هل يتصدى مسرح الطفل لأزمة الطفل المعاصر؟ تساؤلات حول واقع مسرح الطفل العربي وهمومه

هل يتصدى مسرح الطفل لأزمة الطفل المعاصر؟ تساؤلات حول واقع  مسرح الطفل العربي وهمومه

مسرح الطفل هو السفينة التي تبحر بالطفل إلى تذوق الجمال والموسيقى والشعر والقصة واللغة، وتبحر به إلى شواطئ المعرفة والحكمة والحياة على اتساع ما فيها من تناقضات ومسؤوليات متنامية، وما بها من أعباء متزايدة تجدر مواجهتها. هذا ورحلة تطور مسرح الطفل لا تتوقف، لنجد أنفسنا مطالبين بالنظر إلى مهارات القرن الحادي والعشرين، المهارات الحياتية والفكرية والمعلوماتية والاتصالية، كالتوجيه الذاتي والشخصية المستقلة والمتعاونة وذات القدرة على تحمل المسؤولية.

 

وتمتلك المعرفة والتفكير الناقد والإبداعي وجمع وتحليل المعلومات والاتصال الفعال، وقدرة التعايش والحوار والتفاوض وقبول الآخر.
هي أمور حتمية إزاء التأثيرات السلبية المتنامية التي تتجاوز تأثيرها الإيجابي، فيما يتعلق بتحديات العصر الرقمي المؤثرة على شخصية الطفل ومسرح الطفل معًا، حيث قدرته على صناعة الدهشة واستمراريتها أمام سطوة وتوظيف التكنولوجيا الرقمية، كغمر الطفل VR بالألعاب، وألعاب الذكاء الاصطناعي، والسيطرة عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو طبيعة الأسرة التي لا يجد فيها الأب أو الأم وقتًا كافيًا للقيام بأدوارهما تجاه الأبناء، أو حاجتنا إلى بناء قدرات ومهارات طفل الغد في ظل سيطرة الشركات العابرة للقارات، وخلخلة القيم والنزعة الاستهلاكية، والتأثير على الهوية العربية بفضل سيطرة الميديا العالمية.
إذ تؤثر التقنيات الرقمية على حياة مئات الآلاف من الأطفال ومستقبلهم، بالانسحاب الاجتماعي، أو الاغتراب، أو العنف، أو الاعتداء الجنسي، أو الانتحار أكان بسبب التنمر عبر الإنترنت أم الألعاب، أم إدمان الشاشات.
وتؤثر على الإدراك والتعلم والتنمية الاجتماعية العاطفية، التي حذر منها تقرير اليونسكو 2017م المعنون بـ«الأطفال في عالم رقمي» فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة هم ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم، ومعدل استخدام الأطفال دون 15 سنة مماثلًا لمعدل البالغين فوق 25 سنة.
ومن هنا تثار العديد من التساؤلات حول المسرحيات التي يتم إنتاجها للطفل العربي المعاصر، أو كيفية دمجه في المسرح باعتباره أباً الفنون، ومنها:
● ما مدى وجود أفكار وموضوعات تلبي احتياجات الطفل المعاصر؟
يتحقق يوميًّا وعبر اتساع الأرض العربية العديد من أهداف مسرح الطفل كالمتعة وزيادة قابلية التوعية، وتنمية حاسّة التذوق الفني والجمالي وتنمية الشخصية وغرز القيم والمهارات اللغوية، والتواصل، وغرز روح السلام والمشاركة وغيرها.
لكن هناك أهدافاً أخرى ينبغي بذل جهود أكبر تجاه استيعابها تتعلق بمواجهة مشكلات الطفل المعاصر، ومواجهة التأثيرات السلبية المتنامية للتقنيات الرقمية، وكذلك تلبية مهارات القرن الحادي والعشرين.
قد ينقصنا توجيه الكتاب بشكل أكبر ما هو مبذول، وهنا تجدر الإشادة بالجهود المميزة للهيئة العربية للمسرح بالشارقة، التي تعمد لعقد مسابقات تأليف لمسرح الطفل، ولكن ينقصنا العناية بإنتاج تلك المسرحيات الفائزة أو الجيدة، التي لا نعرف ما السبب الذي لا يجعل هناك إقبالاً على إنتاجها.
كذلك الالتفات لإنتاج المسرحيات الجيدة المنشورة، التي تلائم المساحة والإنقرائية للطفل، أو ما تبذله الهيئة المصرية العامة للكتاب والمركز القومي لثقافة الطفل من إصدار بعض الأعمال المسرحية المتميزة.
ولا ننسى الجهود الرائعة لسلسلة المسرح العالمي الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كإصدارها كتاب «من روائع مسرح الطفل الروسي»، خصوصًا وما يتعلق بضرورة عدم حرمان الطفل من جهود كبار الكتاب، لوجود قضايا إنسانية مشتركة في كل أنحاء العالم، ومن ثم أهمية الانفتاح على التجارب المتميزة، والالتفات لإنتاجها عربيًا لتزداد الفائدة.
ومن تلك النماذج الإيجابية الجيدة، ونشير إليها كمثال، مسرحية «مريم والنسر الذهبي» للدكتور فاضل السوداني التي فازت بجائزة الهيئة العربية للمسرح، وخلالها سنجد كيف يتصدى الكاتب من خلال البطلة وهي الطفلة مريم لمشكلة تواجه الأطفال في انشغال الوالدين في أعباء العمل وسطوة الميديا الجديدة، إلى جانب معاناة الأطفال من أخطاء التربية كالعنف والحرمان من الخيال والاستبعاد من اتخاذ القرار.
وفي الوقت ذاته تسعى المسرحية لأن تعطي الطفل المساحة التي يتمناها وهي حق له، وذلك من خلال الحوار بين البطلة وشخصيات المسرحية، أو بينهم وبين الجمهور من الأطفال.
تسعى مريم للتخلص من وحدتها بسبب انشغال والديها عنها، وتعاملهم معها كطفلة، ومنعها من اتخاذ أي قرار، أو عمل أي شيء بحجة الخوف عليها، وتضطر للجوء لعالم الفنتازيا، لتسافر بصحبة الخيال الطفولي إلى عالم آخر مع أصدقائها من الحيوانات والطيور، وبصحبة شخصية جحا التراثية الكوميدية الشيقة واللطيفة.
هذا يحدث عبر شخصيات لوحة صادفتها في زيارتها مع زملاء المدرسة إلى المتحف، وهناك وعبر الرحلة تكتشف عالم الخيال، وتجد بأن أي مشكلة يمكن أن تحل بالصداقة والحب والتسامح ومساعدة الآخرين.
بهذا يرتكز العرض المسرحي، على شخصية طفل الغد الذي ينبغي له امتلاك القيم التي تهدرها أخطاء التربية، وخلال العرض سنجد للطفل تنفيسًا عمّا يعانيه، ومواجهة لسطوة الميديا الغربية بالغرائبية المدهشة، هذا إلى جانب ضرورة ارتكاز الطفل على ذاته في ظل غياب النموذج والقدوة، وصعوبة إيجاد المساحة اللازمة لنمو شخصيته لتحديات أكبر مما يواجهها جيلنا أو الأجيال السابقة، فنحن بحاجة لأطفال لديهم صلابة غير عادية لمواجهة تحديات غير عادية، وإلا خسرناهم.
● كيف يمكن لمسرح الطفل استشراف المستقبل؟
يذكر عبد الكريم برشيد في كتابه «التأسيس والتحديث في تيارات المسرح العربي الحديث» أن الإبداع هو بالأساس عين مفتوحة على الآني والآتي، حقًّاً إن لهذه العين ذاكرة موصولة بالماضي، ولكنها تبقى في جميع الحالات والمقامات ذاكرة حية ومتحركة، وتظل فاعلة ومنفعلة ومتفاعلة، وتملك أن تسير بين نقطتين مختلفتين حد التناقض، بين ما كان وما سيكون.
لهذا لا يمكن لكاتب مسرح الطفل ألا يعمد لتثقيف نفسه بمطالعة الدراسات المستقبلية في مختلف العلوم، بنفس قدر اهتمامه بالتراث والقضايا المعاصرة وإشكالياتها المتعددة في المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والتكنولوجية وغيرها، لأن في ذلك الوقود الذي يمكنه من تحريك آلة الكتابة التي في يديها بشكـل واعٍ، وحينها لا ينقصه إلا شحذ خياله والانطلاق لآفاق رحبة ومتسعة غير محدودة، لأنها ستستند لكثير من المعلومات والمفاهيم المهمة، وأرضية خصبة من المعرفة التي يمكن تطويرها بالخيال.
● ما أبرز المشكلات السائدة في مسرح الطفل المعاصر؟
يشير محمود أبو العباس في كتابه «بوابات المسرح» لمشكلة في كثير من نصوص مسرح الطفل التي تتكئ على الرمز كثيرًا، ومن ثم تترك النص فضاءً مفتوحاً لدلالات معقدة ومتعددة، ما يدخلنا في نفق التشويش الذي لا يلائم الطفل بطبيعة الحال، وفي الوقت ذاته أهمية تجنب التحليل النقدي الذي يصطدم بعقبات جمة ومؤثرة على أسلوب التلقي عند الطفل، ويمكن تلافي ذلك في إمكانية اللجوء إلى عوالم الحيوانات والدمى، ومن خلال التشويق عبر وسائل تشكيلية تستخدم الضوء واللون والمساحة.
بحيث يتم التأكيد على الحس الارتجالي عند الطفل وفق أفكارهم حتى لا يتحول إلى قيد على الأفعال التي تولد مهارات حياتية تبدأ باللغة ولا تنتهي بالحركة، وبالتالي ضرورة إنتاج جماليات تقرب الطفل من الحس التعبيري المشارك من خلال تلقائية تعمل على إنتاج أفعال يمكنها أن تكون له معين معرفي في المستقبل.
لكنها ليست تلك فحسب، بل يمكنك أن تلاحظ بسهولة أيضًا عدم الالتفات لأهمية مسرح الطفل وذلك بنظرة عابرة إلى تعداد مهرجانات وملتقيات مسرح الكبار، في مقابل ندرة مهرجانات مسرح الطفل، بل وحتى في الجوائز أو حجم العروض والمسارح المخصصة على اتساع بلدان الوطن العربي، أو غياب إنتاج المسرح العالمي للطفل، بينما توافر المسرح العالمي للكبار بشكل لافت للنظر.
وفي مصر على سبيل المثال، يمكنك مشاهدة أسابيع للمسرح التجريبي ومسارح الأقاليم للكبار فقط، ولا نجد ذلك في مسرح الطفل، بل وغياب عروض مسرح الطفل عن الخريطة الجغرافية، حتى لا تجده في محافظة خارج العاصمة إلا مرة واحدة في العام، بفضل مركزية الهيئات المعنية بمسرح الطفل في العاصمة رغم أنها لا تضم إلا عشر السكان، هذا إلى جانب الملاحظات عن نوعية العروض المسرحية المقدمة وموضوعاتها.
● ما الثوابت التي لا تتغير بين مسرح الطفل بالأمس ومسرح الطفل المعاصر؟
قبل أن نتناول ما يمكننا فعله، يمكننا الوقوف عند الثوابت التي لا تتغير بين مسرح الطفل بالأمس واليوم، وهي ضرورة أن يجمع بين اللعب والمتعة، إذ اللعب هو أول طريق للاستكشاف وللمعرفة والدراما، وهو طريق للتأديب والهداية والتوصل إلى سلوك أفضل، خصوصًا وحب الأطفال للعب التخيلي هو ظاهرة نفسية وصحية، وعلاج سهل للتنفيس عن عقد قد نشأت من الواقع، ما ييسر للأطفال سبل الاعتدال في السلوك.
فالمسرحية لعب تخيّلي، ويمكن مناقشة أحداثها مع الأطفال، أو إجراء محاورات مع شخصيات المسرحية، لتمثل للأطفال دور الأم والأب والمدرس والجد والعسكر والحرامية، أو أن نجد اللعبة بأشكال أخرى داخل النص السردي، وعبر استغلال توظيف قدرات البطل والشخصيات الرئيسية أو المساعدة.
إنها الألعاب التي لا تقف عند معناها المجرد والشائع، فمفهوم اللعبة فضفاض، إذ هو نشاط يتم تطويره بواسطة فرد أو أكثر، وبرغم كونه مسلياً ولطيفاً، إلا أنه يستهدف تنمية المهارات والقدرات الفكرية والحركية أو الاجتماعية، وبالتالي يساهم في التربية والتنشئة الاجتماعية.
● البداية: ما مدى مسؤولية مسرح المدرسة عن تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي؟
لمسرح الطفل المدرسي أهمية كبيرة تجاه تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي، ومن ثم ضرورة صعود مسرح المدرسة لدرجات مسرح الطفل، وإذا كان هناك من يقلل من دور مسرح المدرسة أو المسرح التعليمي كاعتبار جينليس بأنه ليس ضمن مسرح الطفل، لكونه يعمد لتيسير المناهج والمعلومات سواء تاريخية أو جغرافية أو شخصيات أو علوم.
لكنني أرى أن في ذلك قسوة على مسرح المدرسة الذي يمكنه تجاوز ذلك، وبالتالي لا يجب أن تتوقف جهود تطويره، بما في ذلك استغلال قدرات الشعراء في تأليف مسرح شعر غنائي بلغة مبسطة لتتناول حقائق الجغرافيا والتاريخ والعلوم والشخصيات وغيرها، أو أن يكون مسرح طفل متكاملاً عبر تسريب العلوم داخل قصص شائقة، وأحداث مثيرة، وحبكة قوية، وخيال غير محدود، وباتاحة مساحة لمشاركة الطفل.
هذا الذي يحتم ضرورة تواجد المسرحيين المحترفين أو الاستعانة بهم لتأهيل الأطفال داخل المدارس، لأن مدرس النشاط لن تكون لديه تلك الخبرة الكافية لاكتشاف المواهب ورعايتها، وتنمية المهارات وغرز الذوق المسرحي والتدريب على التمثيل الاحترافي أو لغة المسرح، وغيرها من عوامل تحتاج لممارسين محترفين مؤهلين للأخذ بيد الأطفال إلى هذا العالم الكبير.
● كيف يمكن لمسرح الطفل أداء دوره تجاه تنمية ذكاء الطفل؟
سبق وتناول الدكتور إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي في كتابه «الذكاء وتنميته لدى أطفالنا» إن الذكاء عملية ديناميكية وليست استاتيكية، عملية مكتسبة وليست متوارثة، فالذكاء قابل للنمو والتطوير من خلال وسائط متعددة، وفي ذلك مسرحيات الأطفال إذا أحسن إعدادها لتكون مؤثرة للغاية في نفوس الأطفال، والمساهمة في التنمية العقلية والتأثير التربوي، ونضج شخصية الطفل، التي لها مواصفات متعددة للوصول لعقل الطفل.
سواء أكان ذلك من ناحية الديكور والمناظر التي تشحذ الخيال، أم ملاءمة اتجاهات الطفل وميوله، كمخاطبة عقل الطفل، وروحه التي تميل للتسلية والفكاهة والتشويق والإثارة، وفي الوقت ذاته تنمية قدرة التعبير عن النفس وعن البيئة، وزيادة الحصيلة اللغوية، والمساهمة في تنمية ملكة التذوق الفني والأدبي، والتأكيد على المثل العليا، وتعويدهم على الآداب والسلوك بطريقة مشوقة مطبقة على خشبة المسرح.
● هل تهتم المؤسسات الثقافية بعقد ورش تدريبية احترافية للأطفال؟ 
لا شك من أهمية انتشار الورش المسرحية وألا تكون قاصرة على المدرسة في ظل ما ننشده لمسرح للطفل المعاصر، كذلك ألا تكون قاصرة على الفرق المسرحية التابعة للمؤسسات الثقافية، لكن يجدر أن تنتقل للأطفال في القرى والمدارس والمواقع المختلفة، لأن المؤسسة الثقافية لديها قدرة أكبر تجاه تأهيل الأطفال، ومراعاة طبيعتهم العمرية، إلى جانب إمكانياتها الكبيرة تجاه تدريب وتأهيل الأطفال على فن التمثيل والإلقاء المسرحي والمعرفة المتقنة بفنون الرسم والمناظر والإخراج والإدارة المسرحية، وفي موضوعات متسعة لا تقتصر على مناهج المدرسة.
ويجدر هنا تناول بعض التجارب المتميزة، كالتالي يستعرضها محمود أبو العباس في كتابه «بوابات المسرح» عن محاولة ناجحة تم تنفيذها في دبا الفجيرة بالإمارات، والتي تم اختيارها لكونها مدينة تقع على الساحل وتتسم بالبساطة وعذوبة الهدوء، وتحافظ على الكثير من العادات والتقاليد، وبالتالي تصلح كمجال تفاعلي لإطلاق الموهبة.
وتبدأ هذه الورش بتخليص الطفل من الخجل، ثم محاولة استثمار ما عنده من طاقة أدبية وفنية، مع مراعاة التقسيمات السيكولوجية للفئات العمرية للأطفال، وخلالها يتم إشراكه في عملية التفكير، وبالتالي إبطال المفعول السحري للتلقين، وهذه الورش يشارك فيها الأطفال بتلقائية لتوفر له فضاء وأدوات عشوائية تدعوه لتنظيمها عبر لعبة درامية.
● ما القواعد التي يمكن تطويرها؟ 
ما يلفت انتباهي كثيرًا، ندرة توجه الكتاب للاستفادة من الروايات العالمية والعربية وإعدادها لمسرح الطفل، وتبسيطها للطفل والنشء، إلى جانب روايات اليافعين والأطفال ومسرحتها، وأيضًا تحويل القصص الرائعة التي يمكن أن تصير نصوصاً مسرحية أكثر من رائعة، ومثمرة في بناء أبناء الوطن العربي.
كما ينبغي توافر الدراماتورج المحترف بأنواعه، للعناية بالإعداد والبحث والتطوير والتحليل والتوجيه في الإنتاج والسرد والإخراج، بجانب مراعاة تطور السينوغرافيا في مسرح الطفل بدرجة أكبر من تلك المتوافرة لدى مسرح الكبار، خصوصًا والتطور الدائم في التقنيات الحديثة لإبهار الطفل والإمساك بدهشته وتجديد الدهشة لديه طوال العرض المسرحي.
فالأطفال لديهم شغف أكبر تجاه متابعة الحركة والصوت معًا، ويتأثرون بشكل أكبر بالمفاجآت التي يمكن أن يحدثها السنوغراف، بجانب إمكانية استغلال تقنيات الألوان لعلاقتها بالحالة النفسية للطفل، أو مراعاة الحركة المغايرة وتأثيرها على إدراك الطفل، فضلًا عن تقنيات الاتصال والتلقي كالسينما والتلفزة داخل العروض المسرحية.
● ما مدى إمكانية استغلال ثورة الاتصال لضمان وصول مسرح الطفل لكل الأطفال؟
هنا تساؤل سبق وطرحه الدكتور مشهور مصطفى لمسرح الكبار، ولكنها تنطبق على مسرح الطفل كما غيره، وهو إيجاد وسيلة اتصال تستطيع أن تصل بالمسرح لكل طفل، وهنا يمكننا الإشارة لدور المدرسة والأسرة ومؤسسات التنشئة والثقافة، وبالطبع الهيئات المعنية بالمسرح والتي يفترض بها العناية بذلك، لتلافي المركزية وصعوبة الوصول لأطفال القرى والمناطق البعيدة بالوطن العربي، وأيضًا لكسر المركزية التي تنعم بها العواصم العربية، إذ كثير من العروض لا يتم توفيرها أو ترويجها عبر الميديا الجديدة أو بإمكانية استغلال الفيديو كونفرنس بالمدارس للحث على وصولها لعدد كبير من أبنائنا.
● كيف يمكننا تقويم تجاربنا في مسرح الطفل؟
يعاني مسرح الطفل كما غيره من ضعف الحركة النقدية، وندرة المعاهد والمؤسسات المتخصصة، إلى جانب الخبراء والمتخصصين.
كما نحن في حاجة ماسة لتوجيه الدراسات الأكاديمية وإدارات المسرح إلى إعداد قياسات الرأي للأطفال أنفسهم كجمهور متلق للمسرح، فمن خلال الأطفال يمكننا التطوير ليلائم التغييرات التي تحدث في شخصية الطفل، فلا يمكننا الركون لسمات الأطفال وخصائصهم التي كانت منذ عشر سنوات■