أجمل الشواهد على الهندسة المعمارية الرائعة في الهند، الذي بني من الحجر الرملي الأصفر، ويجمع ما بين الهندسة المعمارية الهندية الإسلامية مع النقوش الدقيقة على الجدران والأعمدة، تحتوي قاعة الصلاة الرئيسية على مئتين وستين عمودًا، تدعمها خمس عشرة قبة، طولها مئتان وعشر قدمًا، وعرضها خمسة وتسعون قدمًا، ويوجد فناء مركزي كبير مرصوف، تحيطه من الشمال والشرق والجنوب ظلات ذات سقف، ذي قبة فاتحة تدعمه أعمدة حجرية، قد نقشت عليها آيات قرآنية. وفي وسط الفناء يوجد خزان المياه للوضوء. وبوابة المدخل الشمالي مزينة برواق حجري مغطى على شكل زهرة النيلوفر، وهذا طراز هندوسي خالص للغاية، كانت لهذا الجامع منارتان مئذنتان شامختان عند المدخل الرئيسي المقوس، وكان ارتفاعهما مئة وست وثمانين ذراعًا. لكن انهارت المئذنتان بسبب زلزال قوي في عام 1819م، ولم يبق منهما الآن إلا الأجزاء السفلية فقط. 

منارة مهتزة لمسجد شيدي بشير
كان شيدي بشير عبدًا مملوكًا للسلطان أحمد شاه (1411-1443). فقد حصل على عناية كريمة وثقافة عالية في رعاية السلطان، حتى أصبح قاضيًا في عهد السلطان محمود بيغادا، وخدم العلم والعلماء. وبنى مسجدًا جميلًا في عام 1452م. يتميز ببنائه الفريد وهندسة منارته النادرة المبتكرة، حيث كانت للمسجد منارتان، يحتوي كل منهما على ثلاثة طوابق مع شرفات منحوتة دقيقة، تهتز إحداهما عندما يبدأ الآذان في أخراهما، ويستمر اهتزاز المنارة بضع ثوان، على الرغم من خط الاتصال المترابط بين المنارتين لايزال خالٍ من الاهتزاز، يشعر خبراء العمارة والمهندسون بالانبهار الشديد بهذه الظاهرة الفريدة من نوعها، ولذا تسمى هذه المنارة بـ «جُهْولْتَـا مِيْـنَـار‮»‬ في اللهجة المحلية.‬‬

مسجد أحمد شاه
يقع هذا المسجد الملكي داخل قلعة بَهْدَرَا في أحمدآباد، وهو واحد من أرقى النماذج للهندسة المعمارية، قام بتدشينه السلطان أحمد شاه الأول (1411-1443) في عام1414م، كما يشير إليه نقوش عربية، وكان مخصصًا لصلاة الملك ونبلائه. يمثل أقدم طراز العمارة الاسلامية الهندية، يتميز بأعمدة حجرية عالية وأقواس وعوارض وأسقف مقوسة على الطراز المحلي، وهي مصنوعة من الرخام الأسود والأبيض مع منحوتات مفصلة، وتحتوي جميع قاعات الصلاة على أعمدة حجرية ومسقوفة بمنحوتات مزخرفة، وقبابه مسطحة، وتوجد غرفة منفصلة لصلاة النساء في الركن الشمالي من المسجد المعروف بـ«الزنانة‮»‬، وعندما تم بناء المسجد، في البداية كان مخصصًا لأفراد الأسرة المالكة، لم يبق من هذا المسجد إلا أجزاء من الجدران والسقوف المزخرفة والمئذنة، وأغلبها مكشوفة، ويعتبر اليوم واحدًا من معالم أحمد آباد، وموقعًا مهمًا للسياح والزوار ■