استكمال مشروع طه حسين

استكمال مشروع طه حسين

يمثل الميراث الذي تركه لنا طه حسين مشروعاً غنياً، تشكّلت معالم هذا المشروع خلال المسيرة الطويلة التي قطعها صاحبه، والأدوار المتعددة التي قام بها، والكتابات المتنوعة التي كتبها، والمعارك التي خاضها والقضايا التي دافع عنها، والأسئلة التي طرحها، والآفاق التي استشرفها، وهذا المشروع بعد عقود طويلة مرت على اكتمال ملامحه، يستحق التوقف عنده وتأمله، والإفادة من قيمه ودروسه في حاضرنا الذي نعيشه، وربما في مستقبلنا الذي نطلّ عليه ويطلّ علينا.

 

أرسى طه حسين، فيما أسس، قواعد راسخة يمكن التشييد عليها في وجهات شتى، من هذه الوجهات ما يتصل بروابطنا بموروثنا القديم وتساؤلاتنا حوله، وصلتنا الراهنة بلغتنا العربية، وعلاقتنا بالغرب وبالعصر الحديث كله، واهتمامنا بالثقافات الإنسانية المتنوعة ومشاركتنا فيها مشاركة الأكفاء، وتصوّرنا لأبعاد هويتنا ورؤيتنا لحراكها الدائم، ومناقشة كيفيات التجاوب بين أعمالنا الأدبية وواقعنا المتجدد، وسبل تطوير التعليم كي يتناسب ويتوافق مع متغيرات عالمنا.. في هذا كله تنوعت إسهامات طه حسين، وإن تأسست جميعاً على دعائم واحدة، ثابتة وراسخة، تحتمل التشييد عليها، وفي هذا كله أيضا يمكن لنا أن نستكشف في ميراث طه حسين ما يمثل قيمًا ودروسًا متجددة، قصد طه حسين إلى تأكيد بعضها بوضوح جليّ، وجسّد بعضها فيما يشبه «الأمثولات» عابرة الأزمنة، وكأنه يدرك، بحسّ «الرائي» الماثل في تكوينه، الحاضر دائماً في تجربته، أهميتها للحاضر والمستقبل. ولعل هذه القيم والدروس تغتني بتأملنا فيها، والسعي إلى استكمالها والإضافة إليها، خلال الامتداد بها من سياقات أحاطت بعالم طه حسين، إلى سياقات جديدة أصبحت تحيط بعالمنا الراهن، ويمكن، في هذا الحيز، أن نستخلص بعض هذه القيم والدروس في مجالات تتصل بأبعاد متنوعة:

التواصل المتكافئ مع الثقافة الإنسانية
من هذه القيم والدروس ما يتعلق بالتواصل المتكافئ مع الثقافات الإنسانية، وقد تحقق هذا في تجربة طه حسين على مستويات عدة، ابتداء من تجربته المبكرة التي كتب فيها أطروحته عن ابن خلدون باللغة الفرنسية، ويمكن بسهولة ملاحظة أن خطاب هذه الأطروحة يتوجه إلى القراء الغربيين، وأنها كما أشار في تقديمه لها تنطلق من حرص على «إنشاء روابط علمية بين مصر وفرنسا تقوى أواصرها مع مرّ الأيام»، وسوف يتنامى جهد طه حسين، في هذه الوجهة، خلال كتاباته العديدة بالفرنسية، وقد ترجم بعض هذه الكتابات الدكتور عبدالرشيد الصادق محمودي في كتابين: (من الشاطئ الآخر: كتابات طه حسين بالفرنسية) و(الأوراق المجهولة.. مخطوطات طه حسين الفرنسية). وهذه الكتابات موجّهة طبعا لغير الناطقين بالعربية، وتطمح إلى أن تعرّف هؤلاء بالثقافة العربية وبتراثها، وفيها يجد القراء، بكلمات مترجمها «دفاعاً يلقيه (طه حسين) على مسامع الغرب عن المصالح المصرية والعربية، وتمجيدًا للثقافة العربية الإسلامية»، وهذه الوجهة التي مضى فيها طه حسين يجب العناية بها، خاصة في زمننا الراهن الذي شهد خلال العقدين الأخيرين تشويهاً واضحاً لصورة العرب والمسلمين في عدد غير قليل من بلدان العالم.
هذا عن الضفة البعيدة، ومن الضفة القريبة هناك جهود طه حسين للكتابة بالعربية عن الآداب الغربية، سواء عن تراثها القديم أو عن نتاجها الأدبي المعاصر للفترة التي عاش فيها؛ فبجانب ما كتب وترجم عن التراث الإغريقي، كتب أيضا عن كتّاب ينتمون للعصر الحديث، منهم ألبير كامي، وسارتر، وأندريه جيد، وكافكا، وغيرهم.. وقد أفسح لهم مساحة كبيرة في بعض كتبه، ومنها كتابه (ألوان). وبوجه عام، ظل طه حسين محتفيًا بهذين البعدين اللذين يمثلان جسراً للتواصل، ذهابًا وإيابًا، بين الثقافتين العربية والغربية؛ وقد أشار إلى هذا بعبارات واضحة في كتابه (أدبنا الحديث ما له وما عليه)، وفي كتابه (من حديث الشعر والنثر) الذي توقف فيه، من بين ما توقف، عند الأدب العربي ومكانته بين الأداب الكبرى والعالمية.

علاقتنا بلغتنا العربية
مع كتابات طه حسين بالفرنسية، ومع معرفته المشهودة بدقائق اللغة العربية وبالتراث العربي القديم، ظل يدافع بطرائق شتى عن مسؤوليتنا، في عصرنا هذا، عن لغتنا العربية، وعن واجبنا في تيسيرها وتطويرها بحيث تتلاءم ومتطلبات عالمنا، ومن ذلك دعوته المتكررة إلى «تيسير أو إصلاح الكتابة بالعربية» وتطوير النحو، ورؤيته حول ضرورة مشاركة جهات عدة في ذلك، أشار منها إلى مجامع اللغة العربية، والحكومات والمؤسسات والأفراد، انطلاقًا من الحرص على تمكين اللغة، بعبارته: «من أن تتطور مع الزمن، ومن أن تلائم العصور المختلفة التي تعيش فيها». 
وفيما يخص تدريس قواعد النحو العربي يجب، في رأيه، ألا نثقل على الدارسين بالدراسات التي يجب أن يعنى بها المتخصصون، «بكل ما فيها من عسر والتواء».. وبوجه عام، صاغ طه حسين رؤيته لعلاقتنا بلغتنا الموروثة في «أن نحيي (هذه) اللغة ونذلّلها ونجعلها أداة صالحة لما نحتاج إليه في عصرنا الحديث» (أدبنا الحديث ما له وما عليه). 
مثل هذه النظرة إلى اللغة، باعتبارها «ظاهرة تاريخية» تنمو وتتجدد باستمرار، أو يجب أن تنمو وتتجدد باستمرار، اقترنت باهتمام طه حسن بقضية العلاقة بين الفصحى والعاميات العربية، وتزايد الهوة بينهما، وقد وضح هذا خلال كتابته عن بعض الأعمال القصصية والروائية وتقديمه لبعضها (ومنها بعض أعمال يوسف إدريس ونجيب محفوظ). والحقيقة أن هذه النظرة للغة العربية، وأيضا هذه الدعوة لتطويرها ولتيسير دراسة نحوها، لاتزال دعوة مهمة حتى الآن، وتستحق أن تشارك مؤسسات متنوعة، من البلدان العربية جميعا، في العمل على تحقيقها بوسائل متعددة، وفي مجال تطوير اللغة العربية، توقف طه حسين أيضا وقفات مطولة عند «إصلاح اللغة العربية» في مقررات التعليم المختلفة.

تطوير التعليم
كما نعرف جميعا، ظلت الدعوة إلى تطوير التعليم معلماً أساسيًّا من معالم تجربة طه حسين، تمثّلت في كتابات كثيرة كتبها وأدوار كبيرة قام بها (منها تولّيه وزارة المعارف، ودعوته الشهيرة لأن يكون التعليم كالماء والهواء). في كتابه (من بعيد) توقف عند ضرورة العناية بتدريس محاضرات الفلسفة في مرحلة الدراسة الثانوية؛ «فليس ينبغي أن يكون في مدارسنا العالية أستاذ أو طالب يجهل (مثلا) اسم ديكارت أو فلسفته أو أثره في هذا العصر الحديث»، وقد تبلورت واكتملت ملامح دعوة طه حسين هذه، بشكل مفصّل، في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) الذي تقصّى فيه مشكلات التعليم، وعلاقته بأبعاد ومكوّنات الهوية الوطنية، ودور الدولة في النهوض به، وجهود الأفراد والجماعات أيضا، وقضايا التعليم الوطنى والتعليم الأجنبي، ووجوب مراقبة التعليم في المعاهد الأجنبية، فضلا عن علاقة التعليم بالديمقراطية وبإصلاح النظام الاجتماعي، وسياسات بناء المدارس وإعدادها، وحرية التعليم، وضرورة العناية بالمعلم الأوّلي (الابتدائي)، وكيفية توثيق الروابط بين التعليم النظري والحياة العملية، كما طرح بهذا الكتاب برنامجاً متكاملاً حول وجوه إصلاح التعليم، ومنها إنشاء مجالس إدارة تقوم على تنظيمه، وإعادة النظر في نظم تقويمه وامتحاناته، والعناية بمكتبات المدارس والكتب التعليمية المقررة، والبحث عن كيفيات إصلاح علوم العربية وتيسيرها، ويتصل بذلك ضرورة تنظيم الثقافة في التعليم وتوحيد برامجها بالقياس إلى الأقطار العربية كافة.. إلخ. 
فضلا عن هذا، قدم طه حسين أمثلة عملية على القيام ببعض هذه المقترحات التي قدمها لتطوير التعليم، من هذه الأمثلة ما ارتبط بدوره مسؤولاً عن التعليم وعن التدريس، ومنها ما تحقق خلال مشاركته في إعداد بعض الكتب المدرسية، ومنها كتاب (التوجيه الأدبي) الذي شارك في إعداده مع أحمد أمين وعبدالوهاب عزام وعوض محمد عوض، وهذا الكتاب يمثل نموذجًا رفيعًا على مستوى البساطة، وجودة المختارات التي اختارها من الأدب العربي القديم والحديث والآداب والفلسفات الغربية والشرقية، وهو في الحقيقة كتاب مناسب ومفيد للطلاب ولغير الطلاب أيضا.
كذلك أشار طه حسين إلى بعض العقبات التي تقف دون «العناية بتعليم اللغة العربية ليصبح ملائمًا للتقدم الذي ظفرنا به في التعليم المدني»، وقد رصد حضور هذه العقبات في مؤسسات تعليمية عدة، وقدم نص التقرير الذي رفعه هو، عام 1935، لوزير المعارف. وفي هذا التقرير أوضح تصوره حول ما ينبغي القيام به لإعداد معلم اللغة العربية ووضع مقرراتها، والمقترحات التي قدمها في هذا التقرير لا تزال مفيدة حتى الآن لمن ينظر فيها (ربط اللغة العربية بأصولها السامية، الانطلاق من سعة العقل وفهم الصلة بين الأدب العربي القديم والحديث، وضرورة الملاءمة بين التراث اللغوي وعقول الشباب في العصر الحديث.. إلخ).
وبالإجمال، فأغلب التصورات التي طرحها طه حسين حول تطوير التعليم وإصلاح اللغة، والأمثلة العملية التي قدمها في هذا الاتجاه، لا تزال قابلة للتأمل والتبنّي من أجل حلّ المشكلات التعليم في مصر وفي بعض البلدان العربية، وطبعا يمكن لهذه التصورات أن تتحول إلى برامج دقيقة منظمة، تشارك في تحقيقها وتنفيذها جهات عدة، تفيد من إمكانات العصر الحديث وأدواته التكنولوجية المتطورة والمتنوعة.

دور الأكاديمي داخل الجامعة وخارجها
وتتصل بدعوة طه حسين لتطوير التعليم، ممارسته داخل أسوار الجامعة وأدواره خارجها، ففي داخل الجامعة أرسى بعض القيم التي دافع عنها دائماً، مثل الإعلاء من شأن قيمة الحوار مع الطلاب، ومنحهم الحرية كاملة في التفكير والبحث، والاهتمام بتنمية ذائقتهم ووعيهم، وقد تحدث نجيب محفوظ، في تقديمه لطبعة من طبعات كتاب (رسائل طه حسين) عن حرصه، أثناء سنوات دراسته بقسم الفلسفة، على حضور بعض محاضرات طه حسين بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وذكر أنه «كان يربّينا تربية جامعية عظيمة»، وأنه «كان يقيم محاضراته على مشاركة الطلاب في تفسير النصوص الأدبية»، «فكانت الدراسة على يدي طه حسين (بكلمات نجيب محفوظ) متعة تربوية وفنية وجمالية جمالاً يفوق الوصف». 
وقريبًا من هذا المنحى، الذي يحتفي بمشاركة الطلاب، كان طه حسين يفسح مجالاً رحباً من الحرية لطلاب الدراسات العليا، وفي حوار مطول (نشر بمجلة «الكرمل» عام 1999) كنت قد أجريته مع واحد من تلاميذه المباشرين، هو الدكتور شوقي ضيف الذي كان طه حسين مشرفًا على رسالته للدكتوراه، تطرق الحديث إلى قراءة الدكتور ضيف لشعر أبي تمام، وفكرته حول «نوافر الأضداد» في هذا الشعر، وقد قال لي في هذا الحوار: «وعندما توصّلت إلى هذه الفكرة في رسالتي لنيل درجة الدكتوراه، قال لي أستاذي طه حسين: «يمكنك الآن أن تبدأ في طبع الرسالة»... على الرغم من أنني كنت لا أزال في منتصف الرسالة فقط»!
هذا عن ممارسة طه حسين داخل الجامعة، أما أدواره الكبيرة خارجها فليست بحاجة إلى تنويه؛ هو الذي خاض معارك فكرية مشهودة، وخاطب جمهوراً عريضاً بالكتابة في عدد كبير من الصحف والمجلات، وحرر وأشرف على بعض هذه المجلات، وشارك في عشرات اللجان، وأسهم في إنشاء مجموعة من المؤسسات الثقافية المهمة، المصرية والعربية والدولية، وهو بهذا كله كان يستكمل مهام الناقد الأكاديمي خلال القيام بأدوار تخاطب دوائر واسعة من غير الأكاديميين وتنفتح على المجتمع بكل أطيافه، فضلا عن الاهتمام بعلاقة هذا المجتمع بالمجتمعات الأخرى.
ويمثل التضافر بين عمل الأكاديمي داخل الجامعة وأدواره خارجها، درسًا مهمًّا يتجاهله كثيرون من الأكاديميين ممن يكتفون، الآن، بعملهم داخل أسوار الجامعة، كما أن بعضهم لا يهتم كثيرًا بأن يقيم تدريسه على الحوار والنقاش مع الطلاب، ولعل من المهم إعادة النظر في هذا.

قضايا متجددة
في كتاباته بوجه عام، توقف طه حسين عند عدد كبير من القضايا التي كانت مطروحة في زمنه، وبعضها يمتد من ذلك الزمن إلى أزمنة قديمة سبقته، كما يجاوز تلك الأزمنة جميعاً إلى زمننا الراهن وإلى أزمنة قادمة.
من هذه القضايا قضية التقليد والتجديد (التي طرحت بمسميات عدة أخرى: الاتباع والإبداع، النقل والعقل، الأصالة والمعاصرة، الثبات والتحول، التقاليد والحداثة.. إلخ).  وقد توقف طه حسين عند هذه القضية غير مرة، وناقشها من زوايا متنوعة، واستكشف جوانب عدة في تمثيلات كثيرة لها، بل وخصص لها كتابا تحت عنوان دال (تقليد وتجديد)، فيه تتبّع حضور هذه القضية خلال زمن طويل: في العصر الإسلامي وفي العصر العباسي وفي بدايات عصر النهضة، وحلَّل أبعادها في الأدب والسياسة. وطبعًا، في هذه القضية، انتصر طه حسين للتجديد الذي رآه أشبه بناموس أزلي من نواميس تطور المجتمعات.
ومن هذه القضايا ما يتصل بدور الأدب، وقد ألحّ طه حسين، في غير موضع وغير سياق من كتاباته، على أن الأديب «لا يعيش إلا بالناس ولا يعيش إلا للناس، منهم يستمد خواطره وآراءه، وإليهم يوجّه خواطره وآراءه»، كما أكّد طه حسين الصلة «بين الأديب وقرائه، أو قل بين الأديب المنتج والجمهور المستهلك، كما يقول أصحاب الاقتصاد»، (فصول في الأدب والنقد). وبمثل هذه العبارة استشرف طه حسين، في زمن مبكر، بعض التصورات التي سوف يهتم بها «علم اجتماع الأدب» في زمن لاحق، حول الظاهرة الأدبية وأطرافها، وحول نشر الكتاب الذي يعتبر، من زاوية ما، مرتبطًا بجوانب اقتصادية.
ومن هذه القضايا ما يتعلق بدور المرأة في الأدب وفي المجتمع عموماً، وقد أولى طه حسين عناية لكتابات المرأة، وكتب تحليلات نقدية لنماذج متعددة منها، في كتابه (فصول في الأدب والنقد) مثلا، كتب عن رواية قوت القلوب الدمرداشية (حريم)، وعن كتاب الكاتبة اللبنانية إمي  خير (سلمى وقريتها)، وكتاب جوزيه صيقلي (تاج البنفسج)، وكتاب جان أرقش (مصر في مرآتي)، وفضلا عن هذه العناية المبكرة بمثل هذه الكتابات التي سوف تشكّل تيارًا متناميًا في زمن لاحق، يتمثل في الأدب النسوي، فإن طه حسين هنا يتجه إلى الاهتمام بالنصوص الأدبية المكتوبة  بلغات أخرى (هي الفرنسية في الأمثلة السابقة)، وهذه ظاهرة متزايدة تستحق منّا الآن اهتماما أكبر.
كذلك توقف طه حسين عند قضية الصحافة ومدى التزامها بالحقائق، وحاجة الصحافة إلى «مرآة الغريبة الصافية المجلوة التي تعكس الحقائق كما هي»، كما اهتم بقضية حرية الأدب التي يجب مراعاتها؛ «فالأدب فيما أكّد في حاجة إلى أن يستقل، وإلى أن يكون حرّا لا يتملّق ولا يترضّى» (خصام ونقد).
الدروس والقيم التي ينطوي عليها مشروع طه حسين دروس عظيمة بحق.. وبعضها يلوح أشبه بـ «أمثولات» عابرة للأزمنة؛ تجاوز زمنها إلى أزمنتنا، وتخاطبنا نحن الآن كما كانت تخاطب من تلقّوا طه حسين في الفترة التي كتب فيها وأدّى أدواره خلالها.. ولعل هذه الدروس والقيم تجد منّا، على مستوى الهيئات والمؤسسات والجماعات والأفراد، عناية وحرصا على تنميتها واستكمالها، وتحقيق المزيد مما كانت تصبو وتطمح إليه ■